المثال الرابع
دين الإسلام هو دين الحكمة ودين الفطرة ودين العقل والصلاح والفلاح .
يوضح هذا الأصل : ما هو محتو عليه من الأحكام الأصولية والفروعية , التي تقبلها الفطر والعقول , وتنقاد لها بوازع الحق والصواب , وما هي عليه من الأحكام وحسن الانتظام , وأنها صالحة لكل زمان ومكان .
فأخباره كلها حق وصدق , لم يأت - ويستحيل أن يأتي - علم سابق أو لاحق بما ينقضها أو يكذبها , وإنما العلوم الحقة كلها تؤازرها وتؤيدها , وهي أعظم برهان على صدقها . وقد حقق المحققون المنصفون أن كل علم نافع , ديني أو دنيوي أو سياسي , فقد دل عليه القرآن دلالة لا ريب فيها .
فليس في شريعة الإسلام ما تحيله العقول , وإنما فيه ما تشهد العقول الزكية بصدقه ونفعه وصلاحه . وكذلك أوامره ونواهيه كلها عدل لا ظلم فيها , فما أمر بشيء إلا وهو خير خالص أو راجح , وما نهى إلا عن الشر الخالص أو الذي مفسدته تزيد على مصلحته .
وكلما تدبر اللبيب أحكامه ازداد إيمانا بهذا الأصل أو علم إنه تنزيل من حكيم حميد .