عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-08, 08:35 AM   رقم المشاركة : 6
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


سيدنا عثمان رضي الله عنه كان قبل توليه الخلافة كان غنيا وقام بتجهيز جيوش المسلمين من ماله وبعد توليه الخلافة لم يمس شيء من مال المسلمين لانه في غنى عن ذلك ولانه احد المبشرين بالجنة واما عطائه لاهله فكان من ماله الخاص حيث قال ( واني وليت واني لأكثر العرب بعيرا وشاء فمالي اليوم غير بعيرين لحجتي أكذلك ؟ قالوا نعم ) راجع تفصيل حواره مع المصريين في كتاب ( تاريخ الاسلام / الحافظ الذهبي)
وننصحك بقراءة كتاب العواصم من القواصم / لابي بكر بن العربي وكذلك كتاب( المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام اهل الرفض والاعتزال وهو مختصر كتاب منهاج السنة لابن تيمية اختصره الحافظ الذهبي.
===========
قال محمد بن عائذ: ذكر يحيى بن حمزة حدثني أبو عبد الله النجراني أن حذيفة بن اليمان في مرضه الذي هلك فيه كان عنده رجل من إخوانه وهو يناجي امرأته ففتح عينيه فسألهما فقالا: خير. فقال: إن شيئا تسرانه دوني ما هو بخير. قال: قتل الرجل. يعني عثمان. قال: فاسترجع ثم قال: اللهم إني كنت من هذا الأمر بمعزل فإن كان خيرا فهو لمن حضره وأنا منه بريء وإن كان شرا فهو لمن حضره وأنا منه بريء اليوم نفرت القلوب بأنفارها الحمد لله الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها الخطى من تردي بغيره فشبع شحما وقل عمله.
وقال الحسن بن عرفة: ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي موسى الأشعري قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا ولكنه كان ضلالا فاحتلبت به الأمة دما. وهذا منقطع.
وقال محمد بن سعد: أنا عارم بن الفضل أنا الصعق بن حزن ثنا قتادة عن زهدم الجرمي قال: خطب ابن عباس فقال: لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء. وقد روى من غير هذا الوجه عنه.
وقال الأعمش وغيره عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال: لما قتل عثمان جئت عليا وهو جالس في المسجد وعليه عمامة سوداء فقلت له: قتل عثمان. فقال: تبا لهم آخرالدهر. وفي رواية: خيبة لهم.
وقال أبو القاسم البغوي أنبأنا علي بن الجعد أنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن أبي ليلى قال: سمعت عليا وهو بباب المسجد أو عند أحجار الزيت رافعا صوته يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان. وقال أبو هلال: عن قتادة عن الحسن قال: قتل عثمان وعلي غائب في أرض له فلما بلغه قال: اللهم إني لم أرض ولم أمالئ.
وروى الربيع بن بدر عن سيار بن سلامة عن أبي العالية أن عليا دخل على عثمان فوقع عليه وجعل يبكي حتى ظنوا أنه سيلحق به.
وقال الثوري وغيره عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال: قال علي يوم قتل عثمان :والله ما قتلت ولا أمرت ولكني غلبت. ورواه غير ليث عن طاووس عن ابن عباس عن علي نحوه.
وقال حبيب بن أبي العالية عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال علي: إن شاء الناس حلفت لهم عند مقام إبراهيم بالله ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله ولقد نهيتهم فعصوني. وقد روي من غير وجه عن علي بنحوه.
وقال محمد بن يونس الكديمي: ثنا هارون بن إسماعيل ثنا قره بن خالد عن الحسن عن قيس بن عباد قال: سمعت عليا يوم الجمل يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي وجاءوني للبيعة فقلت: والله إني لأستحي من الله أن أبايع قوما قتلوا رجلا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأستحيي ممن تستحي منه الملائكة وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد. فانصرفوا فلما دفن رجع الناس يسألوني البيعة فقلت: اللهم إني لمشفق مما أقدم عليه ثم جاءت عزمه فبايعت، فلما قالوا: أمير المؤمنين فكأنما صدع قلبي وأنسكبت بعبرة.
وقد اعتنى الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر بجمع الطرق الواردة عن علي أنه تبرأ من دم عثمان وكان يقسم على ذلك في خطبه وغيرها أنه لم يقتله ولا أمر بقتله ولا مالأ ولا رضى به ولقد نهى عنه فلم يسمعوا منه. ثبت ذلك عنه من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث. ولله الحمد والمنة. وثبت عنه أيضا من غير وجه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ وثبت عنه أيضا من غير وجه أنه قال: كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا. وفي رواية أنه قال: كان عثمان رضي الله عنه خيرنا وأوصلنا للرحم وأشدنا حياء وأحسننا طهورا وأتقانا للرب عز وجل.
وروى يعقوب بن سفيان عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن مجالد عن عمير بن زوذي أبي كثير قال: خطب علي فقطع الخوارج عليه خطبته فنزل فقال: إن مثلي ومثل عثمان كمثل أثوار ثلاثة؛ أحمر وأبيض وأسود ومعهم في أجمة أسد فكان كلما أراد قتل أحدهم منعه الآخران فقال للأسود والأحمر: إن هذا الأبيض قد فضحنا في هذه الأجمة فخليا عنه حتى آكله. فخليا عنه فأكله ثم كان كلما أراد أحدهما منعه الآخر فقال للأحمر: إن هذا الأسود قد فضحنا في هذه الأجمة وإن لوني على لونك فلو خليت عنه أكلته. فخلى عنه الأحمر فأكله ثم قال للأحمر: إني آكلك. فقال: دعني حتى أصيح ثلاث صيحات. فقال: دونك. فقال: ألا إني إنما أكلت يوم أكل الأبيض. ثلاثا ثم قال علي: وإنما أنا وهنت يوم قتل عثمان. قالها ثلاثا.
وروى ابن عساكر من طريق محمد بن هارون الحضرمي عن سوار بن عبد الله العنبري القاضي عن ابن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: كانت المرأة تجيء في زمان عثمان إلى بيت المال فتحمل وقرها وتقول: اللهم بدل اللهم غير. فقال حسان بن ثابت حين قتل عثمان رضي الله عنه:
قلتـــم بـــدل فقــد بــدلكم

ســنة حــرى وحربــا كـاللهب

مــا نقمتــم مــن ثيـاب خلفـة

وعبيــــد وإمـــاء وذهـــب

قال: وقال أبو حميد أخو بني ساعدة -وكان ممن شهد بدرا وكان في من جانب عثمان- فلما قتل قال: والله ما أردنا قتله ولا كنا نرى أن يبلغ منه القتل اللهم إن لك علي أن لا أفعل كذا وكذا ولا أضحك حتى ألقاك.
وقال محمد بن سعد: أنا عبد الله بن إدريس أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: لقد رأيتني وإن عمر موثقي وأخته على الإسلام ولو أرفض أحد فيما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا. وهكذا رواه البخاري في "صحيحه".
وروى محمد بن عائذ عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير قال: سمع عبد الله بن سلام رجلا يقول لآخر: قتل عثمان بن عفان فلم ينتطح فيه عنزان. فقال ابن سلام: أجل إن البقر والمعز لا تنتطح في قتل الخليفة ولكن تنتطح فيه الرجال بالسلاح والله ليقتلن به أقوام إنهم لفي أصلاب آبائهم ما ولدوا بعد.
وقال ليث عن طاووس قال: قال ابن سلام: يحكم عثمان يوم القيامة في القاتل والخاذل.
