عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-09, 05:46 AM   رقم المشاركة : 6
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


كتب العضو
الحسن الهاشمي المختار
السلام عليكم ، وكل عام وأنتم بخير ، مبارك عليكم الشهر الفضيل.
يسعدني انضمامي إليكم ، وهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى.
الأخ سعد العدل ، أسعدك الله.
أما الحروف التي افتتح الله بها بعض السور فليست هيروغليفية وإنما هي كلام عربي مبين اختزل في حروف.
أكتب اليوم تفسيرا للفاتحة كهيعص وطه .
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لا شك أن الآيات المذكورة هي على إطلاقها، أي كل آيات القرآن بما فيها الآيات التي هي عبارة عن حروف مقطعة.
كهيعص.
تدبر الآية (كهيعص) يقتضي ربطها بما قبلها لنعلم مناسبتها مع ما ختمت بها سورة الكهف ، ولتتبين لنا الحكمة في وضع الآيات في موضعها الذي ينبغي أن توضع فيه.‏
ماذا قال الله في ختام سورة الكهف؟
قال سبحانه وتعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا(107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110).

هذا ما ختم الله به سورة الكهف، فما هو مدلول الآيات 107 ، 108 ، 109 ، 110 من سورة الكهف؟
الآيتان 107 ، 108 : كلام خبري ، والآيتان 109 ، 110 : كلام إنشائي طلبي يحث على الصلاح ، فقبل الحث على فعل شيء وجب الإخبار أولا عن مزايا ومحاسن هذا الشيء.
مثلا : قبل أن ينصح الأب ابنه بوجوب مذاكرته لدروسه ليكون من الناجحين فإنه يذكر له أولا مزايا ومحاسن النجاح كأن يقول له : يا بني إن الناجحين هم الذين يكون لهم مستقبلا زاهرا ...
فإذا كان لهذا الأب أبناءا كبارا نجحوا في حياتهم فإنه من الحكمة أن يذكر ابنه الصغير بما آل إليه إخوته من نجاح في حياتهم لتشجيعه وطمأنته وذلك بفضل مساندة أبيهم وتوفيره لهم كل أسباب النجاح...
كذلك الحال هنا ، فبعد ذكر محاسن الصلاح (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا(107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) وحثه على الصلاح (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) فإنه من الحكمة أن يذكر نماذج من الصالحين الذين كانت لهم جنات الفردوس نزلا مع ذكر فضل الله عليهم(رحمته) ، ورحمة تخلد صاحبها في جنات الفردوس لا تعتبر مجرد (رحمة) بل هي ( رحمت) عظمى يجب أن تتميز رسما( بتاء مفتوحة)، والرحمة العظمي هي الأجدر بالذكر.
إذن فالرحمة العظمى التي تستحق الذكر هي الصلاح ، والصلاح مبني على العلم (علم الصلاح من الفساد فاختار الصلاح)، والعلم لم يأت به من عند نفسه وإنما هو هدى من الله ، و كيف كان هذا الهدى؟ هل هو إلهام من الله أم هو كتاب أنزله الله؟ ، إنه كتاب أنزله الله.
إذن فالصلاح لا يكون إلا عن علم ، والعلم ليس ذاتيا وإنما هو هدى من الله ، والهدى كتاب من عندالله .
إذن فالفضل في صلاح الإنسان يعود إلى كتاب الله ، فالكتاب هو الأجدر بالذكر أولا فهو الذكر نفسه (حكمة ومنطقا) ، أما حكمة فإن الله قال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وأما المنطق فإن خير وسيلة لتذكر أي شيء هي كتابته.
إذن فإن كانت رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على الصالحين فينبغي أن تكون هي : الكتاب ، ومضمونه( الهدى ) ، والنتيجة المستفادة منه (العلم والصلاح).
وترتيب هذه الرحمات ينبغي أن يكون كالآتي : 1) الكتاب، 2) الهدى، 3) العلم، 4) الصلاح.
هذا ما توصلنا إليه بتدبرنا للآيات التي ختمت بها سورة الكهف ، فهل تلتها سورة أتى الله فيها بنماذج من الصالحين وذكر رحمته عليهم التي هي : الكتاب والهدى والعلم والصلاح ؟
نعم ، فالسورة التي تلت سورة الكهف هي سورة مريم ، وهي سورة ذكر الله فيها أمثلة من عباده الصالحين وفضله عليهم ، وهؤلاء الصالحون هم : زكريا ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس عليهم السلام.
السورة ابتدأت بعد بسم الله الرحمن الرحيم بحروف هي : كهيعص ، والآية التي بعدها بينت أن هذه الحروف السابقة هي : ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.
نلاحظ أن كهيعص ليست مجرد رحمة وإنما هي رحمة عظمى يتجلى ذلك في تميز رسمها (بتاء مفتوحة).
وقلنا إن الرحمة الجديرة بالذكر هي (الكتاب) ومضمونه (الهدى) والمنفعة المستفادة منه(العلم والصلاح)، فهل حرف الكاف من كهيعص هو اختزال ل (الكتاب) ؟، وهل الهاء تعني (الهدى) والعين تعني (العلم) والصاد يعني (الصلاح) ؟.
إذا كان استنتاجنا صائبا يوافق الحكمة فلا بد أن نجد له ما يؤيده في الكتاب في سورة مريم، إذ ينبغي أن تكون الرحمة الممتن بها على أحد من الأنبياء المذكورين هي نفسها الممتن بهاعلى كل واحد منهم.
بالرجوع إلى سورة مريم وجدنا أن كل الأنبياء الذي ذكرهم الله ارتبط ذكرهم بذكر الكتاب : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِبْرَاهِيمَ ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ مُوسَى ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِسْمَاعِيلَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إدريس.إذن فمحور السورة يدور حول الكتاب كرحمة عظمى تعتبر مفتاحا لباب الرحمات.
وإذا أخذنا مثلا يحيى عليه السلام فإننا نجد أن أول خطاب من الله ليحيى هو : يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
والمسيح عليه السلام أول ما تكلم في المهد قال : إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
هذا ذكر رحمت الله عبده يحيى :
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ = 1) الكتاب.
وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا = 2) ,3)الهدى والعلم (فالحكم بالحق يتطلب الهدى والعلم .
وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا = 4) الصلاح.
وهذا ذكر رحمت الله عبده عيسى :
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ : (1) الكتاب.
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا: من لوازم النبوة = الهدى والعلم.
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا : الصلاح.
وبناء على هذه الأدلة ومما سبق ذكره من تدبر بالحكمة فإن نفس الرحمة التي امتن الله بها على الأنبياء هي نفسها التي امتن بها على زكريا ، فالكاف من كهيعص هو : الكتاب ، والهاء : الهدى ، والعين = العلم ، والصاد= الصلاح.
أما الياء من كهيعص فإننا لن نستطيع أن نتوصل إلى معرفتها بالتدبر لذلك أتى الله على ذكر ما يفسر الياء = (يحيى ) ولم يذكر متعلقات الكاف والهاء والعين والصاد باعتبار أننا يمكننا إدراك معناها بالتدبر بالحكمة وبالكتاب.
يحيى عليه السلام يعتبر رحمة الله لعبده زكريا ، فهو رحمة متميزة تستحق الذكر ، فليس كل شيخ هرم وعجوز عاقر يلدان إلا من شاء الله لهما ذلك.
إذن فيحى يعتبر رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على زكريا، والرحمة هي كل نعمة تنفع الإنسان ، ولقد استحق يحيى أن يكون ترتيبه الثالث من بين الرحمات فجاء ذكره بين الكتاب والهدى وبين العلم والصلاح لأنه هو أيضا آتاه الله الكتاب والهدى والعلم والصلاح ، ولأنه صالح مع أبيه وصالح مع الله.
وإذا أردت أن أضيف ملحوظة أخرى بخصوص سورة مريم فإننا نجد أن الله ترك لنا آية نستدل بها على أن الرحمة الأولى بالذكر هي الكتاب وذلك بتساوي كلمة (ذكر ، أذكر ، يذكر) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وكلمة (الكتاب) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وتكرر اسم (الرحمن) 16 مرة في سورة مريم، فالذي يتصف بكل الرحمات هو الرحمن ، والذي يتصف برحمة واحدة يوصف بأنه رحيم.
وحيث أن الكتاب هو الرحمة العظمى ومفتاح كل الرحمات فإن الإسم المناسب الجدير بالذكر هو اسم الرحمان، والله تعالى إذا امتن بالقرآن كرحمة عظيمة فإنه يقول : الرَّحْمَنُ،عَلَّمَ الْقُرْآنَ)،
ويقول : طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
السورة سميت باسم (مريم) لأنها المرأة الوحيدة التي ذكرت ضمن مجموعة من الأبرار الصالحين ، فهي أحق أن تسمى السورة باسمها.

