عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-07, 01:30 AM   رقم المشاركة : 8
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم




"بولس يبشر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

يقر النصارى انفسهم ان اهمية بولس الفريسي في الديانة النصرانية ماثلت أهمية يسوع المسيح بل وفاقته في أحيان أخرى. فبولس صاحب 14 رسالة تشكل الجزء الاكبر من العهد الجديد وهو المؤسس الحقيقي للدين النصراني بشكله ومعناه المعروف حاليا. وسبب دخوله في النصرانية هو من اجل تغيير وتحريف دين المسيح عليه السلام, وقد استغل بولس ضعف النصارى في ذلك الوقت وتشتتهم وتفرقهم من اجل دخوله في هذا الدين وتبديله, ثم عمل على تفريغه من محتواه وهدم أساساته التي بني عليها. ومن ذلك ابطاله للناموس (الشريعة الموسوية) وهو الناموس الذي أثبته وأكد عليه المسيح عليه السلام حين قال فيما ينسب اليه في انجيل متى 5/17 ( لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل). لكن بولس ضرب كلام المسيح عليه السلام بعرض الحائط وأبطل الناموس ونقضه ولم يحترم توجيهات المسيح. ثم بعد ذلك أخذ بولس يحل ويربط ويأمر وينهى بل وتبجح في رسالته الأولى الى كورنثيوس قائلا (كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق.كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء تبني). فكل شيء يحل له رغم اعترافه أن ليس كل شيء يجري على هواه وكما يريد. ونحمد الله تعالى على أن ليس كل شيء جرى حسب هواه وإلا فلربما سمعنا بما هو أعجب واغرب من بولس هذا.

من الأعمدة الرئيسية التي ترتكز عليها رسالة المسيح عليه السلام وتقوم عليها هي البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم, فمن الملاحظ ان المسيح عليه السلام لم يأت بشريعة جديدة ولاحتى دين مختلف ولم يزعم ان دينه هو ما يعرف الآن عند النصارى بالمسيحية. فكلمة ( مسيحية ) لم تخرج من فمه الطاهر الشريف. وتكاد تكون رسالة المسيح عليه السلام مقتصرة على أمرين لا ثالث لهما وهما التوحيد والتبشير بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا ما سعى بولس الى إخفائه وطمسه. وبالأضافة الى جهود بولس الاخرى من اجل تثبيت حق اليهود في ميراث النبوة وحصره بنسل إسحق عليه السلام, وكذلك محاولته إثبات نظرية تفوق الجنس اليهودي على بقية الأجناس البشرية الأخرى.وبولس يعلم يقينا ان المسيح بشر بنبي يأتي من نسل إسماعيل. فقد نسب إنجيل متى الى المسيح هذه الاقوال. متى 21 :

Mt:21:42: قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب.الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا.
Mt:21:43: لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره.
Mt:21:44: ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه
Mt:21:45: ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم.

فالحجر المرفوض هو إسماعيل وهو رأس الزاوية وملكوت الله ( الشريعة ) سينزع من اليهود ويعطى للعرب. فهذا ما علمه المسيح عليه السلام وهذا سبب حنق وحقد اليهود عليه.

لقد زل لسان بولس في احدى رسائله واعترف بكل هذا دون أن يشعر.وبدلا من أن يطمس الحقيقة جرت الرياح بما تشتهي السفن وكشفت أكاذيبه كما قال من قبل ( ليس كل الأشياء توافق ). فتعالوا نحلل ما قال بولس ولنرى كيف زل لسانه.

رسالة بولس الى غلاطية الإصحاح 4
22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان واحد من الجارية والآخر من الحرة.
23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد واما الذي من الحرة فبالموعد.
24 وكل ذلك رمز لان هاتين هما العهدان احداهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر.
25 لان هاجر جبل سيناء في العربية.ولكنه يقابل اورشليم الحاضرة فانها مستعبدة مع بنيها.
26 واما اورشليم العليا التي هي امنا جميعا فهي حرة.
27 لانه مكتوب افرحي ايتها العاقر التي لم تلد.اهتفي واصرخي ايتها التي لم تتمخض فان اولاد الموحشة اكثر من التي لها زوج.
28 واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحق اولاد الموعد.
29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن ايضا.
30 لكن ماذا يقول الكتاب.اطرد الجارية وابنها لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة.
31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة

بعد ان اعدت قراءة هذه النصوص عشرات المرات في مناسبات مختلفة كنت دائما ما اكتشف شيئا جديدا فيها. لكن اهم ما انتبهت له هو اعترافه الضمني بالبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم رغم محاولة اخفاء هذه الحقيقة. ولا اجد افضل ما يقال عن بولس سوى المثل القائل : ( يكاد المريب أن يقول خذوني).

أول ما لفت نظري في هذه النصوص هو قول بولس عن هاجر أنها جارية رغم انها زوجة ابراهيم عليه السلام وحبيبته ولولا أمر الله تعالى لما فارقها ابراهيم لحظة. ثم أنك تشعر بالنظرة الفوقية والمتعالية لبوس في قوله عن هاجر ( جارية ) رغم ان يعقوب عليه السلام كما ورد بكتابهم انه تزوج من جاريتين هما زلفة وبلهة وأنجب منهن 4 أبناء تفرع من نسلهم بني إسرائيل. فلا أدري لماذا هذه النظرة المتعالية من بولس, فقد يكون هو نفسه إبن جارية !