وقال أبو عبد الله المحاملي: ثنا أبو الأشعث ثنا حزم بن أبي حزم سمعت أبا الأسود يقول: سمعت أبا بكرة يقول: لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلى من أن أشرك في دم عثمان.
وقال أبو يعلى: ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا محمد بن عباد الهنائي ثنا البراء بن أبي فضالة ثنا الحضرمي عن أبي مريم رضيع الجارود قال:كنت بالكوفة فقام الحسن بن علي خطيبا فقال:أيها الناس رأيت البارحة في منامي عجبا؛رأيت الرب تبارك وتعالى فوق عرشه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام عند قائمة من قوائم العرش فجاء أبو بكر فوضع يده على منكب النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء عمر فوضع يده على منكب أبي بكر ثم جاء عثمان فكان بيده فقال رب سل عبادك فيم قتلوني؟فانبعث من السماء ميزابان من دم في الأرض. قال: فقيل لعلي: ألا ترى ما يحدث به الحسن؟ فقال: حدث بما رأى.
ورواه أبو يعلى أيضا عن سفيان بن وكيع عن جميع بن عمر بن عبد الرحمن بن مجالد عن طحرب العجلي: سمعت الحسن بن علي يقول: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها؛ رأيت العرش ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلقا بالعرش ورأيت أبا بكر واضعا يده على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمر واضعا يده على منكب أبي بكر ورأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر ورأيت دما دونهم فقلت: ما هذا؟ فقيل: هذا دم عثمان يطلب الله به.
وقال مسلم بن إبراهيم: ثنا سلام بن مسكين عن وهب بن شبيب عن زيد بن صوحان أنه قال يوم قتل عثمان: نفرت القلوب منافرها والذي نفسي بيده لا تتآلف إلى يوم القيامة.
وقال محمد بن سيرين: قالت عائشة: مصتموه موص الإناء ثم قتلتموه.
وقال خليفة بن خياط ثنا أبو قتيبة ثنا يونس بن أبي إسحاق عن عون بن عبد الله بن عتبة: قال: قالت عائشة: غضبت لكم من السوط ولا أغضب لعثمان من السيف! استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالعقب المصفى قتلتموه.
وقال أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق قال: قالت عائشة حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قتلتموه. وفي رواية: ثم قربتموه فذبحتموه كما يذبح الكبش. فقال لها مسروق: هذا عملك أنت كتبت إلى الناس تأمرينهم أن يخرجوا إليه. فقالت :لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش فكانوا يرون أنه كتب على لسانها. وهذا إسناد صحيح إليها. وفي هذا وأمثاله دلالة ظاهرة على أن هؤلاء الخوارج قبحهم الله وزوروا كتبا على لسان الصحابة إلى الآفاق يحرضونهم على قتال عثمان كما قدمنا بيانه. ولله الحمد والمنة.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا حزم القطعي ثنا أبو الأسود بن سوادة أخبرني طلق بن خشاف. قال: قتل عثمان فتفرقنا في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نسألهم عن قتله فسمعت عائشة تقول: قتل مظلوما لعن الله قتلته.
وروى محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال: قالت أم سليم لما سمعت بقتل عثمان: رحمه الله أما إنهم لن يحتلبوا بعده إلا دما.
وأما كلام أئمة التابعين في هذا الفصل فكثير جدا يطول ذكرنا له فمن ذلك قول أبي مسلم الخولاني حين رأى الوفد الذين قدموا من قتله: أما مررتم ببلاد ثمود؟ قالوا: نعم. قال: أشهد أنكم مثلهم لخليفة الله أكرم عليه من ناقته. وقال ابن علية عن يونس بن عبدي عن الحسن قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا ولكنه كان ضلالا فاحتلبت به الأمة دما. وقال أبو جعفر الباقر: كان قتل عثمان على غير وجه الحق
=============
تبشيره بالجنة
كان عثمان ـ رضي اللَّه ـ عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ بالجنة‏.
وقال ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، والآخر لو شئت سميته‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود في كتاب السنة، باب‏:‏ في الن ماجه في المقدمة، باب‏:‏ فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأحمد في ‏(‏م 1/ص 18
وعن أنس قال‏:‏ صعد النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال‏:‏ ‏(‏اثبت أحد فإنما عليك نبيٌّ وصدِّيق وشهيدان‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب‏:‏ قول النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏لو ك)‏، وأبو داود في كتاب السنة، باب‏:‏ في الخلفاء، وأحمد في ‏(‏م 5/ص 3
وعن حسان بن عطية قال‏:‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏غفر اللَّه لك يا عثمان ما قدَّمتَ، وما أخَّرتَ، وما أسررتَ، وما أعلنتَ، وما هو كائن إلى يوم القيامة‏)‏ ‏[‏رواه المتقي الهندي في كتاب كنز العمال ‏(‏32847‏)‏، وابن عدي في الء ‏(‏6‏:‏ 2253‏)
رواه أبو داود في كتاب السنة، باب‏:‏ في الخلفاء، وابن ماجه في المقدمة، باب‏:‏ فضائل أصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأحمد في ‏(‏م 1/ص 1
تجهيزه جيش العسرة
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ‏}‏ ‏[‏التوبة‏
ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق ـ رضي اللَّه عنه ـ، فجاء بماله كله 40‏.‏4000 درهم فقال له ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله‏.‏ وجاء عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏(‏هل أبقيت لهم شيئًا‏؟‏‏)‏ ‏[‏رواه ابن عساكر في)‏‏.‏‏]‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، نصف مالي‏.‏ وجاء عبد الرحمن بن عوف ـ رضي اللَّه عنه ـ بمائتي أوقية، وتصدق عاصم بن عَدِيّ ‏[‏هو عاصم بن عَدِيّ بن الجد البلوي، العجلاني، حليف الأنصار، صحابي، كان سيد بني عجلان، استخلفه رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم من المدينة، عاش عمرًا طويلًا، قيل‏:‏ 120 سنة، توفي سنة 45 هـ‏.‏ للاستزادة راجع‏:‏ الإصابة ترجمة 4346‏]‏‏.‏ بسبعين وسقًا من تمر، وجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول‏:‏ ‏(‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏)‏‏.‏ وقال رسول اللَّه‏:‏ عُسرة فله الجنة‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب‏:‏ مناقب عثمان بن عفان أبي عمر القرشي ـ رضي اللَّه عنه
حفره بئر رومة
واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين‏.‏ كان رسول اللَّه قد قال‏:‏ ‏(‏من حفر بئر رومة فله الجنة‏)‏ ‏[‏تذكرة الحفاظ ج 1/ص 9‏
