عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-19, 12:15 AM   رقم المشاركة : 2
ابوكوثر
عضو ماسي







ابوكوثر غير متصل

ابوكوثر is on a distinguished road


لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً ولو كانوا من الدواب لكانوا حمراً

وأستدل أيضاً بعبارة لأبي زرعة ينقد فيها لصاحبي الصحيح لإخراجهم لبعض الرواة كأحمد بن عيسى المصري ، والتي نقلها عنه الخطيب في تاريخه ، والذهبي في الإعتدال ، وأنه - أي أبي زرعة - أعتبرهم متظاهرين بالحديث ، أرادوا التصدر وصرف وجوه الناس إليهم.

فقد نقل الخطيب البغداي (تاريخ بغداد) عن سعيد بن عمرو البرذعي قال شهدت أبا زرعة - يعنى الرازي - ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج ثم الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتسوفون به ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها. وأتاه ذات يوم - وأنا شاهد - رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر فقال أبو زرعة ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر!! ثم رأى في كتابه قطن بن نسير فقال لي: وهذا أطم من الأول".

والجـواب أن يقال : إن هذا الجرح من أبي زرعة مفسـر ، فسره هو بنفسه وبيّن سبب إيراده ، وهو إخراجه لبعض الرواة المتقدمين الذين ذكر بعضهم ، وقـد ذكر مسلم تبرير ذلك والرد عليه بعد هذا الكلام ، ولهذا لم ينقله المحرف لأنه لا يتفق مع هواه وما أراد.

وهو أحد الوجوه التي ذكرها إبن الصلاح في كتابه (صيانة صحيح مسلم 1/ 96) ونقلها عنه النووي في (شرح صحيح مسلم 1/ 24) والتي وجّه فيها إخراج الإمام مسلم لبعض الضعاف أو المتوسطين.

وهو أن يعلوا بالشخص الضعيف إسناده وهـو عنده من رواية الثقات نازل ، فيقتصر على العالي ، ولا يطول بإضافة النازل إليه ، مكتفياً بمعرفة أهل الشأن في ذلك ، وهـذا العذر روي عن مسلم تنصيصاً ، حيث قال عندما ذكر له إنكار أبي زرعة (إنما أدخلت من حديث أسباط و قطن و أحمد ، ما قد رواه الثقات عن شيوخهم ، إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ، ويكون عندي من رواية أوثق منهم بنزول فأقتصر على ذلك ، وأصل الحديث معروف من رواية الثقات).

ولا أدل من أن الصواب كان مع الإمام مسلم أن الخطيب نفسه ، الذي نقل هذه العبارة : (وثَّق أحمد بن عيسى ، ولم يلتفت إلى قول من تكلم فيه ، فكان مع الإمام مسلم ، فلماذا لم يورد الكاتب كلام الخطيب الذي يقول فيه بعد ذلك : (قلت : وما رأيت لمن تكلم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه) ، وعبارة الذهبي في الميزان بعد إيراده لكلام أبي زرعة نفسه : (قلت احتج به أرباب الصحاح ، ولم أر له حديثا منكراً فأورده).

والثابت عن مسلم رحمه الله قوله : (عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي ، فكلّ ما أشار أنّ له علّة تركته ، وكلّ ما قال أنّه صحيح وليس له علّة أخرجته).

بغية السائل - وليد المهدي ص2085


[لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمراً].