عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-13, 03:21 PM   رقم المشاركة : 3
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


تعريفات

العلم الضروري والعلم النظري



لا بد لي في هذا الفصل الذي أعرّف فيه (العقيدة) من أن أعرض إلى توضيح بعض المصطلحات التي يكثر دوراها على ألسنة العلماء، وورودها في كتب العقائد، وهي: (الشك)، و (الظن)، و (العلم)، لأصل منها إلى تعريف (العقيدة).

(ديكارت) في منهجه المشهور، ومن قبله (الغزالي) في (المنقذ من الضلال)، بدأً بالشك ليصلا منه إلى اليقيقن، شك ديكارت، ليتخذ من الشك سبيلا للتحقق، فما هو الشك؟

اذا كنت في مكة مثلا، وسألك سائل: هل في الطائف الآن مطر؟ لا تستطيع أن تقول: (نعم)، ولا تستطيع أن تقول: (لا). لأن من الممكن أن يكون في الطائف في تلك الساعة مطر، ومن الممكن أن يكون الجو فيها صحوا لا مطر فيه، إمكان وجود المطر خمسون في المئة مثلا، وإمكان عدمه خمسون، تساوى الطرفان فلا دليل يرجح الوجود، ولا دليل يرجح العدم. وهذا هو الشك.

فان نظرت فأبصرت في جهة الشرق، (والطائف شرقي مكة) غيوما تلوح على حواشي الافق من بعيد، رجح عندك رجحانا خفيفا ان في الطائف مطرا. وهذا الرجحان الخفيف لإمكان الوجود، هو ما يسمونه (الظن)، فأنت تقول: اظن ان في الطائف الآن مطرا، فالظن ستون في المئة مثلا (نعم)، وأربعون (لا).

فان رأيت الغمام قد ازداد وتراكم، واسود وتراكب، وخرج البرق يلمع من خلاله، وازداد ظنك بنزول المطر في الطائف، فصار (نعم) سبعون أو خمس وسبعون في المئة، وكان هذا ما يسميه علماؤنا بـ (غلبة الظن)، فأنت تقول لسائلك: يغلب على ظني ان في الطائف الآن مطرا، فإن أنت ذهبت إلى الطائف، فرأيت المطر بعينك، وأحسست به على وجهك أيقنت بنزوله، وعلماؤنا يسمون هذا اليقين (علما).

فصار لكلمة (العلم) معان: (العلم) المطلق الذي يقابل الجهل، (والعلم) الذي يقابل الفن والفلسفة. فالكيمياء علم، والفيزياء علم. أما الرسم فهو فن، والشعر فن. والعلم بهذا المعنى هو الذي تكون غايته الحقيقة، وأداته العقل، ووسيلته المحاكمة، والتجربة، والاستقراء. والفن هو الذي تكون غايته الجمال، وأداته الشعور، ووسيلته الذوق.

(والعلم) الذي يجيء بمعنى اليقين، ويقابل الشك والظن، هو الذي نقصده في هذا البحث[1].



العلم الضروري والعلم النظري:

العلم الذي يحصل بالحس والمشاهدة، لا يحتاج إلى دليل. الجبل الذي تراه أمامك لا تحتاج إلى إقامة الدليل على وجوده، انك تعلم – ضرورة – بأنه موجود، وكل من يراه (من العقلاء) يعلم أنه موجود.

وهذا ما يسمى (العلم الضروري)، أما العلم بأن مربع الوتر (في المثلث القائم الزاوية) يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمين، فيحتاج إلى دليل عقلي، فالعالم أو طالب العلم الذي يصل إلى الدليل، يعلم هذه الحقيقة، أما العامي الجاهل فلا يعلمها، ولا يصدق بها، ما دام لم يطلع على هذا الدليل، ولو رأى المثلث أمامه، ولو أقيم على كل ضلع منه، مربع له. وهذا ما يسمى به (العلم النظري)، وهو الذي لا يحصل الا بالدليل العقلي.



---------------------------------------------------------------------

[1] أما العلم بالمعنى الخاص: كقولنا (علم النحو)، و (علم الكيمياء). فلعلمائنا فيه تعريفات كثيرة، ولكن اوضح تعريف وأبعده عن التعقيد، هو ما عرفه به (سارتون) بقوله: "العلم هو مجموعة معارف محققة ومنظمة..". فبقوله (معارف) خرجت المشاعر والخيالات، وبقوله (محققة) خرجت النظريات والفروض. وبقوله منظمة خرجت المعارف المبعثرة المتفرقة.