وهذه البئر في عقيق المدينة‏:‏ روي عن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏نعم القليب قليب المُزَني‏)‏، وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها‏.‏ وروي عن موسى بن طلحة عن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏نعم الحفيرـ يعني رومة ـ، فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق بها على المسلمين فجعل الناس يستقون منها‏.‏ فلما رأى صاحبها أنه امتنع منه ما كان يصيب منها باعها من عثمان بشيء يسير فتصدق بها كلها‏
علمه وقراءته القرآن
كان عثمان أعلم الصحابة بالمناسك، وبعده ابن عمر‏.‏
وكان يحيي الليل، فيختم القرآن في ركعة، قالت امرأة عثمان حين قتل‏:‏ لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة، وعن عطاء ابن أبي رباح‏:‏ ‏(‏إن عثمان بن عفان صلى بالناس، ثم قام خلف المقام، فجمع كتاب اللَّه في ركعة كانت وتره فسميت بالبتيراء‏)‏، ب المثل به في التلاوة، أما عمر بن الخطاب فكان يضرب المثل به في قوة الهيبة، وعلي بن أبي طالب في القضاء‏.‏
عثمان قبل الخلافة
كان عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ تاجرًا غنيًا، جميل الصورة‏.‏ وقد بادر إلى الإسلام بناء على دعوة أبي بكر الصدَّيق فزوَّجه رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ رقية وهاجر بها إلى الحبشة، ثم زوَّجه أم كلثوم بعد وفاتها‏.‏ وكان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وس يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه، ودماثة أخلاقه، وحسن عشرته، وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا‏.‏
خلافة عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
وكانت أحد كتاب الوحي، لكن لم يكن له في الغزوات حظ كغيره من الصحابة مثل أبي بكر، وعمر، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وجعفر، وطلحة، وخالد بن الوليد، وغيرهم، فلم يرق دمًا، ولم يبارز أحدًا، ولم يخرج أميرًا على جيش في إحدى السرايا، ولم يثبت في غزوة أحد مع رسول اللَّه، واستخلفه رسول اللَّه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان‏.‏ وقد توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنه راض به، وروى عن رسول اللَّه مائة وستة وأربعين حديثًا، وكانت العلة بيننا وبين أبي يكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء حتى إنه قد ارتج عليه في أول خطبة خطبها، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن، ولم يكن متقشفًا مثل عمر بل كان يأكل اللين من الطعام‏.كانت مبايعة عثمان يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة 23 هـ، واستقبل الخلافة في المحرم سنة 24 هـ، وقيل لهذه السنة عام الرُّعاف ‏[‏الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 589، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 2/ص 475، السيوطي، تاريخ الخلفاء ص 123، الذهبي، تار الإسلام ج 3/ص 311‏.‏‏]‏، لأنه كثر فيها الرُّعاف ‏[‏الرُّعاف‏:‏ الدم يخرج من الأنف‏.‏ ‏[‏القاموس المحيط، مادة
في الناس، ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ميلاديًا، أو 70 عامًا هجريًا،
أي أنه كان في سن الشيخوخة ‏[‏جاء في تاريخ القرون الوسطى لجامعة كمبردج‏:‏ ‏"‏إن اختيار عثمان للخلافة تمَّ بعد تردد طويل، وذلك لأنه أضعف الستة وألينهم عريكة، وكان كلّ فيهم يؤمل أن يحكم بواسطته، ثم يخلفه، وهذا الاختيار كان كردّ فعل لخلافة عمر القوية ال‏‏"‏‏]‏، وقد كان عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ يخشى أن يميل الخليفة بعده إلى أقاربه، ويحابيهم، ويحرم ذوي الكفايات فتسوء الحال، فقال لعليّ‏:‏ إن وليت من أمر المؤمنين شيئًا فلا تحملن بني عبد المطلب على رقاب الناس‏.‏ وقال لعثمان‏:‏ يا عثمان إن وليت من أمريئًا فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس‏.‏ وكذلك قال لعبد الرحمن بن عوف‏:‏ فإن كنت على شيء من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحمل ذوي قرابتك على رقاب النا
أما أبو بكر ـ رضي اللَّه عنه ـ فإنه قال لما اختار عمر للخلافة‏:‏ ‏(‏أترضون بمن أستخلف عليكم فإني واللَّه ما ألوت من جهد الرأي ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوه‏)‏ ‏[‏الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 352، ابن الأثيل في التاريخ ج 2/ص 273‏]‏‏
ثم إن عمر احتاط فأوصى الخليفة بعده بأن يبقى عماله سنة وليس في وسعه أن يفعل أكثر من ذلك، ولندع ذلك الآن إلى فرصة أخرى‏.‏
لما بويع عثمان خرج إلى الناس وأراد أن يخطبهم فأُرْتِجَ عليه، ثم قال بعد أن حمد اللَّه وأثنى عليه‏:‏
‏(‏أيها الناس إن أول مركب صعب، وإن بعد اليوم أيامًا، وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها، وما كنا خطباء وسُيعَلّمنا اللَّه‏)‏ لكنه خطبهم خطبة أخرى ذكرها الطبري ‏[‏الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 589‏]‏ فقال‏:‏
‏"‏إنكم في دار قلعة وفي بقية أعمار فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه فلقد أتيتم صُبّحتهم أو مُسيّتم‏.‏ ألا وإن الدنيا طويت على الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم باللَّه الغرور‏.‏ اعتبروا بمن مضى‏.‏ ثم جدوا ولا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكمناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلًا‏؟‏ ألم تلفظهم‏؟‏ ارموا بالدنيا حيث رمى اللَّه بها، واطلبوا الآخرة فإن اللَّه قد ضرب لها مثلًا والذي هو خير فقال‏:‏ ‏{‏وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 45‏]‏ إلى قوله أملًا ‏[‏الكهف‏:‏ 45‏]‏ وهذه خطبة كما يراها القارئ في الزهد واحتقار الدنيا وعدم ال
وأول ما فعل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بعد البيعة، أنه جلس في جانب المسجد ودعا عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب ‏[‏هو عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، صحابي، من أنجاد قريش وفرسانهم، ولد في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، أسلم بعد إسلام أبي ثم سكن المدينة، غزا إفريقية مع عبد اللَّه بن سعد، ورحل إلى الشام في أيام علي، فشهد صفِّين مع معاوية، وقُتل فيها‏.‏ للاستزادة راجع‏:‏ طبقات ابن سعد ج 5/ص 314، الإصابة ج 2/ص 423، مقاتل الطالبين ص 12، الأخبار الطوال ص 180‏.‏‏]‏، وكان قد قتل جماعة من ببوا في قتل أبيه وشاور الأنصار في أمره وأشار عليّ بقتله‏.‏ فقال عمرو بن العاص‏:‏ لا يقتل عمر بالأمس، ويقتل ابنه اليوم‏.‏ فجعلها عثمان دية واحتملها وقال‏:‏ أنا
وكان زياد بن لبيد البياضي الأنصاري إذا رأى عبيد اللَّه يقول‏:‏
