عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-13, 03:04 PM   رقم المشاركة : 8
الواثق
عضو فضي






الواثق غير متصل

الواثق is on a distinguished road




النصّ السابع:

وهو كلام العلامة المجلسي (1111هـ)، حيث قال: (قال العلامة ـ نوّر الله ضريحه ـ في كتاب كشف الحق، وصاحب كتاب إلزام النواصب: .. وروى الكلبي ـ وهو من رجال أهل السنّة ـ في كتاب المثالب، قال: كانت صهاك أمةً حبشية لهاشم بن عبد مناف، فوقع عليها نفيل بن هاشم، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح، فجاءت بنفيل جدّ عمر بن الخطاب. وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرحه ـ بعد القدح في صحّة النقل ـ: إنّ أنكحة الجاهلية ـ على ما ذكره أرباب التواريخ ـ على أربعة أوجه: المرأة، وربما كان هذه من أنكحة الجاهليّة. وأورد عليه شارح الشرح رحمه الله بأنه لو صحّ ما ذكره لما تحقّق زنا في الجاهلية، ولما عدّ مثل ذلك في المثالب، ولكان كلّ من وقع على امرأة كان ذلك نكاحاً منه عليها، ولم يسمع من أحد أنّ من أنكحة الجاهلية كون امرأة واحدة في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعة من الناس. ثم إنّ الخطّاب ـ على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ـ ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن القرط بن زراح بن عدي بن كعب القرشي، وأمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال: وقد قالت طائفة في أمّ عمر حنتمة بنت هشام بن المغيرة، ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام، والحرث بن هشام المغيرة، وليس كذلك، وإنّما هي بنت عمّه؛ لأنّ هشام بن المغيرة والحرث بن المغيرة أخوان لهاشم والد حنتمة أمّ عمر، وهشام والد الحرث وأبي جهل. وحكى بعض أصحابنا عن محمّد بن شهرآشوب وغيره: أنّ سهاك كانت أمةً حبشية لعبد المطلب، وكانت ترعى له الإبل، فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطّاب، ثم إنّ الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنة فلفّتها في خرقة من صوف ورمتها خوفاً من مولاها في الطريق، فرآها هاشم بن المغيرة مرميّةً فأخذها وربّاها وسمّاها: حنتمة، فلما بلغت رآها خطاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم فأنكحها إيّاه فجاءت بعمر بن الخطاب، فكان الخطّاب أباً وجدّاً وخالاً لعمر، وكانت حنتمة أمّاً وأختاً وعمّة له، فتدبّر. وأقول: وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب روى بإسناده، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن الزيات، عن الصادق عليه السلام أنه قال: كان صهاك جارية لعبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت من الحبشة، وكانت تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل جدّ عمر فهواها وعشقها من مرعى الإبل فوقع عليها، فحملت منه بالخطّاب، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمّه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمة، فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين أحشام مكة، فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد، فحملها إلى منزله وربّاها وسمّاها بالحنتمة، كانت من شيمة العرب من ربّى يتيماً يتخذه ولداً، فلما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام، فتزوّجها فأولد منها عمر، وكان الخطاب أباه وجدّه وخاله، وكانت حنتمة أمّه وأخته وعمّته. وينسب إلى الصادق عليه السلام في هذا المعنى شعر:

من جدّه خاله ووالده * وأمّه أخته وعمّته
أجدر أن يبغض الوصي وأن * ينكر يوم الغدير بيعته
انتهى.

وقال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام: لم يسهم فيه عاهر، ولا ضرب فيه فاجر.. في الكلام رمز إلى جماعة من الصحابة في أنسابهم طعنٌ، كما يقال: إنّ آل سعد بن أبي وقّاص ليسوا من بني زهرة بن كلاب، وإنهم من بني عذرة من قطحان، وكما يقال: إنّ آل زبير بن العوام من أرض مصر من القبط، وليسوا من بني أسد بن عبد العزى. ثم قال: قال شيخنا أبو عثمان في كتاب (مفاخرات قريش): .. بلغ عمر بن الخطاب أنّ أناساً من رواة الأشعار وحملة الآثار يقصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم، فقام على المنبر، فقال: إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول، فلو قلت لا يخرج اليوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمة فيه لم يخرج منكم أحد. فقام رجل من قريش ـ نكره أن نذكره ـ فقال: إذا كنت أنا وأنت ـ يا أمير المؤمنين ـ نخرج! فقال: كذبت، بل كان يقال لك: يا قين ابن قين، اقعد!. قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان عمر يبغضه لبغضه أباه خالداً، ولأنّ المهاجر كان علويّ الرأي جداً، وكان أخوه عبد الرحمن بخلافه، شهد المهاجر صفّين مع علي عليه السلام وشهدها عبد الرحمن مع معاوية، وكان المهاجر مع علي عليه السلام يوم الجمل،

