عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-20, 08:27 PM   رقم المشاركة : 7
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


مع انكشاف نظام بشار الأسد تماما، ماليا بسبب انهيار سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار، وانسحاب الدعم الإيراني والروسي اللذين شكلا ضامنا لا يستهان به لاستمراره، وعسكريا بسبب القوات المتعددة الجنسيات الموجودة على الأرض، والتي تتقاسم النفوذ في مناطق تواجدها، بصورة تكاد تكون أبشع وأشد بأسا من التقسيم الفعلي (على مرارته).

وأخلاقيا مع بدء نفاذ قانون قيصر، وانتشار صور عشرات الآلاف من المعتقلين الذين قضوا في معتقلات الأسد تحت التعذيب، لمجرّد أنهم حملوا رأيا سياسيا مخالفا وآمنوا بالحريات والعدالة الاجتماعية وحكم الشعب؛ مع هذا الانكشاف غير المسبوق منذ وصل الأسد الأب إلى السلطة في العام 1971، سيكون مصير الأسد ونظامه معلّقا بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، في شهر نوفمبر القادم، وسيرتبط بالعقيدة السياسية للمرشّح الفائز.

في حال فاز بالرئاسة الأميركية الديمقراطي جو بايدن، فإن نظام الأسد سيشهد انفراجا كبيرا، مرافقا بانفراجات ستحدث في العلاقات الأميركية مع طهران، وهو من كان نائبا للرئيس باراك أوباما على امتداد ثماني سنوات. فإدارة أوباما هي من تفاوضت مع طهران لإبرام الاتفاق النووي في فيينا في العام 2015، ما رفع الضغوط بشكل كبير على حكومة طهران، وأمّن لها موارد مالية من أصولها التي كانت مجمّدة وغير قابلة للتداول، الأمر الذي ساهم في بروز حالة من الانتعاش المالي والاستقرار السياسي في الداخل الإيراني، غابت تماما مع وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض.

وقد كان لانسحاب ترامب من اتفاق فيينا النووي، وإعادة فرض العقوبات على إيران، أثر رجعي على مكاسب إيران في ما قبل هذا الانسحاب، وكذلك على قدرتها في دعم الحليف الأهم في دمشق. وحدث أن عُلّق خط الائتمان المالي الذي كان مفتوحا بين دمشق وطهران، ما أدّى إلى انهيار حقيقي في إمداد النفط الذي كانت حكومة دمشق تعتمد على إيران في تغذيته.

أما روسيا، وقد أتمّت صفقتها الاستراتيجية على حساب الأرض السورية والسيادة الوطنية، باستئجارها لقاعدة عسكرية على امتداد المياه الدافئة في المتوسط، في ميناءي طرطوس واللاذقية من الساحل السوري، ولمدة 49 عاما قابلة للتجديد، في حين يرتبط الرئيس الروسي بوتين بعلاقات جيدة مع إدارة الرئيس ترامب، فسيجد نفسه في حال فوز الأخير بفترة رئاسية لأربع سنوات قادمة، بحلّ غير مشروط من دعمه لبشار الأسد الذي سيتحوّل إلى عبء باهظ عليه، ويتحوّل إلى مادة منتهية الصلاحية.


م ر ح ا ل ب ق ا ع ي