ألا يا عبيد اللَّه ما لك مهرب *** ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر
أصبت دمًا واللَّه في غير حله *** حرامًا وقتل الهرمزان له خطر
على غير شيء غير أن قال قائل *** أتتهمون الهرمزان على عمر
فقال سفيه والحوادث جمة *** نعم أتهمه قد أشار وقد أمر
وكان سلاح العبد في جوف بيته *** يقلبها والأمر بالأمر يعتبر
كان الهرمزان ‏[‏الهُرمُزان‏:‏ هو من أمراء الجيش الفارسي في معركة القادسية سنة 14 هـ‏.‏ انهزم إلى خوزستان حيث قاوم العرب مقاومة عنيفة‏.‏‏]‏ من قواد الفرس، وقد أسره المسلمون بتستر وأرسلوه إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، فلما رأى عمر سأل‏:‏ أيه‏؟‏ قالوا‏:‏ ليس له حارس ولا حاجب، ولا كاتب، ولا ديوان فقال‏:‏ ‏"‏ينبغي له أن يكون نبيًا‏"‏، ثم أسلم وفرض له عمر ألفين وأنزله بالمدينة‏.‏ وقيل‏:‏ إن السكين التي قتل بها عمر رؤيت قبل قتله عند الهرمزان فلما بلغ عبيد ‏[‏ص 44‏]‏ اللَّه بن عمله، فهذا هو الهرمزان المذكور في شعر زياد بن لبيد‏.‏ فشكا عبيد اللَّه إلى عثمان زياد بن لبيد فنهى عثمان زيادًا فقال في عثمان‏
أبا عمرو عبيد اللَّه رهن *** فلا تشكك بقتل الهْرْمزان
أتعفو إذ عفوت بغير حق *** فما لك بالذي تحكي يدان
فدعا عثمان زيادًا فنهاه وشذ به‏.‏
قتله
قتل عثمان يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 من الهجرة ‏(‏يونيه سنة 656 م‏)‏ بعد العصر، وكان يومئذٍ صائمًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ قتل عثمان على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرًا، واثنين وعشرين يومًا من مقتل عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفى رسول اصلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏
دفنه
دفن في حش كوكب وقد كان اشتراه ووسع به البقيع، ليلة السبت بين المغرب والعشاء فصلَّى عليه جبير بن مطعم ‏[‏هو جبير بن مُطعم بن عديَّ بن نوفل بت عبد مناف، أبو سعيد، القرشي، المتوفى سنة 58 هـ‏.‏ للاستزادة راجع‏:‏ تهذيب الكمال ج 1/
صدقاته
عن ابن عباس قال‏:‏ قحط الناس في زمان أبي بكر‏.‏ فقال أبو بكر‏:‏ لا تمسون حتى يفرج اللَّه عنكم‏.‏ فلما كان من الغد جاء البشير إليه قال‏:‏ لقد قدمت لعثمان ألف راحلة برًَّا وطعامًا قال‏:‏ فغدا التجار على عثمان، فقرعوا عليه الباب، فخرج إليهم وعليه ف بين طرفيها على عاتقه‏.‏ فقال لهم‏:‏ ما تريدون‏؟‏ قالوا‏:‏ قد بلغنا أنه قدم لك ألف راحلة برًَّا وطعامًا‏.‏ بعنا حتى نوسع به على فقراء المدينة، فقال لهم عثمان‏:‏ ادخلوا، فدخلوا، فإذا ألف وقر قد صدت في دار عثمان فقال لهم‏:‏ كم تربحوني على شرقالوا‏:‏ العشرة اثني عشر‏.‏ قال‏:‏ قد زادوني‏.‏ قالوا‏:‏ العشرة أربعة عشر‏.‏ قال‏:‏ قد زادوني‏.‏ قالوا‏:‏ العشرة خمسة عشر‏.‏ قال‏:‏ قد زادوني قالوا‏:‏ من زادك ونحن تجار المدينة‏؟‏ قال‏:‏ زادوني بكل درهم عشرة‏.‏ هل عندككم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المدينة‏.‏
ثناء عليٌّ عليه
قال عليٌّ ـ رضي اللَّه عنه ـ‏:‏ كان عثمان أوصلنا للرحم وأتقانا للرب‏.‏ وقال ـ رضي اللَّه عنه ـ‏:‏ أنا وطلحة والزبير وعثمان كما قال اللَّه تعالى‏:‏ ‏{‏ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ متَقَابِلِينَ‏}‏ ‏[‏أله سائل عن عثمان بعد قتله فقال له‏:‏ إن عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، واللَّه يحب المحسنين‏
الأحاديث الواردة في فضله
قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏
ـ1ـ ‏(‏اللَّهم إني رضيت عن عثمان فارض عنه‏)
ـ2ـ ‏(‏غفر اللَّه لك يا عثمان ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما هو كائن إلى يوم القيامة‏)
ـ3ـ ‏(‏عثمان أحيا أمتي وأكرمها‏)
ـ4ـ ‏(‏عثمان في الجنة‏)
ـ5ـ ‏(‏عثمان حيي تستحي منه الملائكة‏)
ـ6ـ ‏(‏عثمان رفيقي معي في الجنة‏)
ـ7ـ ‏(‏عثمان وليي في الدنيا والآخرة‏)
ـ8ـ ‏(‏رحمك اللَّه يا عثمان ما أصبت من الدنيا، ولا أصابت منك‏)
ـ9ـ ‏(‏يا عثمان إنك ستبلى بعدي فلا تقاتلن‏)
في إسلام عثمان تقول خالته سعدى‏:‏
هدى اللَّه عثمان الصفيَّ بقوله *** فأرشده واللَّه يهدي إلى الحق
فبايع بالرأي السديد محمدًا *** وكان ابن أروى لا يصد عن الحق
وأنكحه المبعوث إحدى بناته *** فكان كبدر مازج الشمس في الأفق
فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي*** فأنت أمين اللَّه أرسلت في الخلق
‏‏.‏
=================
عثمان بن عفان ذو النورين
أخي المسلم نعيش هذه اللحظات مع احد الخلفاء الاربعة الا وهو ذو النورين الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ان تاريخ النبوات لم يعرف احدا اصهر الى نبي مرتين سوى عثمان بن عفان رضى الله عنه وارضاه عرف سيدنا عثمان بأنه ذو النورين وصاحب الهجرتين الى الحبشة والمدينة وزوج الابنتين اي بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وام كلثوم عرف عن سيدنا عثمان رضي الله عنه انه ذو مقام رفيع من قومه في الجاهلية وذو قدر عظيم , وكان كثير المال متواضعا شديد الحياء , واحبه قومه اشد الحب حتى ان المرأة من قريش كانت ترقص صغيرها وتقول
احبك والرحمان حب قريش لعثمان
لما اهل الاسلام بنوره على مكة كان سيدنا عثمان من السابقين اليه فلقد لقيه ابو بكر في الطريق وقال ابشر بالخير يا عثمان وانك لرجل عاقل حازم لايخفى عليك الحق ثم قال له ما هذه الاصنام التي يعبدها قومنا ؟ اليست من حجارة ولا تسمع ولا تبصر ؟ فقال عثمان بلى قال ابو بكر لقد ارسل الله الينا رسوله المرتقب فقال ومن هو ؟ قال ابو بكر انه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب فقال عثمان الصادق الامين؟ قال ابوبكر نعم فقال عثمان هل لك ان تصحبني اليه ؟ قال نعم وعندما دخل عثمان رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اجب يا عثمان داعي الله فإنى رسول الله اليكم خاصة والى الناس عامة) فقال عثمان رضى الله عنه فوالله ما ان ملأت عيني منه وسمعت مقالته حتى استرحت وصدقت رسالته , ثم شهدت ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله , وفي هذه اللحظات كان ابو لهب يناصب رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء هو وزوجته ام جميل فأمر ابنيه ان يطلقا بنتى رسول الله فما ان علم عثمان بذلك حتى ذهب وخطب رقية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه اياها وزفتها ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها وكان سيدنا عثمان رضي الله عنه من ابهى الناس طلعة وكانت رقية تضاهيه في حسن الوجه وكان يقال حين زفت اليه .
