عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-11, 10:04 PM   رقم المشاركة : 9
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


خامسا:
مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982م:


اتفق المبعوث المبعوث الأمريكي [فيليب حبيب]
مع النظام الصهيوني من جهة والأنظمة العربية
المعنية من جهة أخرى
على إخراج منظمة التحرير
وقواتها التي تربو على إحدى عشر ألف مقاتل من لبنان.



وصورت أجهزة الإعلام العربية المشبوهة
الاتفاق على أنه انتصار للمنظمة وهزيمة
منكرة للعدو الصهيوني،
وإسرائيل لا تريد في تلك
المرحلة أكثر من خروج المنظمة وقواتها العسكرية من لبنان.




وخرج البطل ياسر عرفات [كما يصوره أتباعه]
وشركائه من لبنان وتركوا وراءهم النساء
والشيوخ والأطفال العزل
.. تركوهم بين اليهود
والكتائب والباطنيين،
وزعموا –
عليهم من الله ما يستحقون – أنهم حصلوا
على ضمانات بسلامتهم من الولايات المتحدة
وجهة عربية أخرى صديقة للولايات المتحدة
..
وهم الذين يقولون في كل مناسبة:
(الولايات المتحدة الأمريكية أكثر يهودية من اليهود).




وبعد خروج منظمة التحرير
من لبنان تم تنفيذ حلقة أخرى
من حلقات المؤامرة،
حيث تم اغتيال الرئيس
اللبناني
المنتخب بشير الجميل،
وثبت فيما بعد أن حزب القومي السوري هو
الذي نفذ العملية بتكليف
من النظام النصيري السوري
.





والحزب القومي السوري الذي يسمى
الآن بالحزب السوري الاجتماعي
– أسسه أنطون سعادة
وهو حزب طائفي دموي استعماري
ينادي بوحدة سوريا الكبرى
ولا يؤمن بالقومية العربية
.
واليهود السوريون
جزء من الأمة التي يعتز بها أنطون سعادة.




وحزب البعث من ألد أعداء الحزب القومي السوري
غير أن حافظ الأسد وطائفته متورطون
في هذا الحرب المشبوه،
وقد قام الأسد بالإفراج عن قادته كعصام المحايري
وغيره وأعطاه صلاحيات واسعة في لبنان.




وفي الفترة الأخيرة أخذ الأسد يلمع قيادة هذا الحزب
ويعدهم لدور ما، ومما لا شك فيه أن أعوان أسد في
حزب البعث من غير أبناء الطائفة النصيرية
يتوجسون خيفة من تعاون زعيمهم مع الحزب
القومي السوري المعروف في بلاد الشام
.





المهم أن مقتل بشير الجميل في تلك الفترة
يعني بأن الكتائبيين والقوات اليهودية التي
تحتل لبنان وبيروت بذات
سيسحقون الفلسطينيين
في مخيماتهم، وحافظ الأسد أول من يعرف هذه الحقيقة
.



وإذا كنت عند كتابة هذه الأسطر لا أملك أدلة كافية ..
ففقدان هذه الأدلة لا يمنعني من إبداء
وجهة نظري التي تتلخص فيما يلي:





(إن عملية قتل المجرم بشير الجميل لم تكن عفوية
بحال من الأحوال
، والحزب الذي نفذ العملية
يرتبط بصلات وثيقة مع النظامين النصيري
واليهودي
، وهذان النظامان لا يؤيدان وجود
رئيس قوي يحكم لبنان ولو كان مجرماً لأنهم
يخشون من التفات اللبنانيين حوله،
وخلال
مدة حكمه القصيرة وقعت خلافات بين بشير
الجميل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى،
أما عداوة النظام السوري له فمعروفة وأكيدة.)





وإذن لا بد من قتله، والذي أتوقعه أن النظامين:
اليهودي والنصيري قد خططا معاً لتصفية
رئيس الجمهورية اللبنانية بشير الجميل
..
ومع ذلك لا أملك أدلة، ولكنها
رؤية وسوف يأتينا بالأخبار من لم نزود.




