عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-10, 05:26 PM   رقم المشاركة : 21
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



2-سياق الكلام


فالكلام الذي جاء في سياق النص(( إنما يريد ...))

توجيه وأمر ونهي يبدأ بقوله

{ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا

فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)


وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ

فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا(29)

يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ

يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ }


إلى قوله تعالى:


{ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا}


إلى قوله:

{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ }


إلى قوله تعالى:

{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى

وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ

وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ }



ثم قال معللاً هذه التوجيهات والأوامر والنواهي


{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ

لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }


ثم يستمر بقوله:


{ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ...}



وإذن المخاطب يحتمل في حقه الطاعة والمعصية

فيحذره الله من المعصية

ويحثه على الطاعة

فالإرادة هنا شرعية


بمعنى أن الله يأمر بما أراده وأحبه

فاحرص أيها المخاطب على تحقيق إرادة الله

في تطهير هذا البيت الذي تنتسب إليه

وإذهاب الرجس عنه


وإلا إما أن تخرج من هذا البيت بالطلاق


{ فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}



وحين ذلك فمهما عملت فعملك لاينسب إلى هذا البيت

الذي يحب الله أن يرفع من شأنه .


وإما أن تضاعف لك العقوبة ضعفين

إذا ارتكبت ما يخدش سمعة هذا البيت الطاهر

وذلك من أجل أن يبقى المخاطب

أزواج النبي صلى الله عليه سلم

حذراً يقظاً على الدوام تحقيقاً لإرادة الله ,



وهذا المعنى لا يستقيم

إذا كانت المشيئة أو الإرادة كونية حتمية ,



ولذلك جمع الله بين النهي عن المخالفة والأمر بالطاعة

وإرادته الثمرة الناتجة عن ذلك وهي التطهير في آية واحدة

فقال :

{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى

وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }


فمن حمل الإرادة على الإرادة الكونية القدرية

فكما قال تعالى :

{ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ

وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا }




و العقيدة مبناها على القطع والإحكام

لا على الظن والاشتباه ,

ولا يتحصل إمكان أو احتمال تفسير الآية ((بالعصمة))

إلا بعد القطع بأن الإرادة فيها كونية لا شرعية


والقطع غير مقطوع به

بل ولا ما هو أدنى منه

الذي هو الظن الراجح

الذي لا يصلح حجة في أمور العقيدة

بالاتفاق.


وهكذا يتبين أن القول " بالعصمة "


بدلالة الآية إنما هو احتمال في احتمال

فسقط بها الاستدلال .






من مواضيعي في المنتدى
»» مشروع استيطان إيراني في الأحواز العربية
»» الصدمة والرعب في حذاء منتظر
»» الرد الشافي على الجفري وبيان مخالفاته العقدية والمنهجية
»» الدراما الشيعية آلية من آليات المد الشيعي
»» أسواق كربلاء تشهد رواجا واسعا للأقراص المدمجة الإباحية