احسن زوجين رآهما انسان رقية وزوجها عثمان
وعلى الرغم من انه كان لسيدنا عثمان وجاهة في قومه الا انه لم يسلم من الاذى حين اعلن اسلامه لله رب العالمين فلقد عز على عمه الحكم ان يصبأ فتى من عبد شمس عن دين قريش وكبر عليه ذلك فعذبه عمه وقيده في السلاسل ولكن سيدنا عثمان عليه رضوان الله اصر وبقى على دينه وقال والله لا ادع ديني ابدا ولا افارق نبيي ما امتدت بي الحياة وظل متمسكا بدينه الاسلام الى ان يئس منه عمه وتركه وكف عنه لكن قريشا ظلت تضمر له العداوة وتلحق به الاذى حتى دفعته الى الهرب والفرار بدينه ومفارقة نبيه عليه السلام فكان اول المسلمين هجرة الى الحبشة هو وزوجة رقية وودعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول صحب الله عثمان وزوجه رقية صحب الله عثمان وزوجه رقية ولكن عثمان بن عفان رضى الله عنه لم يتحمل البعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد الى مكة وكان عرف عن سيدنا عثمان انه اول من هاجر بأهله بعد بني الله لوط ثم عاد سيدنا عثمان الى مكة وبقى فيها الا ان اذن الله للمؤمنين بالهجرة الى المدينة المنورة فهاجر مع المهاجرين وكان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه من اوئل المجاهدين بالنفس وبالمال وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الغزوات الا غزوة بدر لانه شغل بتمريض زوجته رقية رضوان الله عليهما ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر وجد رقية قد لحقت بجوار ربها فحزن عليها اشد الحزن وواسى سيدنا عثمان على مصابه بها اكرم مواساة فعده من اهل بدر وأسهم له في غنيمتها وزوجه من ابنته الثانية ام كلثوم فدعاه الناس ذا النورين وكان هذا الزواج خاصية لم يظفر بها احد سواه ولم يعرف احد في التاريخ انه تزوج ابنتي نبي الا عثمان رضي الله عنه وكما قلنا ان سيدنا عثمان رضي الله عنه كان مجاهدا بماله فما مس المسلمين ضر الا كان عثمان اول من ساهم وواساهم فيه مثال ذلك في غزوة تبوك وكانت تسمى غزوة العسرة كانت حاجة المسلمين الى المال لاتقل عن حاجة المسلمين الى الرجال لان جيش الروم كان عدده كبير اما المسلمون فكانت رحلتهم طويلة ومؤنتهم قليلة وكانوا يعانون من قلة المطر وقلة الزرع واضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرد كثيرا من الناس لانه لايجد ما يحملهم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع .
عند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر وحمد الله واثنى عليه واخذ يحث المسلمين على الانفاق فقام عثمان مرة ثانية وقال يا رسول الله علي مائة بعير يعني اجهزة مائة بعين لكل ما يلزمه ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذ يحض المسلمين على الانفاق فقام عثمان مرة ثانية وقال يارسول الله وعلي مائة بعير ثانية اجهزها للمسلمين فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل من على المنبر درجة اخرى واخذ يكرر ويحث الناس على العطاء والانفاق فقال عثمان يارسول الله وعلي مائة بعير اخرى اجهزها للغزاة والمجاهدين فهنا اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده الكريمة رضا عما صنع عثمان ويقول ماضر عثمان ما فعل اليوم ماضر عثمان ما فعل بعد اليوم؟ ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كاد ينزل من على المنبر حتى انطلق عثمان الى بيته وبعث الى النبي صلى الله عليه وسلم الف دينار ذهبا فلما صبت الدنانير في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقلبها بيده الطاهرتين ويقول غفر الله لك يا عثمان ما اسررت وما اعلنت وماكان منك وما هو كائن الى ان تقوم الساعة فهذا موقف سجله التاريخ لسيدنا عثمان رضي الله عنه وارضاه ـ وهناك مواقف اخرى كثيرة ذكرتها كتب السيرة النبوية ثم نأتي لعهد خلافته الميمونة فلقد فتح الله على يديه ارمينية والقوقاز ونصر الله المسلمين على خراسان وبلاد اخرى كثيرة جدا ولقى الناس في عهده من الغنى ما لم يحظ به شعب على ظهر الارض .
يقول الحسن البصري رضى الله عنه رأيت منادي عثمان بن عفان رضي الله عنه ينادي قائلا ايها الناس اغدوا على اعطياتكم فكان الناس يغدون عليها ويأخذونها وافية ايها الناس اقبلوا على ارزاقكم يعني رواتبكم فكانوا يأخذونها غزيرة وفيرة المهم ان الارزاق في عهد سيدنا عثمان رضى الله عنه مستمرة وكان الخير كثيرا لكن بعض الناس اذا شبعوا بطروا واذا أنعم الله عليهم كفروا فعتب هؤلاء على سيدنا عثمان امورا لو فعلها غيره ما عتبوا عليه ولم يكتف هؤلاء بالعتب ولو انهم اكتفوا بها لهان الامر فلقد ظل الشيطان ينفخ في ارواحهم من روحه ويبث في نفوسهم من شره حتى اجتمعت على عداوته طائفة كبيرة من اوباش الامصار فحاصروه في داره نحو من اربعين ليلة ومنعوا عنه الماء العذب وقد تناسى هؤلاء انه هو الذي اشترى بئر رومه من ماله الخاص ليرتوي منه سكان المدينة وروادها ولم يكن لهم قبل ذلك ماء عذب يرتوون منه , ثم انهم حالوا دونه ودون الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اشتد على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الكرب واشتد عليه الشر نفر الى حمايته نحو من سبعمائة من الصحابة رضوان الله عليهم فيهم عبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير والحسن والحسين ابناء علي كرم الله وجهه وغيرهم لكن عثمان ذي النورين وصاحب الهجرتين وباذل المعروف آثر ان يراق دمه على ان تراق دماء المسلمين دفاعا عنه وفضل ان تزهق روحه على ان يقتل المسلمون دونه فأقسم على الذين نفروا الى حمايته ان يتركوه لقضاء الله تعالى ونام نومة خفيفة قبيل مصرعه فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحباه ابوبكر وعمر وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له افطر عندنا اليوم ياعثمان فأيقن عثمان انه لاحق بربه مقبل على لقاء نبيه صلى الله عليه وسلم اصبح عثمان رضي الله عنه صائما ودعا بسراويل طويله فلبسها خشية ان تكشف عورته اذا قتله الاثمون السفاحون وفي يوم الجمعة الثامن عشر من ذي الحجة لقى ربه بعد ان قتله المعتدون قتل جامع القران الكريم وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحمه الله رحمة واسعة وليت كل مسلم يتعلم من حياة هذا الصحابي الجليل يتعلم منه العطاء والانفاق وتسخير المال في تفريج كرب المسلمين وليتنا تنعلم من سيرته الحياء فلقد كان معروفا عن ذي النورين الحياء ومراقبة الله رب العالمين ادعوا الله لكل المسلمين ان يوفقنا ونعود لكتاب رب العالمين وسنة رسوله الكريم وسنة الصحابة والتابعين حتى نفوز بمصاحبتهم في الجنة ان شاء الله .
ابراهيم السيد العربي
============
صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الأول >> 30 - كتاب الزكاة >> 4 - باب: ما أدى زكاته فليس بكنز.


صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الأول >> 30 - كتاب الزكاة >> 4 - باب: ما أدى زكاته فليس بكنز.
1341 - حدثنا علي: سمع هشيما: أخبرنا حصين، عن زيد بن وهب قال:
مررت بالربذة، فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشأم، فاختلفت أنا ومعاوية في: {الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله}. قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني، فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة، فقدمتها، فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت، فكنت قريبا. فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت.
[4383]
[ش (الربذة) موضع على ثلاث مراحل من المدينة، فيه قبر أبي ذر رضي الله عنه. (فكان بيني وبينه في ذاك) نزاع، فيمن نزلت هذة الآية. (كثر علي الناس) يسألونه عن سبب خروجه من دمشق، وعما جرى بينه وبين معاوية. (تنحيت) اعتزلت وتباعدت. وانظر في شرح الآية الحديث (1339) وشرحه].
