عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-14, 08:38 PM   رقم المشاركة : 72
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


(68)

خطر الرافضة الشيعة في القديم والحديث

مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أخي القارئ الكريم:
لقد ألفت عشرات الكتب في بيان عقيدة الشيعة "الروافض"، تحذيراً للمسلمين من السقوط في شباكهم، منها ما يلي:
· "الخطوط العريضة" للعلامة محب الدين الخطيب.
· "الشيعة والتصحيح" للشيعي التائب العلامة الدكتور موسى الموسوي.
· "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
· "صورتان متضادتان لنتائج جهود الرسول الأعظم بين السنة والشيعة الإمامية" للعلامة أبي الحسن الندوي.
· حقيقة الشيعة "حتى لا ننخدع" لعبد الله الموصلي.
· كتب العلامة إحسان إلهي ظهير في الشيعة وهي كثيرة، وقد قتله الشيعة بسببها.
· "وجاء دور المجوس" للدكتور عبد الله محمد الغريب.
ومن خلال هذه الكتب وبالرجوع إلى كتب الشيعة "الروافض" أنفسهم نجد أن عقيدة الشيعة "الروافض" كما يلي:
عقيدة الشيعة الروافض:
- يعتقدون أن الصحابة جميعاً كفار إلا نفراً يسيراً، وسبب كفرهم في زعمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه أمامهم جميعاً، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تآمروا عليه واغتصبوا منه الخلافة.
- وهم يكفرون زوجات النبي ويطعنون في شرفه، ويكفرون أبا بكر وعمر وعثمان، والدولة الأموية والعباسية والعثمانية، الذين فتحوا كل ما فتح من البلاد، وجميع أهل السنة، مع أن الشيعة لم يفتحوا في كل التاريخ شبراً من الأرض. وقد أثنى الله سبحانه على صحابة نبيه في آيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))[التوبة:100].
- ويعتقد الشيعة "الروافض" أن القرآن محرف، لأنه نقله الصحابة وهم يعتقدون كفرهم، وقد قال تعالى: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[الحجر:9].
- ويعتقد الشيعة "الروافض" أن الأحاديث الصحيحة التي عند أهل السنة مكذوبة لأن من نقلها كفار. وقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا النعمة والدين -هو الكتاب والسنة- فلا يمكن أن يكون الدين كاملاً بدون حفظ للسنة. قال تعالى: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة:3].
- ويعتقدون بأن الإمامة منصب إلهي، ويعتقدون أن الإمام بعد محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين [وهم بريئون منهم رضي الله عنهم وأرضاهم]، ثم "زين العابدين"، ثم "أبو جعفر الباقر"، ثم "جعفر الصادق"، ثم "موسى الكاظم"، ثم "علي الرضا"، ثم "محمد الجواد"، ثم "علي الهادي"، ثم "الحسن العسكري". وآخرهم خرافة لا وجود له لم يخلق أصلاً، وهو محمد بن الحسن العسكري، وهو عندهم الإمام الغائب المنتظر. ويعتقدون أن محمد بن الحسن العسكري غاب في سرداب "سامراء" وعمره خمس سنوات سنة (260ه)، وهم ينتظرون خروجه إلى هذا اليوم، وأنه حين يظهر يقتل أهل السنة قتلاً ذريعاً لا مثيل له، ويهدم البيت الحرام والمسجد النبوي، وينبش قبري أبي بكر وعمر ويصلبهما ويحرقهما، وأنه يحكم بشريعة داود، وهذا من الأدلة على جذورهم اليهودية، وقد أسسهم عبد الله بن سبأ اليهودي كما هو معلوم.
- وهم أيضاً مجوس؛ يريدون الانتقام للدولة الفارسية، لذلك يلعنون عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه قضى على الدولة الفارسية المجوسية، ويحبون أبا لؤلؤة المجوسي، ويحجون إلى قبره، ويعتقدون أن كسرى قد خلصه الله من النار، ويشجعون على الإباحية بحثهم على نكاح المتعة ولو لضجعة واحدة.
- وهم يعتقدون أن هؤلاء الاثني عشر إماماً -رحمهم الله تعالى- أفضل من الأنبياء؛ سوى محمد، وأنهم يعلمون الغيب، وتجب طاعتهم، وأنهم يتصرفون في الكون، وأنهم معصومون، وأن من لا يؤمن بذلك فهو كافر حلال الدم والمال، ولذلك هم يكفرون أهل السنة ويستحلون دماءهم كما فعلوا في العراق وأفغانستان وإيران ولبنان، لأنهم لا يؤمنون بخرافاتهم.
- وهم يحجون إلى القبور ويتمسحون بها، ويستغيثون بأهلها ويلجأون إليها في الشدائد، معرضين عن مثل قوله تعالى: (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ))[الأحقاف:5-6]. وقد قال صلى الله عليه وسلم: { لعنةُ اللهِ على اليهودِ والنَّصارى اتّخَذوا قُبورَ أنبِيائِهم مَساجد }([1]). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا تُشَدُ الرِّحالُ إلاّ إلى ثَلاثةِ مَساجدَ: المَسجِدِ الحَرامِ ومسجدِي هذا والمسجدِ الأقصى }([2]).
- وهم يعتقدون بوجوب "التقية" ومعناها: أن يظهروا لأهل السنة خلاف ما يعتقدون مكراً بهم، وهذا هو النفاق بعينه. قال تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))[المنافقون:4].
مذكرات شارون تفضح الشيعة:
قال أرييل شارون في "مذكراته"([3]): (توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى، لا سيما الشيعة والدروز. شخصياً، طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين، حتى إنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل -ولو كبادرة رمزية- إلى الشيعة، الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل، لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد).
الخميني يرى جواز التمتع بالرضيعة:
يقول الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة":
(لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً -أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً)([4]).
فتوى الشيرازي الإيراني في قتل السنة وهدم مساجدهم:
في كلمة صوتية -استمع إليها في موقع "البرهان"- لمن يُدعى مجتبى الشيرازي، أعلى المرجعيات الدينية في كربلاء، ذكر ذلك الشيعي في كلمته المبثوثة على الإنترنت قول الله تعالى: (( إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))[المائدة: 33]. ثم نزَّل هذه الآية -كصنيع الخوارج الذين يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم- على المجاهدين من أهل السنة، وفاه -فض الله فاه- بألفاظ وأحكام وعبارات تقشعر منها الأبدان، وها أنا أنقلها بحروفها لأهميتها في الدلالة على العقيدة التكفيرية الشيعية.
قال الشيرازي: (الوهابي.. الإرهابي.. الكافر.. الناصب.. المتوحش، إذا لم يكن مصداق هذه الآية، فمن يكون إذن مصداق الآية الكريمة؟ والذين يؤيدون الوهابيين الإرهابيين الكفرة النواصب الوحوش من رجال الدين، ومن غير رجال الدين، بنحو أو بآخر، إن لم يكونوا مصاديق الآية الكريمة، فمن يكون؟ إذا كنا نكفُر بالقرآن الكريم، فلنكن شجعاناً نصرح بما نعتقد، أما إذا كنا نؤمن بالقرآن الكريم، فالوهابي الإرهابي الكافر الناصب الوحشي يجب قتله، وكل من يؤيده بنحو أو بآخر، من رجل دين أو غير رجل دين يجب قتله، ومن لم يقل بوجوب قتل هؤلاء، ووجوب قتل مؤيديهم، فهو علانية يكفر بالقرآن الكريم، مو مشكلة.. الشيوعي أيضاً يكفر بالقرآن الكريم، ولكن الشيوعي يملك شجاعة أدبية، فخليهم يمتلكون شجاعة أدبية...).