ثانيا يقول بولس ان إسماعيل عليه السلام ولد حسب الجسد. ويعلق آدم كلارك في تفسيره للنص ( ليس هناك أي شيء مميز في ولادة إسماعيل المولود بحسب الطبيعة ) ويقول ( ويكليف ) Wycliffe* في تعليقه على نفس النص أيضا ( بخلاف اسحق المولود حسب الوعد الإلهي ) اما في تفسير Jamieson, Fausset و Brown فنجد انهم يعطون معنى آخر للولادة حسب الجسد فهي في نظرهم نقيصة بحق اسماعيل وأن إسحق ولد بخلاف كل الحسابات الجسدية التي ولد بها إسماعيل. وهي في المفهوم النصراني الآثام والخطايا وباختصار كل المساوئ التي يرتكبها الإنسان !

وبالتأكيد فهذا الكلام الفارغ قد فنده الكتاب المقدس نفسه حين نسب الى الله تعالى قوله واعدا إبراهيم أنه سيبارك إسماعيل ويكثرة ويثمره. سفر التكوين 17 :

Gn:17:20: واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه.ها انا اباركه وأثمره واكثره كثيرا جدا.اثني عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة.

ومطمئنا هاجر عليها السلام كذلك. سفر التكوين 21 :

Gn:21:17: فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو.
Gn:21:18: قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة.

فكيف يكون الذي يباركه الرب مولودا حسب الجسد بالمعنى الذي يزعمه هؤلاء المفسرين؟ ثم تعود نزعة الفريسية الى بولس مرة اخرى وحبه للتعالي فيقول عن هاجر عليها السلام : ( فانها مستعبدة مع بنيها ) !
ولا ينسى ان يمتدح نسبه نفسه : ( اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة ) !
ويبدو ان افتخاره الشديد بهذا النسب أنساه أنهم أبناء جواري ايضا من زلفة وبلهة !

والآن إليكم هذه المفاجأة غير المتوقعة من كلام بولس :

29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن ايضا.

اني أضع رقبتي للنصارى لو استطاعوا أن يثبتوا لي من كتابهم المقدس أن الذي ولد حسب الجسد ( إسماعيل ) اضطهد الذي ولد حسب الروح ( إسحق ) ! فمتى إضطهد إسماعيل أخاه إسحق؟ فالكتاب المقدس يخبرنا ان هاجر حملت ابنها إسماعيل وتركت لسارة الجمل بما حمل عند فطام إسحق ( عمر الطفل عند الفطام من اربعة الى ستة شهور ). وقد ترعرع إسماعيل في برية فاران. التكوين 21 :
Gn:21:20: وكان الله مع الغلام فكبر.وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس.

فإذا كان عمر اسحق لا يتجاوز الـ 6 شهور واذا كان إسماعيل يعيش في البرية بعيدا عن أخيه فمتى وأين وكيف اضطهد إسماعيل أخاه إسحق؟

والآن لنرى أيضا كيف يتلاعب بولس بالكتاب المقدس وينسب الى الله ما لم يقله :

30 لكن ماذا يقول الكتاب.اطرد الجارية وابنها لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة.

حين يقول بولس ( يقول الكتاب ) فهو هنا يريدنا ان نفهم ان هذا الكلام هو كلام الله تعالى وأنه يقتبس منه. والحقيقة ان هذا الكلام ليس كلام الله تعالى وإنما ينسبه الكتاب الى سارة وأن هذا الكلام الذي يستشهد به بولس هو في الحقيقة كلام قبيح كما رآه ابراهيم عليه السلام. التكوين 21 :
Gn:21 فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه.

وهنا مربط الفرس. فكل ما سبق ما هو إلا تمهيد من بولس لهذا النص القبيح الذي اقتبسه من كلام سارة ونسبه لله تعالى. فهذا النص يتحدث عن ميراث إبراهيم. ولكن ما هو هذا الميراث ؟

إن بولس ليس غبيا لهذه الدرجة حتى يتحدث عن ميراث المال والمتاع أو العقار مثلا ! ولكنه بالتأكيد يقصد شيئا آخر خصوصا إذا عرفنا انه ليس من حق بولس ولا سارة ان تحرم إسماعيل من ميراث أبيه. فالناموس يعطي إسماعيل ضعف ما يكون لإسحق. التثنية 21 :


Dt:21:15: اذا كان لرجل امرأتان احداهما محبوبة والاخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة.فان كان الابن البكر للمكروهة
Dt:21:16: فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له ان يقدم ابن المحبوبة بكرا على ابن المكروهة البكر
Dt:21:17: بل يعرف ابن المكروهة بكرا ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده لانه هو اول قدرته له حق البكورية

إذا فالمقصود بالميراث هنا لا يمكن ان يكون ميراث المال الذي سيرثه اسماعيل واسحق عن ابيهم عليهم السلام جميعا.فلإسماعيل ضعف ميراث إسحق. وبولس يعرف هذا الشيء جيدا وليس غبيا ليغيب عنه هذا القانون المهم. وإنما إراد استثناء نسل إسماعيل عليه السلام من ميراث النبوة الذي ورثه عن أبيه إسحق, وقصر وحصر ميراث النبوة على نسل إسحق فقط. رغم كل الأدلة والشواهد التي تقول عكس ذلك.

إذا لو فكر النصارى قليلا واستخدموا عقولهم لوجدوا أن بولس بالفعل ليس سوى مجرد كاذب ملفق دخل في دين المسيح عليه السلام من اجل عدة أسباب اهمها نفي ميراث النبوة عن إسماعيل عليه السلام. ولكن وكما اعترف بولس ( ليس كل الأشياء توافق ) !

يقول تعالى :

{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة

والحمد لله.

* ويكليف Wycliffe– لاهوتي وفيلسوف إنجليزي ساعد في ترجمة أول كتاب مقدس كامل الى اللغة الإنجليزية


http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=4789