الهامش

(1) انظر كتاب عرفات إرهابي أم صانع سلام.

(2) مأساة لبنان، جوناثان راندال [عن الرأي العام 20 نوفمبر 1983م].

(3) صحيفة القبس الكويتية 13 أبريل 1976م.

(4) المقصود قوله: إني طبيب ولست سياسياً أو عسكرياً.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,







شاهد من العصر
عاصرو هذه الأحداث المريرة

يتقطع قلبي وانا على بعد مايقارب الثلاثين

عاما فما بالك بمن شاهد الاحداث مباشرة!!









الحلقة الرابعة
مخيمي
:شهـــود المذبحــــة(1)

اقتحمت القوات الكتائبية واليهوديةصبرا وشاتيلا

بعد مقتل بشير الجميل ...

وارتكب الأوباش مجزرة رهيبة
تذكرنا بمجزرة حماة التي سبقتها بقليل.



وفي هذه الأسطر القليلة، سوف أترك المجال لنفر م
ن شهود المجزرة يتحدثون عما رأوا وسمعوا:





الشاهد الأول:
سلمان الخليل المسؤول عن دفن الموتى

قرب صبرا وشاتيلا.



قال سلمان:

(وقعت المجازر يوم الأربعاء، وفي المساء أخذت
الجرافات تدفن الضحايا بدون صلاة

ولا تكفين ولا غسيل. الدفن جماعي.





ولم يعرف أحد أي شيء عن الجثث، لم
يتعرف يومها أحد على جثة كان قسم منها لونه أسود،
وقسم آخر منفوخ بفعل الشمس. كان الآباء

والأمهات يأتون إليَّ بصور أبنائهم وذويهم كي أتعرف

عليهم لكني لم أكن أفلح في ذلك.





دفنت في يوم واحد عدداً إجمالياً 113 جثة

في سبعة خلجان حفرتها الجرافات، وفي إحدى
المرات كان شاهداً على الدفن السفير الفرنسي.
وكان حاضراً أيضاً الصليب الأحمر والجيش اللبناني
والدفاع المدني وكشافة الرسالة والمقاصد.
كان السفير الفرنسي يبكي.

رأيته يبكي بعيني.

كنت في حالة صعبة

كالضائع أذهلني المنظر(2).




وعندما دخلت إلى المخيم رأيت [
اللحم ملزق على الحيطان].

وتستطيع أن تقول كل أساليب القتل قد استخدمت الساطور،
البارودة، الرصاص، العصي، كاتم الصوت،
هناك مساحة لاحظتها وهي عبارة عن 200م

فيها كثافة دماء حوالي 2ملم – 3ملم مع آثار شعر
وأحذية، قيل لي

أنه في هذه المساحة قد تجمعت حوالي 40 جثة،
نقلت جميعها قبل يوم واحد بالجرافات.





والذين هربوا صوب الغبيري أو صوب الشرق

نجوا من القتل، والذين هربوا صوب المدينة الرياضية

أو صوب القرى قتلوا أو اعتقلوا والدليل على ذلك أننا دفنا

70 جثة قتل أصحابها في محلة الرمول بالقرب من المدينة
الرياضية كان يوجد هناك قوة كبيرة جداً من المسلحين.





يوم الاثنين التالي والأيام اللاحقة للمجزرة،
كنت أصلي على الجنازات من الساعة الرابعة

صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً.

كانا يزودونا بكمامات تفادياً للروائح الكريهة، ساعدتنا شركة

[أوجيه لبنان] بتقديم الآليات والجرافات.






كان عمق الخليج الذي نحفره مترين ونصف

المتر وطوله حوالي ثلاثين قدماً، وكنا نضع كل

خمسة جثث فوق بعضها البعض، ونرمي فوقها الكلس

والتراب خوفاً من انتشار الروايح المنبعثة منها،
ووضعنا أيضاً الأطراف المقطعة من الجثث.
أما الأسماء فإنها كانت موجودة مع الصليب الأحمر،

ولم تنشرها الصحف لأن الصليب الأحمر
كان يخشى من إثارة الرأي العام.








