عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-13, 03:12 PM   رقم المشاركة : 10
الواثق
عضو فضي






الواثق غير متصل

الواثق is on a distinguished road




النصّ الثامن:

كلام النسابة هشام بن محمّد بن السائب الكلبي (206هـ) في كتاب مثالب العرب، فقد وجدناه يشير للموضوع في موضعين:

الموضع الأول:

وهو تحت باب من تديّن بسفاح الجاهليّة، ويقول فيه: (هشام عن أبيه قال: كانت صهاك أمةً حبشية لهاشم بن عبد مناف، فوقع عليها فجاءت بنضلة بنت هاشم، ثم وقع عليها عبد العزى بن رباح فجاءت بنفيل جدّ عمر بن الخطاب، ثم وقع عليها ربيعة بن الحرث بن حبيب بن حذيمة فجاءت بعمرو بن ربيعة.. (قال هشام بن محمد الكلبي): وأمّ الخطاب بن نفيل حبشيّة، يقال لها حنتمة، أمة لجابر بن حبيب الفهمي، وهم ينسبونها أنّها ابنته) (مثالب العرب: 88 ـ 89).

الموضع الثاني:

وهو تحت باب أبناء الحبشيّات قال: (فمن قريش نضلة بن هاشم بن عبد مناف، لا عقب له أمّه صهاك، ونفيل بن عبد العزى بن رباح.. أمّه صهاك، وعمرو بن ربيعة بن الحرث من بني عامر بن لؤي، أمّه صهاك. فأمّ هؤلاء صهاك حبشيّة كانت لهاشم بن عبد مناف، والخطاب بن نفيل أمّه حبشيّة كانت لجابر بن حبيب الفهمي..) (مثالب العرب: 103).

لو لاحظنا كلا هذين النصين العمدة، سنجد ما يلي:

1 ـ ليس هناك أيّ إشارة إلى أنّ أمّ عمر بن الخطاب قد أتت به من الزنا، بل غاية ما في النصّ أنّ جدّ عمر بن الخطاب ـ وهو نفيل ـ كانت أمّه صهاك، فليس في كلام الكلبي أيّ شيء حول ولادة عمر نفسه من الزنا.

2 ـ إنّ النصين يميزان بين صهاك وحنتمة، فصهاك هي أمّ جدّ عمر، فعمر هو ابن الخطاب بن نفيل، وأمّ نفيل هي صهاك المتّهمة، أمّا حنتمة فهي امرأة أخرى كانت أمةً لجابر الفهمي، وليس هناك أيّ حديث عن ارتباطها بموضوع صهاك. وأمّا قوله (وهم ينسبونها أنّها ابنته) فهو واضح في رجوعه لجابر بن حبيب الفهمي، إذ هو الأقرب والأوفق باللغة العربية، فهو يريد أن يقول بأنّ جابر بن حبيب كانت حنتمة أمته، وليست ابنته، خلافاً لما توهّموا، ولا يرجع الكلام إلى الخطاب حتى يقال بأنّ حنتمة هي ابنة الخطاب، فيكون الخطاب أباً لعمر وأخاً له في الوقت عينه، فهذا غريب عن الدلالة خلافاً لما حاوله الشيخ نجاح الطائي في تعليقته على المثالب للكلبي (ص 89، هامش رقم 1).

3 ـ لم يرشدنا الكلبي المتوفى عام 206 هـ إلى مصدر معلوماته سوى والده محمّد بن السائب (146هـ)، وهو رجل نصّ ابن داوود الحلي على كونه مهملاً (الرجال: 172)، ولم يذكره أحد من علماء الرجال الشيعة السابقين بتوثيق أو مدح، فيما ضعّفه السنّة جدّاً. ولو نظر الإنسان في كتاب مثالب العرب لرأى معلومات وفيرة جدّاً تدين الكثير من الناس، بطريقة ليس من السهل الحصول على معلومات فيها؛ لكثرتها.

وعلى أيّة حال، لو تأملنا ودرسنا الموضوع بشكل مسهب، لوجدنا أنّنا أمام مصدرين أساسيّين للمسألة:

الأوّل هو كتاب سُليم بن قيس الهلالي،

والثاني هو كتاب مثالب العرب للكلبي النسّابة،

ولم يذكر أحد من الذين طرحوا الموضوع إحالة مباشرة لكتاب مثالب العرب للكلبي، ومصدر معلوماتهم في ذلك هو كلام السيد ابن طاووس تارةً، والعلامة الحلّي أخرى، وكشكول الشيخ البحراني (ج 3: 212 ـ 214) ثالثة، وقد نسب البحراني النصّ كالتالي: (روى محمد بن السائب الكلبي النسابة في كتابه مثالب العرب، وأبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي النسابة، في كتابه الصلابة في معرفة الصحابة، وصاحب كتاب التنقيح في النسب الصريح، بإسنادهم إلى ابن سيابة عبد الله في نسب عمر بن الخطاب). فهذا كلام الشيخ البحراني المتوفى عام (1186هـ)، وليس نصّاً مباشراً من أحد من هؤلاء الثلاثة. علماً أنّ صاحب كتاب المثالب هو هشام الكلبي ابن محمد وليس محمداً.

ولو سلّمنا كلّ هذا، فما هو طريق هذه الكتب إلى عبد الله بن سيابة؟ وما هو طريق عبد الله بن سيابة إلى القصّة؟ وكيف عرفها بكلّ هذه التفاصيل وهو يعيش في أواسط القرن الثاني الهجري، حيث كان في عصر الإمام الصادق كما يذكر الشيخ الطوسي؟ بل عبد الله بن سيابة رجل مجهول الحال إماميّاً لم يوثقه أحد في علم الرجال (انظر: معجم رجال الحديث 11: 228)، كما أنّه مهمل عند أهل السنّة، فمصدر المعلومة ـ وفقاً لنصّ الشيخ البحراني ـ راوٍ شيعي وليس من أهل السنّة، فلاحظ جيّداً.

كما أنّني بعد المراجعة لم أعثر على اسم عبد الله بن سيابة في القصّة التي نقلها الكلبي في المثالب، فلعلّ الشيخ البحراني نقل عن كتاب آخر للكلبي؛ لأنّ القصّة التفصيلية التي تقدّمت في بحار الأنوار وغيره ونقلها البحراني أيضاً لم أعثر عليها في مثالب العرب للكلبي، وما رأيته للكلبي فيه لا ذكر لعبد الله بن سيابة فيه. وأشير أيضاً إلى أنّ ما نقلتموه عن كتاب الصلابة لأبي مخنف ـ مع ذكر رقم الجزء والصفحة ـ ليس صحيحاً؛ فهذا الجزء وهذه الصفحة هما للبحراني في الكشكول، وهو الذي نقل عن الثلاثة هناك، لا لأبي مخنف، فليلاحظ جيداً.






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» الجامع لردود الشيعة الزيدية على الشيعة الإمامية الإثني عشرية [ متجدد ]
»» عالم شيعي : في الكافي 92 رواية لتفسير 100 آية بالأئمة أكثرها بعيدة عن سياق القرآن !!!
»» الحيدري : إضافة بإذن الله إلى أفعال الأئمة الكونية تشريفية لعدم إبطال دور الله
»» سؤال هل الإثني عشرية الأصولية تسمح للإثني عشرية الشيخية بالدفن في مقبر النجف ؟
»» آية الله الحيدري : محقق كتاب الكافي يعتقد أن حديث الغدير يقصد به (المحبة ) لا الإمارة