وفقئت ذلك اليوم عينه، ولأنّ الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر، وكان الوليد بن المغيرة ـ مع جلالته في قريش وكونه يسمّى: ريحانة قريش، ويسمّى: العدل، ويسمّى: الوحيد ـ حداداً يصنع الدروع بيده، ذكر ذلك فيه ابن قتيبة في كتاب المعارف. وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء، وقال: إنّه روي عند جعفر بن محمد عليهما السلام بالمدينة، فقال: لا تلمه يا ابن أخي، إنّه أشفق أن يحدج بقصّة نفيل بن عبد العزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب، ثم قال: رحم الله عمر، فإنّه لم يَعْدُ السنّة، وتلا: (إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم). انتهى) (بحار الأنوار 31: 98 ـ 102؛ وانظر السيد ناصر حسين الهندي (1361هـ) في كتابه: إفحام الأعداء: 55؛ وابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 11: 67 ـ 70؛ وغيرهم أيضاً).

ويمكن لنا التعليق على هذا الكلام كلّه، بغير ما تقدّم، وذلك:

أولاً:

إنّنا نجد ـ لو قارنّا النصوص المتقدّمة ـ أنّ صهاك مرةً أمةً لهاشم بن عبد مناف، وأخرى أمةً لعبد المطلب، ومرّة هي أمّ عمر، وأخرى هي جدّته، ومرّة حملت بنفيل جدّ عمر، وأخرى حملت بالخطاب والد عمر، ففي المنقولات التاريخية هنا تهافتات تستحقّ التوقّف.

ثانياً:

لست أدري كيف عرف القصّاصون كلّ هذه التفاصيل وأنّ الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنة فلفّتها في خرقة من صوف ورمتها خوفاً من مولاها في الطريق، فرآها هاشم بن المغيرة مرميّةً فأخذها وربّاها وسمّاها: حنتمة، فلما بلغت رآها خطاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم فأنكحها إيّاه فجاءت بعمر بن الخطاب. إنّ هذه التفاصيل تعني مرور أكثر من عشرين إلى ثلاثين سنة على حوادث متعاقبة، فإذا لفّتها بخرقة ورمتها فكيف عرفوا أنّ هذه المرمية على الطريق هي نفس تلك التي لفّتها بخرقة، إنّ هذه التفاصيل تحتاج لمصادر نقل متعاضدة أو مصدر معصوم مخبر من الله تعالى، وإلا فبهذه الطريقة من الصعب الاقتناع بها وتحصيل اطمئنان تاريخي فيها، إذ لا شيء يضمن أنّها ليست شائعات أتت في زمن لاحق.

ثالثاً:

أمّا ما نقله المجلسي عن بعض الأصحاب عن ابن شهر آشوب، فالظاهر أنّ المجلسيّ نفسه لم يره مباشرةً، ولا ندري أين قال ابن شهر آشوب هذا الكلام، فالموجود بين أيدينا من كتبه ليس فيه هذا النص، وربما يكون موجوداً في كتاب المثالب المنسوب إليه، والله العالم.






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» العلامة شانجي للأسف لا أعرف كتاباً للشيعة في بعض مجالات علوم الحديث مثل تاريخ الحديث
»» جواد مغنية : لا أعرف مسألة ضلت فيها أقلام بعض ( الإمامية ) أكثر من هذه / وثيقة
»» المحقق الشيعي حب الله يرد على من يطعن في نسب الفاروق عمر رضي الله عنه / تحقيق تاريخي
»» آية الله اليزدي : يكفي أن تقول في الصلاة ( صلى الله عليه وسلم ) وضم الآل أولى [وثيقة]
»» مناقشة من يحمل آية ( لا يمسه إلا المطهرون ) على الأئمة الـ12 . ( كاتب شيعي ) .