والشيرازي يتابع قائلاً: (شيء آخر، الله يقول في القرآن الكريم: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[التوبة:107].
إخواني: هذه الآيات الكريمات الواردات في مسجد الضرار، تنطبق على المساجد التي يتخذها الإرهابيون الوهابيون الكفرة النواصب الوحوش محاور لنشاطهم؛ فكل هذه المساجد يجب أن تدمر وتهدم وتحرق، وإلا فنكون كافرين بالقرآن الكريم. فلنكن صادقين مع أنفسنا ومع الله تعالى، ومع القرآن، ومع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ومع المؤمنين والمؤمنات. إذا لم تكن هذه الآيات الواردة في مسجد الضرار، لا تنطبق على المساجد الوهابية الإرهابية الناصبية الوحشية، فعلى أي مساجد تنطبق؟ هذه المساجد يجب هدمها فوراً، ويجب إحراقها فوراً، ويجب تدميرها فوراً إن كنا مسلمين، وإذا لم نكن مسلمين؛ فخلِّنا نمتلك نفس الشجاعة الأدبية كما يمتلكها الشيوعي فيقول: الله خرافة، فخلهم يقولون نحن لا نؤمن بالقرآن الكريم...).
(إخواني: بقاء حانوت يبيع الخمر، يعني أن الحكم الإسلامي لا يجري في هذا البلد، وبقاء مسجد إرهابي وهابي، يعني أن الحكم الإسلامي لا يُجرى في هذا البلد....).
(إخواني: أي وهابي إرهابي كافر ناصبي وحشي، يعيش في بلد، ويعيش مؤيده بدون أن يقتل، فهذا يعني أن قول الله تعالى: (( إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا ))[المائدة:33]، لا يُعمَل بها، شئنا أم أبينا، والمساجد الإرهابية الوهابية بقاؤها لحظة واحدة، يعني أننا لا نعمل بالآيات الكريمات حول مسجد الضرار).
ودعا الشيرازي في كلمته المسمومة إلى الحسم مع من سماهم (العلماء البكريين" -نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه- ويقصد كل علماء أهل السنة فقال: (إن كل من لا يستنكر ولا يشجب أعمال الوهابيين الإرهابيين، يجب أن يعامل بمثل المعاملة التي يعامل بها الإرهابيون الوهابيون).
وختم بقوله: (الوهابي الإرهابي ضد الله وضد الإسلام وضد القرآن وضد رسول الله، وضد أمير المؤمنين، وضد سيدة نساء العالمين، وضد سائر المعصومين، وهم يقتلون المسلمين -أعني: الشيعة- لأنهم موالون لله وللقرآن ولأهل البيت)، انتهى قوله.
الشيعة يسبون الشيخ أحمد ياسين:
في "موقع فيصل نور" استمع لطائفة من الشيعة وهي تسب الشيخ أحمد ياسين -رحمه الله- أقبح السب لتعلم بغض الشيعة للفلسطينيين لأنهم من أهل السنة.
وزير شيعي يخون المسلمين ويسبب لهم مجزرة لا مثيل لها:
في منتصف القرن السابع الهجري اتخذ الخليفة العباسي "المستعصم" وزيراً له من الرافضة وهو ابن العلقمي، فصار ابن العلقمي الشيعي الرافضي يعمل على إضعاف الدولة العباسية، فأقنع الخليفة بتقليل عدد الجيش، ثم راسل التتار يشجعهم على غزو بغداد، حتى تسبب لأهل بغداد سنة (656ه) بمجزرة لم يعرف التاريخ مثلها، فقتل التتار الخليفة والقادة والعلماء وحفاظ القرآن أولاً بتشجيع وحث من ابن العلقمي. ثم بدأ التتار بتذبيح المسلمين في بغداد حتى قتلوا منهم نحواً من مليوني مسلم، وسالت الدماء في الطرقات مدة، وعم الوباء في المنطقة بسبب جيف القتلى.
وهذه الحادثة مشهورة مذكورة في كتب التاريخ ك "البداية والنهاية" لابن كثير، و"الكامل" لابن الأثير، و"تاريخ ابن خلدون" لابن خلدون، و"تاريخ الخلفاء" للسيوطي.
الدولة الصفوية تتحالف مع الاستعمار ضد أهل السنة:
وفي عام (907) هجرية: قامت الدولة الصفوية الرافضية بإيران على يد مؤسسها الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي الرافضي، وقد قام بقتل ما يقرب من مليون نفس مسلمة لا لشيء إلا أنهم لا يعتنقون مذهب الرفض.
ولما قدم بغداد أعلن سبه للخلفاء الراشدين، وقتل من لم يسلك ديانة الرفض، ونبش قبور كثير من أموات أهل السنة كما فعل بقبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله. ومن الأحداث البارزة في الدولة الصفوية الرافضية قيام شاه عباس الكبير الصفوي بالحج إلى مشهد ليصرف الناس عن الحج إلى مكة.
لقد كان دور الرافضة مؤثراً وخطيراً في عدائهم للدولة العثمانية ممثلاً بالدولة الصفوية، التي كانت تحكم إيران آنذاك. وإليكم مقتطفات عن هذا الدور الشائن والقذر على مدى سنين طويلة من عمر هذه الدولة:
أولاً: تحالف الرافضة مع البرتغاليين ضد الدولة العثمانية أيام إسماعيل الصفوي:
ابتداءً يرجع نسب الصفويين إلى صفي الدين الأردبيلي، (650- 735ه/ 1252- 1343م)، وهو الجد الأكبر للشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية.
استطاع الشيخ صفي الدين عن طريق إحدى الفرق التي تزعمها أن يشق طريقه في المجتمع الإيراني، وأشيع أن صفي الدين وأولاده ينتمون إلى علي بن أبي طالب، وقد لجأ صفي الدين إلى "التقيّة" إذ كان يظهر بأنه سنّي الاتجاه ومن أتباع المذهب الشافعي.
ولما تمهدت السبل أمام هذه الدعوة "الشيعية"، أعلن أحد أحفاده إسماعيل الصفوي هذه الدعوة بعد أن فرض المذهب الشيعي على أهل إيران الذين كانوا في غالبيتهم من أهل السنة، وأعلن المذهب الشيعي مذهباً رسمياً، وذلك بالقوة والبطش وإرهاب الناس. ولم يكتف بذلك، بل نقل دعوته الشريرة الباطلة إلى الأقاليم المجاورة، وافتتح ممالك العجم جميعها، وكان يقتل من ظفر به، وما نهبه من الأموال قسمه بين أصحابه ولا يأخذ منه شيئاً، ومن جملة ما ملك تبريز وأذربيجان وبغداد وعراق العجم وعراق العرب وخراسان، وكاد يدّعي الربوبية وكان يسجد له عسكره ويأتمرون بأمره.
قال قطب الدين الحنفي في "الأعلام": (إنه قتل زيادة على ألف ألف نفس، وقتل عدة من أعاظم العلماء بحيث لم يبق من أهل العلم أحد من بلاد العجم وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم وكان شديد الرفض...).
ولقد تزعم الشاه إسماعيل المذهب الشيعي وحرص على نشره، ووصلت دعوته إلى الأقاليم التابعة للدولة العثمانية، وكانت الأفكار والعقائد التي تنشر في تلك الأقاليم يرفضها المجتمع العثماني السني، حيث كان من عقائدهم الفاسدة تكفير الصحابة، لعن العصر الأول، تحريف القرآن الكريم، وغير ذلك من الأفكار والعقائد؛ فكان من الطبيعي أن يتصدى لتلك الدعوة السلطان سليم زعيم الدولة السنية، فأعلن في اجتماع لكبار رجال الدولة والقضاة ورجال السياسة وهيئة العلماء في عام (920ه - 1514م):
إن إيران بحكومتها الشيعية ومذهبها الشيعي يمثلان خطراً جسيماً؛ لا على الدولة العثمانية، بل على العالم الإسلامي كله، وأنه لهذا يرى الجهاد المقدس ضد الدولة الصفوية، وكان رأي السلطان سليم هو رأي علماء أهل السنة في الدولة.
لقد قام الشاه إسماعيل عندما دخل العراق بذبح المسلمين السنيين على نطاق واسع، ودمر مساجدهم ودمر مقابرهم.
في الدولة الصفوية التي أسسها الشاه إسماعيل الصفوي فُرِض التشيع الإثنا عشري على الإيرانيين قسراً، وجُعل المذهب الرسمي لإيران. ولقد أعمل سيفه في أهل السنة، وكان يتخذ سب الخلفاء الثلاثة وسيلة لامتحان الإيرانيين، فمن يسمع السب منهم يجب عليه أن يهتف قائلا:
"بيش باد كم باد"، هذه العبارة تعني في اللغة الأذربيجانية أن السامع يوافق على السب ويطلب المزيد منه، أما إذا امتنع السامع عن النطق بهذه العبارة قطعت رقبته حالاً، وقد أمر الشاه أن يعلن السب في الشوارع والأسواق وعلى المنابر منذراً المعاندين بقطع رقابهم.
وقد تصدت الدولة "العثمانية" للدولة "الصفوية"، وانتصر العثمانيون على الجيش الصفوي في معركة "جالديران"، ودخلوا تبريز منتصرين، وعاد سليم الأول بعد أن استولى على الكثير من الأقاليم التي كانت محتلة بأيدي الصفويين.
وهنا يجيء الدور الخياني للرافضة بعد أن وطئت هيبتهم بالأقدام وخسروا معركتهم مع أهل الحق، راحوا يتواطئون مع النصارى ضد المسلمين وأقاموا تحالفاً مع البرتغاليين ضد الدولة العثمانية السنية، وكانت الاتفاقية بينهم تنص على: "أن يقدم البرتغال أسطوله ليساعد الفرس في غزو البحرين والقطيف كما يقدم البرتغال المساعدة للشاه إسماعيل لقمع الثورة في مكران وبلوجستان وأن يكون الشعبان البرتغالي والفارسي اتحاداً ضد العثمانيين".
ووصلت ثقة أعداء الإسلام بالرافضة أن وجه البوكيرك إلى الشاه إسماعيل الصفوي الرسالة التالية: (أني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقضّ على بلاد العرب أو تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد).
وقد تضمن مشروع التحالف البرتغالي الصفوي تقسيم المشرق العربي إلى مناطق نفوذ بينهما، حيث اقترح أن يحتل الصفويون مصر والبرتغاليون فلسطين. بل إن الشاه لم يتوقف عن البحث عن حلفاء ضد الدولة العثمانية التي أصبحت القوة الكبرى التي تحول بينه وبين الوصول إلى البحر المتوسط، وكان مستعداً لأن يتحالف حتى مع البرتغاليين أشد القوى خطراً على العالم الإسلامي حينذاك. وهكذا بينما كان البرتغاليون يخشون وجود جبهة إسلامية قوية ضدهم في المياه الإسلامية، وجدوا أن هناك من يريد أن يتعاون معهم، فلا غرو أن وافق الشاه أن تظل هرموز تحت السيطرة البرتغالية في مقابل حصوله على الأحساء.
ثانياً: تحالف الرافضة مع النصارى ضد الدولة العثمانية أيام عباس الصفوي:
انتهز الشاه عباس الصفوي اضطراب الدولة العثمانية وباشر في تخليص عراق العجم واحتل تبريز ووان وغيرهما، واستطاع أن يحتل بغداد، وقد أنزل الشاه عباس الصفوي أقصى العقوبات بأعداء الدولة من السنّة، فإما أن يقتلوا أو تسمّل عيونهم، ولم يكن يتسامح مع أي منهم، إلا إذا تخلى عن مذهبه السني وأعلن ولاءه للمذهب الشيعي. ولقد بالغ الشاه عباس الصفوي في عدائه للمذهب السني واتصل بملوك النصارى، وإمعاناً في ضرب الدولة العثمانية حامية المذهب السني، فقد عقد اتفاقات تعاون مشترك معهم من أجل تقويض أركان الدولة العثمانية.
خيانة الشيعة للمسلمين في باكستان:
ومن خيانات الشيعة أنهم سلموا أرض المسلمين في باكستان الشرقية لقمة سائغة للهندوس؟ حتى يقيموا عليها الدولة المسخ "بنجلاديش"؟ يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير: (وهاهي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء "قزلباش" الشيعة يحيى خان في أيدي الهندوس)([5]).
قتل الشيعة للفلسطينيين في لبنان:
وماضي منظمة "أمل" الشيعية التي خرج منها "حزب الله" أسود: فلقد قتلوا المئات من الفلسطينيين أهل السنة في المخيمات الفلسطينية بداية من (20/5/1985م وحتى 18/6/1985م)، ودفعوا أهل السنة من الفلسطينيين لأكل القطط والكلاب، وفعلوا ما لم تفعله اليهود، وسقط من الفلسطينيين (3100) بين قتيل وجريح وذبحوهم من الأعناق كما سيأتي الحديث عنه.
إعانة الشيعة للشيوعيين والأمريكان في تدمير أفغانستان:
انكشف الشيعة على حقيقتهم من خلال الدور القذر الذي لعبته راعية الشيعة في العالم (إيران) المدعية للإسلام ظلماً وجوراً، وذلك بما فعلته إبان الغزوين الروسي والأمريكي لدولة أفغانستان المسلمة، حيث لم تأبه دولة الرافضة في إيران بأي شرع أو دين، وراحت تقدم كل أنواع الدعم العسكري واللوجستي، إضافة إلى فتح الحدود على مصاريعها للقوات الغازية الروسية والأمريكية في أفغانستان، بل وأرسلت جيشها ليقاتل جنباً إلى جنب القوات الغازية، ولاسيما في مناطق تحالف الشمال، داعمة بكل قوة طائفة "الهزارة" الشيعية وحزب الوحدة الشيعي وباقي أحزاب التحالف الشمالي لإسقاط الدولة السنّية الفتية المتمثلة بحكومة طالبان.
إعانة الشيعة للأمريكان في تدمير العراق:
من منّا بات لا يعرف حقيقة الدور القذر الذي قام به الشيعة في العراق، وإلى جانبهم إخوانهم في إيران في إسقاط العراق واحتلاله من قبل القوات الأمريكية.
لقد حلم الشيعة منذ مئات السنين في السيطرة على العراق وبسط النفوذ الشيعي فيه وإرجاع أمجاد الدولة "الصفوية" و"البويهية" إليه، وحيث أنهم لا يعنيهم دين أو شرع، فلقد هبوا للتعاون والتخطيط المسبق مع الأمريكيين في احتلال العراق، وبالتنسيق المباشر مع دولة الرافضة في إيران التي كانت تحتضن المعارضة الشيعية المتمثلة بعدد من الأحزاب وعلى رأسها ما يسمى ب "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" الذي كان يترأسه محمد باقر الحكيم الذي قضى قتلاً في العراق بعد عودته إليها.
أحوال أهل السنة في إيران:
إن أهل السنة في إيران، مضطهدون ومضيَّق عليهم، فهم:
يعيشون مثل الأسرى، وفي مدينة طهران التي يسكنها سبعة ملايين نسمة، لا يوجد بها مسجد واحد لأهل السنة، بالرغم من وجود اثني عشر معبداً للنصارى، وأربعة لليهود، بخلاف معابد المجوس... فأين الحريصون على نصرة إخوانهم، وتتبع أحوالهم، وأين دعاة التقريب بين السنة وطائفة الشيعة عن هذا الواقع المر الأليم..
"و طهران عاصمة إيران، يعيش فيها نحواً من مليون من أهل السنة، ولا يوجد لهم حتى الآن مسجد واحد..
هذا ولقد اهتمت إيران عبر كل حكامها بالرافضة في دول الخليج وغيره، فاعتبرت نفسها حامية لهم، مطالبة بحقوقهم، مدافعة عنهم، أما أهل السنة في إيران، فلم يسمعوا أحداً يتكلم باسمهم، وقد عجز حتى السفراء العرب عن إقامة مسجد لله في طهران، سواء في أيام الشاه الجديد الخميني -أو القديم-، في حين يملك الرافضة في بلدان الخليج العربي مساجد عامرة زاخرة، ومآتم (حسينيات)، يدبرون فيها المؤامرات للكيد لأهل السنة، ويسبون فيها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، دون حراك من أحد..([6]).
التعاون بين الرافضة واليهود سياسياً وعسكرياً:
يقول شيخ الإسلام:
(وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم)([7]).
يرى الناس ما يحدث من تراشق كلامي بين الرافضة واليهود، وما يدعيه الرافضة في إيران ولبنان والعراق من دفاعهم عن مقدسات المسلمين وأعراضهم، وما يصدر من تصريحات رافضية نارية، وتهديدات وتوعدات لليهود، فيصدق بعضهم ذلك، ويعجبون بالرافضة ويصفقون لهم، ولست أدري ماذا سيقول هؤلاء حينما يعلمون بجزء من حقيقة العلاقة بين الرافضة واليهود ومدى قوة التعاون العسكري بينهم، فإلى شيء يسير من هذه الحقائق:
· تقرير أمريكي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونجرس الأمريكي، ونشرته الصحف في عام (1981م)، ومما جاء فيه: (إسرائيل تهرب الأسلحة وقطع الغيار إلى إيران).
· تقرير المركز الدولي للأبحاث السلمية في "ستوكهولم" وجاء فيه: (زيادة الإنتاج الحربي لإسرائيل، ونسبة (80%) من الصادرات الإسرائيلية هي صادرات أسلحة وقطع غيار إلى إيران) المصدر "جريدة لوبانا" الفرنسية.
· ذكرت صحيفة "الأوبزروفير" اللندنية في عام (1980م): (أن إسرائيل تُرسل قطع غيار طائرات (أف-14) وأجزاء مروحيات وصواريخ على متن سفن متوجهة إلى إيران).
· صرح وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي لجريدة "هاآرتس" اليهودية عام (1997م) (أن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام إن إيران هي العدو).
· أثبت العميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية ريتشارد تملس في كتابه "الموساد": (وثائق تدين جهاز الموساد الإسرائيلي بأنه زود إيران بكميات كيمائية).
· ذكرت وكالة "رويتر" في عام 1982م: (أن القوات الإسرائيلية لما دخلت بلدة النبطية لم تسمح إلا لحزب "أمل" الشيعي الاحتفاظ بمواقعه وكامل أسلحته).
· قال حيدر الدايخ وهو أحد القادة في حزب "أمل" الشيعي لمجلة الأسبوع العربي في عام (1983م): (كنا نحمل السلاح في وجه إسرائيل ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا وأحبت مساعدتنا، لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني من الجنوب).
· صرح ضابط إسرائيلي من المخابرات الإسرائيلية لجريدة "معاريف" اليهودية عام (1997م) فقال: (إن العلاقة بين إسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية، ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية، وخلقت معهم نوعاً من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني، والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد).
· ذكرت جريدة "السياسة" في عددها الصادر بتاريخ (24/4/2006): (عاد إلى إسرائيل في الأسبوع الماضي ثلاثة مهندسين بعد أن عملوا لمدة (20) يوماً في ترميم بنى تحتية قريبة من المنشأة النووية في مدينة "بوشهر" الإيرانية تضررت من هزات أرضية سابقاً، و نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن أحد المهندسين: لقد أدهشنا حجم الفجوة بين المواجهة العلنية الإسرائيلية الإيرانية، وعمق التعاون التجاري بين الدولتين... وأضاف: تم استقبالنا بدفء ولم نشعر بعدوانية للحظة واحدة من قبل مرافقينا).
وقد حافظت إيران الفارسية على موقفها من إسرائيل أثناء الحروب العربية-الإسرائيلية الثلاث، وواصلت تزويد إسرائيل بالنفط في فترة الحظر النفطي الذي فرضه العرب في سبعينات القرن الماضي. وساهم اليهود البالغ عددهم 100 ألف يهودي في إيران في المحافظة على عافية حركة التجارة الإيرانية - الإسرائيلية النشيطة.
· وفي جريدةِ "الغارديان" (30/6/ 2006م) كتب الصحفي البريطاني "سيمون تيسدال" في صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً بعنوان: "التاريخ يزوِّد رؤية إيران للعراق بوقودها"، وقال في المقال: (إن الزعماء الإيرانيين -وإن اختلفوا مع إدارة بوش- ممتنون لها؛ لأنها خلصتهم من حكم صدام).
أقول: وإذا كان التعاون بين الرافضة واليهود بهذا الحجم، فهل يرجى يا معاشر المسلمين من الرافضة نصر للسنة وأهلها؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ثم مع هذا الرافضة يعاونون أولئك وينصرونهم على المسلمين، كما قد شاهده الناس، لما دخل هولاكو ملك الكفار الترك الشام سنة ثمان وخمسين وستمائة كانوا من أعظم الناس أنصاراً وأعوانًا على إقامة ملكه وتنفيذ أمره في زوال ملك المسلمين، وهكذا يعرف الناس عامة وخاصة ما كان بالعراق لما قدم هولاكو إلى العراق وقتل الخليفة وسفك الدماء، فكان الوزير ابن العلقمي والرافضة هم بطانته الذين أعانوا على ذلك بأنواع كثيرة"، وهكذا ذكر أنهم كانوا مع جنكيزخان) إلى أن قال رحمه الله: (فهذا أمر مشهود من معاونتهم للكفار على المسلمين، ومن اختيارهم لظهور الكفر وأهله على الإسلام وأهله)([8]). فهذا وأمثاله قد عاينه الناس وتواتر عند من لم يعاينه، ولو ذكرت أنا ما سمعته ورأيته من آثار ذلك لطال الكتاب.
