عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-10, 02:33 AM   رقم المشاركة : 1
شوقي للمدينة
عضو ذهبي







شوقي للمدينة غير متصل

شوقي للمدينة is on a distinguished road


Lightbulb مقال : بليز أحكي أرابيك .لــ الكاتب : عبدالله الجمعه .

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وحدهـ , و الصلاة و السلام على نبينا و سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه ...

مقال جيد لكاتبه / عبد الله الجمعه بعنوان : بليز أحكي أرابيك .

و لنا وقفة صغيرة لا نتفق مع الكاتب فيها مع ظهور حسن نواياه و مقصدهـ لنا فلن أعجب بالمحتل الصهيوني

الإسرائيلي

و لو حاز الدنيا بأكملها .






مع المقال ..




يذكر أنه في القرون الوسطى وقف قسيس إيطالي في أحد ميادين مدينة إيطالية ليخطب قائلاً:


"إنه لمن المؤسف حقاً أن نرى شبابنا (النصارى) وقد أخذوا يقلدون المسلمين العرب


في لباسهم وأسلوب حياتهم وأفكارهم، بل حتى الشاب إذا أراد أن يفاخر أمام عشيقته يقول لها:

"أحبك" بالعربية ليعلمها كم هو متطور وحضاري؛ لأنه يتحدث العربية...".


بكل ألم، تذكرت هذه الحادثة قبل أيام عندما كنت في أحد المقاهي

(المقاهي وليست الكفيهات كما يصر البعض، ولي رجعة!)

فقد كان هناك مواطن شاب يُحدثه عامل المقهى قائلاً بعربية ركيكة:

يبغى سكر زيادة؟ فيرد عليه الشاب بإنجليزية أكثر ركاكة:أوف كورس بوت ذا سقر أون،

فسلمه العامل طلبه قائلاً:شكراً، فيرد عليه الشاب: ثانك يو يو (يقصد بها شكراً لك أنت فيما أظن!!).

فتصرف هذا الشاب يعبر في حقيقته عن تيه حضاري عظيم وتشرد فكري منحط، وإلّا فما معنى أن يشرفني

الله باللغة الوحيدة التي اختارها جل شأنه لتحوي عظمة كلامه، فأتحدث بغيرها أمام عامل قدم

إلى بلادي لخدمتي وأعتبر ذلك تحضراً؟!!

أي ذلٍ هذا عندما تصبح لغة المخدوم تبعاً للغة الخادم!!

وأي مهانة للغة كلام الله تلك عندما يعتبر التحدث بغيرها تقدماً وتحضراً!!!!

ورغم أنني - بحمد الله- حسن الظن، إلّا أن تصرف صاحبنا الشاب - خاصة مع مظهره الغربي المبتذل-

جعلني أضعه نموذجاً لشريحة لا يستهان بها من شبابنا المنبهرين بالحضارة الغربية

(منبهرين بسفاسفها لا بعلمها ولا بتقدمها)، ورغم أنني لا أنتقد تعلم اللغات الأجنبية

بل أؤيد ذلك وبقوة، بل إنني أسعى جاهداً لتعلم اللغة الإنجليزية باعتبارها وعاءاً ثقافياً

هائلاً لا ينكره إلّا جاهل أو معاند، إلّا أنه من الأجدى أن يكون لكل شئ موضعه ومقامه، فعندما تكون

في بلدك العربي المسلم فلا داعٍ للتحدث بغير العربية إلّا للضرورة و

قصد التعلم فحسب.


ولا أنكى من التحدث بلغة أجنبية داخل بلدك سوى التحدث بـ"الإنجلو-أرابيك"


كما تحدثت بها مذيعة على فضائية عربية طالبةً من ضيفها التحدث بالعربية قائلةً له: بليز إحكي أرابيك....!



لا أريد أن أدخل في محاضرة تقليدية عقيمة حول أهمية اللغة العربية وجلال مكانتها، وأعلم أنه من الصعوبة إحلال

ألفاظ عربية محل ألفاظ أجنبية تمكنت من أفواهنا كـ"التلفزيون" و"الفريزر" و"لمبة"، إلّا أنني لا أرى أدنى صعوبة

من أن نطلق على "الكافتيريا" - مثلاً- كلمة "مقصف" ولا أرى عظيم بأس بأن نطلق

على "الكمبيوتر" كلمة "حاسب" أو "حاسوب"، إلّا أنه لا يثير حنقي بحق سوى لفظة "كوفي" التي لا تكاد

يافطة مقهى (أو حتى ألسنة الشباب) تخلو منها ، وذلك لسبب بسيط جداً

وهو أن لفظة "كوفي" هي "أنجلزة" مشوهة للكلمة العربية "قهوة"، أي هي أصلاً لفظة عربية

لكنها تبدلت لتصبح "كوفي" تسهيلاً على أفواه الإنجليز، فنحن عندما نستخدم

هذه اللفظة المقلدة - ونحن أصحاب الأصل- نكون أشبه بمصنع ياباني يستخدم

في آلاته أجهزة تايوانية مقلدة لتلك التي ينتجها!!

