عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-20, 09:46 AM   رقم المشاركة : 675
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


في ايران العقلية المهووسة بالتسلح جريا وراء شعارات استعمارية باطلة في مقدمتها يقف شعار تصدير الثورة الذي ينطوي على مطامع في التوسع على حساب الدول المجاورة وتهديد أمنها واستقرارها فتحت شهية الإيرانيين على تطوير برامج التسلح تحقيقا لرغبتهم في الدفاع عما ظنوه حقا تاريخيا يتمثل في استعادة الإمبراطورية الفارسية.

كان ذلك النهج منسجما مع ما اعتبره نظام آيات الله واجبا دينيا يملي عليهم حق الوصاية على شيعة العالم العربي عن طريق احتلال الدول التي ساعدهم الظرف التاريخي على التمدد في أراضيها وصولا إلى قناعة ترسخت في خطابهم السياسي مفادها أن دولة الولي الفقيه صارت تمتد من البحر المتوسط حتى البحر الأحمر. ذلك ما يتناسب مع الغرور الفارسي التقليدي الذي تم إشباعه عن طريق صمت دولي استمر لسنوات.

لقد لعب الاتفاق النووي الذي ضغط الرئيس الأميركي باراك أوباما من أجل إنجاحه الدور الأكبر في دفع إيران إلى حافة الهاوية. حصلت إيران على أموال هائلة لقاء توقيعها على الاتفاق الذي لم يكن خامنئي راغبا في التوقيع عليه. وكما كان متوقعا فقد استعملت إيران تلك الأموال وأموالا مضافة في توسيع مشاريع التسلح وهنا كان مقتلها.

وليس بعيدا عن منطق المؤامرة أن الغرب ترك إيران سادرة في غيها كما يُقال، بل إنه سمح لها بالتوسع والهيمنة على دول عربية لكي تشعر بقيمة ما فعلته على مستوى التسلح وبأهمية أن تستمر في تطوير برامج تسلحها وصولا إلى النقطة التي لا يمكن للعالم أن يعترض على ما تفعله.

طبعا لم يشعر الإيرانيون أنهم يرتكبون الخطأ الذي ارتكبه الاتحاد السوفييتي من قبل حيث تُرك يهرول وحده لاهثا إلى أن سقط. لم تسمح فكرتهم عن حربهم ضد العالم وحرب العالم المتوقعة عليهم لهم بلحظة تأمل لمراجعة مسارهم السياسي الذي لو تمكنوا من تصحيحه لما احتاجوا إلى ذلك العناء ولما أنفقوا أموالهم عبثا في مجال سيظل الغرب متوفقا عليهم فيه.