عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-08, 03:26 PM   رقم المشاركة : 3
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


3- مرحلة الدعوة إليها في النصف الأول من القرن الرابع عشر ‏:‏

وقد خمدت حيناً من الدهر محتجرة في صدر قائليها ، المظهرين للإسلام ، المبطنين للكفر والإلحاد ،

حتى تبنتها ‏"‏ الماسونية ‏"‏ ‏[‏الموسوعة الميسرة ‏:‏ ص / 449 - 454‏]‏

وهي ‏:‏ ‏"‏ منظمة يهودية للسيطرة على العالم ، ونشر الإلحاد والإباحية ‏"‏ ‏.‏


تحت غطاء الدعوة إلى وحدة الأديان الثلاثة ، ونبذ التعصب بجامع الإيمان بالله ، فكلهم مؤمنون ‏.‏

وقد وقع في حبال دعوتهم ‏:‏ جمال الدين بن صَفدَر الأفغاني ، ت سنة 1314 بتركيا

‏[‏انظر ‏:‏ كتاب ‏:‏ ‏"‏ صحوة الرجل المريض ‏"‏ لموفق بني المرجه ‏:‏ ص / 345 ‏.‏ وكتاب ‏:‏ ‏"‏ جمال الدين الأفغاني في الميزان‏]‏

وتلميذه الشيخ محمد عبده بن حسن التركماني ‏.‏ ت سنة 1323 بالإسكندرية ‏[‏المراجع السابقة‏]‏‏.‏

وكان من جهود محمد عبده ، في ذلك ، أن ألف هو ، وزعيم الطائفة ميرزا باقر الإيراني ، الذي تنصر ، ثم عاد إلى الإسلام ، ومعهم ممثل جمال الأفغاني ، وعدد من رجال الفكر في ‏:‏ ‏"‏ بيروت ‏"‏ ألفوا فيه جمعية باسم ‏:‏ ‏"‏ جمعية التأليف والتقريب ‏"‏ موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة ‏.

‏ وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين ، وبعض الإنجليز ، واليهود ، كما تراه مفصلاً في كتاب ‏:‏ ‏"‏ تاريخ الأستاذ الإمام ‏:‏ 1 / 817 - 829 ‏"‏ تأليف محمد رشيد رضا ‏.‏ المتوفي سنة 1354 ‏.‏



ومن جهود محمد عبده في ذلك ، ملاسلات بينه ، وبين بعض القساوسة ، كما في كتاب ‏:‏ ‏"‏ الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده ‏:‏ 2 / 363 - 368 ‏"‏ جمع محمد عمارة ‏.‏

وقد جالت مطارحات في هذه النظرية ، بين عدد من المؤيدين ، والمعارضين ، بين محمد عبده ، ومحمد حسين هيكل ، والطبيب حسن الهراوي ، وعبد الجواد الشرقاوي ، وذلك في مجلة ‏:‏ ‏"‏ السياسة الأسبوعية بمصر ‏"‏ في الأعداد / 2821 لشهر صفر عام 1351 ، وما بعده ‏.‏


وفي ‏:‏ ‏"‏ صحيقة الهلال ‏"‏ في الأعداد / 484 ، 485 لعام 1357 ، 1358 ، مقالات بعنوان ‏:‏ ‏"‏ هل يمكن توحيد الإسلام والمسيحية ‏؟‏ ‏"‏ بين كل من / محمد فريد وجدي ، ومحمد عرفة ، وعبد الله الفيشاوي الغزي ، وبين القساوسة ، وكان الحوار ، وكانت المراسلات جارية في هذه المقالات في الجواب على هذا السؤال ‏:‏ هل يمكن التوحيد بين الإسلام والمسيحية من جهة الأسلوب الروحي فقط ، أو من جهة الأمور المادية ، وكان النصراني إبراهيم لوقا يستصعب توحيد الإسلام والمسيحية في كلا الأمرين جميعاً ، ولكنه استسهل الجمع بين المسلمين والنصارى في مصالح الوطن ، ثم قال ‏:‏

‏"‏ لا سبيل إلى الوحدة الكاملة إلا بأن تعتنق إحداهما مبادئ الأخرى ، فإما إيمان بلاهوت المسيح ، وتجسده ، وموته ، وقيامه ، فيكون الجميع مسيحين ، وإما إيمان بالمسيح كواحد من الرسل النبيين ، فيصبح به الجميع مسلمين ‏"‏ ‏.‏

4- مرحلة الدعوة إليها في العصر الحاضر ‏:‏

في الربع الخير من القرن الرابع عشر هجري ، وحتى عامنا هذا 1416 ‏.‏ وفي ظل ‏"‏ النظام العالمي الجديد ‏"‏ ‏:‏ جهرت اليهود ، والنصارى ، بالدعوة إلى التجمع الديني بينهم ، وبين المسلمين ، وبعبارة أخرى ‏:‏ ‏"‏ التوحيد بين الموسوية ، والعيسوية ، والمحمدية ‏"‏ باسم ‏:‏

‏"‏ الدعوة إلى التقريب بين الأديان ‏"‏‏.‏ ‏"‏ التقارب بين الأديان ‏"‏ ‏.‏ ثم باسم ‏:‏ ‏"‏ نبذ التعصب الديني ‏"‏‏.‏

ثم باسم ‏:‏ ‏"‏ الإخاء الديني ‏"‏ وله ‏:‏ فتح مركز بمصر بهذا الاسم ‏[‏في كتاب محمد البهي ‏:‏ ‏"‏ الإخاء الديني ، ومجمع الأديان / سياسة غير إسلامية ‏"‏ ‏.‏ ص / 3 قال ما نصه ‏:‏ ‏"‏ الإخاء الديني ‏:‏ جماعة تمارس نشاطها المشترك بين المسلمين والمسيحيين في المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة‏]‏‏.‏

وباسم ‏:‏ ‏"‏ مجمع الأديان ‏"‏ وله فتح مركز بسيناء مصر بهذا الاسم ‏[‏ في المرجع السابق ‏:‏ ‏"‏ مجمع الأديان ‏:‏ مبنى يقام في وادي الراحة بسيناء للعبادات الثلاثة‏]‏‏.‏

وباسم ‏:‏ ‏"‏ الصداقة الإسلامية المسيحية ‏"‏ ‏.‏

وباسم ‏:‏ ‏"‏ التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية ‏"‏ ‏.‏

ثم أخرجت للناس تحت عدة شعارات ‏:‏


‏"‏ وحدة الأديان ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ توحيد الأديان ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ توحيد الأديان الثلاثة ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الملة الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الوحدة الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ وحدة الدين الإلهي ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ المؤمنون ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ المؤمنون متحدون ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الناس متحدون ‏"‏ ‏.‏ الديانة العالمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ التعايش بين الأديان ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ المِلّيُون ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ العالمية وتوحيد الأديان ‏"‏
‏[‏العالمية ‏:‏ مذهب معاصر ، يدعو إلى البحث عن حقيقة واحدة يستخلصها من ديانات العالم المتعددة ، وحقيقته نسف للإسلام انظر ‏:‏ معجم المناهي اللفظية ص / 270 - 371‏]‏‏.‏

ثم لحقها شعار آخر ، هو ‏"‏ وحدة الكتب السماوية ‏"‏ ‏.‏ ثم امتد أثر هذا الشعار إلى فكرة طبع ‏:‏ ‏"‏ القرآن الكريم ، والتوراة ، والإنجيل ‏"‏ في غلاف واحد ‏.‏

ثم دخلت هذه الدعوة في ‏:‏ ‏"‏ الحياة التعبدية العملية ‏"‏ ‏[‏من هنا حتى الفقرة العاشرة ، مستخلص من ‏:‏ سلسلة تقارير المعلومات بوزارة الأوقاف الكويتية تحت الوثيقة رقم / 61334 بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ‏.‏ بالرياض‏]‏

؛ إذ دعا ‏"‏ البابا ‏"‏ إلى إقامة صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة ‏:‏ الإسلاميين والكتابيين ، وذلك بقرية ‏:‏ ‏"‏ أسِيس ‏"‏ في ‏:‏ ‏"‏ إيطاليا ‏"‏ ‏.‏ فأقيمت فيها بتاريخ ‏:‏ 27 / 10 / 1986 م ‏.‏

ثم تكرر هذا الحدث مرات أخرى باسم ‏:‏ ‏"‏ صلاة روح القدس ‏

[‏لم يفصح لنا الخبر إلى أي القبلتين صلى بهم البابا ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وهل كانت الصلاة في بيت رحمة - المسجد - أم في بيت عذاب ‏:‏ الكنيسة ، والمعبد ‏.‏

