عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-09, 07:28 AM   رقم المشاركة : 10
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


الأزهر: لم نوافق على كتاب لتفسير القرآن الكريم بالهيروغليفية


صبحي مجاهد
القاهرة - نفى مجمع البحوث الإسلامية موافقته على تداول كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" للمؤلف سعد عبد المطلب العدل، وأفادت الإدارة العامة للتأليف والبحوث والترجمة بالمجمع -وهي الجهة المختصة بإعطاء تصريحات على تداول الكتب المتعلقة بالجوانب الشرعية- أن هذا الكتاب لم يرد إليها وأنها لم تسمع عنه من قبل. فيما أوضح مصدر مسئول بالأزهر أن قطاع المعاهد الأزهرية، ليس متخصصًا بنظر كتب لإجازتها أو تقييمها، كما ذكر المؤلف في كتابه بأن هناك لجنة شكلها الشيخ علي فتح الله رئيس المعاهد الأزهرية الأسبق من علماء القطاع، وأن موافقات الأزهر على أي كتاب يكون بتقرير رسمي مفصل وموقع ومختوم من مجمع البحوث الإسلامية.

شيخ الأزهر
وكان موقع المصريون قد نشر 24 سبتمبر 2007 أن هناك خلافًا بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي و"جبهة علماء الأزهر"؛ بسبب كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" الذي يزعم مؤلفه أن القرآن الكريم كتاب أعجمي، وأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يجهل معاني ما يوحى إليه من القرآن، وأنه كان مثل الكفار في شك وارتياب.
وسبب الخلاف أن خطابًا مذيلاً بتوقيع شيخ الأزهر وضعه المؤلف في مقدمة الكتاب، يتضمن ثناءً وإشادة به، وردت الجبهة بإصدار بيان شديد اللهجة على الشيخ طنطاوي، وعلى الكتاب الذي يتضمن كذبًا بصريح القرآن الكريم وتطاولاً على مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقد استندت الجبهة -حسب ما ذكره موقع المصريون- في بيانها إلى تقرير أعده الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر، بتكليف من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عن الكتاب المشار إليه، وكذلك إلى تصريحات الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس قسم الآثار المصرية وأمين عام المجلس للآثار السابق التي ندّد فيها بالخزعبلات التي جاءت بالكتاب، وندّد بإشادة شيخ الأزهر بمؤلفه واتهمه بالإساءة للقرآن الكريم.
كتاب خرب
وبالرجوع إلى الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس قسم الآثار بجامعة القاهرة، اعتبر أن هذا الكتاب خرب، وقال: "إن قضايا التفسير بها اجتهاد، ولكن هناك قضايا تُعَدّ سرًّا من أسرار الله، ومنها الحروف المقطعة؛ ولذلك قال المفسرون إنها إعجاز قرآني؛ لذلك لا ينبغي التعرض لها بدون علم.
ويتساءل مستنكرًا ما جاء في كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" "لماذا اختص الله 29 سورة لتبدأ بكلمات هيروغليفية؟، وما صلتها بالقرآن الكريم؟، وهل عندما نزل القرآن نزل بالهيروغليفية؟، وبالقطع لا".
ويضيف أن مؤلف هذا الكتاب ليس أستاذًا في اللغة المصرية القديمة، وما فعله من محاولة تفسير القرآن باللغة الهيروغليفية تُعَدّ جرأة في التعامل مع هذه القضايا، خاصة في القرآن، كما لا توجد له أدلة فيما ذكره عن الحروف المقطعة وأنها من اللغة المصرية القديمة.
وكشف الدكتور عبد الحليم أن مؤلف الكتاب طلب منه عمل مقدمة لكتابه "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" وأنه رفض، وأوضح أن شيخ الأزهر كتب خطابًا يدل على أنه غير مُلِم بالمسألة.
وشدد على ضرورة أن يكون المنهج الفرعوني بعيدًا عن الكتب المقدسة، ورفض الربط المتعمد والذي قام به مؤلف الكتاب في كتب أخرى بين الأنبياء وملوك مصر، مطالبًا مجمع البحوث الإسلامية بفحص كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم"؛ لإنهاء مهزلة هذا الكتاب، وتوضيح خطره للناس.
رد شرعي

أما الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد فقد أكد أنه أعد تقريره للرد على كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" بناء على طلب رابطة العالم الإسلامي بذلك، وشدد على أن زعم مؤلف الكتاب بأن القرآن الكريم يضم ألفاظًا هيروغليفية هو طعن في القرآن، وتكذيب لخبر الله تعالى بأنه أنزله "بلسان عربي مبين".


وأوضح الدكتور عبد الستار أن المؤلف خاض خوضًا عنيفًا في غير تخصصه وميدانه، وأنه بنى منهجه على خواطر نظرية ظنية، كما أن افتراضه بأن الحروف المقطعة بعض الكلمات ليس لها معنى في اللغة العربية افتراض باطل.
وأضاف أن المفسرون منذ الصحابة أجمعوا على عربية هذه الألفاظ، وفسروها في إطارها الشرعي، فمنهم من قال إن هذا من المكنون الذي استأثر الله بعلمه، ومنهم من قال إن معناها أقسام، أو رموز لأسماء الله وصفاته، أو إنها لإثبات إعجاز القرآن الكريم؛ ولذلك كان إنكار المؤلف لكل ما قاله الصحابة والمفسرون وأن الكلمات المقطعة لا تؤدي لمعنى في اللغة العربية دعوى باطلة تستهدف الفتنة والتأويل الفاسد.
وأشار إلى أن قول المؤلف بأن اللغة المصرية القديمة كانت لغة عالمية، وكانت لسان العصر لكل من أراد أن يعبر ربما حتى بعثة النبي يُعَدّ من الدعاوى الباطلة وقد أسقطها المؤلف بنفسه حين قال "لو كان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أن كلمة يثرب لغة مصرية قديمة وتعني "مهاجر نبي" ربما لم يكن يفكر في تغيير اسم البلد"؛ لأن يثرب ذكرت في القرآن الكريم.
وألمح إلى أن الكتاب يفسر القرآن بلغة بائدة، ويطابق بين الحروف المقطعة والرسوم الهيروغليفية؛ ليوجد معاني تؤدي إلى تغيير النص القرآني وتحديد المعنى الذي يريده المؤلف، وذلك بالزيادة والنقصان من اللفظ القرآني مثل ما قاله في قول الله تعالى "حم"، وقال إن "حامي" تعني كائن سماوي، و"يم" تعني بواسطة أو عن طريق، وينكر على المفسرين أن يجعلوا هذه الفواتح حروفًا أو أسماء للقسم.

كتاب د عبدالستار
وأوضح أن ما ذكره المؤلف من عرض كتابه على لجنة من علماء الزهر، ووافقوا عليه لم يقدم عليه أي موافقة مكتوبة؛ ولذلك ينسب لهم ما يشاء مثل استحسانهم الفكرة وتأييدهم لها، فالرجل الذي ملأ كتابه بالكذب على الله وعلى القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم أسهل شيء عليه أن يكذب على بعض شيوخ الأزهر.
وكان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي قد أرسل خطابًا للمؤلف على هذا الكتاب كان نصه: "فقد تسلمت بالشكر والتقدير كتابكم الأول والذي عنوانه "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم"، أوضحتم فيه أن تفسير الحروف المقطعة في أوائل بعض سور القرآن الكريم تدل على معان في اللغة الهيروغليفية.. والكتاب فيه جهد يحمد فيشكر، وندعو الله أن ينفع به، ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة".

صحفي مصري