عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-18, 07:43 PM   رقم المشاركة : 7
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


لم تقدّر الأحزاب الحاكمة في بغداد ما تنطوي عليه احتجاجات البصرة من أخطار على وجودها في السلطة إلا بعد أن تمّ حرق القنصلية الإيرانية. وهو حدث مفصلي لا على مستوى تعبير الشعب العراقي عن رفضه للهيمنة الإيرانية فحسب، بل أيضا على مستوى قطيعته مع إملاءات الأحزاب الحاكمة التي سخرت الطقوس الدينية في خدمة مشاريعها المناهضة لكل مقومات الحياة.

كان حرق القنصلية الإيرانية بمثابة صفعة وجهها شباب البصرة للطبقة السياسية في بغداد التي كانت منغمسة في إعادة توزيع الحصص بين أفرادها، تمهيدا للاستمرار في حكم العراق لأربع سنوات قادمة، ستكون حاضنة لأنواع جديدة من الفساد.

لقد أربك الشباب المحتجون المعادلة التي كانت قائمة على طرفين يغذي أحدهما الآخر بأسباب بقائه. دولة فاشلة لا شأن لها بوظيفتها في خدمة مواطنيها من جهة. ومن جهة أخرى أحزاب متنفذة، صارت على خبرة بطرق ووسائل نهب ثروات العراق، بما لا يسمح بخروج دولار أميركي واحد إلى مناطق لا تقع تحت نفوذها.

تلك المعادلة صارت جزءا من الماضي. فالشعب الذي قال كلمته من خلال حرق القنصلية الإيرانية بعلمها سيكون قادرا على نسف العملية السياسية التي يستظل بها الفاسدون الذين اكتشفوا مضطرين أن الخطوط الحمراء التي رسموها من أجل بقائهم في السلطة قد تمّ تجاوزها من قبل الشعب.