وحيث أن سورة مريم تطرقت للكتاب كأعظم رحمة فإن مطلع السورة التي تليها يجب أن يتكلم عن القرآن الكتاب المهيمن ، فهو رحمة عظمى يهدي إلى الصلاح.قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم، طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
ابتدأت السورة بحرفين هما : طه. فما هو مدلول طه ؟
هل يمكننا فهم مدلول طه استنادا إلى الحكمة؟ وهل نجد في القرآن ما يصدق استنتاجنا؟
استنادا إلى ما سبق ذكره عن خواتيم سورة الكهف وسورة مريم يمكننا الخروج بنتيجة نفهم من خلالها الفاتحة (طه).
قلنا إن الله حث المؤمنين على الصلاح لتكون لهم جنات الفردوس نزلا،
وأتى بنماذج من الصالحين فذكر رحمته عليهم؟
ما الحكمة من ذكر الصالحين وذكر رحمة الله عليهم؟
الجواب : لطمأنة المعنيين بالأمر (المؤمنين) . فالطمأنينة هي آية الهدى ، فهي الاستقرار النفسي الناتج عن الاقتناع ، فالشاك لا يقال عنه مطمئن ، والمرتبك والخائف لا يقال عنهما مطمئنان.
إذن فالمطمئن هو الذي على بينة من أمره، أي هو الذي على هدى.
مثلا : إذا نصحت صديقي بمزاولة تجارة ما ليحقق من وراءها ربحا فإن صديقي هذا قد يكون خائفا من المجازفة في هذه التجارة خشية من الخسارة، إذن فما دام خائفا فهو ليس مطمئنا ، فإذا ذكرت أمثلة من الناس الذي تاجروا ونجحوا وقلت له : إن كل من تاجر في هذه البضاعة حقق أرباحا ، فلان صار غنيا وفلان صار مليونيرا ...
فبعد سماعه للأمثلة التي ذكرت اطمأن قلبه لأنه اهتدى (أصبح على بينة من الأمر) أني له ناصح أمين.
كذلك القرآن يحث على الصلاح ويأتي بالبراهين المبينة التي يهتدي بها المؤمنون وتطمئن لها قلوبهم.
وحيث أن سورة طه جاءت بعد سورة ذكر فيها الله نماذج من الصالحين لطمأنة المؤمنين المأمورين بالإيمان بالله وعمل الصالحات فإن أنسب موضع لوصف انطباع المؤمن بالطمأنينة والهدى هو مطلع السورة التي تلي سورة مريم ، وعبر عنها بحرفين تاركا للعقول تدبرها.
إذن ما توصلنا هو أن : طه = الطمأنينة والهدى.
هل نجد ما يصدقه في الكتاب؟
قال تعالى : طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى.
الطاء تفسرها الآية الثالثة.
الهاء تفسرها الآية الثانية.
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، بل لتهتدي ، فمن اتبع الهدى لا يضل ولا يشقى.
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى : الطمأنينة هي التي تزيل الشك والحيرة والخوف والخشية من اتخاذ القرار.
القاعدة التي بنيت عليها تدبر كهيعص وطه هي :
{النصيحة والحث على تنفيذ الأمر + الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به = الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة).
هذه هي القاعدة الحكيمة التي يطبقها كل ذي موعظة أو نصيحة.}
كذلك نراها مطبقة هنا في القرآن :
أما النصيحة والحث على تنفيذ الأمر فهي ما ختمت به سورة الكهف.
وأما الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به فهو ما جاءت به سورة مريم.
وأما الغرض الذي تحقق فهو الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة) الذي عبرت عنه سورة طه حتى أن السورة سميت ب (طه) .
وإذا كنت قد استنتجت أن الرحمة التي تستحق الامتنان بها على الصالحين هي الصلاح نفسه فذلك حق ، فلولا فضل الله ورحمته ما صار الصالح صالحا، والصلاح أساسه العلم، والعلم هدى من الله ، ومرجع ذلك كله هو كتاب الله.