وأقول: وها هو التاريخ يعيد نفسه بما قدمه الرافضة من ولاء ومناصرة لليهود والنصارى في العراق، للقضاء على أهل السنة، وإقامة دولة رافضية موالية لليهود والنصارى في أرض الفرات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (والرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده)([9]).
تصريح خطير لحارث الضاري:
لقد صرح الشيخ حارث الضاري "رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق": أن عدد القتلى السنة على أيدي قوات بدر –غدر- وفرق الموت بلغ أكثر من مائة ألف!
.. أما المساجد فقد تعرضت لتخريب شمل العشرات من المساجد، وطبقاً لبيان هيئة علماء المسلمين في العراق بلغ (180) مسجداً إثر أحداث تفجير القبة الذهبية وفي مدة زمنية لم تتجاوز شهراً.
كيف عامل الشيعة الفلسطينيين في لبنان والعراق؟
كانت رائحة الموت تملأ الأجواء.. غير بعيد كان مقاتلو منظمة "أمل" الشيعية يهتفون بحماس في شوارع بيروت الغربية قبل عشرين عاماً ونيف (2/6/1985): "لا إله إلا الله والعرب أعداء الله"، محتفلين بمجزرتهم في مخيم صبرا الفلسطيني([10]). الفرحة تعم أوساط المنظمة التي يترأسها رئيس البرلمان اللبناني الحالي، نبيه بري؛ فقد خلَّفوا للتو نحو (3000) بين قتيل وجريح في صفوف الفلسطينيين..
إيلي حبيقة القائد المسيحي سبق نبيه بري بثلاث سنوات فقط في تنفيذ مذبحة في المخيم ذاته ومستديرة شاتيلا، وبتواطؤ "إسرائيلي" يقوده -عسكرياً- الغائبُ عن الحياة شارون، مما أسفر وقتها عن سقوط ربع هذا العدد تقريباً من القتلى..
كما رائحة الموت، الفزع أيضاً يظلل بسحبه الداكنة سماء المخيم.. "اليهود أفضل منهم"، صرخت سيدة فلسطينية وهي تتفحص جثث الشهداء..
"جبهة الإنقاذ الفلسطينية أصدرت بياناً في نهاية مايو من العام نفسه، تستصرخ الجميع وقف المجزرة الشيعية ضد مخيم صبرا الفلسطيني وترثي لحال اللاجئين..
"إن المنازل جرفت، والمساجد خربت، وخزانات المياه فجرت، والكهرباء والماء قطعت، والمواد الغذائية نفدت، والجرحى دون أطباء أو أدوية، والشهداء في الشوارع بسبب حصار حركة "أمل" واللواء السادس والثامن ومن يساندهم في البرزة"([11]). وهذان اللواءان جل تعدادهم من الشيعة الإمامية، وللمفارقة؛ فإن من أمدهم بالعتاد والوقود كان مجرم الحرب "السابق" قبل أن تسقط جرائمه بالتقادم، ويوضع اسمه أعلى قائمة المرشحين لخلافة "الرئيس اللبناني إيميل لحود!!" العماد ميشيل عون..
الحال لم يتغير الآن برغم الأقنعة الليبرالية الزائفة.. عون زعيم التيار "الحر" يتحالف مع حسن نصر الله، صاحب الحنجرة العالية والعدد القليل من القتلى "الإسرائيليين" الذين قضوا بذراعه الإيراني العسكري، بما لا يقارن مع من قتلتهم الميليشيات الشيعية في مخيم صبرا قبل عشرين عاماً.. عون بمعية نصر الله اليوم لنسف تحالف 14 مارس، ليجعل السنَّة مجدداً منفردين، ظهورهم للحائط..
وقد قالت صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية (23/5/1985) وفقاً لكتاب "أمل والمخيمات الفلسطينية"): (إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل).
يقول رجل الأعمال الفلسطيني عبد الكريم درويش:
(لا يمكن لأي جهة مشبوهة مثل فيلق بدر أن تمس هذه العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والعراقي، فالشعب العراقي احتضن اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة غير أن فيلق بدر يرتكب جرائم بحق الفلسطينيين بتشجيع من جهات معينة)([12]).
وهو هنا يدلل على تورط بدر في هذه الجرائم، وبعد تصريحه بشهر كان قاطنو مجمع البلديات (أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العراق ويضم 10 آلاف نسمة) يتحدثون وفقاً للمصدر نفسه عن اقتحام مجموعة من لواء الذئب الطائفي في الداخلية العراقية للمجمع ناشرين في جنباته الرعب.. فيما أكد دليل قسوس القائم بالأعمال الفلسطيني في العراق أن (60) فلسطينياً قتلوا في العراق بحجة انتمائهم لـ"الصداميين".
ويعزز ذلك ما وزعته منظمات طائفية مجهولة من منشورات تدعو الفلسطينيين إلى الرحيل، جاء في بعضها:"إلى الخونة من الفلسطينيين الوهابيين التكفيريين النواصب الصداميين البعثيين الساكنين في منطقة الشؤون في مدينة الحرية عليكم مغادرة أماكنكم خلال (10) أيام وإلا سنقوم بتصفيتكم". التوقيع "سرايا يوم الحساب"([13]).. الرعب انتشر مع بث المنشورات تلك حتى هجرت (16) عائلة منازلها باتجاه الأردن، وافترشت (300) عائلة الأخرى العراء قبالة مجمع البلديات إذعاناً لأوامر الطائفيين من فيلق بدر وغيره([14]).
حقيقة حزب الله الرافضي الشيعي:
لقد اعترف أمين عام الحزب الأسبق صبحي الطفيلي في مقابلة مع "الشرق الأوسط" بأن هناك تواطؤاً بين إيران وإسرائيل عن طريق حزب الله لمنع تسلل الفدائيين وحراسة الحدود وتحويل الحزب إلى حزب سياسي. وفي مقابلة مع قناة "العربية" قال: إن الحزب هو الذي يحرس المستوطنات اليهودية.
مواقف حزب الله وسياساته:
المتابع لمواقف الحزب وسياساته يجد أن الكثير منها لا يصب إلا في المصلحة الشيعية البحتة دون المصلحة الإسلامية العامة، فمن ذلك:
1- السكوت عن مواقف إيران السيئة والتي بلغت حد العمالة والتواطؤ مع الأمريكان في أفغانستان والعراق.
2- التغاضي عن عمالة إخوانه الشيعة في العراق، وتعاونهم مع عدوه أمريكا!
3- التغاضي عن جرائم أصدقائه الشيعة في العراق تجاه سنة العراق، ولو ببيان استنكار.
4- منعه وإحباطه لكثير من العمليات تجاه إسرائيل، بل قتل من يحاول ذلك أحيانًا، حتى اعتبر صبحي الطفيلي وهو أول أمين عام للحزب، بأن حزب الله تحول لحرس حدود لخدمة إسرائيل.
5- لا نجد للحزب -وهو يطالب بدور إقليمي في المنطقة- أية مواقف تتبنى المطالب العربية العادلة تجاه احتلال إيران للجزر الإماراتية.
