عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-18, 11:41 PM   رقم المشاركة : 2
مسلم 70
عضو ماسي






مسلم 70 غير متصل

مسلم 70 is on a distinguished road


قال
وإذا علمت هذا ، فاعلم أنه على المذهب الأول ، الذي هو تقديم الحقيقة اللغوية ، على العرفية ، فإن قوله تعالى :
{ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ } [ آل عمران : 55 ] لا يدل إلا على أنه قبضه إليه بروحه وجسمه ، ولا يدل على الموت أصلاً ، كما أن توفي الغريم لدينه لا يدل على موت دينه .
وأما على المذهب الثاني : وهو تقديم الحقيقة العرفية على اللغوية ، فإن لفظ التوفي حينئذ ، يدل في الجملة على الموت .
ولكن سترى إن شاء الله ، أنه وإن دل على ذلك في الجملة ، لا يدل على أن عيسى قد توفي فعلاً .
وقد ذكرنا في كتابنا : دفع إيهام الاضطراب ، عن آيات الكتاب ، في سورة آل عمران ، وجه عدم دلالة الآية ، على موت عيسى فعلاً ، أعني قوله تعالى : { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ } [ آل عمران : 55 ] فقلنا ما نصه :
والجواب عن هذا ، من ثلاثة أوجه :
الأول أن قوله تعالى : { مُتَوَفِّيكَ } لا يدل على تعيين الوقت ، ولا يدل على كونه قد مضى وهو متوفيه قطعاً يوماً ما ولكن لا دليل على أن ذلك اليوم قد مضى .
وأما عطفه ورافعك إلى ، على قوله : متوفيك ، فلا دليل فيه لإطباق جمهور أهل اللسان العربي ، على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع ، وإنما تقتضي مطلق التشريك .
وقد ادعى السيرافي والسهيلي ، إجماع النحاة على ذلك ، وعزاه الأكثر للمحققين وهو الحق خلافاً لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه .
وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال لم أجده في كتابه .
وقال ولي الدين : أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي .
حكاه عنه صاحب الضياء اللامع .
وقوله صلى الله عليه وسلم : « أبدأ بما بدأ الله به » يعني الصفا لا دليل فيه على اقتضائها الترتيب .
وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكره عنه صاحب الضياء اللامع .
وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية ، فكذلك لا تقتضي المنع منهما .
فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله : { إِنَّ الصفا والمروة مِن شَعَآئِرِ الله } [ البقرة : 158 ] الآية بدليل الحديث المتقدم .
وقد يكون المعطوف بها مرتباً كقول حسان :
*هجوت محمداً وأجبت عنه* ... على رواية الواو .
وقد يراد بها المعية كقوله : { فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السفينة } [ العنكبوت : 15 ] وقوله { وَجُمِعَ الشمس والقمر } [ القيامة : 9 ] ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل .
الوجه الثاني : أن معنى { مُتَوَفِّيكَ } [ آل عمران : 55 ] أي منيمك ورافعك إلي ، أي في تلك النومة .
وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله تعالى : { وَهُوَ الذي يَتَوَفَّاكُم بالليل وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنهار } [ الأنعام : 60 ] ، وقوله : { الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا والتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } [ الزمر : 42 ] ، وعزى ابن كثير هذا القول للأكثرين ، واستدل بالآيتين المذكورتين .
الوجه الثالث : أن متوفيك ، اسم فاعل توفاه ، إذا قبضه وحازه إليه ، ومنه قولهم : توفي فلان دينه إذا قبضه إليه ، فيكون معنى متوفيك على هذا ، قابضك منهم إلي حياً ، وهذا القول هو اختيار ابن جرير

نكمل.











من مواضيعي في المنتدى
»» ::السلسلة المرئية لدخول نصارى مصر في الإسلام أفواجًا :: متجدد
»» خطورة الحزن والهم وقتلهما لقلب المسلم من كلام شيخى الإسلام ابن تيمية وابن القيم
»» كنت شيعيا حسين فارس الشيخ من أين تأخذ دينك
»» آية لا يستطيع أن يقرأ آية
»» العلامة الإمام ابن القيم يحكى قصة مبكية مؤثرة عن نملة