عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-03, 10:24 PM   رقم المشاركة : 3
الحسيني
عضو فعال
 
الصورة الرمزية الحسيني





الحسيني غير متصل

الحسيني is on a distinguished road


الثالث

فهذه نصوص صرائح على خلافة أبي بكر.
وأمّا الإشارات فكثيرة لا تكاد تنحصر؛ فلنذكر منها أوجها:
الأول: الآية التي في المائدة: ( يا أيّها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه ) إلى قوله ( والله واسع عليم ) [المائدة:54]، روى البيهقي عن الحسن البصري أنّه قال:"هو والله أبو بكر حين ارتدت العرب جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردّهم إلى الإسلام".
وروى يوسف بن بكير عن قتادة نحوه وزاد:"فكنا نتحدث أنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر".
الثاني: ( قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ) الآية [الفتح:16] ، روى ابن أبي حاتم عن جويبر أنّ هؤلاء القوم بنو حنيفة، والذي دعا إلى قتالهم أبو بكر، وقد توعّد الله على التولّي عن أمره، ولا يكون الوعيد إلاّ على ترك الواجب، ولا تجب الطاعة إلا للإمام الحق، فأبو بكر هو الإمام الحق، ومن فسَّر القوم بفارس أو الروم فكذلك؛ لأنّ أبا بكر أوّل من دعا إلى قتالهما، وتمّ على يد عمر، وهو فرع أبي بكر.
فائدة: روى الحافظ عبدالغني المقدسي في كتابه الذي ألّفه في عقيدة الشافعي بسنده إلى أبي حامد اليوشنجي قال: صحبت المُزَني ستة عشر سنة فسمعته يقول"لقد أعظم الله بركة الشافعي على مجالسه، حضرته وسألوه عن الإمامة، فقال: إمامة أبي بكر حق قضاها الله في سمائه، وجمع عليه قلوب أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم بالدلالة المجمع عليها من كتاب الله عزّ وجلّ، فقال له بعض جلسائه: وأين ذلك؟، قال: قال الله تعالى: ( قل للمخلفين من الأعراب ) الآية إلى قوله ( يعذبكم عذاباً أليماً ) [الفتح:16] ، فقال له بعض جلسائه: قد اختلف في تفسير هذه الآية؛ فقال قوم هم بنو حنيفة، وقال قوم هم فارس، فقال الشافعي: أيّ الأمرين يعني كان فهو الدلالة على إمامة أبي بكر، إن كانوا بني حنيفة فهو تولّى قتالهم، وإن كانوا فارس فعمر تولّى قتالهم وهو المستخلف، فقال بعض جلسائه: يا أبا عبدالله لقد ناصبت الطالبية وشيعتهم، فقال: لا يضرنّك من ناصبت في رضاء الله عزّ وجلّ".
فانظر إلى هذا الاستدلال الواضح، وانظر إلى إخلاص هذا الإمام الذي لا يخاف في الله لومة لائم رضي الله عنه ونفعنا الله بعلومه.
الثالث: قوله تعالى: ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) [النور:55]، وهو الإسلام لقوله تعالى: ( رضيت لكم الإسلام ديناً ) [المائدة:3]، وقد مكن الإسلام بأبي بكر وعمر، فكانا خليفتين حقَّيْن لوجوب صدق وعد الله.
الرابع: الحديث الصحيح الوارد من طرق كثيرة صحيحة وشهيرة : ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة))، لأنّ الثلاثين مدة الخلفاء الأربعة والحسن بن عليّ، وقد سمّاها: خلافة، وسمّاها في بعض الطرق: خلافة رحمة، وفي بعضها: خلافة النبوة.
الخامس: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ((مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتدّ مرضه، فقال: مروا أبا بكر فليصلِّ بالنَّاس. قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله إنّه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلِّي بالنّاس، فقال: مري أبا بكر فليصلِّ بالنّاس. فعادت، فقال: مري أبا بكر فليصل بالنّاس فإنّكن صواحب يوسف، فأتاه الرسول، فصلى بالنّاس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ))، وفي رواية أنّها لما راجعته فأبى ((قالت لحفصة: قولي له يأمر عمر. فقالت له حفصة فأبى حتى غضب، وقال : أنتن أو إنّكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر ليصل بالنّاس)).
واعلم أنّ هذا الحديث بلغ مبلغ التواتر عند المحدثين، فإنّه رواه عليُّ ابن أبي طالب كما سيأتي، وعائشة، وحفصة، وابن مسعود، وابن عبّاس، وابن عمر، وعبدالله بن زمعة، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
وفي بعض طرقه عن عائشة: ((لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلمفي ذلك، وما حملني علىكثرة المراجعة إلاّ أنّه لم يقع في قلبي أن يحبّ النّاس رجلاً قام مقامه أبداً، وإلاّ كنت أرى أنّه لن يقوم أحد مقامه إلاّ تشأّمَ النّاسُ به، فأردت أن يعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك)).
وفي رواية أنّه صلى الله عليه وسلم قال: ((فليصلِّ بالنّاس أبو بكر، فقال: يا عمر صلِّ بالنّاس، فلما كبَّرَ وكان صيِّتاً وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته قال: يأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر، مرتين)).
وفي حديث ابن عمر : ((كبّرَ عمر، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيره، فأطلع رأسه مغضباً فقال: أين ابن أبي قحافة)).
وروى ابن عساكر عن عليٍّ رضي الله عنه لأنّه قال :" لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالنّاس وإنِّي لشاهد غيرُ غائب" ، وفي رواية عنه:"لقد أرادت بعضُ نسائه أن تصرف عنه، فقال: إنّكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصلِّ بالنّاس".
واعلم أنّ تقديم أبي بكر في الصلاة من أقوى إمارات الخلافة، وبه استدلّ أجلاء الصحابة كعمر وأبي عبيدة وعليّ أجمعين. فقد روى الدارقطني وابن عساكر والذهبي وغيرهم من الحفاظ عن علي رضي الله عنه أنه قال:"إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يُقْتَل ولم يمُت فجأة، مكث في مرضه أيّاماً ولياليَ، يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، فيأمر أبا بكر فيصلي بالنّاس وهو يرى مكاني، ولقد أرادت امرأة من نسائه تصرفه عن أبي بكر، فأبى وغضب وقال: ( (إنّكنّ صواحب يوسف، مروا أبا بكر فيصلّ بالنّاس))، فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرنا في أمرنا، فاخترنا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، وكانت الصلاة أعظم شعار الإسلام وأقواها، فبايعنا أبا بكر، وكان لذلك أهلاً، فلم يختلف عليه منّا اثنان".