========
تعريفات

البديهية والعقيدة


ومن العلم النظري، ما يحتاج في الاصل إلى دليل، ولا يدرك بمجرد الحس والمشاهدة، ولكنه يعم ويشتهر، حتى يدركه العالم والجاهل، والكبير والصغير، وحتى يصير أقرب إلى (العلم الضروري). مثاله: العلم بأن (الجزء أصغر من الكل)، الرغيف الناقص أصغر من الرغيف الكامل، هذه حقيقة هي في الاصل من العلم النظري الذي يحتاج إلى دليل، ولكنك لا تجد من يشك فيها، ويطلب الدليل عليها، فالطفل اذا أخذت منه كف (الشكلاطة) الكامل، وأعطيته كفا ناقصا لا يقبله، واذا حاولت اقناعه بأن هذا أكبر لم يقنع، لأن كون (الجزء أصغر من الكل) بديهية.

و (مقولة الهُوية) – أي كون الشيء هو نَفْسُه – بديهية، ولو قال لك قائل: "اثبت لي ان هذا القلم الذي تحمله بيدك ليس ملعقة شاي". تقول له: "هذه بديهية، لا تحتاج إلى اثبات لأن القلم قلم..".

فالبديهيات[1] هي الحقائق العقلية التي يقبلها الناس جميعا، ولا يطلب أحد عليها دليلا، فاذا دخلت البديهية العقل الباطن، واستقرت فيه، وأثرت في الحدس والشعور، ووجهت الانسان في تفكيره (عقله الواعي)، وفي أعماله، سميت: (عقيدة)، وسمي الاعتقاد بها: (ايمانا).

ولكنا نعرف ان الانسان يعتقد الحق أحيانا، ويعتقد الباطل حينا، ونشاهد في هذه الأيام، من اتباع المذاهب المنحرفة، و (المبادئ) الباطلة، من امتزج بها قلبا وقالبا، وتمسك بها ظاهرا وباطنا، وبذل ماله ونفسه في نصرتها وحمايتها، فهل نسمي هؤلاء (مؤمنين)؟

أما اطلاقا فلا، ولكن يمكن أن نطلق عليهم اسم الايمان مضافا إلى الباطل الذي يؤمنون به، على نحو قوله تعالى:

?ألم تر إلى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت?؟.

ويمكن اطلاق اسم الايمان مقيدا بالوصف، نحو قوله تعالى:

?وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون?.

أما (الايمان) بالمعنى الخاص، الذي لا ينصرف اذا اطلق الا إليه، ولا يدل الا عليه، المعنى الذي يراد كلما ورد ذكر الايمان ومشتقاته، في الكتاب والسنّة، وعلى ألسنة العلماء. فهو:

الاعتقاد بالله ربا واحدا.

- ومالكا مختارا متصرفا.

- وإلها مفردا بالعبادة، لا يشرك معه غيره في كل ما هو من جنس العبادة.

- والاعتقاد بكل ما أوحي به إلى نبيه، من: خبر الملائكة، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

وصاحب هذا الاعتقاد هو (المؤمن)، فان نقص[2] شيئا منه، او ردّه، أو تردد في تصديقه، أو شك فيه، فَقَدَ صفةَ الايمان، ولم يعدْ يعدُّ مع المؤمنين.


------------------------------------------------------------------

[1] القياس: ان نقول في النسبة إلى البديهية (بدهي)، ولكن علماءنا استعملوا من القديم كلمة (بديهي) و (طبيعي)، كما يستعملها جمهور الناس اليوم. وانا اوثر أن استعمل العامي الفصيح، تنبيها على فصاحته، وقد نبهت في حواشي كتبي إلى عشرات وعشرات من هذه الكلمات.

[2] نقص شيئاً منه بمعنى أنقص.