لقد صليت وحدي على 6000 جثة،

وهناك ألفا جثة دفنتها الجرافات دون أن أصلي عليها،

والجثث المدفونة جماعياً موجودة في مقبرة على

مداخل شاتيلا مسورة، ومساحة المكان تبلغ
ما يقارب 1500 متر مربع.





لقد ذُهلت عندما صليت على 113 جثة يوم ا
لأحد بعد المجزرة في مكان واحد، بعدها صرت
كالضائع لاأقوى على مخاطبة أحد، تأثرت كثيراً
عليهم لأول مرة في حياتي أرى 113 جثة،
لم أكن قادراً على البكاء كي أموه على نفسي.





لقد كان عدد الرجال أكثر من عدد النساء،

وكان بين الضحايا من كان عمره 90 سنة،
وما زالت صورته حتى الآن في ذهني، كانت ذقنه طويلة،
ومن بين الذين دفناهم أطفال أعمارهم بين 6-7
سنوات ونساء من مختلف الأعمار،
كانوا يقتلون كل شيء يتحرك أمامهم.













الشاهد الثاني: فاطمة، عمرها 30 سنة، فقدت في المجزرة أهلها.

* أين كنتِ عندما وقعت المجزرة؟

- بالقرب من المدينة الرياضية، رأيتهم بعيني ينزلون،

كانوا مثل الجيش اللبناني، وكانت إسرائيل وراءهم،

على زنودهم شارة الكتائب اللبنانية، كانوا شباباً تتراوح أعمارهم بين

20 و25 و27 و30 عاماً.





تكمل روايتها :
بعد قليل تفاقمت الصحة وخرجنا تحت

الرصاص، وتركت منزلي وفيه أغراض بـ 15 ألف

ليرة كلها راحت .. صاروا يضربون علينا

هاون صغير وأنا لا أخاف من الهاون انبطحنا في

الأرض فأصيب زوجي بشظايا الحجارة فحملته على ظهري
وركضت صوب مستشفى غزة وبقيت معه في المستشفى ..
هناك بدأت أفواج الجرحى تتوافد. رأيت ولداً صغيراً
جسمه ملئ بالشظايا وغيره كثيرين .. خفت على

أولادي، فعدت إلى المنزل وما أن وصلت

حتى أطلقوا النار علي فلم أصب، لكني سرعان

ما غادرت البيت إلى (زاروبة) مجاورة صوب

منزل أهلي فوجدتهم كلهم مقتولين وجيران أهلي وغيرهم كثيرين ..
امرأة حامل فتحوا بطنها، وامرأة أخرى في شهرها

الرابع قتلوها على باب الملجأ .. ناس لبنانيين حاملين
أعلام بيض قتلوهم .. نسوان أخوتي قتلوهم ..
أخي الكبير كان يحمل القتلى والجرحى ويساعد الناس قتلوه ..

أمي كانت تحمل 78 ألف ليرة قتلوها .. نسوان قطعوا

لهم أياديهم من أجل أساور الذهب وقتلوهم ..
كانوا مخدرين يأخذون حقن مورفين في عروقهم.










الشاهد الثالث: فهيمة محمود السعدي،
عمرها 24 سنة متزوجة فلسطينية من مخيم صبرا،

وزوجها من بيت القاضي، وقد نكبت عائلة القاضي،
وقتل منها عدد كبير في مخيمي صبرا وشاتيلا.

تتحدث فهيمة كيف تم اعتقالها كيف تم اعتقالها

مع عدد من أهلها، وما تعرضت له من تعذيب،
وإهانة، وكيف تم فرز الناس ..

