عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-11, 10:04 PM   رقم المشاركة : 1
أبو سند
مشرف








أبو سند غير متصل

أبو سند is on a distinguished road


Post آية التطهير بين أهل السنة والاسماعيلية

بسم الله الرحمن الرحيم

أنقل بحث الاسماعيلي الهادي الذي نقل عنه الملك محمد حتى يستعرض القارئ الكريم قولنا وقولهم فمن وجد حقا فليتبعه ومن وجد باطلا فليعرض عنه والويل لمن عرف الحق وأعرض عنه وهنيئا لمن عرف الحق واتبعه .

اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم
سأبحث في هذا الموضوع عن هوية أهل البيت الذين ذكروا في القرآن الكريم من كل الجوانب
أولا سأضع الآيات التي أتى في سياقها ذكر أهل البيت وما قبلها .
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً{29}
إن الله تعالى يبدأ بمخاطبة النبي بقوله قل لأزواجك إن كنتن تُردن الحياة الدنيا أمتعكن وأسرحكن ففي هذه نرى انه تعالى وضع إرادتهن سببا لما بعدها وهي أن يمتعهن النبي ثم يسرحهن ففيها تخيير وليس فيها أي نوع من القسر على زوجات النبي , ثم وإن كنتن تردن الله ورسوله وأضاف الدار الآخرة وهذه معطوفة على الآية /28/ السابقة فإنه تعالى قد أعد للمحسنات منهن أجرا عظيما أيضا هنا إرادة نساء النبي هي المطلوبة وهي سببا للأجر العظيم الذي يؤتى منه تعالى ,
يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً{30} وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً{31}
ثم دخل في تهدديهن مباشرة في الآية / 30 / بقوله يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة والفاحشة هي السبب في ما سيأتيهن من عذاب ضعفين والخطاب فيها منه تعالى مباشرة لنساء النبي, ثم انتقل لمعالجة الأمر بصورة أخرى في الآية / 31 / تظهر بطلبه منهن القُنوت لله والرسول ومن تعمل صالحا فلها أجرها مرتين وجهز لمن تقنت رزقا كريما وهي معطوفة على ما قبلها وما القُنوت في هذه الآية إلا سببا لما سينلن بعده ,
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{32}
أما في الآية / 32 / يخبر نساء النبي أنهن لسن كالنساء الباقيات بقوله لستن كأحد من النساء كونهن زوجات للنبي . ثم وضع السبب لما سيحصل بعد ذلك وهو طلبه منهن التقوى بقوله إن اتقيتن وأكد بعد تقواهن على عدم خضوعهن لأحد بالقول فيكون الطمع من الذين في قلبه مرض بسبب ما يقولونه وطلب منهن أن يقولوا قولا معروفا ,
المرض في هذه الآية لا يدل على مرض يصيب أعضاء الجسد الفاني بل هو مرض من نوع آخر مثل قوله تعالى :
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10
يوافق ذلك طلبه منهن أن يقولوا قولا معروفا ولن ندخل أكثر من ذلك في الحديث لا عن المرض ولاعن القول المعروف
وكل ما سبق يدل أن زوجات النبي ليسوا من أهل النبي ولم يُطًهروا تطهيرا بل كل ما ينالهن له أسباب وضعها تعالى وعليهنّ تنفيذها ويعتمد ذلك على إرادتهن وليس إرادة الله تعالى إن فعلوا ما أمروا به بإرادتهن ينلن ما وضعه لهن تعالى ثوابا أو عقابا على أفعالهن ومن جهة أخرى هذه أوامر فيها تكليف منه تعالى لنساء النبي الواجب عليهن اتباعها بإرادتهن وليس بإرادته...
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34}