ومحاولة تقليد لغات الأمم الأخرى هي مرض تصاب به الأمم المتخلفة، فعندما كانت سيادة العالم

بأيدي المسلمين العرب أصبحت اللغة العربية هي اللغة الأولى

ويحاول تقليدها أبناء الأمم الأخرى، إلّا أنه وبعد انحطاط الحضارة الإسلامية

منذ القرن التاسع الهجري أخذت اللغة اللاتينية مكان العربية، فتبعتها الفرنسية

اعتماداً على ريادة الفرنسيين في السياسة والقانون حتى أربعينيات القرن العشرين

عندما تمكنت اللغة الإنجليزية من أفواه أبناء مستعمرات الإمبراطرية الإنجليزية


وظهور الولايات المتحدة الأميركية بقوة على مسرح الأحداث الدولية، عندها سادت الإنجليزية ولا تزال.



لذلك من الصعب أن تجد أبناء الدول والأمم المتحضرة يقلدون غيرهم

وإن كانوا أقل حضوة ثقافية منهم، أخبرني أحدهم أنه كان في ألمانيا مرافقاً لمريض، وفي أحد الليالي

احتاجوا إلى الدكتور (عفواً، الطبيب!) فذهب إليه، إلّا أنه لم يجد المترجم

الذي كان يترجم كلام هذا الطبيب -الذي يتحدث الألمانية ولا يعرف الإنجليزية- منذ أيام طوال، فبحث عنه

وحاول الاتصال به فلم يصل إليه، فذهب إلى الطبيب ليتفاهم

معه بالإشارة، فلما رأى الطبيب يأس صاحبنا قال له ببرود بلغة إنجليزية جيدة: "حسناً! ماذا تريد؟"

عندها أصيب صاحبنا بالذهول والدهشة وسأله عن عدم تحدثه الإنجليزية من قبل، فقال:

" أنا في بلدي، ولن أتحدث بغير الألمانية، بل عليك أنت التحدث بها".

وفي الصباح ذهب صاحبنا إلى ذات الطبيب وأخذ يحدثه بالإنجليزية، فرد عليه مشيراً إلى غرفة مجاورة:"

المترجم هنا، أحضره فلن أتحدث بغير الألمانية" !!!

وفي فرنسا تمنع القوانين كتابة اللوحات واليافطات -بل وحتى تسمية الأبناء-

بغير الفرنسية، بل إن جاك شيراك، رئيس فرنسا السابق، خرج من اجتماع

القمة الأوروبية لعام 2006م مع الوفد الفرنسي احتجاجاً على

خطاب ألقاه مواطنه أرنست أنطوان سيلييه رئيس لوبي الأعمال

الأوروبي باللغة الإنجليزية، وعبّر شيراك عن ذلك قائلاً

أنه شعر بصدمة حقيقية دفعته إلى مغادرة الإجتماع، مشيراً إلى أن بلاده حاربت

طويلاً لضمان التحدث بالفرنسية في المؤسسات والمنظمات الدولية! وفي هولندا من النادر

أن تجد هولندياً يتحدث بلغة واحدة، بل غالب الهولنديين يتحدثون لغتين

أو ثلاث أو حتى أربع وخمس، والأندر من ذلك أن تجد هولندياً يتحدث بغير لغته القومية داخل بلده!


ورغم أننا نحارب "إسرائيل" دينياً وسياسياً، إلّا أنه لا يسعنا إلّا أن نقف بإعجاب أمام إيمان "الإسرائيليين"

بمعتقداتهم، فهذا الشعب الطريد المشرد (مع علمنا بالدعم الهائل الذي تلقاه من الغرب)

استطاع أن يجعل دولته نقطة من العالم الأول وسط بحر دول العالم الثالث، وللعلم فقط فإن كليات

الطب والهندسة وحتى معاهد الأبحاث النووية والفضائية "الإسرائيلية" تدرس طلابها بالعبرية التي لا

يتحدثها سواهم، ولم ينعق ناعق بأن اللغة العبرية لا تتناسب مع العصر


أو أن ذلك يسبب صعوبة أمام الطلاب في المستقبل.



لن أفيض أكثر من ذلك - والموضوع يستحق- إلّا أن منتهى أملي هنا أن نعيد النظر فيما يمس

هويتنا وما تمثله هذه الهوية، وبالتالي النظر إلى لغتنا كأكثر من كونها وسيلة للتخاطب....أوكي؟






التوقيع :

حلمٌ غايتهُ .. الله ~ لن يموت ..
{ سيُحشر } في أضيق الزوايا ,،
سيمتحن صاحبه على قارعات طرق كثيرة .،
وسيعلم أنّ الحياة في سبيل الله صعبة و غالية جدًا .. وأنّ من عاش لأجل دينه فسيعيش مُتعبًا ..
ولكنه سيحيا عظيمًا .. و سيموتُ عظيماً *

// ..

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
من مواضيعي في المنتدى
»» مقطع مرئي : اتصال امرأه تبكي شوقا للجهاد
»» مقطع من أصدق ما قد ستسمعه للشيخ الشنقيطي
»» سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه و شرف الولاية
»» تسأولان لفضيلة الشيخ حفظه الله
»» دفاعاً عن التوحيد وعن السنة / هام جداً