الحديث فيه ضعف من قبل عنعنة ابن إسحاق، وهو ضعف يسير لا يجعل الرواية موضوعة.
لا سيما أن الفضائل بشكل عام يتساهل فيها أهل العلم بعض الشيء كما هو مبسوط في كتب أهل العلم.
والحديث صححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، والشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب علق عليه بالتحسين وإن كنت أظن أنه حسن قوله صلى الله عليه وسلم "فلا تتبع النظرة ..." فهو الذي يشهد له غيره.
وقد ذكر الحديث أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله في كتابه في غريب الحديث، وذكر معناه وليس فيه ما يخالف السنة بحمد الله.
وأبو عبيد القاسم بن سلام من أئمة المسلمين في مصاف أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وهؤلاء الأئمة.
وكذلك مما يزيد الأمر وضوحا أن الحديث صحيح إلى حماد بن سلمة رحمه الله، وهو إمام مشهور بالصلابة في السنة وأنه لا يروي من الحديث ما يعضد البدع.
الحكم بالصحة أو الحسن أو الضعف في هذا الحديث محتمل كله لا غضاضة فيه، أما الحكم بالوضع هكذا، فهذا لم يقل به أحد من قبل، حتى ابن القطان الذي كان ربما جازف في التضعيف ما زاد على أن ضعف الحديث بجهالة حال سلمة بن أبي الطفيل، ولم يحكم عليه أحد بالوضع فيما أعلم.
وسلمة بن أبي الطفيل لم يرو سوى هذا الحديث الواحد، وكل ما يروى عنه من الحديث سوى هذا الحديث موضوع عليه فلا يكون هذا سببا في تضعيفه، لأنه لا يصح أن يضعف الراوي بحديث لم يروه.
ولم يضعفه أحد من أهل العلم من قبل بروايته هذا الحديث، بل أقصى ما قيل فيه إنما هو جهالة حاله وهذا قاله ابن خراش وابن القطان.
أما اتهامه بالوضع فلا أعرف أحدا من أهل العلم قال به من قبل.