وهذه أول صلاة يؤم فيها كافر مسلماً ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏؟‏‏؟‏‏!‏‏!‏‏]‏

ففي ‏:‏ ‏"‏ اليابان ‏"‏ على قمة جبل ‏:‏ ‏"‏ كيتو ‏"‏ أقيمت هذه الصلاة المشتركة ، وكان - واحسرتاه - من الحضور ممثل لبعض المؤسسات الإسلامية المرموقة ‏.‏

وما يتبع ذلك ، من أساليب بارعة للاستدراج ، ولفت الأنظار إليها والاتفاف حولها ، كالتلويح بالسلام العالمي ، ونشدان الطمأنينة والسعادة للإنسانية ، والإخاء ، والحرية ، والمساواة ، والبر والإحسان ‏.‏

وهذه نظيرة وسائل الترغيب الثلاثة التي تنتحلها الماسونية ‏:‏ ‏"‏ الحرية ، والإخاء ، والمساواة ‏"‏ أو ‏:‏ ‏"‏ السلام ، والرحمة ، والإنسانية ‏"‏ وذلك بالدعوة إلى ‏"‏ الروحية الحديثة ‏"‏ القائمة على تحضير الأرواح ، روح المسلم ، وروح اليهودي ، وروح النصراني ، وروح البوذي ، وغيرهم ،

وهي من دعوات الصهيونية العالمية الهدامة ، كما بين خطرها الأستاذ محمد محمد حسين - رحمه الله تعالى - في كتابه ‏:‏ ‏"‏ الروحية الحديثة دعوة هدامة / تحضير الأرواح وصلته بالصيونية العالمية ‏"‏ ‏.‏

آثار هذه النظرية على الإسلام والمسلمين ‏:‏

وعلى إثر هذا الدور العملي الجرئ حصل مجموعة من الآثار ‏:‏


فمن آثارها ‏:‏ اقتحام العقبة ، وكسر حاجز الهيبة من المسلمين من وجه ، وكسر حاجز النفرة من الكافرين من وجه آخر ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ أن قدم ‏:‏ ‏"‏ البابا ‏"‏ نفسه إلى العالم ، بأنه القائد الروحي للأديان جميعاً ، وأنه حامل رسالة ‏:‏ ‏"‏ السلام العالمي ‏"‏ للبشرية ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ أن ‏"‏ البابا ‏"‏ اعتبر ‏:‏ يوم ‏:‏ 27 / 10 اكتوبر عام 1986 م عيداً لكل الأديان ، وأول يوم من شهر يناير ، هو ‏:‏ ‏"‏ يوم التآخي ‏"‏ ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ اتخاذ نشيد ، يردده الجميع ، أسموه ‏:‏ ‏"‏ نشيد الإله الواحد رب ، وأب ‏"‏ ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ أنه انتشر في العالم ، عقد المؤتمرات لهذه النظرية ، وانعقاد الجمعيات ، وتأليف الجماعات الداعية لوحدة الأديان ، وإقامة الأندية ، والندوات فكان منها ‏:‏
1- أنه في تاريخ 12 - 15 / 2 فبراير 1987 م ‏:‏ عقد ‏"‏ المؤتمر الإبراهيمي ‏"‏ في قرطبة ، بمشاركة أعداد من اليهود والنصارى ، ومن المنتسبين للإسلام من القاديانيين والإسماعيليين ‏.‏ وكان انعقاده باسم ‏:‏ ‏"‏ مؤتمر الحوار الدولي للوحدة الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ وافتتح لهذا الغرض معهد باسم ‏:‏ ‏"‏ معهد قرطبة لوحدة الأديان في أوربا ‏"‏ ‏.‏ أو ‏:‏ ‏"‏ المركز الثقافي الإسلامي ‏"‏ ‏.‏ أو ‏:‏ ‏"‏ مركز قرطبة للأبحاث الإسلامية ‏"‏ ‏.‏

وكان متولي ذلك ‏:‏ النصراني ‏:‏ روجيه جارودي ‏.‏ وكانت أهم نقطة في انعقاده ، هي ‏:‏ إثبات الاشتراك واللقاء بين عدد من المنتسبين إلى الأديان

‏[‏انظر كتاب ‏:‏ ‏"‏ لا لجارودي ووثيقة إشبيلية ‏"‏ لسعد ظلام ‏.‏ وكتاب ‏:‏ ‏"‏ الإسلام والأديان ‏"‏ لمحمد عبد الرحمن عوض‏]‏