وتمضي في حديثها فتقول:

النساء اللبنانيات ذهبن إلى مكان يقع بالقرب

من السفارة الكويتية، وكان المسلحون هناك
(ينفلون نفل وكأن القيامة قائمة)،
وقالت لي يما بعد إحدى الأخوات اللبنانيات

أن المسلحين كانوا (شربانين) .. بعد ذلك جاءت بهن
إلى تجمعنا وقالوا لنا كل شيء سيسير على ما يرام،
فمن له علاقة بالمنظمات، سنعتقله والذين لا علاقة لهم سنتركهم ..
في هذا الوقت جاءوا بامرأة وزوجها من صبر
ا وكان حالتها (يوقف شعر الرأس) سألناها

عن الأمر فالت: (قتلوا كل الشباب الواقفين في أول صف

في صبرا عندها ارتفع العويل والصراخ بين النساء
وسادت حالة من الهستيريا ..

فهجم علينا أحد المسلحين

وقال: التي تريد أن تكمل الصراخ فلتأتي إلى

هنا وستصبح عاطلة


(ما بدي ولا كلمة. اسكتوا كلكم)
وسألنا من أخبركم بالأمر فلم نجب لأنه قد يقتلها خصوصاً
بعد أن قتل زوجها وثلاثة من أولادها أمام عينها.
الساعة السابعة مساءً قالوا لنا الآن يمكنكم

أن تنصرفوا لكن شرط ألا تذهبوا إلى منازلكم
(دبروا حالكم في الشوارع والطرقات).






وصلنا إلى حاجز للجيش اللبناني فقال لنا الجنود

(شو القصة يا أختي، ليش ماشيين حافيين ومبهدلين)
فروينا لهم الأمر قالوا: غير معقول فأكدنا لهم فقالوا إلى أين ستذهبن. قلت إلى أي شارع يه بشر كي يعرف الجميع ماذا حل بنا.
















الشاهد الرابع:

حنان الخطيب، عمرها 18 سنة، لبنانية.
تتحدث عن اعتقالها فتقول:

كان عددنا حوالي 20 بنتاً وولداً وشاباً واحداً

عمره حوالي 16 سنة، نقلونا إلى المنطقة الشرقية بواسطة
كمبون شحن صغير، وكانا قد استبقوا الرجال في الملجأ ..

تجولوا بنا في المنطقة الشرقية كلها ونزلونا في

مقر لا أعرف لمن [المكان في بكفيا]

كانوا يومها في حالة حداد ويقفون على

الشرفات ينظرون إلينا ..


بعد قليل تقدم أحد الضباط الموجودين هناك وسأل المسلحين

(شو جايبين معكم .. كلهم نسوان)
فأجابه مسلح: معنا شاب عمره حوالي 16 سنة.
ودفعه إلى الضابط الذي خبطه بالأرض ثم حمله
إلى مكان لا ندري أين هو. وعاد إلى المسلحين وقال لهم:

(ارسلوا النساء وهاتوا الرجال).






وتمضي حنان في الحديث عما شاهدته:

في اليوم التالي وكان نهار الجمعة الساعة الرابعة

أطلقوا سراحنا فذهبت إلى مستشفى عكا كي

أبحث عن أبي، فقيل لي يمكن أن يكون مع الأسرى
في الرملة البيضاء،قصدت المكان فلم أجده، عدت

إلى المخيم فلم أجد قتلى أو جرحى، وصلت إلى
الحرش 25 شخصاً مكومين فوق بعضهم بدون
رؤوس عدت إلى البيت فوجدت أبي مقتولاً

ورأسه على الحجر وعلى جسمه غطاء أبيض ..


بعد ذلك جمعت أغراضي من ذهب ومصاري
وقصدت الغبيري وهم كانوا قد تجمعوا في المدينة

الرياضية بقيت في الغبيري حتى يوم الأحد
حيث عدت واهتميت بدفن والدي.






وعن الذين اعتقلوها تقول حنان: كان لهجتم

كسروانية وجنوبية ومعهم ناس بعلبكية.














الشاهد الخامس:
صبحية حمد فارس،

عمرها

38
سنة، متزوجة قتل زوجها مع ثلاثة
من أولادها.

* أين كنتم تسكنون أثناء المجزرة؟

- في مستديرة شاتيلا، ويوم الجمعة بعد

المجزرة هربنا إلى الغبيري [حي لبناني ملاصق للمخيمات].

