عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-02, 08:16 PM   رقم المشاركة : 10
الهادي معاوية
مشترك جديد





الهادي معاوية غير متصل

الهادي معاوية


الرد على النقطة الثامنة ( 2) : ـ

وإذا تقرر هذا ؛ فظاهر نصوص الصفات ما يتبادر منها إلى الذهن من معاني .

وقد انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام : ـ

القسم الأول : من جعلوا الظاهر المتبادر منها معنى حق يليق بالله عز وجل ؛ وأبقوا دلالتها على ذلك ؛؛ وهؤلاء هم السلف الذين اجتمعوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ والذين لا يصدق لقب أهل السنة والجماعة إلا عليهم .

وقد أجمعوا على ذلك … ( وسيتم نقل إجماعهم على ذلك بعد عدة أسطر ؛ ونقل الشيخ كلاما في هذا الخصوص ؛ ولا يتسع المجال لذكره ؛ خصوصا أنه فيما يأتي تفصيل أوضح في إجمال ما ذكره الشيخ في هذه النقطة )

القسم الثاني : ( المشبهة ؛ وذكر كلاما في الرد عليهم ؛ وليس ههنا موضعه ) ـ

القسم الثالث : ( المعطلة كالرافضة ؛ وهذا موضوعنا ) : ـ
من جعلوا المعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله وهو التشبيه ؛ ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله ؛ وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عاما في الأسماء والصفات ؛ أم خاصا فيهما أو في أحدهما ؛؛ فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معاني عينوها بعقولهم واضطربوا في تعيينها اضطرابا كثيرا ؛ وسموا ذلك تأويلا ؛ وهو في الحقيقة ( محض ) تحريف .

ومذهب المعطلة باطل من وجوه : ـ

أحدها : أنه جناية على النصوص ؛ حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله ولا مراد لها .

الوجه الثاني : أنه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره . والله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين ليعقلوا الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان العربي ؛؛ والنبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بأفصح لسان البشر ؛؛ فوجب حمل كلام الله ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي ؛؛ غير أنه يجب أن يصان عن التكييف والتمثيل في حق الله عز وجل .

الوجه الثالث : ( وهو الأهم ) : أن صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه ؛ ( هو ) قول على الله بلا علم ؛ وهو محرم لقوله تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون )) ؛ ولقوله سبحانه : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) ـ

فالصارف لكلام الله تعالى ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه ؛ قد قفا ما ليس له به علم ؛ وقال على الله تعالى مالا يعلم من وجهين : ـ

الأول : أنه زعم أنه ليس المراد بكلام الله تعالى ورسوله كذا ؛؛ مع أنه ظاهر الكلام .

الثاني : أنه زعم أن المراد به كذا ( لمعنى آخر لا يدل عليه ظاهر الكلام ) .

وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويين في الاحتمال هو قول بلا علم ؛ فما ظنك بتعيين المعنى المرجوح ( غير الراجح ) المخالف لظاهر الكلام ( كما فعل أولئك الصارفين المتأولين بغير علم ) ؟؟؟

مثال ذلك : قوله تعالى لإبليس : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ؛ فإذا صرف الكلام عن ظاهره وقال : لم يرد باليدين الحقيقيتين ؛ وإنما أراد كذا وكذا ؛ قلنا له : ما دليلك على ما نفيت ؟ وما دليلك على ما أثبت ؟؟ فإن أتى بدليل ـ وأنى له ذلك ـ وإلا كان قائلا على الله بغير علم في نفيه وإثباته .

الوجه الرابع : في إبطال مذهب أهل التعطيل أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها ؛ فيكون باطلا لأن الحق بلا ريب ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها . ( ومن ذلك الإجماع الذي نقله عنهم ابن عبد البر رحمه الله فقال : (( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز ؛ إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة )) ا.هـ وقال القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل : (( لا يجوز رد هذه الأخبار ولا التشاغل بتأويلها ؛ والواجب حملها على ظاهرها وأنها صفات الله لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق ؛ ولا يعتقد التشبيه فيها ؛ لكن على ما روي عن الإمام أحمد وسائر الأئمة )) فأثبت هنا الإجماع بقوله : (( لكن على ما روي عن الإمام أحمد وسائر الأئمة )) ؛ ونقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي : شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص ( 87 – 89 ) ج 5 من مجموع الفتاوى لابن القاسم ) .

الوجه الخامس : ( وهو حوار عقلي بين معطل وسلفي ) : ـ

أن يقال للمعطل : (( هل أنت أعلم بالله من نفسه ؟ )) فسيقول : (( لا )) .
ثم يقال له : (( هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق ؟ )) فسيقول : (( نعم )) .
ثم يقال له : (( هل تعلم كلاما أفصح وأبين من كلام الله تعالى ؟ )) فسيقول : (( لا )) .
ثم يقال له : (( هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ؛ ليستخرجوه بعقولهم ؟ )) فسيقول : (( لا )) .

هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن .

أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له :

ـ (( هل أنت أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ )) فسيقول : (( لا )) .

ثم يقال له : (( هل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله صدق وحق ؟ )) فسيقول : (( نعم )) .
ثم يقال له : (( هل تعلم أحدا من الناس أفصح كلاما وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ )) فسيقول : (( لا )) .
ثم يقال له : (( هل تعلم أن أحدا أنصح لعباد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ )) فسيقول : (( لا )) .

فيقال له : إذا كنت تقر بذلك ( كله ) ؛ فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة لتثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله تعالى ؟؟
وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته ؛ وصرفه إلى معنى ( آخر ) يخالف ظاهره ؛ بغير علم ؟؟

وماذا يضيرك إذا أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق به ؛ فأخذت بما جاء في الكتاب والسنة إثباتا ونفيا ؟؟

أفليس هذا أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة : (( ماذا أجبتم المرسلين )) ؟.

أوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها وتعيين معنى آخر ؛ مخاطرة منك ؟ فلعل المراد يكون ـ على تقدير جواز صرفها ـ غير ما صرفتها إليه ؟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع ــــــــــــ

وفي المقال القادم سأنقل ردا مفحما للغاية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله في رده العقلي المنطقي الممتع على المعطلة ؛ من رافضة وأشاعرة وغيرهم ..







التوقيع :
أقيموا دولة الإسلام في صدوركم تقم لكم في واقعكم .. ـ
من مواضيعي في المنتدى
»» أيها الرافضة : هل لله تعالى يدين ؟؟