2- وفي تاريخ ‏:‏ 21 / 3 مارس / 1987 م تأسست الجماعة العالمية للمؤمنين بالله ، باسم ‏:‏ ‏"‏ المؤمنون متحدون ‏"‏ ‏.‏

3- وفي صيف هذا العام - أيضاً - تأسس ‏"‏ نادي الشباب المتدين ‏"‏ ‏.‏

4- وفي شهر إبريل ، منه - أيضاً - تأسست جمعية باسم ‏:‏ ‏"‏ الناس متحدون ‏"‏ ‏.‏

5- عمل لهذه المؤسسات ، لوائح ، وأنظمة داخلية ركزت على إذابة الفوارق بين الإسلام ، واليهودية ، والنصرانية ، وتجريد الشخصية الإسلامية من هويتها ‏:‏ ‏"‏ الإسلام ناسخ لما قبله ‏"‏ و ‏"‏ القرآن ناسخ لجميع الكتب قبله ومهيمن عليها ‏"‏ وذلك باسم ‏:‏ ‏"‏ وحدة الأديان ‏"‏ ‏.‏

6- رأس مال جماعة ‏:‏ ‏"‏ المؤمنون متحدون ‏"‏ وهو ‏:‏ ‏"‏ 000 ‏,‏ 800 دولار ‏"‏ ‏.‏

7- في حال حلها تعود أموالها إلى ‏:‏ ‏"‏ الصليب الأحمر ‏"‏ ومؤسسات الصدقات الكنسية ‏.‏

8- من اعتبارات هذه الجمعية الرموز الآتية ‏:‏


‏"‏ رمز الإحسان ‏"‏ هو ‏:‏ مؤسس الصليب الحمر ‏.‏

‏"‏ رمز التطور ‏"‏ هو ‏:‏ دارون ‏.‏

‏"‏ رمز المساواة ‏"‏ هو ‏:‏ كارل ماركس ‏.‏

‏"‏ رمز السلام العالمي للبشرية و ‏"‏ الإخاء الديني ‏"‏ هو ‏:‏ البابا ‏.‏
9- اتخذت هذه الجمعية ‏"‏ راية ‏"‏ عليها الشعارات الآتية ‏:‏ ‏"‏ شعار الأمم المتحدة ‏"‏ و ‏"‏ قوس قزح ‏"‏ ‏

[‏جاء في الإصحاح التاسع من سفر التكوين ‏"‏ مايفيد - قبحهم الله ما أكذبهم - أن الله جعل ‏"‏ قوس قزح ‏"‏ علامة تذكره أن لا يعود إلى إهلاك أهل الأرض مرة أخرى كما كان مع قوم نوح ، فهو علامة ميثاق بين الله وبين أهل الأرض ‏:‏ ‏"‏ أنه إذا رأى الله ‏:‏ ‏"‏ قوس قزح ‏"‏ تذكر حتى لا يتورط مرة أخرى في طوفان آخر ‏.‏ قاتل الله اليهود ما أكذبهم ، وعليهم لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة ‏"‏ ‏.‏]‏

ورقم ‏"‏ 7 ‏"‏ - رمز النصر عندهم - وهو أيضاً اسم أول سفينة اكتشفت القارة الأمريكية ، وحملت رسالة النصرانية إلى هذه القارة ‏.‏

10 - تتابع عقد المؤتمرات لوحدة الأديان في ‏:‏ ‏"‏ نيويورك ‏"‏ و ‏"‏ البرتغال ‏"‏ ، وغيرهما ‏.‏


ومن آثار هذه النظرية ‏:‏ أنه فضلاً عن مشاركة بعض من المنتسبين إلى الإسلام في هذه اللقاآت - على أراضي الدول الكافرة - في المؤتمرات ، والندوات ، والجمعيات وإقامة الصلوات المشتركة ، مدفوعين كانوا أو مختارين - وأمرهم إلى الله تعالى - فإنه ما كادت شعارات هذه النظرية تلوح في الأفق ، وتصل إلىالأسماع ،


وإلا وقد تسربت إلى ديار الإسلام ، فطاشت بها أحلام ، وعملت من أجلها أقلام ، وفاهت بتأييدها أفمام ، وانطلقت بالدعوة إليها ألسن من بعد أخرى ، وعلى الدعوة بها سدة المؤتمرات الدولية ، وردهات النوادي الرسمية ، والأهلية ‏.‏

وكان منها في ‏:‏ ‏"‏ مؤتمر شرم الشيخ بمصر ‏"‏ في شهر شوال عام 1416


، تركيز كلمات بعض أصحاب الفخامة ‏!‏‏!‏‏!‏‏!‏ من المسلمين ‏!‏‏!‏‏!‏‏!‏ على الصفة الجامعة بين المؤتمرين ، وهي ‏:‏ ‏"‏ الإبراهيمية ‏"‏ وهو مؤتمر يجمع لفيفاً من المسلمين ، واليهود ، والنصارى ، والشيوعين ‏.‏

ومنها أنه بتاريخ ‏:‏ 1416 / 10 / 10 ‏.‏ أعلن بعضهم عن إصدار كتاب يجمع بين دفتيه ‏:‏ القرآن الكريم ، والتوراة ، والإنجيل ‏"‏ ‏[‏نشر في وسائل الإعلام المختلفة ، ومنها في ‏:‏ جريدة الرأي ‏.‏ في العدد رقم / 9316 ، ص / 1 بتاريخ 13 / 10 / 1416‏]‏‏.‏

وفي بعض الآفاق صدر قرار رسمي بجواز تسمية مواليد المسليمن ، بأسماء اليهود المختصة بهم ؛ وذلك إثر تسمية مواليد المسلمين باسم ‏:‏ ‏"‏ رابين ‏"‏ ‏[‏نشر الخبر في وسائل الإعلام ، وفي الصحافة العالمية ‏.‏ منذ شهر رمضان عام 1416‏]‏‏.‏

وهكذا ينتشر عقد التهويد ، والتنصير ، بنثر شعاراتهم بين المسملين ، ومشاركة المسلمين لهم في أفراحهم ، وأعيادهم ، وإعلان صداقتهم ، والحفاوة بهم ، وتتبع خطواتهم وتقليدهم ، وكسر حاجز النفرة منهم بذلك ، وبتطبيع العلاقات معهم

‏[‏ تطبيع العلاقات ‏:‏ مصطلح دولي معاصر ، وهو اتفاق ، أو معاهدة ثنائية بين بلدين ، تهدف إلى جعل العلاقات بينهما طبيعية ، ومتكيفة مع الوضع الجديد للبلدين ، ويشمل التطبيع عدة نواح ، وليس مقصوراً على الناحية السياسية فقط ؛ إذ يشمل العلاقات الاقتصادية ، والتمثيل الدبلوماسي والتبادل التجاري ، والتعاون الإعلامي ، وفتح المجال للسياح من البلدين ‏.‏ ‏"‏ كتاب كلمات غريبة ‏:‏ 148 ‏"‏‏]‏‏.‏

وهكذا في سلسلة يجر بعضها بعضاً في الحياة المعاصرة ‏.‏

هذه خلاصة ما جهرت به اليهود ، والنصارى ، في مجال نظرية توحيد ديانتهم مع دين الإسلام ، وهي بهذا الوصف ، من مستجدات عصرنا ، باختراع شعاراتها ، وتبني اليهود ، والنصارى لها على مستوى الكنائس ، والمعابد ، وإدخالها ساحة السياسة على ألسنة الحكام ، والتتابع الحثيث بعقد المؤتمرات ، والجمعيات ، والجماعات ، والندوات ؛ لبلورتها ، وإدخالها الحياة العملية فعلاً ‏.‏ وتلصصهم ديار المسلمين لها ، من منظور ‏:‏ ‏"‏ النظام الدولي الجديد ‏"‏ ‏

[‏ويقال ‏:‏ ‏"‏ النظام العالمي الجديد ‏"‏ و ‏"‏النظام العالمي المعاصر ‏"‏ وحقيقته من خلال القوى العاملة في ‏:‏ ‏"‏ المؤسسات الدولية ‏"‏ ‏:‏ نظام استمعاري غربي من وجه جديد ضد امم وحضارات ديانة الجنوب وفي مقدمتها ‏"‏ الملة الإسلامية ‏"‏ يهدف إلى سلب الدين والخلاق ، وفرض التقليد والتبعية لهم في خصوصيات حضارتهم في الدين والأخلاق‏]‏ ‏

.‏ مستهدفين قبل هيمنة ديانتهم ، إيجاد ردة شاملة عند المسلمين عن الإسلام ‏.‏

وكان منشور الجهر بها ، وإعلانها ، على لسان النصراني المتلصص إلى الإسلام ‏:‏ روجية جارودي ‏

[‏ انتشر إعلامياً حال هذا التقييد ، إعلان جارودي ، أنه لم يتخل عن النصرانية ، وأخذ يرمي بآراء جديدة في الإسلام ، منها أن الصلوات المفروضات ثلاث وليست خمساً وأنه يدعو إلى عقيدة دينية جديدة تخلط بين الإسلام والنصرانية والشيوعية ، إلى آخر كفرياته ، كما نشر في ‏:‏ ‏"‏ مجلة المجلة ‏"‏ هذا العام 1416 ‏.‏ وقد رد عليه شيخ الأزهر جاد الحق - رحمه الله تعالى - قبيل وفاته ، ورد عليه الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله بن باز المفتي العام للملكة العربية السعودية في ‏:‏ ‏"‏ مجلة البعث الإسلامي لعدد / 6 ربيع الأول عام 1417 ص / 24 - 31 ‏"‏ ‏.‏

ومثل هذا الرجل وانكشاف حقيقته بعد سنين ، يعطي المسلمين درساً بالتثبيت والتبين قبل الاندفاع ، فإن المسلمين قد أكبروه ، وشهروه ، ثم صارت حقيقة حاله ما ذكر ، فإلى الله المشتكى ، وهو المستعان‏]‏،

فعقد لهذه الدعوة ‏:‏ ‏"‏ المؤتمر الإبراهيمي ‏"‏ ثم توالت الأحداث كما اسلفت في صدر هذه المقدمة ‏.‏

ولا يعزب عن البال ، وجود مبادرات نشطة جداً من اليهود والنصارى ،

في الدعوة إلى ‏:‏ ‏"‏ الحوار بين أهل الأديان ‏"‏

‏[‏ وكان آخرها ‏:‏ ‏"‏ مؤتمر الإسلام والحوار الحضاري بين الأديان ‏"‏ المنعقد في القاهرة في شهر ربيع الأول عام 1417 ‏.‏


وفي ‏:‏ ‏"‏ مجلة الإصلاح ‏"‏ الإماراتية في العدد / 351 في 1 / 4 / 1417 تقرير عنه ، وكشف حقائق مزعجة على لسان بعض المشاركين من المسلمين ‏؟‏‏!‏‏]‏

وباسم ‏"‏ تبادل الحضارات والثقافات ‏"‏ و ‏"‏ بناء حضارة إنسانية موحدة ‏"‏ و ‏"‏ وبناء مسجد ، وكنيسة ، ومعبد ‏"‏ في محل واحد ، وبخاصة في رحاب الجامعات وفي المطارات ‏.‏

وكان من مداخل السوء المبطنة لتمهيد السبيل إلى هذه النظرية ، وإفساد الديانة ، إجراء الدراسات المقارنة في الشرعيات ، بين الديان الثلاثة ، ومن هنا يتبارى كل في محاولة إظهار دينه على الدين كله ، فتذوب وحدة الدين الإسلامي ، وتميزه ، وتسمن الشبه ، وتستسلم لها القلوب الضعيفة ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وكنت أشرت إلى خطر ذلك في بعض ما كتبت ،

ثم رايت كلاماً حسناً في مقدمة ترجمة الأستاذ / محمد خليفة التونسي ، لكتاب ‏:‏ ‏"‏ بروتوكولات حكماء صهيون ‏"‏ ‏:‏ ص / 78 فقال ما نصه ‏:‏

‏"‏ وقل مثل ذلك في علم مقارنة الأديان ، التي يحاول اليهود بدراسة تطورها ، ومقارنة بعض أطوارها ببعض ، ومقارنتها بمثلها في غيرها ، أن يمحوا قداستها ، ويظهروا الأنبياء ، مظهر الدجالين ‏"‏ انتهى ‏.‏

هذا عرض موجز عن تاريخ هذه النظرية ‏:‏ ‏"‏ وحدة الأديان ‏"‏

وتدرجها في فتراتها الزمنية الثلاث المذكورة وبيان بعض آثارها التآمرية على الإسلام والمسلمين ، ويأتي في آخر الجواب الإجمالي تفصيل ما تستهدفه هذه النظرية في الإسلام والمسلمين‏.‏