أما الآية / 33 / تبدأ بجملة ( وقرن في بيوتكن ) وهي معطوفة على الآية / 32 / لكن فيها أمرا لهن وهو أن يقرن بمعنى أن يثبتن في بيوتهن ولا يتبرجن والتبرج الظهور للناس كما تبرج النساء في الجاهلية الأولى التي كانت قبل دخولهن الإسلام أو قبل ظهور الإسلام , ثم أمرهن بالصلاة والزكاة كونهما ركنين أساسيين في العبادات ثم جمع كل ما سبق في قوله / وأطعن الله ورسوله / وبهذا ختم كل ما سبق فبإطاعتهن لله ورسوله يتم لهن ما سبق الكلام عنه
لكن ما ورد في الآية / 33 / بعد ذلك فلم يكن من سياق الكلام الأولي وهو
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33}
والسبب في ذلك هو دخول إرادة الله تعالى وقبل ذلك لم تكن إرادته بل جعلها في إرادة نساء النبي حصرا لا استثناءً .وما كان في إرادته تعالى يكون سابقا لما سيحصل وهو إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيرا , وذلك واضح في قلب الحديث من نون النسوة إلى ميم الجماعة في كلمة / عنكم / التي يكون المخاطب فيها مذكرا أكثر مما يكون مؤنثا , وإن قال قائلا أن المقصود في أهل البيت نساء النبي نقول لو كان ذلك صحيحا لما كان لهن تكاليف شرعية مسبقة ولجعل إرادته تعالى تسبق إرادتهن ولما ترك لهن الخيار في أفعالهن وجعل على أفعالهن الثواب والعقاب .
و لكلمة / إنما / في هذه الآية تفيد حصر إرادته في جهة محددة من الأهل ولا تفيد عموم الأهل وذلك من خلال مفهوم الرجس والتطهير منه لأن المقصود من إذهاب الرجس والتطهير هو التقوى الدائمة وذلك باجتناب النواهي وإتباع الأوامر حسب قوله / ليُذهب / التي أتت على صيغة المضارع والتي تعني استمرارية إذهاب الرجس والتطهير وليس كل أهل البيت مُذهَب عنهم الرجس ومطهرين بل قسم منهم , والقسم الأكبر مكلف بتكاليف عليهم فعلها ومنهم نساء النبي كما ذكرنا سابقا , مثل قوله تعالى
مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6
ففي هذه الآية التطهير المذكور تطهيرا يكون عبر تكاليف على المؤمنين القيام بها حتى يتم لهم ما يريده تعالى منهم وهذه التكاليف هي الوضوء وشرح في بداية هذه الآية كيفية الوضوء ثم انتقل للوضوء عن طريق التيمم ذلك حتى لايقع المؤمن في حرج بسبب عدم قيامه بطقس الصلاة الواجب على كل مسلم عندما لايجد الماء الضروري للوضوء .وهذه الطهارة غير الطهارة الواردة سابقا منه تعالى لأهل البيت ,
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }الأنفال11
أيضا هذه الآية تتحدث عن الطهارة عن طريق الماء وليس بطريق إرادته تعالى وما قبلها كان تكليفا منه تعالى للمؤمنين فلذلك كان التطهير فقط ليُذهب عنهم رجز الشيطان الذي يضعهم في حالة من الشك والريبة فيما هم مقدمين عليه وليربط على قلوبهم ويُثبت به أقدامهم فهذه الطهارة غير الطهارة التي كانت بإرادته تعالى لأهل البيت فهذه الطهارة سببها الماء ولن ندخل هنا في كيفية التطهير عن طريق الماء وكيف الماء يطهرنا من رجز الشيطان ويثبت الأقدام .
نعود للآية رقم / 34 / من سورة الأحزاب وهي
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34}
في هذه الآية يعود لمخاطبة نساء النبي بنون النسوة وليس بميم الجماعة وهي معطوفة على ما قبلها ويطلب منهم أن يتذكرن ما يُتلى في بيوتهن بغية العمل بها وليس للتذكر فقط كونهم نساء للنبي الذي يَقتدي به المؤمنون فلذلك كان عليهم أن يكونوا أكثر اقتداء من غيرهم من المؤمنين والمؤمنات وإلا لما كان هناك فائدة مرجوة من التذكر.
