عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-14, 07:54 AM   رقم المشاركة : 3
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


3- لم يكتف ابن عربي بتصحيح موقف قوم نوح الضالين المكذبين،
بل عمد إلى جميع كفار الأرض
فجعلهم مؤمنين موحدين عارفين واصلين،

وعمل إلى المسلمين فجعلهم مؤمنين بجزء من الحق فقط
كافرين بأجزاء أخرى،

ولم ينس ابن عربي فرعون اللعين
الذي لم تعرف الأرض قبله أكفر منه ولا أظلم،
فجعله من المؤمنين الموحدين الفائزين بالجنة حيث يقول:

"ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت،
وأنه الخليفة بالسيف، وإن جار في العرف الناموسي،

لذلك قال: (أنا ربكم الأعلى)
أي وإن كان الكل أرباباً بنسبة ما
فأنا ربكم الأعلى منهم،

بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم،
ولما علمت السحرة صدقه في مقاله لم ينكروه،
بل أقروا له بذلك،

فقالوا: (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا).
(فاقض ما أنت قاض) فالدولة لك،
فصح قوله: أنا ربكم الأعلى"

(ص210،211).

وهذا الكلام واضح ووازنه بكلام الحلاج الآنف في شأن فرعون،
لتعلم وحدة العقيدة التي دعا إليها هؤلاء الأقوام.

بقي أن تعلم إشاراته الخبيثة في كلامه،

نحو: أن فرعون كان الخليفة بالسيف،
ويعني بالخليفة قول الله لداود:
{إنا جعلناك خليفة في الأرض}
فيقيس الخلافة الشرعية النبوية
على الملك المتسلط الفاجر،

ثم شريعة موسى عُرفاً، أي ما يعرفه موسى،
ولذلك اتهم بعض الصوفية الآخرين موسى عليه السلام بالجهل،
وفرعون بالعلم والمعرفة،

فقال: كان فرعون أعلم بالله من موسى،
لأنه عرف حقيقة الحق،
وأما موسى فما عرف إلا وجهاً واحداً،

ولم يعرف أن الكل أرباب
وأنهم مخلوقون في نفس الوقت،
فالإنسان عندهم هو الحق والخلق،

كما سيأتي بالنص إن شاء الله من كلام ابن عربي،

ولذلك قال ابن عربي معللاً كلمة فرعون:

(أنا ربكم الأعلى)
أن الكل أرباب بنسبة ما؛
وفرعون أعلى من هؤلاء الأرباب،
لأنه الملك المطاع في ذلك الوقت.


وعلى هذا فقد حكم له بالإيمان والجنة
زاعماً أنه آمن عندما رأى انفلاق البحر لبني إسرائيل،
فنجاه الله من العذاب الآخروي،
وعمته النجاة حساً ومعنى،


وأنكر على من يقول:
إنه من المعذبين قائلاً:
"ليس لديهم نص في هذا المعنى"،


مع العلم أن الله يقول عنه:
{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين*
إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون
وما أمر فرعون برشيد*
يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار
وبئس الورد المورود*
وأتبعوا في هذه لعنة
ويوم القيامة بئس الرفد المرفود}

(هود:96-99).

وما غاب هذا النص عن ابن عربي،
ولكنه التلبيس والثعلبية والمكر،
ومخالفة سبيل المؤمنين من أولهم إلى آخرهم.






من مواضيعي في المنتدى
»» جبان جداً وليس لديه ثقة بنفسه
»» رسالة إلى قومي / لأبي فارس اليامي
»» مُدارسة الــتـوحــيـد - الشيخ أ.د. عبد القادر صــوفـــي
»» من هو ابن عربي ؟ للشيخ محمد صالح المنجد
»» سأل سائل: كيف صورة التوكل وتوضيحه ؟