ولقد وقعت لنا حكاية عجيبة وهي أنِّي باحثت مع رافضي في أمر خلافة الصدِّيق رضي الله عنه عام خمسة وسبعين بعد الألف، فقلت: من الأدلة على ذلك تقديم النبي صلى الله عايه وسلم له في الصلاة، فقال: لم يقدِّمه النبي، وإنّما تقدَّمَ هو مرة بنفسه، فلمّا سمع النبي صوته أمر بإخراجه من المحراب فأخرجوه ولم يعد إلى ذلك، فقلت: قد صحَّ بل تواتر أنّه صلى الله عليه وسلم مرض أحد عشر يوماً فأكثر، وأنّه لم يخرج إلى الصلاة نحو ثمانية أيّام، وأنّهم كانوا يصلون جماعة وباتفاق منّا ومنكم لم يكن عليٌّ يُصَلِّي بالنّاس، فبيِّن لنا من كان يُصَلِّي؟، فبُهِتَ ولم يحِر جواباً.
....... تابع لما قبله ...........
[email protected]







التوقيع :
قال الإمام جعفر بن الباقر : لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم ["رجال الكشي" ص252].
هذا وما أحسن ما قاله جعفر - وهو صادق في قوله -: لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا" ["رجال الكشي" ص259].
وقانا الله من الكذب والكذابين.
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيعة أعداء آل البيت
»» أشهر الطوائف بالبدعة !!
»» الحج والجهاد ماضيان !!
»» بوش الذكي احذفوا الصورة وسامحوني عليها
»» ياشيعة لا يفوتكم الأئمة المعصومون وأنتم !!