عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-09, 10:58 AM   رقم المشاركة : 5
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


وقال تعالى (ومن أضل ممن يدعومن دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )
وقدتقدم في أول الموضوع .
فان لم يكن الدعاء من العبادة فلا عبادة يمكن تصورها ,لأن الدعاء يتضمن أنواعا من العبادات وليس عبادة واحدة فقط ,فهو يتضمن التضرع والافتقار والرجاء والتوكل والخشية والتوجه الى الله والاقبال عليه والانطراح بين يديه ,وحسن الظن بالله والمراقبة لله ,كما أنه يتضمن سؤاله وذكره وثناءه وهذا كله هو لب العبادة.
كما أن العبادة بجميع أنواعها تتضمن السؤال والطلب .وما وقع من وقع في هذه الشبهة الا لحصره العبادة في بعض الأعمال فمن عرف أنواع العبادة وذاق طعم العبودية فيها عرف أن هذه الشبهة لا تتطرق الى الأذهان الا لقلة العلم ,وعدم معرفة مقاصد الشرع ومفهوم العبادة في الشرع ,وبسبب الخلط بين دلالات الألفاظ والمصطلحات المتشابهة
وأما أن العبادة لا تتحقق الااذا اعتقد في غير الله القدرة الكاملة الذاتية والاستقلال بالنفع والضر فهذا ترده الايات السابقة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وقد كان المشركون الذين في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن قبلهم لا يعتقدون أن من يدعونهم يستقلون بالنفع والضر بل ليقربوهم الى الله زلفى قال تعالى (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى . ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون .ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار )
وقال تعالى (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )فهم يعتقدون أنها لا تنفعهم ولا تضرهم من دون الله ولذلك قال الله لهم كيف تعبدون ما لا ينفعكم ولا يضركم ولو كانوا يعتقدون فيها ذلك لأبطل هذا الاعتقاد أولا .وانما الذي حملهم على عبادتها هو اعتقاد أنها تشفع لهم عند الله.
وقفة تأمل وتدبر في هذه الايات من سورة الشعراء :
قال تعالى (واتل عليهم نبأ ابراهيم .اذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون .قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين .قال هل يسمعونكم اذ تدعون .أو ينفعونكم أو يضرون .قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون .قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون .أنتم واباؤكم الأقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين .والذي هويطعمني ويسقين . واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ...) الى أن قال (وبرزت الجحيم للغاوين .وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون .من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون .فكبكبوا فيها هم والغاوون .وجنود ابليس أجمعون .قالوا وهم فيها يختصمون .تالله ان كنا لفي ضلال مبين .اذ نسويكم برب العالمين .وما أضلنا الا المجرمون .فما لنا من شافعين .ولا صديق حميم .فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين .ان في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين .وان ربك لهو العزيز الرحيم)
فهم مع أنهم يعلمون أنها لا تنفع ولا تضر سووا بينهم وبين رب العالمين في ما هو من خصائصه من الدعاء والعبادة وكانوا يرجون شفاعتهم .ولوأنهم سووا بينهم وبين الله في كل شيء ما احتاجوا الى سؤال شفاعتهم عند الله .
وقد تقدم في أول البحث اقرار المشركين بربوبية الله تعالى وتفرده بالخلق والملك والتدبير .قال تعالى (قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون .سيقولون لله .قل أفلا تذكرون .قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون .قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون )
وقال تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى تؤفكون .الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم .ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون .وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون .فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون )
والله اعلم .وصلى الله على محمد واله وسلم .
يتبع ان شاء الله تعالى.