عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-09, 05:52 PM   رقم المشاركة : 2
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


وبعــد :

جلي مما سبق أن استخدام إعجاز العدد دارج عند أهل العلم، من بغداد المشرق إلى أندلس المغرب إلى مصر والحجاز مع تفاوت في العصور والأزمنة ؛ مما يوحي بعدم التواطؤ والتلقي، ولو استقصينا وتتبعنا لوجدنا الكثير الكثير من مثل هذا، لكن "حسب اللبيب الإشارة" ولله الحمد والمنة.

فالإنسان ذو ميل طبيعي لكل وجه معجز وغريب، كما أن الناس ترتبط بأرقام معينة بعفوية أو عن قصد، وخير دليل على هذا العربُ أصحابُ رسول الله ؛ فلكم نجد أحاديث "ثلاثية" السؤال أو الجواب، كحديث أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود في الصحيحين : "‏أن رجلا سأل النبي‏ :‏ ‏أي الأعمال أفضل ؟ قال :‏ ‏الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله"، وفي لفظ شعبة عن ابن مسعود : "ثم أي، ثم أي" في الموضعين.
وفي الروايتين دلالتين على أن العرب تكتفي بالثالث من الأعداد طبعًا، وأن رسول الله يكفي السائل بثلاثة من الأجوبة فقهًا.
وفي حديث آخر عن ابن مسعود : "قال رجل : يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال :‏ ‏أن تدعو لله ندا وهو خلقك، قال: ثم أي ؟ قال : ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قال: ثم أي ؟ قال : ثم أن تزاني بحليلة جارك ...".
وفي جامع الترمذي عن ابن هريرة : "سئل رسول الله‏ :‏ ‏أي الأعمال أفضل ؟ ‏أو أي الأعمال خير ‏؟ ‏قال :‏ ‏إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم أي شيء ؟قال : الجهاد ‏سنام ‏العمل، قيل: ثم أي شيء يا رسول الله ؟ قال : ثم حج مبرور".
وفي المسند عن أبي ذر : "سألت رسول الله‏ ‏: ‏أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال :‏ ‏المسجد الحرام،‏ ‏قلت: ثم أي؟ قال : ثم ‏المسجد الأقصى،‏ ‏قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة، قلت: ثم أي ؟ قال : ثم حيثما أدركت الصلاة فصل فكلها مسجد".
وفي صحيح الترمذي وغيره عن أبي قتادة ‏عن النبي‏ ‏قال :‏ "‏خير الخيل‏ الأدهم ‏ ‏الأقرح‏ ‏الأرثم،‏ ‏ثم‏ ‏الأقرح‏ ‏المحجل‏ ‏طُلُق اليمين،‏ ‏فإن لميكن‏ ‏أدهم‏ ‏فكُميت‏ ‏على هذه ‏الشِّية".
وحديث أبي هريرة المتفق عليه قال : "قال رجل : يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : أمك ؛ قال : ثم من ؟ قال أبوك" .
وفي المسند وغيره عن أنس أنه قال : "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة".
قال تعالى : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ؛ فلا عبث البتة في شرع الله، وكلُّ بقدر مقدور، ولكل شاردة أو واردة سبب وعلة وحكمة، عقلنا ذلك أم لا. والله أعلم.