في العودة لقراءة الآيات من سورة الأحزاب من الآية / 28 / وحتى الآية / 34 / سنجد مايلي إذا رفعنا جزء الآية / 33 / من كلمة / إنما يريد/ وحتى كلمة / تطهيرا / من مكانها لم يؤثر على معنى الآية ولو وضعنا بدلا عنها الآية رقم / 34 / لاكتمل المعنى تماما ولبقي الخطاب الإلهي لنساء النبي متتاليا بنون النسوة بدون انقطاع ولأصبح الجزء من الآية / 33 / آية كاملة وتصبح رقمها / 34 /
بهذه الحالة كان ممكنا أن نقول أن الله تعالى قد ضم نساء النبي إلى أهل البيت المقصودين لكن مكانها في هذا المكان والعودة للخطاب بنون النسوة قد جعل ذلك غير ممكن .
وهذا يدل ويؤكد على أن الآية
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33}لم ترد في سياق الآيات السابقة لها ولا لما بعدها بل وردت منفردة وفي بيت أم سلمة كما هو ثابت في كتب الأحاديث والتاريخ فتكون بهذه الحالة كالآية التي أجمع أكثر المسلمين عليها أنها وردت في حجة الوادع للرسول الأكرم محمد ( ص ) ووضعت في مكان غير مكانها وهي الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3
هذه الآية وضعت مع آيات المحرمات عن الأكل في سورة المائدة
نعود الآن لدراسة الآية بالتفصيل
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33}
في هذه الآية إرادة الله تعالى هي التي تعمل عملها وليست إرادة أحد سواه وهذا التطهير ليس آني بدليل قوله تعالى ليُذهب التي أتت بصيغة المضارع بمعنى هناك استمرارية لهذا التطهير والفائدة المرجوة من خلال هذه الإستمرارية , يؤكد ذلك بكلمة تطهيرا التي لم ترد في الآيات السابقة التي وردت بها كلمة يُطهركم , وكما يعلم كل مسلم أن إرادته تعالى هي الأسبق في فعل التطهير هذا كون إرادته سابقة لكل ما خَلقه تعالى في هذا الكون العامر بدليل قوله
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
فإرادته سبحانه وتعالى سابقة لأي أمر يصدره أو يفعله وفي هذه الآية كانت إرادته تعالى سابقة لفعل التطهير لأهل البيت بدون تكاليف شرعية سابقة كما كلف نساء النبي وجعل إرادتهن التي تعمل وعلى عملهن يكن أجرهن أو عقابهن . وبدون ماء كما ورد معنا سابقا وبدون صعيدا طاهرا حتى لايجعل علينا من حرج
الرجس لغويا : رَجِسَ – ورَجُسَ – رجاسةً
عمل عملا قبيحا " فهو رَجِس . الرجس = العمل
القبيح / العقاب عليه / ناتج عن وسوسة الشيطان
والرَجَس – والرَجِس = القذر
ورد هذا في لسان العرب – والمُنجد – وأضاف عليهم في تاج العروس معنى للرَجَس = الشك
الطهارة لغويا : عكس الحيض : والحيض حسب قوله تعالى
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222
لايمكن أن يضع الله تعالى إرادته في إذهاب الرجس عن أهل البيت الذي بمعنى القذر وهو ما يمكن إزالته بالماء دون تدخل إرادته تعالى فيصبح في هذا الموضع من الآية أن الرجس ما هو إلا العمل القبيح وإرادته تعالى تدخلت لإذهاب العمل القبيح والشك عنهم أهل البيت حتى تبقى أعمالهم نظيفة من أي أذىً لأنفسهم وللآخرين وكون المحيض ما هو إلا أذىً ويكون للجميع دون استثناء كون لفظة / أذىً / في القرآن الكريم أتت بمعنى العام وليس الخاص أي لم يخصص الجهة التي ممكن أن تصاب بالأذى والذي أمرنا تعالى باعتزال من يقوم بالأعمال القبيحة مثلما يعتزل الرجال النساء وهن في المحيض فقط ,
بهذا يكون إذهاب الرجس عنهم بمعنى العصمة التي أتت منه تعالى على أهل البيت والتي منعت عنهم الأعمال القبيحة والشك وبالعكس يكون أيضا صحيحا أي أبقى تعالى منهم الأعمال الصالحة وبها يقتدي المقتدون ويهتدي المهتدون .
كلمة أهل في اللغة :كما ورد عن معظم أصحاب الصحاح والمعاجم
