خاص مدونة سنة العراق
ليس سراً تفوق المالكي على معارضي سياسته بالإصرار على الهدف وسرعة القرارات وتنفيذها واستخدام وسائل الترغيب والترهيب ، وإن كان المالكي ليس إلا دمية تحركها إيران فهو أيضاً ينطبق على جميع الأحزاب الشيعية في العراق بنهجها الصفوي المعروف . لقد مارست حكومتي الجعفري والمالكي كافة سلطاتها وفق الرغبة والمصلحة الإيرانية والأمريكية معاً إلا أنها ترجح على الدوام المصلحة الإيرانية بسبب أولوية العقيدة التي عجزت أمريكا حتى الآن لوقف هذه الهيمنة .
منذ سنوات لم تجدِ نفعاً اعتراضات الساسة وأعضاء النواب على الانتهاكات المتعددة للقوانين خاصة فيما يخص حقوق الإنسان وملف الفساد ناهيك عن ملف النفط الممنوع من التقرب منه أو من وزير النفط الشهرستاني ، ولم تنجح الكتل السياسية ولا الشخصيات القيادية فيها على استباق الحدث ووقف الأزمات التي يجيدها المالكي خاصة عند وصول مسألة تطبيق الدستور فيما يخص إنشاء الأقاليم والتي تعني تمكـّن أهل السنة من اتخاذ القرارات بشكل منفرد عن الإرادة الإيرانية ، فكل ما نراه هو انشغالها بالخروج من الدائرة التي يرسمها النهج الصفوي في هذه الزاوية أو تلك ولا نرى لهذه الكتل سواء العراقية أو الكردية أي تغيير في نهجها بالتعامل بالمثل أو التعلم من تجاربها واخفاقاتها السابقة لذا يستفحل الأمر في العراق سوءاً كلما تقدم الزمن .
مع تجديد النية لإعلان محافظة الأنبار أقليماً إدارياً من على شاشة الفضائيات العراقية سارع المالكي بالرد مباشرة في نفس الليلة بإحالة ملف محافظ الأنبار ( محمد قاسم ) إلى القضاء عن طريق لجنة النزاهة التي تحتفظ بملفات تحوي تهم جاهزة لكل أعضاء الكتل التي لا تخضع للولاء التام لإيران ، فقد نشرت وكالة أنباء شبكة أخبار العراق يوم الأحد 6 مايس / مايو هذا الخبر الذي يخص ارتكاب محافظ الأنبار محمد قاسم الفهداوي 44 مخالفة قانونية على لسان المتحدث باسم لجنة النزاهة جعفر الموسوي مبينا ً أن من بين تلك المخالفات إحالة مشاريع واستلام ست سيارات أربع منها مصفحة من قبل إحدى الشركات المتعاقدة مع المحافظة وقضايا أخرى. وأضاف الموسوي أن الهيئة ستتخذ إجراءاتها القانونية المناسبة بحق المحافظ بتهم الفساد الإداري والمالي".
إن الحل لخروج العراق من وضعه الخطير ووقف الانهيار التام لا سامح الله يكون بتغيير هذا الجمود المزري في العقول أو بتغييرهم جملة وتفصيلا ً ، وفي كلاهما مشيئة الله النافذة وأمره في التمكين ، والله المستعان .
http://sunnataliraq.blogspot.com/