======

تعريفات

البديهية والعقيدة


ومن العلم النظري، ما يحتاج في الاصل إلى دليل، ولا يدرك بمجرد الحس والمشاهدة، ولكنه يعم ويشتهر، حتى يدركه العالم والجاهل، والكبير والصغير، وحتى يصير أقرب إلى (العلم الضروري). مثاله: العلم بأن (الجزء أصغر من الكل)، الرغيف الناقص أصغر من الرغيف الكامل، هذه حقيقة هي في الاصل من العلم النظري الذي يحتاج إلى دليل، ولكنك لا تجد من يشك فيها، ويطلب الدليل عليها، فالطفل اذا أخذت منه كف (الشكلاطة) الكامل، وأعطيته كفا ناقصا لا يقبله، واذا حاولت اقناعه بأن هذا أكبر لم يقنع، لأن كون (الجزء أصغر من الكل) بديهية.

و (مقولة الهُوية) – أي كون الشيء هو نَفْسُه – بديهية، ولو قال لك قائل: "اثبت لي ان هذا القلم الذي تحمله بيدك ليس ملعقة شاي". تقول له: "هذه بديهية، لا تحتاج إلى اثبات لأن القلم قلم..".

فالبديهيات[1] هي الحقائق العقلية التي يقبلها الناس جميعا، ولا يطلب أحد عليها دليلا، فاذا دخلت البديهية العقل الباطن، واستقرت فيه، وأثرت في الحدس والشعور، ووجهت الانسان في تفكيره (عقله الواعي)، وفي أعماله، سميت: (عقيدة)، وسمي الاعتقاد بها: (ايمانا).

ولكنا نعرف ان الانسان يعتقد الحق أحيانا، ويعتقد الباطل حينا، ونشاهد في هذه الأيام، من اتباع المذاهب المنحرفة، و (المبادئ) الباطلة، من امتزج بها قلبا وقالبا، وتمسك بها ظاهرا وباطنا، وبذل ماله ونفسه في نصرتها وحمايتها، فهل نسمي هؤلاء (مؤمنين)؟

أما اطلاقا فلا، ولكن يمكن أن نطلق عليهم اسم الايمان مضافا إلى الباطل الذي يؤمنون به، على نحو قوله تعالى:

?ألم تر إلى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت?؟.

ويمكن اطلاق اسم الايمان مقيدا بالوصف، نحو قوله تعالى:

?وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون?.

أما (الايمان) بالمعنى الخاص، الذي لا ينصرف اذا اطلق الا إليه، ولا يدل الا عليه، المعنى الذي يراد كلما ورد ذكر الايمان ومشتقاته، في الكتاب والسنّة، وعلى ألسنة العلماء. فهو:

الاعتقاد بالله ربا واحدا.

- ومالكا مختارا متصرفا.

- وإلها مفردا بالعبادة، لا يشرك معه غيره في كل ما هو من جنس العبادة.

- والاعتقاد بكل ما أوحي به إلى نبيه، من: خبر الملائكة، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

وصاحب هذا الاعتقاد هو (المؤمن)، فان نقص[2] شيئا منه، او ردّه، أو تردد في تصديقه، أو شك فيه، فَقَدَ صفةَ الايمان، ولم يعدْ يعدُّ مع المؤمنين.


----------------------------------------------------------------

[1] القياس: ان نقول في النسبة إلى البديهية (بدهي)، ولكن علماءنا استعملوا من القديم كلمة (بديهي) و (طبيعي)، كما يستعملها جمهور الناس اليوم. وانا اوثر أن استعمل العامي الفصيح، تنبيها على فصاحته، وقد نبهت في حواشي كتبي إلى عشرات وعشرات من هذه الكلمات.

[2] نقص شيئاً منه بمعنى أنقص.

====
قواعد العقائد

القاعدة الأولى


قواعد العقائد[1]

القاعدة الأولى :

ما أدركه بحواسي لا أشك في انه موجود.

هذه بديهية عقلية مسلّمة، ولكن المشاهد اني أمشي في الصحراء ساعة الظهيرة، فأرى بركة ماء، تلوح ظاهرة للعين، فاذا جئتها لم أجد الا التراب لأن الذي رأيته سراب. وأضع القلم المستقيم في كأس الماء، فأراه منكسرا، وهم لم ينكسر.

ويكون المرء في سهرة، الحديث فيها عن الجن والعفاريت، ثم يذهب إلى داره، فان كان الطريق خاليا مظلما، وكان مخلوع القلب، واسع الخيال، رأى أمامه جنيا أو عفريتاً، فشاهده وأحس بوجوده، وما ثمة شيء مما رأى، والسحرة والمشعوذون يعرضون غرائب تراها ولا حقيقة لها.

