عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-12, 04:08 PM   رقم المشاركة : 2
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road



=============

علم الإسناد من خصائص الأمة المحمدية

علم الإسناد هو أحد ما تتميز به أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم الدينية والحضارية ، بل إنه العلم الذي حفظ لها دينها في الوقت الذي ضاعت وتحرفت فيه الأديان الأخرى ، بسبب انقطاع أسانيدها وكثرة التحريف في مصادرها المقدسة .

قال الحافظ اللغوي أبو علي الغساني ( ت 498 هـ ) : ( خصَّ الله هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها : الإسناد والأنساب والإعراب ) ، المصدر : تدريب الراوي للسيوطي ( ص 159 ، 160 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ ) : (وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمدصلى الله عليه وسلم وجعله سُلّماً إلى الدراية . فأهلالكتاب لا إسناد لهم يؤثرون به المنقولات ، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهلالضلالات ،وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة : أهل الإسلام والسنة، يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم وغيرهم من أهل البدع والكفار إنما عندهم منقولات يؤثرونها بغيرإسناد ، وعليها من دينهم الاعتماد ، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل ) ، المصدر : مجموع الفتاوى ( 1 / 9 ) .

ومن العجب أن نجد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبتكر أسلوباً جديداً في الرد على اليهود والنصارى يبين فيه مدى الضعف الذي تتميز به كتبهم المقدسة عن كتب الإسناد ، بأنها غير متواترة الأسانيد كما هو الحال مع تواتر القرآن الكريم عند المسلمين .

فيقول أجزل الله له المثوبة : ( والمقصود هنا : أنه ليس مع النصارى نقلٌ متواتر عن المسيح بألفاظ الإنجيل ، ولا نقل لا متواتر ، ولا آحاد ، بأكثر ما هم عليه من الشرائع ، ولا عندهم ولا عند اليهود نقل متواتر بألفاظ التوراة ونبوات الأنبياء ، كما هو عند المسلمين نقلٌ متواترٌ بالقرآن ، وبالشرائع الظاهرة المعروفة للعامة والخاصة ) ، المصدر : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ( 2 / 405 – 406 ) .

علم التاريخ وعلم الإسناد

علم التاريخ وعلم الإسناد علمان متداخلان ، فكما أن الأحاديث النبوية والآثار السلفية كانت تُروى بالأسانيد ، فإن الرواية بالأسانيد كانت جزءً من رواية التاريخ الإسلامي ، لذا يجد القارئ لكتب التاريخ الإسلامي القديمة – أمثال ( تاريخ الأمم والملوك للطبري ) وغيره – الروايات مقرونة بالأسانيد ، عملاً بالقاعدة المعروفة ( من أسند فقد أبرأ الذمة ) .

وعلم التاريخ غزير بغزارة علم الرجال .

فقد قال الشيخ المحقق الدكتور محمود الطناحي رحمه الله تحت عنوان ( نصف الكتب العربية ) : ( ومهما يكن من أمر فإن علم التاريخ عند المسلمين من العلوم الضخمة ، ويوشك هذا العلم أن يكون نصف المكتبة العربية ، وانظر تصديق ذلك في : علم قوائم الكتب [ الببلوجرافيا العربية ] مثل : ... ) ثم ذكر طائفة من الكتب التي اعتنت بذكر أسماء الكتب ومؤلفيها ، انظر : مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي ( 1 / 295 ) .

ثم ذكر الدكتور الطناحي سبب غزارة الكتب التاريخية بقوله : ( ... وتفسير هذا أن علم التاريخ عند المسلمين ليس هو فقط الكتب الحولية ، مثل : تواريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير ، أو كتب الأحداث العامة ، مثل : مروج الذهب والتنبيه والإشراف للمسعودي ، وإنما يدخل فيه –بل يمثل الجانب الأكبر منه– [ فن التراجم والطبقات ) وهو بحر ضخم ) ، المصدر السابق ( 1 / 296 ) .

وطالما حاول المخالفون – لدين الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم – عبر التاريخ استغلال التاريخ لضرب عقائد الإسلام ورموزه ، قكثر الكذب في الروايات التاريخية التي تطعن في الإسلام ورموزه ومصادره .

بل إن المؤرخون القدامى قد جمعوا في كتبهم كل ما هب ودب من الروايات التاريخية من غير تمييز ولا انتقاء بقصد الجمع ، ولكن وقف لهم الجهابذة من علماء الإسلام وقفة ً صلبة ، فميزوا بين الصحيح والضعيف والمكذوب من الروايات التاريخية .

قال الألوسي رحمه الله : (... المؤرخين ينقلون ما خبُثَ ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوعوالضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع) ، المصدر : صب العذاب على من سب الأصحاب ص 421 .

وقال الإمام المحدث المعلمي رحمه الله : (وهكذا الوقائع التاريخية ، بل حاجتها إلى معرفة أحوال رواتها أشد، لغلبة التساهل في نقلها ، على أن معرفة الرجال هي نفسها من أهم فروعالتاريخ ) ، المصدر : علم الرجال وأهميته ص 17 .

بل إن هذا المنهج العلمي الدقيق القوي في نقد المرويات التاريخية لاقى إعجاب الكثيرين من الباحثين الشرقين والغربيين .

فقد قال الدكتور النصراني أسد رستم – أستاذ قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت سابقاً –: ( ومما يذكر مع فريد الإعجاب والتقدير ما توصل إليه علماء الحديثمنذ مئات السنين في هذا الباب ، وإليك بعض ما جاء في مصنفاتهم نورده بحرفه وحذافيرهتنويهاً بتدقيقهم العلمي ، اعترافاً بفضلهم على التاريخ) ، المصدر : مصطلح التاريخ لأسد رستم .

