وقد وقع مثل هذا في المسلمين،
حيث صار منهم من يعبد الأولياء والأضرحة باسم الولايـة،
وجعلوهم الواسطة بينهم وبين اللــه،
وهـذا هو بعينـه ما فعلـه المشـركون،
والله - تعالى - كره ذلك منهم، وكفرهم به؛ حيث قال:
{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ
قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ
سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
[يونس: 18].
إن الله - تعالى - يقبل سؤال العبد أن يغفر له مهما أتى من الذنب.
ـ ألم يغفر الله - تعالى - لمن قتل مائة نفس ؟
ـ ألم يغفر لبغِيٍّ سقت كلباً من عطش، فشكر الله لها فغفر لها ؟
ـ وهو الذي يقول:
( يا ابن آدم!
إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.
يا ابن آدم!
لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.
يا ابن آدم!
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة ).
كل هذا تأكيد وتحريض من الله - تعالى - لعباده
أن يسألوه وحده كل شيء من أمور الدنيا والآخرة؛
حتى لا يفتحوا على أنفسهم باب الشرك.