عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-19, 03:01 PM   رقم المشاركة : 582
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


أول ما فعلوه حكام العراق هو أن أقنعوا بول بريمر بحل جيش الدولة العراقية الذي يكذبون حين يقولون عنه إنه جيش البعث وجيش صدام وليس جيش الشعب العراقي، ثم لملموا نُتفا من ميليشياتهم وصنعوا من أسوأ أشلائها جيشا جديدا، ولكنه منقسم على نفسه إلى عشرات الجيوش، وكل جيش منها يديره حزب أو ميليشيا أو حسينية أو زعيم انتهازي وخائن وعميل ولاؤه ليس لوطنه وأهله. فإذا ما جد الجد وفاض الكيل، وفقد المواطن العراقي صبره، وكسر جدران الزريبة التي حبسوه داخل سياجها، فلن يجد له جيشا يعينه على بلواه، ولا شعبا واحدا يهب معه ويعينه على تحقيق المراد. والأمثلة كثيرة.

فكم من مرة حاول فتيان عراقيون متنورون تقدميون أن يتظاهروا ضد النظام الفاسد الحالي ويشعلوا فتيل انتفاضة شعبية شبيهة بانتفاضة الشعوب الحية الأخرى، فقمعهم نظام الدكتاتورية الدينية الحاكمة الحالية بأقسى مما كان يفعل النظام القديم، ثم سكت الشعب العراقي عن ذلك مرة أخرى، وترك أبناءه يتامى يتساقطون تحت أقدام شبيحة الأحزاب الطائفية والعنصرية، بخناجرهم وكواتمهم التي لا ترحم.

فالشعب العراقي اليوم، عشرات متنافرة من الشعوب. واحد لهادي العامري، وآخر لقيس الخزعلي، وثالث لمقتدى الصدر، ورابع للسيستاني، وخامس للأخوين نجيفي، وسادس لأياد علاوي، وسابع لخميس الخنجر، وثامن لصالح المطلق، وتاسع لأحمد الجبوري، وعاشر لكاكه مسعود، وحادي عشر لورثة مام جلال. 11 شعبا كلُ واحد منها متربص بغيره من شعوب الوطن المنقسم على نفسه، إلى مستوطنات ومرابع لا تتوحد إلا أمام شبابيك البنك المركزي ومستودعات البطاقة التموينية والفضائيات المنافقة المملوكة كلها لجناب الحاج قاسم سليماني.

لدينا حكاما عراقيين منذ 2003، أذكى من بوتفليقة وعمر البشير، وأشطر في الشفط والفتك والاغتيال وقطع الأعناق والأرزاق والكهرباء والهاتف والإنترنت.