http://arabic.bayynat.org.lb/quran/tayyeba.htm
سؤال من مجلة /الحياة الطيبة: تفسير القرآن الكريم حسب القواعد اللغوية، سيكون كما تتفضلون، أما إذا تحدثنا عن نماذج معصومة في تفسير الآيات خلافاً لمعناها الظاهر، ماذا ترون حول هذا النمط من التأويل؟
السيد فضل الله: أنا أقول لا يمكن أن يُفسر القرآن بما ليس ظاهراً فيه لغةً، أو عرفاً، أو ليس عليه قرينة في عالم التفهيم والتفاهم. وإلا يكون خطأ في فهم النص عموماً قرآناً وسنّة، ففي السنّة هناك الجمع بين "ثمن العذرة من السحت"[7]، و"لا بأس ببيع العذرة"[8] هذا الجمع "التورعي" أو "التبرعي" لا يُقبل؛ لأنه ليس هذا قرينة على ذلك. ومن جديد، فقد لاحظت في تفسيري: أن أكثر ما ينسب إلى أهل البيت(ع) هو من باب ذكر المصداق، أو من باب الإيحاء، مثلاً عندنا ما يقرب من عشرين رواية[9] في تفسير آية {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}[10]، تقول: إن المراد بها هو أمير المؤمنين(ع) طبعاً، يقولون إنها من باب بيان المصداق، ولكن لا يمكن أن يكون المراد من اللفظ هو الإمام(ع)؛ لأن السياق لا يتحمل أن يقول النبي(ص): أُشهد الله على صدقي، وأُشهد ابن عمي.
لعل الأئمة(ع) أرادوا أن ينبهوا أن علياً(ع) عنده علم الكتاب، لا أنه المراد من اللفظ. إذاً نقول إن أغلب هذه الأحاديث إما غير صحيحة، وإما أنها من باب الجري، وبعضها لا بد من ردّ علمه إلى أهله؛ لأن الأخذ بها يربك النص القرآني في مستواه الغني الذي هو في أعلى درجات الفصاحة، ويشكل قمة الإعجاز البلاغي البياني. مثلاً، آية {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس}[11]، تُفسّر في بعض الروايات بـ"كنتم خير أئمة أخرجت للناس"[12]، وهذا غلط؛ لأنه لا يصح "أخرجت"، لو كانت الآية "خير أئمة" بل لا بد أن نقول "أخرجوا"، والحاصل أنه لا بد من حمل اللفظ على معناه سواء أسميناه ظاهرياً أم باطنياً، شرط أن ينسجم مع قواعد البلاغة، وإلا فإن النص القرآني يخرج عن دائرة البلاغة.
https://www.youtube.com/watch?v=l4jdUvnWA8U