العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-16, 04:32 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


من فضائل كظم الغيظ

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضائل كظم الغيظ
كظم الغيظ،فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم لتقوى الروابط وتتآلف القلوب،ولننال رضى الله وجنته،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال،لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه ، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو،فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك )رواه مسلم،
ومعنى (لا يتمالك) أي،ليس لديه القدرة على أن يملك نفسه عند الغيظ والغضب،أولا يملك دفع الوسواس عنه،
ومما يروى في هذا الصدد، أنه كان للمأمون،الخليفة العباسي ابن هارون الرشيد خادم، وهو صاحب وضوئه، فبينما هو يصب الماء على يديه إذ سقط الإناء من يده، فاغتاظ المأمون عليه، فقال،يا أمير المؤمنين،إن الله يقول(وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ)فقال المأمون،قد كظمت غيظي عنك، قال(وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ)قال،قد عفوت عنك قال(وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)قال،اذهب، فأنت حر،
فما أعظمها مِنْ سُنَّة، تنفعنا في الدنيا بهدوء الحال، وتنفعنا في الآخرة بطيب المآل،
من فضائل كظم الغيظ،
الرحمة بالمخطئ،واللين معه والرفق به،فلا بد من تربية النفس على الرضا،والصبر، والمسامحة، والإنسان يتحلّم حتى يصبح حليماً،قال تعالى، لنبيه محمد،في سورة آل عمران(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)
وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي،أن الناس يجتمعون على الرفق واللين،ولا يجتمعون على الشدة والعنف،
وَشَتَمَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ له الشَّعْبِي،إنْ كُنْتُ كمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي،وَإِنْ لَمْ أَكُنْ كَمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَك،
وشتم رجل معاوية شتيمة في نفسه،فدعا له وأمر له بجائزة،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،رضي الله عنهما،أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم،أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْر،قَال(تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِف)أخرجه البخاري،ومسلم،
لهذه التحية معان،ففيها معنى السلام،أن تسلم مني،من لساني ومن قلبي ومن يدي،فلا أعتدي عليك بقول ولا بفعل،وفيها الدعاء بالسلامة،وبالرحمة،والبركه،هذه المعاني الراقية التي نقولها بألسنتنا علينا أن نحولها إلى منهج في حياتنا،وعلاقتنا مع الآخرين،
سعة الصدر وحسن الثقة،من الأسباب التي تدفع أو تهدئ الغضب،قال بعض الحكماء،أحسن المكارم،عفو المقتدرِ،قال يوسف لإخوته بعد ما أصبحوا في ملكه وتحت سلطانه، سورة يوسف(قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
شرف النفس وعلو الهمة،بحيث يترفع الإنسان ويسمو بنفسه فوق هذا المقام أي،لابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة، فيُسفر وجهك،وتقابلها بابتسامة عريضة،وأن تدرِّب نفسك على كيفية كظم الغيظ،إنّ جرعة غيظ تتجرعها في سبيل الله سبحانه وتعالى،لها ما لها عند الله عز وجل من الأجر والرفعة،
فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيه،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،قَال(مَنْ كَظَمَ غَيْظاً،وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَه،دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل،عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاء) رواه أبو داود،والترمذي،وحسنه الألباني،
والكلام سهل وطيب وميسور ولا يكلف شيئًا،
طلب الثواب عند الله،في حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم،
من الطائف،عن عائشة رضي الله عنها،أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم،يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد،فقال،أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال،إن الله عز وجل،قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم،قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال،يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم،بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً)أخرجه البخاري ومسلم،
التدرب على الصبر والسماحة،وهي من الإيمان،فمرّن القلب على كثرة التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس،
عود قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم،سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك،انهمك في دعاء صادق لله سبحانه وتعالى، بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم،ستجد أنك أنت الرابح الأكبر،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم،ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)أخرجه مسلم،
فقلبك الذي ينظر إليه الرب سبحانه وتعالى،احرص ألا يرى فيه إلا المعاني الشريفة والنوايا الطيبة،اغسل هذا القلب،لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء، والذكريات المريرة ،
قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم،فإن الجهد الذي تبذله في الرد على من يسبك لن يعطي نتيجة مثل النتيجة التي يعطيها الصمت،فبالصمت حفظت لسانك,ووقتك, وقلبك،والكلام والأخذ والعطاء، والرد والمجادلة تنعكس أحيانًا على قلبك، وتضر أكثر مما تنفع،
رعاية المصلحة،ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم،على الحسن رضي الله عنه بقوله(ابني هذا سيد،ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)أخرجه البخاري،
فدل ذلك على أن رعاية المصلحة التي تحمل الإنسان على الحرص على الاجتماع, وتجنب المخالفة هي السيادة.
حفظ المعروف السابق, والجميل السالف،ما أعظم كلمة الشافعي رحمه الله(إن الحر من راعى وداد لحظة أو انتمى لمن أفاده لفظة)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(حسن العهد من الإيمان )حديث صحيح على شرط الشيخين،
اللهم اجعلنا من عبادك الحليمين الكاظمين للغيظ والعافين عن الناس وبشر الصابرين.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "