عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-08, 11:59 PM   رقم المشاركة : 1
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان للشيخ بكر رحمه الله



الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، فأكمله -سبحانه- لنا وأتمه، وأتم به علينا النعمة، ورضيه لنا ديناً، وجعلنا من أهله وجعله خاتماً لكل الدين وشرعة، ناسخاً لجميع الشرائع قبله، وبعث به خاتم أنبيائه ورسله محمداً صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون‏}‏ ‏[‏الأنعام/ 153‏]‏، وجعل نهايته‏:‏ رضوان الله والجنة ‏{‏قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين‏.‏ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم‏}‏ ‏[‏المائدة/ 15، 16‏]‏‏.‏ ‏{‏وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم‏}‏ ‏[‏التوبة/ 72‏]‏، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره‏:‏ ‏{‏أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون‏}‏ ‏[‏آل عمران/ 83‏]‏‏.‏

ونعوذ بالله من طريق‏:‏ ‏"‏المغضوب عليهم‏"‏‏:‏ ‏"‏اليهود‏"‏‏:‏

‏"‏ الأمة الغضبية، أهل الكذب، والبُهت، والغدر، والمكر، والحيل، قتلة الأنبياء، واكلة السحت -وهو الربا والرشا- أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، واقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العدواة والشحناء، بيت السحر، والكذب، والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولانصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم‏:‏ أعقلهم، وأحذقهم‏:‏ أغشهم، وسليم الناصية -وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدوراً، وأظلمهم بيوتاً، وأنتنهم أفنية، وأوخشهم سحيّة، تحيتهم‏:‏ لعنة، ولقاؤهم‏:‏ طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت‏"‏ ‏[‏ما جاء بين القوسين من‏:‏ ‏"‏ هداية الحيارى ‏"‏ لابن القيم‏.‏ وهكذا في المواضع بعده من هذه المقدمة‏]‏‏.‏

ونعوذ بالله من طريق ‏"‏الضالين‏"‏‏:‏ ‏"‏النصارى‏"‏‏:‏

‏"‏المثلثة، أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما‏:‏ ‏"‏تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا‏"‏ فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها‏:‏ أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها‏:‏ عبادة الصليب، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم‏:‏ يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا‏!‏ فدينهم شرب الخمور، واكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله ‏"‏القس‏"‏ والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير‏"‏‏.‏

ونعوذ بالله من كل‏:‏ ‏"‏عابد أوثان، وعابد نيران، وعابد شيطان، وصابئ حيران؛ يجمعهم الشرك، وتكذيب الرسل، وتعطيل الشرائع، وإنكار المعاد، وحشر الأجساد، لا يدينون للخالق بدين، ولا يعبدونه مع العابدين، ولا يوحدونه مع الموحدين‏.‏ وامة ‏"‏المجوس‏"‏ منهم تستفرش الأمهات والنبات، والأخوات، دع العمات، والخالات، دينهم‏:‏ الزمر، وطعامهم‏:‏ الميتة، وشرابهم‏:‏ الخمر، ومعبودهم النار، ووليهم‏:‏ الشيطان، فهم أخبث بني آدم نحلة، وأرداهم مذهباً، وأسوأهم اعتقاداً‏.‏

واما الزنادقة الصابئة، وملاحدة الفلاسفة، فلا يؤمنون بالله، ولا ملائكته ولا كتبه، ولا رسله، ولقائه، ولا يؤمنون بمبدء، ولا معاد، وليس للعالم عندهم رب فعال بالاختيار، لما يريد، قادر على كل شئ، عالم بكل شئ، آمر، ناهٍ، مرسل الرسل، ومنزل الكتب، ومثيب المحسن، ومعاقب المسئ، وليس عند نظارهم إلا تسعة افلاك، وعشرة عقول، وأربعة أركان، وسلسلة ترتبت فيها الموجودات هي بسلسلة المجانين أشبه منها بمجوزات العقول‏"‏‏.‏

فالحمد لله الذي اعاذنا من سُبل الضلالة، التي تجمعها هذه الطرق الخمسة الشيطانية‏:‏

طريق المغضوب عليهم‏:‏ اليهود، وطريق الضالين‏:‏ النصارى، وطريق الصابئة‏:‏ الزنادقة الملاحدة الحيارى، وأخلافهم أخلاف السوء الشيوعيين، ومن شاكلهم، وطريق المجوس‏:‏ مجمع الخبائث قولاً، وفعلاً، واعتقاداً، وطريق المشركين‏:‏ عبدة الأوثان، مكذبة الرسل والأنبياء‏.‏

الحمد لله الذي اعاذنا منها، ‏"‏وأغنانا بشريعته -شريعة الإسلام- التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، فله المنة، والفضل على ما أنعم به علينا، وآثرنا به على سائر الأمم، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وان يفتح لنا أبواب التوبة، والمغفرة، والرحمة‏"‏‏.‏

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعالى، وتقدس عن كل مبطل كذاب، ومشرك يعدل به غيره من الالهة المخلوقين، والأرباب المكذوبين‏:‏ ‏{‏ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون‏}‏ ‏[‏المؤمنون/ 91-92‏]‏‏.‏

‏"‏وأشهد ان محمد عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، واحسن شرعة‏.‏ وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين إنسهم، وجنهم، عربهم، وعجمهم، حاضرهم، وباديهم؛ الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار، في القرى والأمصار، والأمم الخالية‏.‏ ضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر‏"‏‏.‏

* أما بعدُ‏:‏ ففي الوقت الذي يجري فيه صريف الأقلام الجهادية من علماء المسلمين في شتى فجاج ارض الله، بالدعوة إلى الله، والتبصير في الدين، ومواجهة موجات الإلحاد والزندقة، ورد دعاوى الجاهلية القديمة والمعاصرة‏:‏ القومية‏.‏ البعثية‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ الماركسية‏.‏ العلمنة‏.‏ الحداثة ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وصد عاديات التغريب والانحراف، والغزو والمعنوي بجميع أنواعه وضروبه، وأشكاله، بدت محنة أخرى في ظاهرة هي أبشع الظواهر المعادية للإسلام والمسلمين؛ إذ نزعت في المواجهة نزعا عنيفا بوقاحة، وفراهة؛ كيداً للمسلمين، وطعناً في الدين، وليّاً بألسنتهم؛ لإفساد نزعة التدين بالإسلام، والدخول فيه، وتذويب شخصيته في معترك الديانات، ومطاردة التيار الإسلامي، وكبت طلائعه المؤمنة، وسحب اهله عنه إلى ردةٍ شاملة‏.‏

وكل ذلك يجري على سنن الصراع والتقابل والتدافع، كما قال ابو العلاء المعري‏:‏

يجنى تزايد هذا من تناقض ذا ** كالليل إن طال غال اليوم بالقصر

واعلى من ذلك وأجل قول الله -تعالى-‏:‏ ‏{‏ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا‏}‏ ‏[‏البقرة/ 217‏]‏‏.‏

وقوله -سبحانه-‏:‏ ‏{‏ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء‏}‏ ‏[‏النساء/ 89‏]‏‏.‏

وذلك فيما جهرت به اليهود والنصارى، من الدعوة الجادة إلى‏:‏

‏"‏نظرية الخلط بين الإسلام وبين ما هم عليه من دين محرف منسوخ‏"‏ وزرع خلاياهم في أعماق الإسلام في كل صقع ودار، وصهر المسلمين معهم في قالب واحد فلا ولاء، ولا براء، ولا تقسيم للملا إلى مسلم وكافر ابدا، ولا لتعبدات الخلائق إلى حق وباطل‏.‏ ونصبوا لذلك مجموعة من الشعارات وصاغوا له كوكبة من الدعايات، وعقدوا له المؤتمرات، والندوات، والجمعيات، والجماعات، إلى آخر ما هنالك من مخططات وضغط، ومباحثات ظاهرة، أو خفية، معلنة، او سرية، وما يتبع ذلك من خطوات نشيطة، ظهر أمرها وانتشر وشاع واشتهر‏.‏

وهم في الوقت نفسه في حالة استنفار، وجد ودأب في نشر التنصير، وتوسيع دائرته، والدعوة إليه، واستغلال مناطق الفقر، والحاجة، والجهل، وبعث النشرات عبر صناديق البريد‏.‏

من هنا اشتد السؤال ، ووقع كثيراً من أهل الإسلام عن هذه ‏"‏ النظرية ‏"‏ التي حلت بهم ، ونزلت بساحتهم ، ما الباعث لها ، وما الغالية التي ترمي إليها ، وما مدى مصداقية شعاراتها ، وعن حكم الإسلام فيها، وحكم الاستجابة لها من المسلمين ، وحكم من أجاب فيها ، وحكم من دعا إليها ، ومهد السبيل لتسليكها بين المسلمين ، ونشرها في ديارهم ، ونثر من أجلها وسائل التغريب ، وأسباب التهويد ، والتنصير في صفوف المسلمين ‏.‏

حتى بلغت الحال ببعضهم إلى فكرة ‏:‏ ‏"‏ طبع القرآن الكريم ، والتوراة والإنجيل في في غلاف واحد ‏؟‏

وحتى بلغ الخلط والدمج مبلغه ببناء ‏"‏ مسجد ، وكنسية ، ومعبد ‏"‏ في محل واحد ، في ‏:‏ ‏"‏ رحاب الجامعات ‏"‏ و ‏"‏ المطارات ‏"‏ و ‏"‏ الساحات العامة ‏"‏ ‏؟‏

فما جوابكم يا علماء الإسلام ‏؟‏‏؟‏