عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-20, 09:36 PM   رقم المشاركة : 1
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


سهم في القلب / د. عثمان قدري مكانسي

سهم في القلب

الدكتور عثمان قدري مكانسي


انعقد مجلس آباء الطلاب في ثانوية دبي في أحد أعوام تسعينات القرن الماضي ، وبحث أولياء الأمور والمدرسون بعض الوسائل لمعالجة قصور الطلاب في موادّهم الدراسية .
وكان أن اقترح أحد الآباء إنشاء نادٍ للغة الإنجليزية في المدرسة ، وارتأى بعضهم إيجاد أنشطة لرفع مستوى التلاميذ في اللغة العربية ، لكنّ ذلك الأب استهجن الاهتمام باللغة العربية مدّعياً أنها أصبحت عديمة الجدوى ، وأن الزمن تخطّاها إلى الإنجليزية بصفتها لغة عالمية تستحق الاهتمام ... وكان نقاش ... وولدَتْ هذه الأبيات :


فوجئت بالقـلب انقسـمْ * والروح ِ ترجُفُ من ألمْ
والعين ِ تدمعُ من أسىً * والنفس ِ في طَوْر العدمْ
لـمّـا تـشــدّقَ نـاطـقٌ * بـبـلـيغ ِ آيـاتِ الحِـكَمْ !!
إذ قال بالأمس القـريبِ * مُجانـبـاً حـدَّ الـفَهَـمْ
إنــّا نــريـــدُ نـواديـــاً * تـشـدو بأنـغــام العـجـَـمْ
نبغي الحديثَ بلُكنة * الأغرابِ أصحابِ العَـلَـمْ
فـيـهـا الـفـوائــدُ جَمّـَةٌ * والعـزُّ يـأتي مـن أمـَمْ!!
ثمَّ استفـاضَ موضّـِحاً * خيراتِ جَدْوى ما رَسَمْ!

********
نادَيْتُ : هل للساننا * العـربيِّ أيضاً منْ قِـسَـمْ؟
لغـةِ الـكتـابِ بـلاغـة ً * فيهـا حوَتْ أغلى القِيَـمْ
سـِحْرُ البيان ِ قـديمُهـا * وجديـدُهـا بحـرٌ خِضَـمّ

********

ردَّ الجهـولُ بـِنَـبـْرةٍ * توحي بفِكـرٍ ذي سَـقَـَمْ
دَعْني ، فقد أودى بها * ما قـد عَـراهـا مِنْ قِـدَمْ
كـانـتْ قـديمـاً قـلعـة ً * وسـياجُهــا الآنَ انهَـدَمْ!

********

فـأجـبـْتُـه بـطلاقــة ٍ * متحَبـِّبـاً ، ثـَبْـتَ القـَدَمْ
العيـبُ فينـا صاحبي * حينَ انْجَـرَرْنا كالغـَنـَمْ
من غيرِ تفكيرٍ صحيح ٍ * خلْفَ مبهور ٍ وَجَمْ
مما رأى في الغرب دونَ * العـلمِ ما بعـدَ الأَكـَمْ
لو كانَ يعْـلمُ مَنْ همو * عَضَّ الأصابعَ منْ نَدَمْ
عاشـوا بغيـرِ محـبّـَةٍ * وعن التعاطُفِ في صَمَمْ
وشعارُهُمْ جمعُ المَنـا فِعِ * إن بـمـدح ٍ أو بـذ َمْ
إنسانُهُـمْ بالمـالِ * الإرهابِ شخصٌ محترمْ!
والحـقُّ مُلْـكٌ لـلقـويّ * وإنْ تـمــادى أوْ ظـَلـَمْ
وحضارةُ الغربِ القُشورُ * فهلْ ترى بعدُ الحُطَمْ؟
العـيـبُ فـيـنـا إذ ْ بـدا * إنسانــا واهي الهـِمَـمْ
غثّ ُ المتاع ِ متـاعُـهُ * وعن المروءاتِ انفَطَمْ
وإذا بـهِ بـَيْــنَ الأُمَـمْ * واحسرتا ، هَـشّ ٌ قَـَزَمْ