=======
كانت الأوضاع هادئة في عهد عثمان رضي الله عنه حتى سئم الناس العافية في ظل الخلافة الراشدة وتنادىرؤوس الفتنة من السبئية و أخذوا يفترون على عثمان وولاته الكذب و كانوا كلما افتضحت لهم قالة سوء اظهروا قالة اخرى حيث نقموا على عثمان رضي الله عنه امورا ووجهوا اليه تهما اعتبرت في عداد المآخذ عليه على ان اثارة هذه المآخذ والأعمال المنسوبة الي عثمان رضي الله عنه كانت ضمن خطة اعدها هؤلاء الخوارج لاقصائه عن الحكم او قتله روى الامام الطبري عن سيف بن عمر ( قالوا: نريد أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم فنزعم لهم أنا قرّرناه بها، فلم يخرج منها ولم يتب، ثم نخرج كأننا حجّاج حتى نقدم فنحيط به فنخلعه، فإن أبى قتلناه. الطبري
=========
السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية
ولاية الأصلح بحسبها فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة قدم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررا فيها فيقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع وإن كان فيه فجور فيها على الرجل الضعيف العاجز وإن كان امينا كما سئل الامام أحمد عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو أحدهما قوي فاجر والآخر صالح ضعيف مع أيهما يغزى فقال أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين فيغزى مع القوي الفاجر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وروي بأقوام لا خلاق لهم فإذا لم يكن فاجرا كان اولى بإمارة الحرب ممن هو أصلح منه في الدين إذا لم يسد مسده ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل خالد بن الوليد على الحرب منذ أسلم وقال إن خالدا سيف سله الله على المشركين مع أنه أحيانا كان قد يعمل ما ينكره النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه مرة رفع يديه إلى السماء وقال اللهم إني ابرأ إليك مما فعل خالد لما أرسله إلى جذيمة فقتلهم وأخذ أموالهم بنوع شبهة ولم يكن يجوز ذلك وأنكره عليه بعض من كان معه من الصحابة حتى وداهم النبي صلى الله عليه وسلم وضمن أموالهم ومع هذا فما زال يقدمه في إمارة الحرب لأنه كان اصلح في هذا الباب من غيره وفعل ما فعل بنوع تأويل وكان أبو ذر رضي الله عنه أصلح منه في الأمانة والصدق ومع هذا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن إلى اثنين ولا تولين مال يتيم رواه مسلم نهى أبا ذر عن الإمارة والولاية لأنه رآه ضعيفا
====
افليس له اسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وهو القائل في مستهل خلافته ( اما بعد اني متبع و لست بمبتدع) الطبري
اوليس من حقول الخلافة والامام العظمى مثل ما كان لصاحبيه ابي بكر وعمر رضي الل عنهما و مالذي يبقى له من معنى السلطان اذا حجر عليه عزل امير وتولية اخر مراعاة للمصلحة التي يجتهد فيها الخليفة و لايفقهها الدهماء من الناس ومن العجب ان ينكر على عثمان رضي الله عنه تولية أقاربه بينما ولى علي رضي الله عنه اقاربه فلم ينكر عليه احد فولى عبدالله بن عباس على البصرة وولى عبيدالله بن عباس على اليمن وولى على مكة و الطائف قثم بن عباس وولى على مصر ربيبه محمد بن ابي بكر وولى على المدينة ثمامة بن عباس يقول ابن تيمية رحمه الله في هذا الصدد ( اذا كان كذلك ظهرت حجة عثمان فعثمان يقول ( ان بني امية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملهم في حياته واستعملهم بعده من لا يتهم فيهم ابوبكر الصديق رضي الله عنه و عمر رضيالله عنه و لا نعرف قبيلة من القبائل قريش فيها عمال لرسول الله صلى الله عيه وسلم اكثر من بني عبد شمس ــ بنو أمية ــ لأنهم كانوا كثيرين و كان فيهم شرف وسؤدد فاستعمل النبي صلى الله عيه وسلم في عزة الإسلام على افضل الأرض " مكة " بعد افتتاحها سنة 8 عتاب بن أسيد ابن ابي العاص وهو شاب في نحو العشرين من العمر و استعمل على نجران ابا سفيان بن حرب بن أمية و استعمل ايضا خالد بن سعيد بن العاص له صحبة على صدقات بني مذحج وعلى صنعاء اليمن فلم يزل حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل عثمان بن سعيد بن العاص له صحبة على تيماء و خيبر وقرى عرينة وا ستعمل ابان بن سعيد بن العاص ــ له صحبة ــ على بعض السرايا ثم استعمله على البحرين فلم يزل عليها بعد العلاء الحضرمي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فيقول عثمان ان الم استعمل الا من استعمله النبي صلى الله عليه وسلم و من جنسهم ومن قبيلتهم وكذلك ابوبكر وعمر بعد فقد ولى ابوبكر يزيد بن ابي سفيان بن حرب ـ له صحبة ــ في فتوح الشام واقره عمر ثم ولى عمر بعده اخاه معاوية وهذا النقل في استعمال هؤلاء ثابت مشهور عن بل متواتر عند أهل العلم ابن تيمة المنهاج
===============
تاريخ الدعوة في زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع حديثنا اليوم عن تاريخ الدعوة الإسلامية وقد وصل الحديث بنا إلى ثالث الخلفاء الراشدين ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه .
ورأينا يا إخوتي كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشر الدعوة في مكة وفي جزيرة العرب ثم بدأ يرسل الرسل ليبلغوا دعوته للملوك ثم جاء من بعده الصديق فنشر الدعوة الإسلامية في ثلثي العراق وفي ثلث بلاد الشام ثم جاء الفاروق عمر وأتم نشر الدعوة في بلاد العراق كلها وفي بلاد الشام وفتح بيت المقدس .
ثم جاء دور الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد انتقلت الخلافة إليه وتسلم راية الدعوة إلى الله وكان على وشك أن يستقبل السبعين من عمره وسيدنا عثمان رضي الله عنه كان علماً من أعلام التاريخ ومصباحاً من مصابيح الدجى .
فلقد سار في رفع لواء الدعوة الإسلامية على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
كان يقف بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل حب وإخلاص يعينه وينصره بكل ما يملك من قوة جسدية ومالية ...
فما كان النبي يتلفظ بكلمات قليلة يطلب فيها الإنفاق في سبيل الله إلا وكان عثمان رضي الله عنه أول من يقول أنا يا رسول الله أعطي أنا يا رسول الله أدفع..
لقد جهزت الجيوش الإسلامية أكثر من مرة من مال عثمان والعجيب أن عثمان رضي الله عنه ما كان يبطل صدقاته بالمن والأذى فما سمعنا أنه في يوم من الأيام قال للنبي الأعظم أو للصحابة الكرام أنا الذي دفعت لكم وأنا شيدت وأنا بنيت لقد أشترى بئراً وجعلها وقفاً لله عز وجل . وما سمعنا أنه كتب هذه البئر وقف وشيدت من مال عثمان بن عفان بل كان يدفع الأموال ويحتسبها عند الله لأنه يعلم أن الله عز وجل بكل شئ عليم ولا يضيع أجر من أحسن عملاً .
ففي غزوة تبوك كان عدد جيش المسلمين قد وصل ثلاثين ألف جندي وهؤلاء الجنود يحتاجون إلى أموال ليجهزوا من أجل الحرب ...فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ونادى أيها الناس من يجهز جيش المسلمين وله الجنة فقام عثمان رضي الله عنه كعادته وقال يا رسول الله على مئة بعير بأحلاسها وأقتابها ثم نادى النبي مرة ثانية من يجهز جيش المسلمين وله الجنة .
فقام عثمان مرة أخرى وقال يا رسول الله على مئتي بعير بإحلالها وأقتا بها .