حزب الله التابع لإيران لماذا اختار الحرب في هذا الوقت:
أما لماذا جاءت هذه المواجهة بين "رافضة لبنان" واليهود في هذا الوقت فلعدة اعتبارات عند القوم أهمها:
1- اشتداد عمليات التطهير الإجرامي العرقي والمذهبي، التي تقوم بها الميليشيات الشيعية العراقية في العراق، بما في ذلك عمليات إبادة وحشية ضد السكان الفلسطينيين، وعمليات تهجير لأهل السنة من جنوبيّ العراق (البصرة لم يبق فيها إلا 7% من أهل السنة، بينما كانوا أكثرية منذ عشرات السنين، ونسبتهم كانت 40% قبيل الاحتلال الأمريكي!).. فضلاً عن انكشاف زيف شعارات المسؤولين في إيران الداعية لإزالة إسرائيل من الوجود!.. وجهاد الشيطان الأكبر "أمريكا"!! في الوقت الذي أثبت أهل السنة أنهم هم المجاهدون الصادقون الذين يقاومون الغزاة في أفغانستان والعراق والشيشان، وكذلك المقاومة الفلسطينية وهي سنية بطبيعة الحال خطفت الأضواء بأنها الوحيدة في ساحة الصدام مع الكيان الصهيوني، وذلك بعد عملية "الوهم المتبدد" وخلال عدوان "أمطار الصيف".. إذ وصل الكيان الصهيوني إلى طريق مسدود لتحقيق أهدافه ضد الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة!.. وهذا كله أدى إلى فضح الرافضة الصفويين وأنهم عملاء للغزاة المحتلين وخطف الأضواء عنهم، فكان لا بد من عمل يعيد لهم اعتبارهم ويغطي على فضائحهم.
2- انكشاف تواطؤ حزب الله ضمن تواطؤ حليفه الإيراني.. مع الاحتلال الأميركي ضد المقاومة العراقية ودخول الحزب في لعبة تشجيع الميليشيات الصفوية العراقية وتدريبها، وهي نفس الميليشيات التي تقوم بعمليات إبادة الفلسطينيين وأهل السنة في العراق!
3- بداية انتكاسات لحملات التشييع في سورية ولبنان، انعكاساً لانكشاف مواقف أركان الحلف الصفوي الشعوبي الداعم للصهاينة وللاحتلال الأميركي المرفوض شعبياً.. ثم بروز بوادر الاصطدام على النفوذ بين المشروعين: الأميركي، والفارسي الصفوي.. في العراق!
4- لذا كان لا بد من فعل يحرف الأضواء والأنظار عما يجري في العراق بحق أهل السنة والفلسطينيين على أيدي الصفويين الشعوبيين، ولا بد من خطف الأضواء من المقاومة الفلسطينية السنية التي كشفت عجز الجيش الصهيوني، ولا بد من استعادة الثقة بعمليات التبشير الشيعي في المنطقة، ولا بد من إعادة الاعتبار لأكذوبة إزالة إسرائيل ومقاومة الكيان الصهيوني، ولا بد من التغطية على تواطؤ حزب الله بالعمل ضد المقاومة العراقية، ولا بد من خلط الأوراق في لبنان لصالح الفوضى التي هدد بنشرها رئيس النظام السوري بشار الأسد.. لا بد من كل ذلك ولو على حساب لبنان.. كل لبنان. الرسمي والشعبي.. ولو أدى العبث واللعب إلى تدميره!
فلذلك.. ولتحقيق كل هذه الأهداف.. قام حزب الله -ثالث ثالوث المشروع الصفوي الفارسي بعمليته أو مغامرته الأخيرة ضد الكيان الصهيوني!..
هل نحن ضد عملية تنال من العدو الصهيوني؟!.. لا.. مطلقاً، نحن نفرح بكل عمل يؤذي الكيان الصهيوني الغاصب ويضعفه ويضع من هيبته!..
لكننا لا نقبل أن نُخدع ولا نقبل أن تندرج هذه العملية في مسلسل تحقيق أهداف المشروع الأخطر من المشروع الصهيوني في بلادنا، ولا نقبل أن يتاجر القائمون بهذه العملية بقضية فلسطين، في نفس الوقت الذي يذبحون فيه الفلسطينيين ويستبيحون أرواحهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم في بغداد. ولا نقبل في أي وقت من الأوقات أن تنحرف الأنظار عن جرائم الصفويين بحق أهلنا وشعبنا المسلم في العراق.
من القضايا التي توجب على المسلم الفطن الحذر من حزب الله وقوته؛ قضية حلفائه، وقد قيل: (قل لي من تخالل أقل لك من أنت).
علاقة حزب الله بإيران:
إيران ليست حليفًا، بل هي الحاضن والمرضع لحزب الله، والحزب إنما نشأ في إيران بمباركة الخميني.
يقول نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: "كان هناك مجموعة من المؤمنين... تفتحت أذهانهم على قاعدة عملية تركز على مسألة الولي الفقيه والانقياد له كقائد للأمة الإسلامية جمعاء، لا يفصل بين مجموعاتها وبلدانها أي فاصل... وذهبت هذه المجموعة المؤلفة من تسعة أشخاص إلى إيران ولقاء الإمام الخميني [قدس] وعرضت عليه وجهة نظرها في تأسيس وتكوين الحزب اللبناني، فأيد هذا الأمر وبارك هذه الخطوات"([15]).
وقد تكشف للناس اليوم حقيقة إيران، وأنها تبحث عن مصالحها الشيعية الذاتية ولو كان على حساب الإسلام، ومن آخر مواقف إيران السيئة تجاه المسلمين، إعلانها التبرع ب (50) مليون دولار لحركة حماس، وبعد 4 أشهر يعلن وزير خارجيتها أن التبرع لا يزال في مرحلة صنع القرار، فعلى من تضحك إيران سوى على المغفلين!!
وحزب الله لا يخفي ولاؤه الأيديولوجي للنظام الإيراني، فقد جاء نص في بيان صادر عن الحزب في (16/فبراير 1985)، بعنوان "من نحن وما هي هويتنا؟": (إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسد حاضرا بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، دام ظله، مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة).
ويعتبر حزب الله خليفة الخميني، علي خامنئي، المرجعية الدينية العليا وولي أمر المسلمين جميعاً.
ويقول حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله: (إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام، والدولة التي تناصر المسلمين والعرب وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا).
فالسؤال إذن الذي يطرح نفسه: ماذا أرادت إيران من وراء العملية، وهل حققت ما تصبو إليه من الحرب؟ أهدافها الرئيسة نراها تتمثل في بنود عدة لعل من أهمها التأكيد على أنها قادرة على خلط أوراق اللعب في المنطقة التي يراد لها ولادة جديدة، وأنها عنصر أساس في "التحريك"، لا يمكن تجاهله ولا التغاضي عن مصالحه الإستراتيجية وطموحاته التوسعية.
وكذلك تخفيف الضغوط الغربية التي بدأت تضيق الخناق على النظام للتخلي عن طموحه النووي، حيث كانت كلمة الفرقاء قريبة من الالتئام بعد العروض المقدمة من الدول الأوروبية، وتذكير الولايات المتحدة بأنه إذا ما استخدمت القوة العسكرية لضرب منشآتها النووية، فإن لديها "وسائل للإزعاج" ولن تقف مكتوفة الأيدي.
والذي يظهر لي أن توقيت هذا التحرش جاء ليحقق لحزب الله وحليفته سوريا مصالح عديدة أهمها:
- الانتقام السوري ممن طالبوا بخروجه. وكأني بالسوري يقول الآن: تريدون خروجنا. حسناً! لا تفرحوا كثيراً فوالله لا نخرج إلا بمكيدة يكون معها دمار بلدكم.