* هل تذكرين كيف دخل المسلحون

إلى المخيمات يوم المجزرة؟

- دخلوا من حي عرسال، كانوا يرتدون الزي

العسكري الذي يرتديه الجيش اللبناني.

وعن محاولة هروبها مع زوجها وأولادها ثم

عن اعتقال الكتائب لهم تقول: أخذونا إلى
المجلس الحربي الكتائبي، وكانت الساعة قد بلغت

السابعة مساءً نزلوا الشباب في ساحة الكرنتينا

.(3)
(وبطحوهم على الأرض)
ثم أخذوا يضربونهم بالكرابيج،
على مرأى منا،

أما نحن فإنهم كانوا يرمون علينا البيض

ويرشقونا بالتراب والحجارة والبحص. المهم أنهم عصبوا
أعين الشباب وأعادوهم إلى السيارات، وكنا كلما بكينا

ينهالون علينا بالضرب ويطلقون النار فوق رؤؤسنا

ثم نقلونا بالسيارة بعد أن طردوا سائقها إلى حاجز البربارة،
وهناك قالوا لنا


اذهبوا ولا تعودوا إلى هنا أبداً، وإذا سئلتم

عمن فعل ذلك لا تأتوا على ذكر الكتائب،

قولوا جيش لبنان الحر
[سعد حداد]

ونحن عرفناكم جيداً

وعرفنا أسماؤكم، إياكم أن تنطقوا باسمنا وإياكم أن ترجوا،
إذا رجعتم إلى بيروت نذهب إلى منازلكم ونقتلكم فيها هناك.









* هل تعتقدي أن إسرائيل شاركت في المجزرة؟



- نعم شاركت بالمجزرة لأنهم كانوا يرغمون

الهاربين على العودة إلى المخيم ثم إن الجيش
الإسرائيلي كان يحاصر المخيمات
ولا يسمح بالخروج منها لأي شخص كان.









الشاهد السادس: يتيم صبرا، كريم عبد يوسف،
فتى في الحادية عشرة من عمره، فقد عائلته خلال المجازر،

يتحدث عما لقي من مصائب فيقول:

اعتقلوا معي حوالي 100 شخص معظمهم أولاد صغار ..

بعد قليل طلبوا منا أن نركض في الملعب أثناء

ذلك فكرت بالهرب مع صبي كان يركض بجانبي

واسمه حسن.


قلت لحسن: هل تهرب معي فوافق.
قفزنا من مكان فيه أسلاك شائكة وأصبنا بجروح ..
لحقونا ولكن ما قدروا يلقطونا.

قطعنا مسافة قصيرة فاصطدمنا بثلاثة مسلحين كتائب،

خرطشوا علينا الكلاشنات وأعادونا إلى الملعب حيث

ضربونا ضرباً مؤلماً، بقينا في الملعب طيلة النهار والليل

وفي صباح اليوم التالي أفرجوا عنا وقالوا فليذهب كل شخص

إلى منزله .. توجهت إلى بيتنا فوجدت أبي مذبوحاً

ومربوطاً بالحبال [هنا أجهش كريم بالبكاء] ..

عندما رأيت والدي ضاع عقلي ولم أعد أعرف ماذا أفعل،
تذكرت والدتي وأخواتي بحثت عنهم فلم أجدهم.
هنا تصاعد إطلاق الرصاص فهربت وعلى الطريق صادفت اثنين
(اختيارية) – أي شخصين كبار السن –

ذهبت معهما إلى أحد المنازل وهناك أيضاً طوقنا الكتائب
وأطلقوا علينا الرصاص .. لكننا استسلمنا لهم بعد أن
رفعنا خرقة بيضاء،

فأخذونا إلى مركز تجمع الإسرائيليين لكن هؤلاء
رفضوا استسلامنا فأعادونا إلى صبرا وقالوا
(الذي يدلنا على فدائي نتركه ونعطيه مصاري)

التزمت الصمت فقال لي أحدهم:

هل تدلنا يا شاطر على فدائيين فنعطيك مصاري
ونخلي سبيلك. كان هذا الشخص إسرائيلي لكنه يرتدي ثياب الكتائب.
بعد قليل جاء ضابط إسرائيلي أصلع وقال: (امشوا خلفي) ..
على الطريق (صرنا نشوف القتلى مرميين على الأرض.