فنادى النبي الأعظم مرة ثالثة من يجهز جيش المسلمين وله الجنة فقال عثمان رضي الله عنه يا رسول الله عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها .
فرفع النبي الأعظم يديه إلى السماء وقال ((اللهم إني راضي عن عثمان فأرضى عنه ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم)) فلما سمع عثمان هذه الكلمات تخرج من فم الصادق الأمين طار فرحاً وقال يا رسول الله عليّ تسعمائة وخمسين بعير وخمسمائة فرس ومزيد يا رسول الله
وعندما ازدحم الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضاق عليهم المسجد فتمنى النبي الأعظم أن يحصل على الأرض المجاورة للمسجد ليقوم بتوسيعه وما أن لا مس الخبر أذن عثمان وقلبه حتى ذهب إلى أصحاب الأرض واشتراها منهم وضمها لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعندما فتح رسول الله صلى عليه وسلم مكة رأى أن يوسع المسجد الحرام فطلب من أناس يملكون أرضاً بجوار المسجد طلب منهم أن يتبرعوا بها فاعتذروا وقالوا والله يا رسول الله لا نملك غيرها ومرة أخرى يصل الأمر إلى عثمان فيشتري الأرض من أصحابها بعشرة آلاف درهم ويقوم بضمها إلى المسجد الحرام .
إن هذا الرجل الغني الثري اكتشف حقيقة الدنيا وحقيقة المال ولم ينخدع بهما لأنه يحفظ قول الله عز وجل : ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح.) .
وهو يعلم أن هذا المال الذي بين يديه ليس له وإنما هو الله تعالى فالمال مال الله فليس له أن يكنزه أو يحبسه أو يضن به ....واستمر عثمان رضي الله عنه على إنفاقه طوال حياته فكان في كل أسبوع يشتري عبداً من العبيد ويعتقه لوجه الله تعالى .
وفي زمن سيدنا أبي بكر الصديق أصيب الناس بالقحط والجفاف والجوع وفي غمرة الجوع والقحط تصل إلى المدينة قافلة عظيمة تحمل ألواناً وأصنافاً من الطعام واللباس والأمتعة فاجتمع تجار المدينة حول القافلة الضخمة وسألوا لمن هذه القافلة فقيل لهم إنها لعثمان
فذهبوا إليه يريدون شرائها منه ليحتكروها ويبيعوها بأسعار مناسبة فقال عثمان للتجار تريدون أن تشتروا هذه القافلة قالوا نعم قال وكم تعطوني ربحاً عليها فقالوا الدرهم بدرهمين قال أعطيت زيادة على هذا فقد دفع لي أكثر .
قالوا نعطيك على الدرهم خمسة دراهم قال دفع لي أكثر قالوا يا عثمان إنا نحن تجار المدينة أمامك فمن هو الذي دفع لك أكثر مما أعطيناك . قال لهم لقد دفع لي على الدرهم عشرة دراهم قالوا ومن يعطيك ربحاً كهذا فقال لهم ((الله الذي جعل الحسنة بعشر أمثالها يعطيني على الدرهم عشرة وإني أشهدكم أن ما تحمله هذه القافلة صدقة للفقراء والمساكين من المسلمين)) .
فيا سبحان الله : هل يفتح الله آذان عباد المال وقلوب محتكري الأرزاق الذين ابتلينا بهم اليوم ...هل يفتح الله قلوبهم لهذه العظمة العثمانية ويتعلمون منه درساً في الإنفاق ونصرة هذا الدين لقد كان عثمان رضي الله عنه الممول الأول لجيوش هذه الأمة وأفرادها فرضي الله تبارك وتعالى عنه .
وإنا لنسأل الله أن يوفق أغنياء أمتنا اليوم من أجل أن يتعلموا من إنفاق عثمان فيتعهدوا معاهد تحفيظ القرآن ويواسون الفقراء والمحتاجين والمنكوبين من هذه الأمة .
وإن أجمل صفة كان يتصف بها سيدنا عثمان أنه كان شديد الحياء ويكفي أن يقول النبي في حقه كما ورد الطبراني ( أشد أمتي حياءً عثمان ) .
ويروي ابن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( عثمان حيي تستحي منه الملائكة ) وقال عليه الصلاة والسلام كما في البخاري ومسلم ( ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة )
ومن شدة حياء أنه كان يقول والله ما لمست عورتي بيدي منذ با يعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فحياؤه يمنعه أن يمس عورته باليد التي صافحت وبايعت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولقد استقى عثمان رضي الله عنه هذا الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها ...
والحياء في سيدنا عثمان دليل على الإيمان الكبير في قلبه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ( الحياء والإيمان قرناء إذا رفع أحدهما رفع الأخر ) .
وكان يقول أيضاً عليه الصلاة والسلام ( الإيمان بضع وسبعون شعب أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إحاطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان ) .
فيا ترى أين هو خلق الحياء في رجال الأمة اليوم سيد الرجال محمد صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء وعثمان كان الرجل الكريم الذي تستحي منه الملائكة لشدة حيائه فأين هو خلق الحياء في رجال الأمة اليوم .
لو كان الذين يدعون الرجولة فيهم ذرة واحدة من الحياء لبذلوا دمائهم وأموالهم وكل ما يملكون في سبيل نصرة المسلمين هنا وهناك.
إن حياء سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه جعله يطعم الناس في خلافته ما لذ وطاب من الطعام والشراب ويدخل إلى بيته ليأكل هو الخل والزيت .
إن حياء عثمان جعله يعطي أذنه لخادمه ويقول له لقد شددت لك أذنك وندمت فخذ أذني واشدد عليها كما فعلت معك وتردد الخادم ولكن عثمان بحيائه من الله ومن الناس يُصِر على ذلك فيضع الخادم يده على أذن عثمان برفق ولطف فهو لا يريد أن يؤذي رجلاً تستحي منه الملائكة ولكن عثمان الحيي يقول لخادمه اشدد يدك على أذني يا غلام فو الله إن قصاص الدنيا أرحم من قصاص الآخرة لا إله إلا الله يا واهب هذا الحياء لعثمان سبحانك سبحانك هلا وهبت بعضاً منه لحكام المسلمين اليوم وشعوبهم .
إن حياء سيدنا عثمان هو الذي جعله يرفض أن يطوف بالبيت في عمرة الحديبية فعندما أراد النبي الأعظم أداء العمرة ظنت قريش أن رسول الله يريد قتالهم وأنه أتى إلى مكة لغزوهم فمنعوه من دخول مكة .
فأرسل النبي الأعظم سيدنا عثمان ليكلم قريش بأن رسول الله لا يريد القتال فقد ساق الهدي ويريد أداء العمرة ولكن قريش رفضوا دخول النبي الأعظم ولم يصدقوا وقالوا لعثمان إذا شئت أنت فبوسعك أن تطوف بالبيت أما نبيك وأصحابه فلا فقال عثمان والله لا أطوف بالبيت حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ...ثم أرسلت قريش رجالاً إلى المسلمين ليبثوا بينهم إشاعة مقتل عثمان ... وانتشر الخبر بين المسلمين حتى وصل إلى رسول الله بأن قريشاً حبست عثمان وقتلته وهنا نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين ليبايعوه على الموت من أجل قتال الكفار الذين زعموا أنهم قتلوا عثمان بن عفان .
وبايع النبي أصحابه عند الشجرة على الموت وسميت بيعت الرضوان لقول الله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعوك تحت الشجرة ...) .
وراح الناس يضعون يدهم في يد رسول الله يبايعونه على الموت ثم وضع رسول الله يده على اليد الأخرى وقال هذه عن عثمان .