- إشغال العالم بعموم والشعب اللبناني بخصوص بجرائم جماعية ينسى بها الجميع قضية التحقيق في شأن جريمة اغتيال شخص واحد هو الرئيس رفيق الحريري. فمن من الناس أصبح يهتم بقتل فرد واحد بعد وقوع هذا الحدث الكبير؟
وقفة مع ادعاء النصر:
لقد أخبرنا النبي رضي الله عنه عن تسارع الفتن في آخر الزمان الذي بتنا نقترب منه فقال: { بادروا ‏بالأعمال فتناً كقطع الليل المُظلم }([16]).
وحذرنا من (السنوات الخداعات)([17]). ومن هذه الفتن المتعلقة بالشيعة في هذا العصر: "دعوة التقريب بين السنة والشيعة". وبعد الثورة الخمينية وما صاحبها من افتتان قطاعات عريضة من أهل السنة بها، وبعدها فتنة "انتصار" حزب الله في سنة (2000م)، والآن هذه الفتنة الجديدة لحزب الله، والتي ستفتن كثيراً من الناس من الذين لا يجعلون للعقائد والمناهج وزنًا في الحكم على الأفعال، كما أنهم لا يعتبرون بالتاريخ ولا يهتمون للمواقف والتصرفات التي قام بها حزب الله.
لن نقف طويلاً عند مدى جدية هذه الحرب، وهل هي حرب "تحريكية" أم حقيقية؟ وإن كان ما يطرحه المشككون في غاية القوة، لما يرون من تدمير للبنان وليس لحزب الله، وتلميع لسوريا وإيران وحزب الله من قبل الدولة العبرية، وذلك عبر أسلوب بسيط في الدعاية وهو: اشتم أصدقاء إسرائيل فيحبهم الناس ويثنون عليهم، كما صرحت "البروتوكولات" الصهيونية بذلك، والثناء على أعداء إسرائيل فيكرههم الناس، وذلك اتباعاً لقاعدة "عدو عدوي صديقي" فلو عكس عدوك سياسته لغرقت في شباكه كما هو حاصل اليوم!
لن نقف مع جدية الحرب أو عدمها، ونتجاوز ذلك لبحث ما بعد ذلك، وهو: ماذا لو كانت تمثيلية أو حقيقية ومُكِّن أو تمكَّن بعدها حزب الله في لبنان بشكل أكبر، هل سيكون هذا لمصلحة الإسلام والعروبة والقضية الفلسطينية؟
نرى أن هذا هو المهم، والذي يجب أن تسلط عليه الأضواء حتى "لا نرى الفتن وهي مدبرة" كحال أهل الجهل، وتكون قد عمتنا بفتنتها. وموقفنا هو الدعاء بالهزيمة والكسر لليهود وإبعاد وصرف شر حزب الله عنا.
وذلك أن وقوع حرب حقيقية بين اليهود والشيعة ممكن ووارد، ألم يذكر لنا القرآن الكريم وقوع الصراع بين اليهود أنفسهم! فقال تعالى: (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ))[البقرة:84-85].
أكثر المسلمين يعرفون أن أتاتورك هو الذي هدم الخلافة العثمانية، وحوّل تركيا إلى العلمانية، وحارب الإسلام فيها، ولكن القليل يعرف كيف استطاع أتاتورك ذلك! وأقل منهم من درس مؤامرة أتاتورك وأخذ العبرة والعظة منها حتى { لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرتين }([18]) وإن كان واقعنا بعكس ذلك!!
مَن مِنَ المسلمين يعرف أن أتاتورك لم يستطع إلغاء الخلافة إلا بعد أن أصبح أول رئيس للجمهورية في تركيا، ولم يصل لرئاسة الجمهورية إلا بعد دعاية إعلامية واسعة أظهرته على أنه مجاهد مغوار، قاتل بشرف دفاعاً عن الخلافة والسلطنة الإسلامية، ولم تقتصر هذه الدعاية على تركيا، بل وصلت أرجاء الدولة العثمانية، مع ضعف وسائل الإعلام آنذاك، فدبج أمير الشعراء أحمد شوقي في مدحه القصائد والأشعار، فمرة جعل أتاتورك كسيف الله المسلول حين قال في مطلع قصيدة له:
الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب
ومرة يجعله قرين صلاح الدين عندما استعاد بيت المقدس:
حذوت حرب الصلاحيين في زمن فيه القتال بلا شرع ولا أدب
ولم تمض إلا بضع سنوات على هذه الانتصارات المزعومة والقصائد المنمقة، حتى تكشفت الحقائق وظهرت المصائب فأعلن أتاتورك إلغاء الخلافة والحرب على الإسلام، وعندها صدم الكثيرون ووجم المصفقون، وبدأت تظهر الفضائح.
هل تعرفون أنه بالنظرية العشوائية الرياضية لو رمى هذه الصواريخ شخص أعمى.. أعمى لا يرى شيئاً على مدن شمال الدولة العبرية.. لقتلت على أقل تقدير 300 شخص يهودي!!!
أربعة آلاف صاروخ كاتيوشا!! ولم نشاهد أي أثر يذكر لها في الدولة العبرية!! هل كان هذا يطلق الصواريخ فعلاً باتجاه اليهود..
أين مقاتلو حزب الله.. هل هم أشباح لا يُرون؟!
ثم ما بال زعيمهم المهرج لا تمر سويعات إلا وهو بارز في إحدى القنوات الفضائية؟!
أليس جواسيس الموساد يسرحون ويمرحون في لبنان بطولها وعرضها؟!
فما بالهم عجزوا عن تحديد مكان هذا المهرج.. وهو بهذا الظهور المتكرر.. وقتله وتصفيته.. بينما قاموا بتصفية المناضل الفلسطيني أبي جهاد وسط تونس؟!
هذه الأمور تبدو غريبة جداً.. خاصة وأن هذا الحزب يزعم أنه تصدى للهجوم اليهودي.. وأجبره على التراجع.. وكبده خسائر..! فهل يمكن وقوع كل ذلك.. دون أن يكون هناك خسائر كبيرة في جنودهم؟!
والأعجب من هذا هو تصريح اليهود بوقوع قتلى بينهم.. وبصعوبة القتال مع الحزب المذكور.. وشراسة الحرب معهم..
وإجراء مقابلات مع بعض الجنود اليهود.. يصورون فيه شراسة الحرب وقوة القتال..!
فمتى كان اليهود يمجدون غيرهم.. ويظهرون ضعفهم وشراسة عدوهم..؟! أليست هذه الأحداث الغامضة.. تدل على أن الأمر كله.. لعبة إعلامية قذرة.. تدار من خلف الكواليس لتوريط المسلمين السنة وجرهم لويلات لا يعلم حجمها إلا الله من الرافضة واليهود..؟!
وكيف يراد لنا أن نصدق نصره وهو مع ما أعلنه من صمود أمام الآلة الحربية العسكرية اليهودية كان يستجدي وقفاً لإطلاق النار ولم يتمكن من حماية لبنان من التدمير؟ حيث دمر أكثر من (‏15)‏ ألف منزل بالكامل، ونحو (900) مبنى ومحل تجاري، هذا فضلاً عن البنية التحتية من محطات الكهرباء والجسور والتي تبلغ تكلفتها (3.5) مليار دولار، و‏فَرَّ أكثر من (‏916)‏ ألف لبناني من منازلهم، وهو ما يشكل ربع عدد السكان تقريباً، وبلغ عدد القتلى والجرحى‏ نحو (‏1100)‏ قتيل و (‏3700)‏ جريح غالبيتهم العظمي من المدنيين.