الأهل :. أهل الدار . أهل الرجل : عشيرته وزوي قرباه - أهل المذهب : من يدين به - أهل الأمر : ولاته - أهل البيت سكانه - وأهل الرجل : أخص الناس به وأهل كل نبي : أمته
وفي التنزيل العزيز
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
أي أنه عز وجل أهل لأن يُتَقى وأهل للغفران
في الآية الكريمة وردت كلمة / أهل البيت / بدون تخصيص لهذا البيت أو تحديد لهويته . كما هو معلوم أن النبي ( ص ) كان عندما يتزوج امرأة يضعها في بيت خاص بها ولم يجمع زوجاته في بيت واحد فكان له بالنسبة لزوجاته مجموعة بيوت لذلك لانجد في كلمة البيت المنصوص عليها في الآية الكريمة أن المقصود هم زوجات النبي لعدد بيوتهن الذي يساوي عددهن , كما أنه كان يقال وهو بيت أم سلمة مثلا أو في بيت عائشة رضي الله عنهم أجمعين , والحديث القادم يوضح ذلك .
فلذلك نأخذ من اللغة ما ورد على أن أهل البيت / سكانه / لأن في التطهير تخصيص لأصحاب البيت المقصود أي الذين يسكنون هذا البيت وليس غيرهم ممن يوالوهم أو يتبعهم فإذا كان المقصود بهذا البيت بيت الله تعالى فمن أصحابه وسكانه النبي محمد ( ص ) وممن خصهم النبي وأشار عليهم , وإذا كان المقصود بيت النبي محمد ( ص ) فامرأة الرجل تعود لأهلها في الطلاق وعند وفاة الزوج وتأخذ نصيبها من الإرث الذي تركه الرجل من أراض وبيوت وأعمال , ويبقى في بيته أولاده وأنسبائه , فهم سكان بيته وهم المقصودين بأهل بيته الذين هم خاصته فقط ,
إذا ومن ذلك فأهل بيت النبي محمد أولاده وهي فاطمة الزهراء وأولادها الحسن والحسين , ونسيبه زوجها الإمام علي ابن عمه واخيه فهؤلاء أهل البيت المقصودين في الآية الكريمة وهؤلاء من جللهم النبي محمد ( ص ) بالكساء في بيت أم سلمة بعد نزول هذه الآية
, كما سيرد في الحديث القادم :
حددت أم سلمة ( ر ) زوجة النبي ( ص ) في حديثها عن نزول هذه الآية وسمات أهل البيت كما ورد في الحديث التالي
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عُبيد بن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت إلى خير
قال وفي الباب عن أم سلمة وعقل بن يسار وأبي الحمراء وانس قال هذا حديث غريب من هذا الوجه
وغير معلوم الوجه الذي استغربوه
سنن الترمذي – حديث رقم / 3719 /
كما أكدت السيدة عائشة ( ر ) زوجة الرسول أيضا على تسمية أهل البيت الوارد ذكرهم في هذه الآية في الحديث التالي
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم , غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }
صحيح مسلم – حديث رقم / 4450 /
روي عن عمر بن أبي سلمة : نزول هذه الآية في الخمسة الطيبة .
وروي عن أم سلمة أن رسول الله ( ص ) أن رسول الله ( ص ) أخذ ثوبا وجلله فاطمة وعليا والحسن والحسين وهو معهم . وقرأ هذه الآية / إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا / . قالت : فجئت أدخل معهم فقال : مكانك إنك على خير
ورد ذلك في كتاب / ذخائر العقبى ص 21 / للطبري .
ورد في ذكر تبليغ سورة / التوبة / والتي تبدأ بأية
بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ{1}
رغم تعدد الروايات عن هذا الموضوع وكيف حصل ومن هو المأمور ومن هو الآمر لكننا في هذا الموضوع نبحث عن هوية أهل البيت الذي نزل القرآن ليبلغوه للناس جميعا .
ورد في تفسير الفخر الرازي صفحة /218 / مايلي