فالحواس إذن تخطئ، وتخدع، وتتوهم، او يتوهم صاحبها. فهل أشك لهذا في وجود ما أحس به؟

لا، لأني ان شككت فيما أرى وأسمع وأحس، تداخلت لديّ الحقائق والخيالات. وصرت أنا والمجنون سواء.

ولكن أضيف شرطا آخر لحصول العلم (أي اليقين) بوجود ما أحسه – هو الا يحكم العقل بالتجربة السابقة ان الذي أحس به وهم او خداع حواس، والعقل يخدع أول مرة، فيحسب السراب ماء، فاذا رآه مرة اخرى أدرك أنه سراب. والعقل يحكم بعد أن رأى القلم منكسرا أول مرة، أنه لا يزال مستقيما كما كان، وان بدا للعين منكسرا، والأمور التي تخطئ فيها الحواس أو تخدع، أمور محدودة معدودة معروفة، لا تبطل القاعدة ولا تؤثر فيها، ومنها عمل سحرة فرعون، وما يعمله سحرة (السيرك) في هذه الأيام.



---------------------------------------------------------------

[1] استأذن قارئ كتابي: ان امهد لذكر هذه القواعد، بكلمة ليست من موضوع هذا الكتاب، ولكنها تبين قصتها، وكيف وصلت اليها. وتفصيل ذلك: أنني كنت أدرس الأدب العربي في بغداد قبل الحرب الثانية، فكلفت في النصف الثاني من العام أن أدرس معه الدين، وكان منهج الدين سورا من القرآن تفسر وتشرح.. فقبلت ودخلت فاذا الفصل في هرج ومرج، وكان عهدي به في درس الأدب، هادئا ساكنا، واذا الطلاب يتخذون من درس الدين مسلاة ومضيعة للوقت، وأدركت ان سبب ذلك ضعف الايمان في نفوسهم. فقلت لهم: ارفعوا المصاحف واسمعوا، والهمني الله الهاما مفاجئا، بلا اعداد سابق بحثا جديدا في الايمان، وضعت فيه بعض هذه القواعد، ونشرت خلاصته في الرسالة سنة (1937) أو سنة (1938)، وهو في كتابي: (فكر ومباحث). ولما كلفت وضع مناهج مدراس الأوقاف في سورية (أيام الوحدة)، ووضعتها كلها وحدي، وطبقت كما وضعتها، أدخلت هذه القواعد في المنهج، ودللت على ما كتبته ليكون مرجعا، فأخذه أحد المؤلفين في العقائد وادعاه لنفسه، ووضعه في كتابه، ولكن لم يهتد إلى ما أريده منه، فمشى في أول الطريق وضاع في آخره. فلما أحلت على المعاش (وكنت مستشار محكمة النقض)، وذهبت إلى الرياض، ثم إلى مكة، أدرس في كلية التربية فيها، رجعت إلى هذه القواعد، وزدت فيها حتى بلغت ثماني قواعد، هي التي أذكرها هنا.



ما الإسلام؟ / قواعد العقائد الثمانية / العلم الضروري / العلم النظري / البديهية و العقيدة

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15065
رد مع اقتباس رد مع اقتباس

================================================


حاجة الانسان للعلم واليقين للطاعة :
___________________

ان الاسلام هو طاعة الله تعالي والانقياد لاحكامة واوامره و ان الانسان لا يستطيع ان يطيع الله ويتبع قانونه ويسلك سبيله الا اذا علم عده امور وبلغ علمة بها مبلغ اليقين .


ان اول ما يجب علي الانسان بهذا الصدد ان يكون موقنا من قلبة بوجود الله تعالي فإنه اذا لم يكن موقنا بوجوده فكيف يطيعه ويتبع قانونه ؟

وكذلك يجب عليه ان يعرف صفات الله تعالي فإنه اذا لم يعرف ان الله واحد لا شريك له في ألوهيته فكيف يرتدع عن طأطأة رأسه ومد يده امام غير الله ؟ وكذلك اذا لم يكن موقنا بأن الله سميع عليم بصير بكل شئ فكيف يمسك نفسة عن معصيته والخروج علي امره ؟

فيتضح من كل ذلك ان الانسان لا يمكنه ان يتحلي بصفات اللازمه التي يجب علية ان يتحلي بها في افكاره واعماله واخلاقه لسلوك صراط الله المستقيم ما دام لا يعرف صفات الله تعالي ولا يحيط بها علما صحيحا كاملا . ولا يكفي ان يكون هذا العلم علما فحسب بل ينبغي ان يكون متمكنا من اعماق قلبه ليأمن قلبه من الظنون الخاطئه وحياته من العمل بما يخالف عمله.