فلله در هؤلاء الرجال ما أعظمهم إنهم أناس اكتسبوا مناعة من مرض حب الدنيا الذي أصبنا نحن به اليوم فلقد قام ألف وأربعمائة رجل يتسابقون إلى مبايعة رسول الله من أجل رجل واحد من المسلمين ظنوا مجرد ظن أنه قتل فبايعوا بأكملهم على الموت .
فوا خجلتاه من أناس اليوم يشاهدون عياناً ويقيناً أشلاء إخوانهم في بغداد وفي العراق وفي فلسطين ولا يحركون ساكناً .
وا خجلتاه من أناس يدعون البطولة والرجولة والكرامة وهم يشاهدون دماء الأطفال والرجال والنساء تسفك ولا يتحركون ..
وا حزناه على أناس يشاهدون بغداد تسقط ولا ينتفضون ، رسول الله وصحابته يبايعون على الموت لأنهم ظنوا أن عثمان بن عفان قتل من قبل الأعداء إن حيائه منعه من أن يطوف بالبيت قبل رسول الله ...وإن حيائه جعله يقوم الليل كله يصلي فيقرأ القرآن كاملاً في صلاته ولقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
إذا تلى قول الله تعالى ( أمن هو قائم آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه ) . كان يقول إنه عثمان بن عفان ولقد تابع سيدنا عثمان رضي الله عنه في رحلته في الدعوة الإسلامية وهو يحمل معه خصلتي الإنفاق والحياء .
فاستمرت خلافته وهو يرفع لواء الدعوة الإسلامية اثنتا عشرة سنة واستطاع هذا الخليفة الصالح أن ينشر الدعوة الإسلامية بشكل لا نظير له .
فلقد تغلغلت جيوشه إلى بلاد الشام وما وراء النهرين فبلغت أذربيجان وخرسان و أقاصي أرمينيا حتى وصلت الدعوة الإسلامية إلى سواحل قزوين .
وسارت جيوشه أيضاً إلى أفريقيا فأخذوا بلاد النوبة وأراضي السودان والحبشة على اتساعها وكثرة ما فيها من الممالك والقبائل ووصلت جيوشه أيضاً إلى الهند والصين شرقاً.
وكان قد بلغ من العمر السابعة والسبعين وكان رضي الله عنه يختار القواد بنفسه وإن أول صفة ينبغي أن تتوفر في القائد الذي يبحث عنه عثمان ليرسله على راس جيش من جيوشه أن يكون سخياً كريماً... ومن القواد الذي اختارهم سيدنا عثمان حبيب بن مسلمة الفهري فقد أرسله على راس جيش لا يتجاوز العشرة آلاف رجل لقتال الروم والترك الذين وصل عددهم إلى ثمانين ألف مقاتل .
وحبيب بن مسلمة هذا أخرج معه زوجته للحرب فقالت له قبل بدء المعركة أين ألقاك إذا حمي الوطيس وما جت الصفوف فقال لها القائد الذي اختاره عثمان ((إما أن نلتقي في خيمة قائد الروم أو في الجنة)) فلقد كان عثمان رضي الله عنه خبيراً في اختيار الرجال .
ولكن أعداء الله لا يطيب لهم عيش ولا يهنأ لهم بال عندما يروا أن عبداً من عباد الله يرفع لواء الدعوة الإسلامية ..لذلك قام رجل اسمه عبد الله بن سبأ وراح يهوش الناس ويفتري على سيدنا عثمان ويؤلب الناس عليه ويتهمه بأمور هو بريء منها إلى أن حيكت تلك المؤامرة الخبيثة والتي كان على رأسها اليهودي عبد الله بن سبأ وحوصر سيدنا عثمان في بيته لا يستطيع أن يخرج إلى المسجد ولا إلى أي مكان أخر .
ولما علم سيدنا عثمان أن مجموعة فدائية من شباب الصحابة وهم الحسن والحسين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وقفوا على باب بيته يحرسونه من الأعداء .
وإذا به يتوسل إلى أولئك الرجال ويرجوهم قائلاً ( أناشدكم الله وأسألكم بالله أن لا يراق بسببي محجن دم )
يا سبحان الله ألم أقل لكم إنه حيي كريم .
فهو يستحي من الله أن يراق بسببه قطرة دم من دماء المسلمين لأنه يعلم أن دماء المسلمين غالية ولها قيمتها عند الله ..
بخلاف أهل الغدر والخيانة اليوم فهم لا يتمتعون بحياء عثمان ولذلك ينسون أو الأصح يتناسون أن دم المسلم حرمته عظيمة عند الله أما قال النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ( لو أم أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم امرأ مؤمن لأكبهم الله في النار ) . وقال أيضا عليه الصلاة والسلام :
( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ) ولو بشطر كلمة يا ناس فكيف بالذي يفتح أقنيته وبلاده ويقف بجانب العدو ضد المسلمين كيف بالذي يقاتلون مع الأعداء ضد المسلمين لا شك أن هؤلاء لا يتسِمون بالحياء الذي تعلمه سيدنا عثمان رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عنه وسلم .فهو يرفض أن يراق بسببه قطرة دم واحدة خوفاً من الله تعالى .
وبعد أن طال الحصار على أمير المؤمنين عثمان حان موعد اللقاء بينه وبين رسول الله صلى الله عنه وسلم فقام سيدنا عثمان من الليل وتوضأ وصلى ركعتين وقرأ بهما القرآن كله ثم نام قليلاً فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له :
( يا عثمان غداً تفطر عندنا ) . وأصبح عثمان في اليوم التالي صائماً وعلم أن نهاية مشواره ستكون في هذا اليوم ويالها من نهاية فرسول الله أعد له مائدة يفطر عليها . كما أخبره في المنام اليوم تفطر عندنا يا عثمان .
وراح ينتظر عثمان ساعة الإفطار هذه وهي ساعة موته أيضا لكنه ينتظرها بفارغ الصبر فلقد اشتاق لرسول الله ولآبي بكر وعمر واقتحم الأعداء عليه داره فوجدوه يقرأ القرآن فما تحرك ولا قام ولا التفت إليهم وهجموا عليه وطعنوه فلما نزلت السكين فيه كان يقرأ قول الله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) .
وانتقل عثمان ليجلس على مائدة الإفطار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر .
رحمك الله ياعثمان يا صاحب الكرم يا صاحب الحياء .
يا من قال عنك رسول الله صلى الله عنه وسلم (( لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي في الجنة عثمان بن عفان )).
رحمك الله يا صهر رسول الله يا من قال لك رسول الله بعد وفاة ابنته الثانية أم كلثوم وهي زوجتك قال لك لو عندنا ثالثة لزوجتك إياها يا عثمان وفي رواية لو أن عندي أربعين بنتاً لزوجتك الواحدة بعد الواحدة .
رحمك الله يا من رفضت أن يراق من أجلك قطرة دم من دماء المسلمين وذلك لشدة سخائك وكرمك وحيائك
أنظر يا سيدنا عثمان إلى الخائنين اليوم في أمة كان عنوانها الأمانة والوفاء والحياء.
أنظر إلينا كيف نبيع دماء إخواننا ولا يهتز فيهنا شئ المهم أن نكون نحن في سلام أمنيين وليكن الطوفان بعد ذلك وليمت الأطفال والرجال والنساء هذا أصبح بالنسبة لنا اليوم لا يعني شئ
اللهم يارب نج هذه الأمة من كل خائن ومنافق وارزقنا رجالاً يتمتعون بحياء وبكرم عثمان الذي قال عنه نبيك اللهم إني راضي عن عثمان فأرضى عنه .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد أقول هذا القول وأستغفر الله .