اللي مقطوع رأسه، اللي مقطعه اجريه، اللي منفوخ!!

امرأة حبلى بقروا بطنها وعلقوها كما تعلق اللحمة عند الجزاء).











* هل عثرت على أمك وأخواتك؟

- نعم. كانوا مقتولين.

(وما شفتهم كيف اتقتلوا)
لكن أخبرني الناس في تلك اللحظة أصبت بالجنون.

مات أبي وأمي وأخواتي. تأثرت كثيراً خصوصاً على
موت أخواتي لأنني كنت أرى النور من عيونهن.

كنت أحبهم أكثر من كل أهلي، بحثت

عن أخوتي الشباب فعثرت على أحدهم وكان مشطوباً بالبلطة
– أي الفأس – على رأسه، وأخي الثاني كان وجهه مهشماً

من الضرب. أخي الثالث سمير لم يمت بل خطف،

هكذا قيل لي، وهو الآن مفقود لا أعرف مصيره؟!

دفن أهلي دون أن أراهم.


والجميع الآن مدفونين

في مكان قريب من مدخل شاتيلا، زرتهم يوم العيد

(عيد الفطر الماضي)

مع بعضهم البعض.








* والآن ماذا تفعل، هل تشتغل؟

- أريد أن أشتغل على [طنبر الكاز] أبيع الكاز.



* أين نمت وأين تنام في هذه الايام

- كنت أنام في كل منزل يستقبلني، وأقول يا رب

ساعدني. نمت في مداخل البنايات في كوخ

على حصيرة صغيرة يمكن أن أنام. هذا هو مصير الطفل
الذي يفقد أهله. نزلت بعد المجزرة إلى سوق الخضرة
وجمعت مصاري من البائعين .. في أحد الأيام لمحت
فتاة تشبه أختي آمال
(يمين الله تشبهها)

فركضت نحوها كي أضمها فتبين لي أنها ليست هي ..


كنت أحمل خضرة على كتفي وأنزلها من الكمبونات
الآية من مدينة صور، أصبت بجرح في كتفي من جراء
(الإنزال والتحميل) في سوق الخضرة. أرسل الله لي
شخصاً اسمه عبده هو الذي جاء بي إلى هذا المنزل

(المكان الذي أجريت فيه المقابلة في مخيم صبرا)

وغداً سأباشر العمل على (طنبر الكاز). العم

أبو سعيد صاحب هذا البيت قال لي أنزل

(على الطنبر)
لك الربح ولي رأس المال.
ووعدني بأن يشتري

لي حصاناً نافعاً للشغل.









* هل أنت مرتاح الآن؟

- لا، لست مرتاحاً لأنني بلا أهل، زهقت حياتي

لا أحد يرعاني ويهتم بي .. إذا وجدت أخي
المفقود يمكن أن يتغير كل مجرى حياتي وتصبح أحسن
من الآن بكثير. الناس هنا يهزءون بي ويقولون لي
(يا مزفت)

لأن ملابسي ممزقة ووسخة استعرتها من عند ناس من المخيم.

لقد انتهت حيات. الله يسامح الناس الذين يسخرون مني(4).











سادساً:

البداوي ونهر البارود :

بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982م،

وبعد خروج القوات العسكرية الفلسطينية من
بيروت لم يبق للمقاتلين الفلسطينيين موضع قدم في
أية دولة من دول المواجهة العربية ..

اللهم إلا من كان في شرق لبنان وشمالها.





ومما يجدر ذكره أن شرق لبنان وشماله يقعان
تحت استعمار القوات النصيرية الغازية، وتجمع

الفلسطينيين في هذا الجزء
من لبنان لم يكن مصادفة،
وإنما جاء نتيجة لمؤامرة دبرها حافظ

الأسد وأسياده في تل أبيب وواشنطن وموسكو.





