فلابد للاسلام ان لا يقصر في سعته وتعدد جوانبه وبعد مساحاته التشريعية عن سعة هذا الانسان . فكانت هذه
البديهة الاسلامية تدفع بالمسلمين إلى أن يرجعوا إلى الاسلام في كل ما يحدث لهم من شوؤن ، أو تطرأ عليهم من
مشكلات ، أو تعرضهم من قضايا ، وكان الامر سهلا حين كانوا والرسول بين اظهرهم يمدهم من تعاليم الوحي
وهداياته بما يشاؤون ويحتاجون وبعد أن أجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دعوة ربه بقيت مشكلة الحاجة
إلى أحكام الاسلام سهلة الحل إلى حد ما حتى منتصف القرن الاول الهجرى وشيئا من نصفه الثاني ، حيث كانت
هناك باقية من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله الذين تحملوا العلم منه صلى الله عليه وآله قدر ما وقع إليهم
واستطاعوا تحمله ، فكانوا مرجعا للمسلمين ، يسألونم عن رأى الاسلام في ما تطرأ عليهم من مشكلات ، وتجد لهم
من مسائل . وانما بدأت المشكلة الكبرى بعد أن غادرت هذه الوجوه مجتمع المسلمين و أسلمت إلى ربها .
مقدمة مجمع الفائدة - الأردبيلي ج 1 ص 6