وإذا كان أرقى ما توصل إليه الإنسان لصيانة صنعته والمحافظة على صلاحهاهي طبع (كتاب) الكاتالوج الذي فيه إرشادات (هدى) (نتعلم) منها كيفية صيانةاالآلة والمحافظة على (صلاحها) فإن ذلك هو المثل الأعلى عند الإنسان ، ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم
===========
اقتباس:

مخالفة الإجماع:
من المسائل المتقررة عند أهل العلم أن السلف إذا اختلفوا في تفسير الآية على قولين أو أكثر لم يجز لمن بعدهم إحداث قول جديد يخرج عن قولهم ؛ لأن ذلك بمثابة الإجماع منهم على بطلان ما خرج من أقوالهم.
وبيان ذلك أنًّ تجويز القول الجديد يؤدي إلى تخطأت الأمة ، سيما إذا رجحنا ذلك القول المحدث.
وهذا ممتنع ؛ لأنه ينسب الأمة كلها إلى الخطأ ، وأن يخلو العصر من قائم لله بالحجة .
وهذا التفسير للأحرف المقطعة فيه إحداث قول لم يقل به أحد ، فهو خرق لإجماع المسلمين ، وسلك طريقٍ غير طريقهم، وفيه نسبة الأمة للخطأ ، وتضييع للحق وإهماله.

انتهى الاقتباس

ليس صحيحا.

أي قول جديد إذا كان يوافق الحكمة وتستيقنه الأنفس أنه الحق فإننا نأخذ به ، والحكمة ليست حكرا على السلف، فقد قال الله تعالى في سورة الجمعة : وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، كما أنه من المعلوم أن الله قال عن القرآن : ثم إن علينا بيانه، وحرف (ثم) يفيد التراخي في الزمن ، أي بعد مدة.
إذن فهو فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ الذي جاء ذكره مباشرة بعد ذكر (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا ) مما يعني أن فضل الله ببيان الكتاب والحكمة سيكون من نصيب المتأخرين (َآخَرِينَ مِنْهُمْ ) أكثر من نصيب الأولين ، فالآية التي ذكر فيها (فضل الله) تفصلها عن (الأولين = الأمين) 8 كلمات ، بينما (فضل الله) جاءت مباشرة بعد ذكر الآخرين الذين لما يلحقوا بالأميين.إذن فموقع ذكر (فضل الله) أقرب للآخرين منه للسابقين، والله تعالى يقول فلا أقسم بمواقع النجوم ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم.
كما أن الآية93 في سورة النمل تتكلم عن الزمن المستقبل : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ) فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
كذلك الآية : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.
================
من الآيات التي أتينا بتفسير لها يخالف تفسير السلف الآية:
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ).

هذا ما قلته في تفسير هذه الآية :
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى : أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الآية 86 من سورة النمل.
عظمة حكمة الله تتجلى في التفكر في الكيفية التي أعطت النتيجة، فإبراهيم عليه السلام لما أراه الله كيفية إحياء الموتى تجلت له عظمة حكمة الله : (واعلم أن الله عزيز حكيم). والله تعالى إذ يلوم هؤلاء فهو يلومهم على رؤيتهم للكيفية المحكمة بإتقان التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا ، فإذا لم تكن كيفية تعاقب الليل والنهار هي ما كان يعتقده كل الناس في عهد نزول القرآن في أن الشمس هي التي تدور حول الأرض فإنه يلزم أن يريهم الله تلك الكيفية ليحق عليهم اللوم والتقريع.
هذا ما تقتضيه الحكمة، فالملومون ب (ألم يروا) يجب أن (يروا)
ويلزم أن يري الله المؤمنين تلك الكيفية لأنهم شهداء على الناس،
القاعدة المنطقية تقول : الإنكار على غائب ب (ألم ير) أو (ألم يعلم) لا يخاطب به إلا شاهد (رأى و علم)، مثلا:
يخاطب الرجل زوجه مستنكرا على ابنه (الغائب) عدم مذاكرته لدروسه وقد اقترب موعد الامتحانات : ألم يعلم ابنك أن الامتحانات قد اقتربت ...!!.
لم يخاطب الأب الأم مستنكرا ومتعجبا إلا لأن الأم تعلم باقتراب الامتحانات، لو لم تكن تعلم لألقى إليها الكلام خبرا.