وكيف لنا أن نخدع بنصره المدعى وهو يقبل بوقف إطلاق النار لا يرقى إلى أدنى مستوى من الطموحات التي كان يريد تنفيذها، اللهم إلا إذا كان مصدقاً أن القرار (1701) هو في ذاته انتصار ساحق وبنوده تشكل نصراً حاسماً على العدو "الإسرائيلي"، وهي البنود التي تتغافل عن الجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين اللبنانيين وكأن أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم شيء لا يستحق الالتفات.. وهو ذاته القرار الذي يمنح الدولة العبرية الحق في شن هجمات داخل الأرض اللبنانية بذريعة أنها "هجمات دفاعية".. وهو كذلك القرار الذي يتجاهل "شبعا" المحتلة ويجعلها "بندا" يبحث فيما بعد.. ولم يعالج مسألة الأسرى والمعتقلين والمختطفين اللبنانيين في السجون اليهودية وجعلها أيضا "بنداً" يتم فيما بعد تناوله..
كما وافق حزب الله على انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود، وهو ما يعني عملياً نهاية العمليات العسكرية للحزب، أو الخوض قي اقتتال داخلي. فهل هذا وغيره من بنود انهزامية ارتآها نصر الله وحزبه نصراً استراتيجياً وتاريخياً مظفراً يُزف إلى الأمة الإسلامية؟!!
تكشف الحقائق بعد الحرب:
فقد أكد الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" -في مقابلة تليفزيونية- أنه لو علم أن عملية خطف جنديين "إسرائيليين" الشهر الماضي كانت ستؤدي إلى جولة العنف التي استمرت (34) يومًا "لما قمنا بها قطعًا".
وصرّح "نصر الله" أنه "لا جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل"، معتبراً أن قيام حرب ثانية مع "إسرائيل" "يخدم إسرائيل بالدرجة الأولى".
التعليق:
طوال (34) يوماً هي عمر الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، والطيبون من بني أمتنا يهللون لحسن نصر الله حتى رفعوه إلى مصاف الأبطال البواسل والفاتحين العظام. طوال (34) يومًا يرفض الطيبون من بني أمتنا الاستماع لنصائح العلماء والالتفات لوقائع التاريخ التي تؤكد أن ما يجرى في لبنان ليس إلا إعادة لمسلسل تكرر قبل ذلك منذ عشرات الأعوام، كان بطل المسلسل القديم "كمال أتاتورك"، وبطل المسلسل الجديد "حسن نصر الله". طوال (34) يوماً والمصلحون من أبناء أمتنا يجاهدون لتبيان الحقيقة وبذل النصيحة، ولا يلاقون إلا تهم الخيانة والعمالة وهم على ذلك صابرون، غير أنهم كانوا على يقين بأنه ما أن تضع الحرب أوزارها حتى تنكشف الحقائق أمام أعين الناس، وبدلاً من كثرة المقالات جاء "حسن نصر الله" ليقدم لنا حديثه عن الحرب بمثابة اعتراف يهدم كل خطبه الرنانة وتصريحاته النارية ليس طوال الأيام الماضية فحسب بل طوال السنوات الماضية كلها.
اعتراف تأخر طويلاً:
استهل "نصر الله" كلامه بالكشف عن جهل سياسي وعسكري سبق عملية "الوعد الصادق"، حيث قال: [[ لم نتوقع ولو واحداً بالمائة أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم؛ لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل.. لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا ]].
بالتأكيد إن نصر الله أراد من هذا التصريح الظهور في صورة بطل يخشى على وطنه!!
غير أن تصريحه ذلك لم يكن سوى صفعة قوية للمهللين له والمدافعين عنه، أولئك الذين انتقدوا وصف "الوعد الصادق" بأنه مغامرة غير محسوبة، أولئك الذين رفضوا الحديث عن نوايا "حزب الله" وأغراضه الحقيقية من "الوعد الصادق"، ترى ماذا يقولون الآن؟ ترى هل يكذبون "نصر الله" فيما قال؟ هل يتهمونه بالخيانة لقضايا أمته؟ أم ترى يستمرون في غيهم ويصفقون لبطولة "نصر الله" المزعومة؟
ولكن أية بطولة تلك وهو بهذا القدر من الجهل السياسي والعسكري؟ أية بطولة تلك وقد قدم لبنان لقمة سائغة لعدو متربص؟ أية بطولة تلك بعد دمار لبنان؟ حقيقة لم يحقق حزب الله سوى بطولة واحدة من وراء تلك المعركة، لقد نجح في استعادة ذكرى هزائم تاريخية يخرج منها المنهزمُ منتصرًا، لا لشيء إلا لأنه حافظ على قيادة حزبه وإن ضحى بلبنان في المقابل.
ثم ألا يجعلنا هذا التصريح نتساءل: أين المهللون المروجون للنصر العظيم الذي حققه حزب الله في المغامرة؟! إننا لم نسمع يوماً أن منتصراً في معركة تمنى أنه لم يخض تلك المعركة!!!
ثم أليس لنا أن نتساءل: هل كان حزب الله يجهل حقًا حجم رد الفعل "الإسرائيلي" المتوقع، أما تراه كان يعلم وتعمد ذلك، كما أشار نصر الله إلى أنه كان يعلم بوجود مخطط لضرب حزب الله، فهل كان يعلم نصر الله وتعمد ذلك لتشمل الضربة لبنان كلها لا حزبه فحسب، ولتكون تلك الضربة كفيلة بإرباك أية مشاريع سياسية سنية تحاول أن تظهر في الخريطة السياسية اللبنانية.
أيًا كان الأمر، فقد قدم نصر الله في تصريحاته تلك هدية لكل من جاهدوا لإثبات أن "الوعد الصادق" لم يكن سوى "وهم كاذب".

([1]) رواه البخاري ومسلم.
([2]) رواه البخاري ومسلم.
([3]) طبع مكتبة بيسان، بيروت (ص:584).
([4]) الخميني: "تحرير الوسيلة" (2/241)، مسألة رقم (12).
([5]) وانظر: "التاريخ الإسلامي" (19/157).
([6]) انظر: كتاب: "أحوال أهل السنة في إيران".
([7]) ابن تيمية: "منهاج السنة النبوية" (3/378).
([8]) ابن تيمية: "منهاج السنة النبوية" (3/378).
([9]) "مختصر منهاج السنة" (2/781).
([10]) وفقاً لما ذكرته صحيفة "الوطن" الكويتية في اليوم التالي.
([11]) نقلاً عن عبد الله الغريب: "أمل والمخيمات الفلسطينية".
([12]) دنيا الوطن (28/2/2006).
([13]) الشرق الأوسط (27/3/2006).
([14]) (عن موقع البينة).
([15]) أمين مصطفى: "المقاومة في لبنان" (ص:425)، دار الهادي.
([16]) أخرجه مسلم في "صحيحه" (1/110)، وأبو داود في "سننه" (2/503)، والترمذي في "جامعه" (4/486).
([17]) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ..) الحديث. [رواه ابن ماجه في "سننه" (2/1339) وهو صحيح].
([18]) أخرجه البخاري في "صحيحه" (5/2271)، وأبو داود في "سننه" (2/582).


منقول