وقال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله عن أسد رستم : ( وقد ألف أحد علماء التاريخ في العصر الحاضر كتاباً في أصولالرواية التاريخية، اعتمد فيها على قواعد مصطلح الحديث، واعترف بأنها أصح طريقةعلمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات) ، المصدر : السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص 126 .

بل إن الكذبة من رواة الحديث قد تصدى لهم علماء الجرح والتعديل بالتاريخ ، قال علي بن المديني رحمه الله : ( لما استعمل الرواة الكذب ، استعملنا لهم التاريخ ) ، المصدر : الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 147 .

والمؤلفات في كتب وفيات الرواة كثيرة شهيرة ، منها :

1 – ( الوفيات ) لابن قانع ( ت 351 هـ ) : وقد نقل عنه الحافظ الذهبي كثيراً في كتابه ( تاريخ الإسلام ) .

2 – ( تاريخ مولد العلماء ووفياتهم ) لابن زبر الربعي ( ت 379 هـ ) .

3 – ( السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد ) للخطيب البغدادي ( ت 463 هـ ) .

4 – ( الوفيات ) لابن منده ( ت 470 هـ ) : قال الذهبي في تاريخ الإسلام : ( لم أر أكثر استيعاباً منه ) ، المصدر : تاريخ الإسلام .

5 – ( الوفيات ) لأبي الفضل الباقلاني ( ت 488 هـ ) .

6 – ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان ( ت 681 هـ ) .

7 – ( فوات الوفيات ) لابن شاكر الكتبي ( ت 764 هـ ) .

8 – ( الوافي بالوفيات ) للصفدي ( ت 764 هـ ) .

وكل هذه الكتب مرتبة على حروف المعجم لا السنوات .
========
جهود الجهابذة في محاربة الأحاديث الموضوعة

من المعلوم أن أهل الكفر والضلال عمدوا دائماً إلى تشويه السنة النبوية وتحريفها عبر اختلاق الأحاديث الموضوعة ونسبتها إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن وقف الفحول من علماء الإسلام في محاربة الأحاديث الموضوعة المكذوبة وكشفها وفضح رواتهاوتنبيه الخاصة والعامة عليها وعلى خطرها .

جاء بها رجل إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله ، فقال له : هذه الأحاديث الموضوعة ، ما نصنع بها ، فقال : ( تعيش لهاالجهابذة ، وتلا قوله تعالى : { إنانحن نزّلنا له الذكر وإنا لحافظون } ) .

وقد عاش لها الجهابذة ، وتناولوا هذه المرويات الموضوعة ورواتها بالنقد والتمحيص ، وألفوا في ذلك المؤلفات العديدة في الأحاديث الموضوعة والمؤلفات في أسماء الرواة الضعفاء والمتروكين ، وعمدوا إلى كشف أسماء الرواة الكذابين ، وبيان مروياتهم وأحوالهم وأسباب كذبهم .

وقد بلغت كتب الضعفاء التي ألّفها علماء الجرح والتعديل أكثر من 40 مصنفاً ، منها :

1 – ( الضعفاء) ليحيى بن سعيد القطان ( ت 198 هـ ) : وهو أول مصنف مستقل في أسماء الرواة الضعفاء .

2 – ( الضعفاء) ليحيى بن معين ( ت 233 هـ ) .

3 – ( الضعفاء الكبير ) للإمام البخاري ( ت 256 هـ ) .

4 – ( الضعفاء ) للجوزجاني ( ت 259 هـ ) .

5 – ( الضعفاء والمتروكين ) للنسائي ( ت 303 هـ ) .

6 – ( الضعفاء الكبير ) للعقيلي ( ت 322 هـ ) .

7 – ( المجروحين ) لابن حبان ( ت 354 هـ ) .

ومن أراد الاستزادة بأسماء كتب الضعفاء فعليه الرجوع إلى كتاب ( بحوث في تاريخ السنة المشرفة ) للدكتور أكرم ضياء العمري .

وبسبب كثرة كتب الضعفاء والمتروكين قام الحافظ الذهبي ( ت 748 هـ ) بتأليف كتابه ( ميزان الاعتدال ) محاولاً استيعاب كل من انتقدوه من الرواة ، وجاء بعده الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ ) فألف كتابه ( لسان الميزان ) .

والمؤلفات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وتصل إلى 23 مؤلفاً وهي :

1 – ( تذكرة الموضوعات ) لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ( ت 507 هـ ) ورتبه على حروف المعجم، وفيه يذكر الحديث ومن جرح راويه من الأئمة، طبع بمصر سنة 1323ه. وقد أعيدت طباعته عدة مرات .


2 – ( الموضوعات من الأحاديث المرفوعات ) ويقال له ( الأباطيل ) لأبي عبد الله الحسين ابن إبراهيم الجورقاني ( ت 543 هـ ) وقد أكثر فيه من الحكم بالوضع بمجرد مخالفته السنة الصريحة ، وقد طبع هذا الكتاب تحت اسم ( الأباطيل والمناكير ) ، بتحقيق وتعليق الدكتور : عبد الرحمن الفريوائي سنة 1403ه
ـ







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» أعلام من الشيعة اعلنوا تحولهم الي الدين الحق مذهب اهل السنة و الجماعة
»» طقوس شيطانية وتقديم الاطفال فرابين بشرية في الحسينيات
»» الرد على رسالة المفكرين الايرانيين الي رئيس مصر محمد مرسي
»» في كتب الشيعة ان القلم مرفوع عنهم و مغفور لهم و لا ذنوب عليهم
»» روسيا تخاف من حكم 'السنة' بسوريا