كذلك هنا في سورة النمل ينكر الله على الكافرين عدم الالتفات إلى عظمة حكمة الله في رؤيتهم لكيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا ،
وحيث أن المخاطب بالقرآن هم المؤمنون فإنهم يجب أن يكونوا هم أيضا قد رأوا كيف جعل الله الليل سكنا والنهار مبصرا .
وبما أن الناس وقت نزول القرآن لم يكونوا قد رأوا كيفية تعاقب الليل والنهار، فإن الآية : (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ...) تتكلم عن المستقبل ، وسيري الله الذين كفروا آياته في الآفاق المتعلقة بتعاقب الليل والنهار، وسيري الله
المؤمنين أيضا تلك الآيات، لذلك قال الله بعد 7 آيات من هذه وبها ختم السورة : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) الآية 93 النمل.
إذن فلا بد أن الله قد أرانا آياته في جعل الليل سكنا والنهار مبصرا في نفس السورة التي ختمها بقوله : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا...) ، وينبغي أن تكون بعد الآية 86(ألم يروا...)
كيف أراناالله تلك الآية (الكيفية) بطريقة حكيمة لا تتصادم مع إدراك العقول المعاصرة لنزول القرآن؟
بين الله لنا ذلك بأسلوب لطيف هو أسلوب اللف والنشر بحيث أتى بآية تتكلم عن الحياة الدنيا وعطف عليها آية تتكلم عن الحياة الآخرة ثم أتى بعد ذلك بآيتين ترجع كل آية إلى الآية المتقدمة (الأولى ترجع إلى الأولى، والثانية ترجع إلى الثانية) كما يلي:
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87).
ثم جاء بآيتين ترجع كل واحدة منها على آية متقدمة، فقال :
وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ89.
فالآية 88 ترجع إلى الآية 86 ، والآية 89 ترجع إلى الآية 87، هكذا :
1) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) = (1) وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88).
2) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) = 2) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ89.
إذن فالآية التي تبين لنا كيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا هي الآية 87 حيث يقول تعالى : وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ...)
يشبه الله تعالى مرور الجبال بمرور السحاب ، والسحاب يرى للمشاهد وهو يتحرك في جو السماء ، لو كانت الجبال ستنتق من جذورها وتسير في السماء مثل السحاب فكيف يحسب المشاهد أن الجبال جامدة (لم تتحرك من مكانها) !!
إذن فالتشبيه في هذه الحالة لم يتحقق لأنه تشبيه حركة الجبال (التي لا تدرك للمشاهد) بحركة السحاب (المدركة للمشاهد) وليس تشبيه مرور الجبال بمرور السحاب.
إذا أردنا معرفة وجه الشبه بين مرور السحاب ومرور الجبال فإن للمرور اتجاه ، ووحدة الاتجاه هي التي تحقق التشبيه،
فوجه الشبه بين مرور الجبال ومرور السحاب ينبغي أن يكون متمثلا في وحدة الاتجاه، فإذا كان السحاب في عمومه يمر من الغرب إلى الشرق فإن تشبيه مرور الجبال لا يتحقق إلا إذا كانت الجبال تسلك نفس الاتجاه: تمر من الغرب إلى الشرق.
ولا يحسب المشاهد الجبال جامدة (ثابتة في مكانها ) إلا إذا كانت الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق.
واختيار فعل (تمر) يفيد الاستمرار والتكرار ، وهذا هو حال الأرض دائمة (مستمرة) الدوران. أما عن الجبال يوم تقوم الساعة فإن الله تعالى لم يقل (تمر الجبال مرورا) وإنما قال : تسير الجبال سيرا.
إذن فالآية 88 من سورة النمل تتكلم عن دوران الأرض حول نفسها ، فهي الكيفية التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا، لقدأراهم الله تلك الآية وأراها لنا في القرآن، وهي آية في الآفاق تتجلى فيها عظمة حكمة الله وإتقانه لصنعته، فالشيء المتقن بإحكام لا يمكن إلا أن يكون من تدبير عزيز حكيم ، ومهما كانت صنعة الإنسان متقنة إلا أنها لا تصل إلى درجة الكمال، فالساعة التي اخترعها الإنسان لضبط الوقت لا بد أن تخطئ بعد سنة أو بعد عشرات السنين بزيادة أو بتأخير، أما ساعة الله فإنها منذ ملايين السنين لا يأتيها الخطأ : نسبة الخطأ تساوي صفرا، فالأرض تدور حول نفسها دورة كاملة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان، فلو تباطأ دورانها بمقدار ثانية واحدة في اليوم (أي بنسبة 0.001 %) لأصبح طول اليوم بعد 10 سنين 25 ساعة ، وبعد 100 سنة يصبح طول اليوم 34 ساعة تقريبا، وبعد1000 سنة يصير طول اليوم 124 ساعة.