ثم يجب علي الانسان ان يعرف ما هو الطريق الصحيح في قضاء الحياه في هذه الدنيا وفقا لمرضاة الله تعالي و أي شئ يحبه الله تعالى كي يختاره وأي شئ يبغضه كي يبتعد عنه .


ولا بد لهذ الغرض أن يكون الانسان على معرفة بقانون الله وان يكون موقنا بكون هذا القانون من عند الله تعالى ، وبانه لن ينال وجه ربه ، حتى يكون متبعا هذا القانون اتباعا كاملا في حياته ، إنه اذا لم يكن يعرف هذا القانون اصلا فكيف يتبعه في حياته ؟

وانه اذا لم يكن عمله بهذا القانون قد بلغ به درجة اليقين ، او اذا كان يحسب في نفسه انه من الممكن ان يكون في الدنيا قانون اخر مثل هذا القانون في صحته وسداده فكيف يواظب على مواظبته مواظبة صحيحة؟


ثم على الانسان ان يكون على علم من مآل امره اذا اختار معصية الله تعالى على طاعته ، ولم يسلك صراطه المستقيم ، أو اذا واظب على طاعته واتبع قانونه في حياته . ولهذا الغرض لا بد ام يكون موقنا بالحياة الاخرة وبقيامه بين يدي الله تعالى يوم القيامة ومجازاته له على اعماله ان خيرا فخير وان شرا فشر.


والذي لا علم له بالحياة الاخرة سواء في نظره الطاعة والمعصية لا فرق بينهما ولا يكاد يميز بين نتائجها المختلفة ويظن ان الذي يطيع الله تعالى والذي يعصيه سواء مصيرهما بعد الممات .

فكيف يرجى من مثل هذا الرجل ان يكف نفسه عن اقتراف الذنوب ما دام لا يخاف مضرتها على نفسه في حياته الدنيا او يصبر نفسه على طاعة الله وشدائدها ومقتضياتها ؟


لا يمكن ان يواظب على طاعة الله تعالى واتباع قانونه رجل على علم بالحياة الاخرة وقيامه بين يدي الله تعالى يوم القيامة ولكن علمه هذا لم يبلغ درحة اليقين فان الانسان لا يقدر ان يثبت على شئ بالشك والتردد وانما يمكنه ان يواظب على امر ويثبت نفسه على طاعته اذا كان على يقين تام من نفعه لنفسه وكذلك لا يستطيع ان يبعد نفسه عن امر الا ان يكون موقنا بمضرته لنفسه .


يظهر هذا كله ، انك اذا اردت ان تسلك طريقا من الرطق فلا بد لك ان تكون على معرفة من نتيجته وغايته التي ينتهي بك اليها . وينبغي ان تكون معرفتك هذه بالغة درجة اليقين والوثوق .


معنى الايمان :
______

فالذي عبرنا عنه أنفا " في الجزأ الاول : حاجة الانسان الى العلم واليقين للطاعة " بالعلم والمعرفة واليقين هو " الايمان " وذلك هو معنى كلمة الايمان بعينه .

فكل من عرف توحيد الله وصفاته الحقيقية وقانونه ومجازاته لعباده على اعمالهم يوم القيامة ، ثم كان موقنا بكل ذلك من قرارة نفسه ، هو " المؤمن "

ومن نتائج الايمان ان يكون الانسان مسلما اي مطيعا لله ومتبعا لقانونه.

ولعلك قد عرفت من هذا بنفسك ان الانسان لا يمكن ان يكون مسشلما الا اذا كان مؤمنا.

فصلة الايمان بالاسلام كصلة البذرة بالشجرة، فانه لا تنبت الشجرة الا بالبذرة وان كان من الممكن ان يلقي البذر في الارض فلا تنبت الشجرة او تنبت ولكن بشئ من النقص اما لكون الارض مجدبة او لشئ من الفساد في الجو.

