عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-17, 03:34 PM   رقم المشاركة : 2
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


تســاؤلات بين يدي الـرسالة

نشأت في بيئة يرفع الأذان من بعض مآذنها ثلاث مرات ومن البعض الآخر خمساً. فأتألم لهذا الاختلاف، وتتولد في نفسي تساؤلات عديدة:
أليست الصلوات خمساً؟
أليست كل صلاة مسماة باسم وقت من الأوقات؟
ألم تكن هذه الأوقات عند نزول القرآن معروفة ومحددة فلكل وقت حد معلوم يختلف عن الآخر؟ أم ان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم أطلقوا هذه الأسماء أسماء الأوقات دون تحديد؟ أو ان بعضها متداخل في البعض الآخر؟
فلماذا غايروا بين الأسماء إذا لم تكن مسمياتها متغايرة ومعلومة؟ لا سيما وأن الأذان والصلاة شعيرة ظاهرة تعبر عن مظهر عظيم للجماعة والائتلاف، فتفرقنا فيها يؤدي بنا إلى التمزق ولا بد. فهل من صلى خمس صلوات في خمسة أوقات متفرقات صلاته غير صحيحة؟
الجواب: كلا، صلاته صحيحة بالاتفاق. فيلزم من هذا أن جمع الصلوات ليس بواجب.

وإذن فهل يصح عقلاً أو شرعاً أن نتمسك بشيء غايته الإباحة والجواز لنلغي به شيئاً هو من أعظم الواجبات: الوحدة والائتلاف؟!
وهل يجوز أن نتلقى التفرق –وهو من أعظم المخاطر الاجتماعية والمحرمات الشرعية- ثمناً مقابل شيء هو في أعلى أحواله لا يتعدى حكمه الجواز؟!

إن الاقتصار على ثلاثة أوقات أقل ما فيه أنه يدع المسلم في شك من صحة أداء أعظم أعمال الدين مهما كانت درجة هذا الشك. أما تفريق الصلوات على أوقاتها الخمسة فإنه يقطع هذا الشك ويبعث في النفس الطمأنينة والارتياح.
ثم أسأل نفسي أسئلة أخرى:
كم مرة كان رسول الله يصلي يومياً؟
وكم مرة كان الأذان يرفع من مسجده الشريف؟
وكم مرة كان أمير المؤمنين علي يصلي،
ويرفع الأذان من مسجده في الكوفة، أو مآذن الدولة المترامية الأطراف التي كان يحكمها أو كان من قبله يحكمها إخوانه الخلفاء الراشدون ؟

ويأتي الجواب المتفق عليه دائماً: إنهم كانوا يصلون ويؤذنون خمس مرات في خمسة أوقات متفرقات. إلا أنهم كانوا يصلون في بعض الحالات كالسفر والمرض والقتال ويجعلونها ثلاثة.
فأقول: هل يكفي هذا مسوغاً لأقامتنا الصلوات الخمس في مساجدنا ثلاث مرات فقط هكذا دائماً ومن دون عذر؟ فالمساجد ثابتة لا تنتقل ولا تسافر، والناس الذين حولها مقيمون وليسوا في قتال، فعلام نفعل ما لم يفعله رسول الله ، بل ولا علي  ؟!!

كل الذي أسمعه جواباً آية واحدة هي قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) الإسراء/78 على أساس أن الأوقات المذكورة فيها ثلاثة: دلوك الشمس، وغسق الليل والفجر، فهي إذن ثلاثة لا خمسة.
لأن فعل النبي –وهو خير من يفهم أمر الله وينفذه- لا يتطابق وهذا التفسير: فلو كانت الآية تحدد الأوقات بثلاثة فقط لما جعلها الرسول خمسة وقد بعث بالحنيفية السمحة والرفق والتيسير ورفع الحرج، وكان حريصاً على هذه المعاني.

إن فعل رسول الله حجة في تفسير وبيان مقصود القرآن: يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:44). ففعل رسول الله بيان لمقصود الله في القرآن.
ونحن مأمورون باتباعه كما قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).
ولقد أمـرنا فقال : (صلـوا كمـا رأيتمونـي أصلي )1
فإذا أمر الله بأمر ونفذه رسوله على صورة معينة فإن هذه الصورة هي البيان والتفسير لذلك الأمر.
فلا يعقل إذن أن يكون مراد الله ومقصوده في الآية ثلاثة أوقات، ورسوله يفسرها بخمسة.
ثم شاء الله جل وعلا أن يهديني بفضله ويريح نفسي ويشفي صدري، وذلك بالقرآن نفسه: إذ وجدت فيه آيات كثيرة أخرى تبين بوضوح لمن وقف عليها مجتمعة مواقيت الصلوات، وأن هذه المواقيت لم يقصر الله تعالى بيانها على آية واحدة فقط . فلله الحمد.








من مواضيعي في المنتدى
»» سنة العراق تقدم التهاني لأهل التوحيد بحلول شهر رمضان
»» هجمات إرهابية من الزوار الشيعة تحرق الأعظمية وهيئة للوقف السني
»» الامتحان النهائي لشيعة العراق بين طبول الحرب على إيران وتصريحاتها باحتلال العراق
»» الوصية كانت لأبي بكر في رزية الخميس / أين الروافض؟
»» أدلة بطلان خطبة الزهراء