" روى أن فتح مكة كان سنة ثمان وكان الأمير فيها عتاب بن أسد , ونزول هذه الآية سنة تسع , وأمر رسول الله ( ص ) أبا بكر / ر / سنة تسع أن يكون على الموسم /موسم الحج / , فلما نزلت هذه السورة أمر عليا أن يذهب إلى أهل الموسم ليقرأها عليهم . فقيل لو بعثت بها إلى أبي بكر , فقال : / لا يؤدي عني إلا رجل مني / ثم اختلفوا المفسرين في سبب إرسال الإمام علي بهذه الآية فكل أدلى بدلوه , لكن المهم ومن خلال بحثنا نجد من كلام رسول الله ( ص ) أن عليا قد بلغ بدلا عنه وماذا بلغ – بلغ سورة من القرآن الكريم وهذا التبليغ يدل على الفصل بين ما هو ديني الذي أُمر به الإمام علي / ع / وما هو دنيوي وهو الأمارة على المسلمين في موسم الحج وإقامة شعائر دينية مفروضة وهذه ممكن أن يقوم بها أي فرد مسلم أو أي فرد قادم إلى الحج ,
أما لو نظرنا إلى ما قام به الإمام علي / ع / فهو تبليغ سورة من القرآن بدلا عن رسول الله ( ص ) وهذا أمر ديني لا يقوم به إلا رجل من الرسول المصطفى ويؤكد ذلك ما قاله الإمام علي / ع / بعد قراءة الآية على من كان بالموسم ,
/ ثم قال أمرت بأربع – أن لا يقرب هذا البيت بعد هذا العام مشرك – ولا يطوف بالبيت عريان – ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة – وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده /
وهذا الكلام الذي أُمر فيه الإمام علي / ع / ما هو إلا كلام فيه نواهي نهى عنها تعالى وأمر بها الرسول الكريم ليأمر بها عليا ليُبلغها للناس . وهذا يدل أنه لايحق لأحد أن يبلغ النواهي التي أمر بها تعالى إلا الرسول أو واحدا من الرسول ( ص ) , و يدل أن الإمام علي هو من الذين يجب أن يُؤخذ عنهم ما جاء في القرآن الكريم , وهو من أهل البيت المخصوصين المطهرين في الآية الأولى . وليس نساء النبي
سنضع عدد المرات التي وردت بها كلمة أهل والكلمة التي تليها وذلك للإستئناس فقط
1 – أهل الكتاب وردت في القرآن الكريـم / 31 /مــرة
2 – أهل القُرى وردت في القرآن الكريــم / 5 / مــرة
3 – أُهِلَّ لغير الله وردت في القرآن الكريـم / 4 / مـرة
4 – أهل المدينة وردت في القرآن الكريــم / 3 / مــرة
5 – أهلُ البيت وردت في القرآن الكـريــم / 2 / مـــرة
6 – أهل مدين وردت في القرآن الكــريــم / 2 / مـرة
7 – أهل الذكر وردت في القرآن الكــريــم / 2 / مـرة
8 – أهل هذه القرية وردت في القرآن الكريم /2 /مرة
9 – أهل الإنجيل وردت في القرآن الكـريــم / 1 /مرة
10 – أهل قريةٍ وردت في القرآن الكـريــم / 1 / مرة
11 – أهلُ بيت وردت في القرآن الكريـم / 1 / مـرة
12 – أهل يثرب وردت في القرآن الكريم / 1 / مرة
13 – أهل النار وردت في القرآن الكـريــم /1 / مرة
14 - أهل التقوى وردت في القرآن الكريـم / 1 / مرة
15 – أهل المغفرة وردة في القرآن الكريـم / 1 / مرة
نلاحظ من هذا الإستئناس أن كلمة / أهل / أتت مرافقة لعدد من الكلمات وفيها تحديد لمعنى الأهل وحصرها بمن أتت لأجلهم فمثلا أهل الكتاب غير أهل المدينة وأهل المدينة غير أهل يثرب وأهل الإنجيل خصهم من دون أهل الكتاب ففي هذه الكلمات تحيد لمن هم مقصودين في الآيات التي وردت بها هذه الكلمات وأهل البيت غير أهل بيت ففي الأولى تخصيص وتحديد لهوية البيت وسكانه هم المخصوصين في التطهير وإذهاب الرجس عنهم أما الثانية فتتكلم عن أهل كل بيت .
من هذا ومما تقدم نرى أن أهل البيت لسن نساء النبي محمد ( ص )
بل هم من نص عليهم النبي ( ص ) وخصهم دون غيرهم أما الباقي مثل نساء النبي فهم إلى خير

المراجع :
القرآن الكريم
صحيح مسلم + سنن الترمذي
تفسير القرآن للفخر الرازي + تفسير القرآن للزمخشري
معاجم : لسان العرب ل ابن منظور + المنجد ل لويس معلوف + تاج العروس ل الزبيدي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بالبداية طرح الكاتب آيات وفسرها ثم خرج لنا بهذا الاستنتاج

اقتباس:
وكل ما سبق يدل أن زوجات النبي ليسوا من أهل النبي ولم يُطًهروا تطهيرا بل كل ما ينالهن له أسباب وضعها تعالى وعليهنّ تنفيذها ويعتمد ذلك على إرادتهن وليس إرادة الله تعالى إن فعلوا ما أمروا به بإرادتهن ينلن ما وضعه لهن تعالى ثوابا أو عقابا على أفعالهن ومن جهة أخرى هذه أوامر فيها تكليف منه تعالى لنساء النبي الواجب عليهن اتباعها بإرادتهن وليس بإرادته...

يقول الذي أخرج امهات المؤمنين من أهل النبي زورا وبهتانا أن المراد من تلك الايات عدم تطهيرهن لان الارادة في الايه ارادة تكوينيه وليست ارادة تشريعيه
وهذا يدل على قصر منهجية الكاتب اذ انه فرض علينا كون الاراده تكوينيه دون حجة وبرهان وهذا خطأ منهجي وعلمي .
فسنبين نوع الارادة في النقطة الخاصة بها ونوضح الفرق بين الارادتين حتى يتضح للقارئ الكرم نوع الارادة في الآية الكريمه .

أما بشأن الآيات التي ذكرها فهي تدل على أحقية أمهات المؤمنين بالتطهير

فتلك الايات تبين لنا الحرص الالهي على أهل النبي فنجدفي الايات أن الله عز وجل قد عاتبهن وأدبهن وأنبهن ولكن لا نفسر ذلك بغضب الله عليهن بل برضاه عنهن وحرصه عليهن وعلى تربيتهن
فاستدلاله بتلك الايات التي يظنها دليل على عدم تطهيرهن يدل على جهله بطبيعة الخطاب القرآني

فلقد استدرك المولى عز وجل على حبيبه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعاتبه وأنبه وأدبه في العديد من الآيات في الكتاب الكريم ولم يقل مفتون بأن ذلك غضب من الله على رسوله وحبيبه

بل أجمع أهل العقول على أن تلك التأنيبات والتأديبات هي دليل على حرص المولى عز وجل على حبيبه ومبالغة منه في صيانته وتأديبه وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله " أدبني ربي فأحسن تأديبي "

قال تعالى :


" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ( 1 ) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ( 2 ) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ( 3 )" سورة الأحزاب

" وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ( 37 )" سورة الأحزاب

" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 1 ) " سورة التحريم

" وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ( 73 ) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ( 74 ) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ( 75 ) " سورة الاسراء

" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ( 28 )" سورة الكهف

" مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 68 )" سورة الأنفال

" عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ( 43 )" سورة التوبة

" وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ( 52 )" سورة الأنعام

" وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ( 44 ) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ( 45 ) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ( 46 ) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ( 47 ) " الحاقة


هذه مجرد أمثلة على استدراك الله تعالى على حبيبنا وحبيبه سيد الأولين والآخرين وتحذيره بل وتهديده

فهل هذا يعني غضبه عليه ويعني انه ليس مطهر والعياذ بالله أم حرصه عليه لأنه يريده أن يكون أحسن البشر وأكملهم فيوجهه وينهاه ويأمره ويهدده

طبق هذا المفهوم على زوجاته وحبيباته وأهل بيته اللاتي يحبهن ويأنس اليهن

وأرتضاهن لنفسه حتى مات عنهن وأرتضاهن ربه له حتى منعه من الزواج بغيرهن

فقال تعالى

" لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ( 52 ) " الأحزاب

ولو لم يكن من أطيب النساء وأتقاهن لما حدد الله لنبيه أن لا يستبدلهن وهو علام الغيوب وهو القائل سبحانه

" الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) " النور

وأرجوعدم الهروب الى زوجة نوح وزوجة لوط كعادتكم

لأن الله تعالى لم يقل عنهما " لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ " و لم يقل عنهما " وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ "


أيضا نلاحظ ان الله عز وجل قد اهتم بطهارة امهات المؤمنين ودليل ذلك قوله تعالى

1- قوله تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)
وتخبرنا الآية أن الله عز وجل أراد لهن طهارة بواطنهن من حديث النفس ووسوسة الشيطان فارادة طهارتهن مما هو أشد وهو الرجس أولى وأحرى فالرجس المذكور في الايه اشنع من حديث النفس فان كان هذا شأنه تعالى مع باطنهن فكيف الظاهر!
فتمت لهن الطهارة التامة الكامله فذلك قوله تعالى (ويطهركم تطهيرا).



2- قال تعالى ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا )
سبب نزول هذه الايه هي ان احد الصحابة أراد أن يتزوج احد أمهات المؤمنين بعد وفاة النبي فتأذى النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك , فان كان النبي قد تأذى من ذكر التزويج باحدى نساءه بعد موته وهو في الاصل حلال قبل تحريمه

فكيف بمن يزعم ان الله لم يرد أن يذهب عنهن الرجس ولم يرد تطهيرهن وغيرة رسول الله عليهن معلومه واذهاب الرجس عنهن وتطهيرهن تسعد رسول الله وترضيه (ولسوف يعطيك ربك فترضى) .


وما تطهر متطهر ممن حوله الا ببركته و عظيم منزلته عند ربه فكيف باهل بيته موضع شرفه وعزته ؟ والرسول يحب ان يذهب الله عنهم الشين والعيب فوجب أن يكن اولى نساء العالمين بطهارة الباطن والظاهر ونفي الرجس عنهن لعظيم مكانتهن من الطاهر حبيبهن محمد صلوات ربي وسلامه عليه


ولو يتأمل أصحاب القلوب المريضة هذه الآية لكفتهم لشل ألسنتهم القبيحة عن امهات المؤمنين وخصوصا قوله تعالى (ان ذلكم كان عند الله عظيما).





3- قال تعالى (ويطهركم تطهيرا) ومما يد على ان الله تعالى عنى أزواج النبي بالتطهير أنا اعتبرنا حال أزواج النبي بمريم عليهن السلام فوجدنا حالهن كحالها في آيات من القرآن الكريم :-

قال الله عز وجل لمرميم (ان الله اصطفاك) وقال لزوجات النبي (لستن كأحد من النساء)
وقال تعالى لمريم (يا مريم اقنتي) وقال لنساء النبي (ومن يقنت منكن)
وقال لمريم (واسجدي واركعي) وقال لنساء النبي (واقمن الصلاة وآتين الزكاة)
قال عن مريم (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) وقال تعالى لنساء النبي (واعتدنا لها رزقا كريما)
قال تعالى عن مريم (وامه صديقه) وقال تعالى عن نساء النبي (وأزواجه امهاتهم)
قال تعالى عن مريم (يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ) وقال تعالى عن نساء النبي ( أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما)

وقال تعالى في شان مريم (وقولهم على مريم بهتانا عظيما) وقال تعالى في شأن عائشة (ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم). ولو انها ليست بطاهرة هي واخواتها أمهات المؤمنين لما برأها الله في قرىن يتلى الى يوم الدين .

فلما تبين لنا أن شأن مريم عليها السلام شأن امهات المؤمنين عليهن السلام
يتبين لنا ان قوله تعالى في مريم (ان الله اصطفاك وطهرك) كقوله تعالى لنساء النبي (ويطهركم تطهيرا) في أنهن جميعا مطهرات ولهذا اجتمعن فيما سبق .


4- قال تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )
ذكر الله عز وجل حق النبي على المؤمنين فعطف عليه ازواجه مؤذنا ان من حقوقه أن ينزل المؤمنين أزواجه منزلة أمهاتهم وهن لسن أمهاتهم اللاتي ولدنهم بل أمهاتهم في فضلهن وشرفهن ووجوب طاعتهن وبرهن وحسن صحبتهن وتحريم نكاحهن فان كانت تلك منزلتهن فهن أولى وأحق باذهاب الرجس والتطهير من غيرهن وذلك أنهن شرفهن الله فجعلهن أمهات لكل المؤمنين وهذه المرتبة لا تصح الا لمن تطهرت وأذهب الله عنها الرجس .


5- قال تعالى (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ )
ويتفق المسلمون على أن الحكمة المذكورة مع آيات الكتاب هي السنة، وكن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ينشر السنة للمسلمين، وكل ما اختلفوا فيه من بعد وفاته عليه الصلاة والسلام أو أشكل عليهم ولم يجدوا له حلاً ولا جواباً يرجعون فيه إلى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجدون الجواب والحل العملي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد خص الله تعالى أمهاتنا عليهن السلام بحفظ وذكر مايتلى في بيوتهن من الكتاب والحكمة لاطلاعهن على الوحيين أكثر من غيرهن لكون بيوتهن مهبط الوحي دون بيوت غيرهن وفي هذا فضل عظيم لهن لا يخفى على المنصف .


هذا بالنسبة لتلك الايات التي أولها بمنطقه فهي دليل لنا لا علينا كما يظن .

يـــتــــبع .









التوقيع :
معضلة التقية في دين الإمامية
جواب , لماذا أهل البيت وليس أهل البيوت ؟
من مواضيعي في المنتدى
»» يا شيعي أي المراجع يتبع كلام المعصومين ؟!
»» الشبه التي ينفخ فيها المبطلون حول التوسل بمن في القبور والغائبين
»» ان كان الدفاع عن أم المؤمنين وعرض الرسول وحرمه طائفيه / أنا طائفي
»» يا رافضه / لماذا تتظاهرون بسبب جور الحكام ولا تتظاهرون بسبب ظلم الامام (عج) ؟
»» الله أكبر حلت لعنة الله عليك يا ياسر الخبيث