إذن فحق أن ينبه الله على ذلك بقوله : (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ).
وإذا كنت قد ضربت الساعة البشرية التي صنعها الإنسان مثلا لضبط سرعة دوران الأرض بإتقان فلأن ذلك هو المثل الأعلى لحساب الزمن عند الإنسان، والله تعالى ضرب للناس في القرآن من كل شيء مثلا ،
وحياتنا الدنيا فعلا هي عبارة عن ساعة مركزها الشمس ، وقوة التجاذب بين الشمس من جهة وبين الأرض والقمر من جهة أخرى مثل عقربي الساعة المثبتين في المركز (الشمس)، وكما أن أحد عقارب الساعة لحساب الساعات والآخر لحساب الدقائق ، كذلك فإن دوران الأرض حول الشمس لحساب السنين، ودوران القمر حول الأرض لحساب الشهور.
السنة هي دورة واحدة للأرض حول الشمس تقطعها في 12 شهرا ، كما يدور عقرب الساعة دورة كاملة مرورا بالأرقام من 1 إلى 12 في ساعة اليد أو ساعة الحائط.
إذن فنظام حياتنا الدنيا على الأرض أشبه ما يكون بالساعة ، إنها ساعة تجري لأجل مسمى ، فنحن كالعمال الذين يكدحون إلى أن تدق الساعة معلنة انتهاء الدوام.
إذن فمن الحكمة أن يعبر عن انتهاء الحياة الدنيا ب (إتيان الساعة) ، ثم يوم تبدأ الحياة الآخرة سيخلق الله ساعة أخرى أبدية ليست الشمس مركزا لها.
ماذا عن قول الله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).؟
هل جريان الشمس لمستقر لها يعني أنها تسير في الفضاء إلى أن تستقر في مكان هو منتهاها ومستقرها؟
الشمس بحكم أنها كرة فإن دورانها حول نفسها يعتبر جريا، فعجلة السيارة تجري فتسير السيارة، ويمكن أن تجري العجلة في مكانها إذا رفعت السيارة بآلة ثم أدرت المحرك، والمروحة الكهربائية تجري (تدور) إذا وصلت بالكهرباء، كذلك كل شيء دائري أو كروي ينتج نفس الحركة (الجري) سواء دحرجته على الأرض أو دار في مكانه.
ماذا عن المستقر؟
المستقر هو المنتهى ، وقد يراد به المكان أو يراد به الزمان ، مثلا إذا أريد به المكان : انطلق الصاروخ من قاعدته لضرب سفينة في البحر، فضرب الصاروخ هدفه وكان مستقره هو السفينة.
ويطلق المستقر ويراد به زمن معلوم ، مثلا : تبرمج مروحة كهربائية فتؤقتها لتشتغل مدة 60 دقيقة ثم تتوقف أوتوماتيكيا ، في هذه الحالة يقال عن المروحة الكهربائية: إنها تجري لمستقر لها، أي تجري لأجل مسمى.
لنأخذ أمثلة لكلمة (مستقر) من القرآن الكريم.
قال تعالى : لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).
المستقر هنا أريد به الزمان، أي أن لكل نبإ أجل مسمى = زمن معلوم يتحقق فيه واقعا.
إذن فالمستقر في قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) هو مستقر زمني معلوم فسرته آية أخرى بأنه أجل مسمى وذلك في قوله تعالى : وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ.
وهكذا نستخلص أن : تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا = يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى .
وأود أن أختم المقال بملاحظة هامة جديرة بالتدبر وهي ما ختم الله بها سورة النمل بقوله : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لو كان تفسير السلف الذين عاصروا التنزيل للآية 88 من سورة النمل هو التأويل وأن الجبال التي تمر مر السحاب سيكون ذلك عند قيام الساعة لقال الله (كذلك يريكم الله آياته) بدلا من (سيريكم) ، لكن الله أتى بفعل (سيريكم) لنستدل به أن تأويل هذه الآية 88 وكل آيات سورة النمل التي ضربها الله أمثالا لأحداث المستقبل سيضل تأويلها غيبا إلى أجل مسمى.