ومبادرة الأسد يلبسها دوماً لبوس الوطنية

والتورية ومحاربة الاستسلام للعدو الصهيوني،
ومن هذا المنطلق راح أبو صالح وأحمد جبريل

وخالد الفاهوم ينادون بمحاكمة عرفات لخروجه
من لبنان وزيارته لمصر واجتماعه برئيسها حسني مبارك،

وأقدم النظام السوري على اغتيال قائد القوات
العسكرية الفلسطينية أبي صائل، ثم تطور الأمر
ودفعت القوات النصيرية بهؤلاء العملاء

المأجورين ليرتكبوا جريمة أخرى ضد الفلسطينيين
الآمنين في مخيم نهر البارود
ومخيم البداوي

،

وبعد معارك عنيفة بين عرفات ومن معه من جهة،

وبين المنشقين عنه والقوات السورية من جهة أخرى ..
سقط مخيم نهر البارود في 6 نوفمبر 1983م

بأيدي المنشقين والنصيريين .. وتبعه مخيم البداوي
في 16 نوفمبر 1983م .. وكانت الخسائر فادحة في هذين المخيمين،

ونزح 70% من سكان خيم البداوي
وأطراف طرابلس الشمالية في اتجاه عكار والضنية والبقاع وبيروت.





وتعرضت طرابلس للقصف الشديد الذي شارك
فيه النصيريون وأبناء طائفتهم في بعل محسن

كما شارك فيه الرافضة، وخاض الغزاة معارك
شرسة مع المسلمين الفلسطينيين واللبنانيين
داخل طرابلس،


وتعرضت المباني والمؤسسات للهدم ..

وبعد حصار مرير دام ستة أسابيع وافق عرفات ومن معه
على مغادرة طرابلس أثر وساطة بينه وبين النظام السوري
قام بها وزيران عربيان من وزراء خارجية
دول مجلس التعاون الخليجي.





غادر عرفات ومعه أربعة آلاف مقاتل فلسطيني

طرابلس في 20 نوفمبر 1983م، وأقلتهم خمس
سن يونانية تحت حماية أسطول حربي فرنسي
ومراقبة السفن العسكرية الإسرائيلية، وكان

عرفات كعادته يرفع شارات النصر، ويوزع

الابتسامات والقبلات على مودعيه، أما الأسلحة
الثقيلة فقد وزعها قبل سفره، وجزء منها أخذه
الجيش اللبناني ليعود إلى الكتائب.


(1) أقوال الشهود نشرتها مجلة اليوم السابع التي تصدر من باريس [عن الأنباء 17 سبتمبر 1984م]. وهناك شهود آخرون لا يتسع البحث لنشر أقوالهم.



(2) لا شك أن السفير الفرنسي – ومهما كانت دوافعه – كان قد غامر بنفسه عندما أشرف على دفن القتلى، ترى أين السفراء العرب، لا أعتقد أن أحداً منهم كان مستعداً لمثل هذه المغامرة.

(3) الكرنتينا: مخيم فلسطيني، وفيه مسلمون لبنانيون وفلسطينيون وسوريون تمكن الكتائب من إبادة معظم سكانه وهتك أعراض كثير من المسلمات فيه عام 1976م وتم ذلك بمساعدة سوريا، وأصبح المخيم أثراً بعد عين.


(4) من الملاحظ أن الشهود كانوا يتكلمون العامية، وحرصت على نشر أقوالهم دون أي تفسير أو تدخل من جهتي.


http://www.way2sunnah.com/vb/f89/






من مواضيعي في المنتدى
»» ماجدات الاحواز
»» انكشاف الفضائح والجرائم التاريخية للاحتلال الإيراني يصب في مجرى تعزيز الكفاح العربستا
»» الخميني فضح الله سره
»» ياترى هل آل البيت وهابية ؟
»» اخواني اخواتي هبوا لنصرة نبيكم وعرضه الشريف ... لاعذر لكم