مفتي السعودية يهاجم شركات وتجاراً يبيعون "الوهم" للمواطنين
السبت 11 ديسمبر 2010
مفكرة الاسلام: شن مفتي عام المملكة العربية السعودية الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، هجوماَ ضارياً على الشركات والمصارف ورجال الأعمال وتجار الأسهم، الذين يغشون الناس ويتلاعبون بأموالهم، من خلال مشاريع خيالية لا حقيقة لها.
ووجه فضيلته أسئلة عدة إلى المستثمرين، في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، قائلاً :"هل كنتم صادقين في ما تبيعون؟ هل أنتم بعيدون عن الغش والتدليس والخيانة؟ أم كنتم متخلقين بذلك الخلق السيئ؟".
وشدد آل الشيخ على أن عدداً من المصارف والشركات سعى إلى الغش والخيانة والتلاعب في أموال الناس وأظهر مشاريع خيالية لا حقيقة لها، واستعمل الأموال في ما حرم الله.
وأضاف ، وفق صحيفة "الحياة" :"أن تجار الأسهم يتلاعبون ويستدرجون الناس، ويخدعونهم، يبيعون وقتاً ويشترون وقتاً آخر، إن الضحية هو المواطن المسكين، الذين لا يملك إلا القليل، وأَكَلَه الأقوياء بحيلهم الباطلة، وتلاعبهم السيئ وخيانتهم وعدم عدلهم وإنصافهم".
وأردف فضيلة المفتي :"اتقوا أنفسكم وحاسبوها، وهل الشركات أو البنوك أدت حق الواجب عليها؟، وحض المواطن على التفكر في أمواله التي جمعها، و ما مصدرها، وهل هذا المال عن طريق شرعي من تجارة أو صناعة؟ أم جاءك هذا المال من طرق ملتوية، رشوة وغشاً وخيانة وسرقة؟.
الكف عن إيذاء المسلمين :
وكان آل الشيخ قد دعا الكتّاب للكف عما يؤذي المسلمين وعدم توظيف الأقلام للطعن والتهجم على الآخرين، وقال :"يجب أن تكون كتابتهم نقداً لا ذماً وأن تعالج الأمور بالحكمة والعدل حتى لا تحدث بين أفراد المجتمع الفرقة والتنافر وحتى تتم المحافظة على وحدة الوطن وأبنائه".
وألقى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ محاضرةً على منسوبي جامعة أم القرى بالعزيزية؛ أوضح خلالها أن الأصل في الإسلام هو الانقياد والخضوع لله عز وجل ولتعاليم دينه وكماله وكف الأذى عن الناس لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، مضيفاً أن من كف اللسان عن الأذى عدم القول على الله بغير علم، فقد حرم الله القول عليه بغير علم وجعل القول عليه بلا علم درجته أعلى من درجة الشرك والضلال.
الفتوي الخاطئة:
وأضاف مفتي المملكة، وفق وكالة الأنباء السعودية، :"أن من يصدر الأحكام بغير حجة ولا دليل من الكتاب والسنة ومن يصدر الفتوى الخاطئة فذلك الذي يتبع هواه وميوله الشخصية ويوقع الناس في الحيرة والاضطراب، كما أن من يدّعي على الناس بالكفر والفسق ويتهمهم بالباطل بدون علم ظاهر يكون آثماً عند الله عز وجل".
وأوضح أن من كف اللسان اجتناب السخرية واحتقار الآخرين، قائلاً :"الواجب على المسلم الذي سلم المسلمون من لسانه أن يكون صادقاً فيما يصف به الآخرين؛ فلا يسعى بينهم بالنميمة لإحداث الفرقة بينهم كما ينبغي عليه إذا أراد مناقشة الأخطاء أن يناقشها باحترام وعدل وأن يعطي كل ذي حق حقه ولا يناقشها مناقشة المنتقم، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون".
وأشار آل الشيخ إلى أن من سلامة اللسان ألا يشهد المسلم شهادة الزور وألا يكتم الشهادة ولا يخفيها، كما أن من سلامة المسلم أن تسلم منه أسرته زوجته وأبناؤه من الاعتداء عليهم وضربهم؛ فيجب عليه أن يعالج أخطاء أسرته باللين والهدوء من غير إجحاف ومن غير إلحاق الضرر والأذى بهم، وكذلك من سلامة المسلم عدم ظلمه للناس وأكل حقوقهم بالباطل، مؤكداً أن من كمال الإيمان عدم غش الناس والتغرير بهم.
وقال :"على المؤمن أن يكون أميناً في تجارته وتعامله مع الناس حتى يأمنوه ويثقوا به"، مشدداً على حرمة دم ومال المستأمن والمعاهد ومحذراً من الانخراط في خلايا خبيثة ينفذ من خلالها أعمال ومخططات فاسدة تسعى إلى تفجير الناس وقتلهم وترويعهم فهؤلاء أصحاب فكر إرهابي أخل بالأمن وقتل الأنفس وأفسد الممتلكات.
واختتم الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء محاضرته بالدعاء أن يوفق الله ولاة أمر هذه البلاد لما فيه خير الأمة والمسلمين وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه لخدمة حجاج بيت الله من تيسير وراحة لهم وأن يوفق الحجاج في حجهم ليؤدوا مناسك حجهم ويعودوا إلى أوطانهم سالمين........
بارك الله في مشايخنا لافاضل واطال في اعمارهم والفقهاء لهم بالغ الاثرفي النفوس جعلكم الله نصرة وحمات للدين وقوامين له