فكذلك لا يمكن ان يكون الانسان مسلما الا اذا لم يكن الايمان في قلبه وان كان من الممكن ان يكون الايمان في قلبه ثم لا يكون اسلامه كاملا ، اما لضعف في عزمه او لنقص في تعليمه وتربيته ، او تأثير بيئته .

فاذا عرفت هذا ، فاعلم ان الانسان على اربع درجات باعتبار هذين الاصلين : الايمان والاسلام :

1- الذين يؤمنون بالله ايمانا يجعلهم مطيعين له ، متبعين لاحكامه اتباعا كاملا ، يحذرون ما قد نهى عنه كما يحذر الانسان من امساك جمرة متقدة من النار في يده ويسارعون الى العمل بما فيه رضاه كما يسارع الانسان الى كسب الاموال فهؤلاء هم المؤمنون حقا .



2- الذين يؤمنون بالله ، ولكن لا يجعلهم ايمانهم مطيعين له متبعين لاحكامه اتباعا كاملا فهؤلاء وان كان ايمانهم لم يبلغ درجة الكمال ولكنهم مسلمون على اي حال ، يعاقبون بقدر معاصيهم كأنهم بمنزلة المجرمين وليسوا بمنزلة البغاة المتمردين لأنهم يعترفون بالملك بملكه ويخضعون لقانونه .



3- الذين لا يؤمنون بالله ، ولكنك تراهم ظاهرا يأتون بأعمال تشابه أعمال المسلمين فهم البغاة في حقيقة الامر و اما اعمالهم التي تراها صالحة في الظاهر فليست بطاعة لله ولا اتباعه لقانونه فلا عبرة بها . ومثلهم كمثل رجل لا يعترف للملك بملكه و لا يخضع لقانونه فاذا صدرت عنه بعض اعمال لا تخالف قانون الملك لا يحكم عليه بكونه وفيا للملك سبحانه ومطيعا لقانونه بل هو عاص لأمره خارج على قانونه .



4- الذين لا يؤمنون بالله ، و يأتون باعمل سيئة مخالفة لأحكامه وقانونه ، فهم شر الناس بغاة مفسدون .


فالظاهر من هذه القسمة ان الايمان هو الذي ينحصر فيه نجاح الانسان وسعادته في الدنيا والاخرة ، و لا يتولد الاسلام – كاملا او ناقصا – الا من بذر الايمان .

فحيث لا يكون الايمان يكون الكفر والكفر هو ضد الاسلام ، اي الخروج على امر الله تعالى باختلاف درجاته.



وسيلة الحصول على العلم واليقين
______________

لابد من الإيمان للطاعة , ولعلك تسألني الآن : فما هي الوسيلة إلى الحصول على العلم الصحيح , واليقين المُحكم , بصفات الله تعالى وقانونه المرضي والحياة الآخرة ؟
إن آثار رحمة الله ومعالم بديع صُنعه مُنبثة في كل ناحية من نواحي هذا الكون , وهي تشهد بلسان حالها , أنه لم يعن بإيجاد هذا الكون إلا إله واحد , وهو الذي يسير ويثدبر شؤونه وكذلك تتجلى لكل من ينتظر في هذه الآثار صفات الله تعالى كلها باتم مظاهرها فأي صفة من صفات الحكمة والعلم والإبداع والعفو والكرم والرحمة والربوبية والقهر والغلبة وما إليها من صفاته تعالى , لا تلوح من أعماله وبدائع صنعه في هذا الكون ولكن الإنسان قد أخطأ عقله وكفاءته عامة في مشاهدة هذه الآثار والتأمل في حقيقتها وهذه الآثار ماثلة أمام عين الإنسان , ولكن على رغم شهادتها بتوحيد الله تبارك وتعالى في جميع صفاته فقد قال بعض الناس :
أن الإله إلهان !!!!وقال بعضهم : إن لهذا الكون ثلاثة آلهة ؟!!
واتخذ بعضهم لنفسه آلهة لا تحضى !ووزع بعضهم الألوهية آلهة متعددة فقال : للمطر إلها وللنار إلهاً ... وجعل لكل قوة من قوى هذا الكون إلهاً بها ثم جعل على رأس الجميع إلهاً أكبر
يلجؤون إليه ويقتدون بأمره !وهكذا خبط العقل البشري في إدراك ذات الله تعالى ومعرفة صفاته خبط عشواء ليس هذا بمقام تفصيله .
وكذلك جاء مختلف الناس وظنون خاطئة وأفكار كاذبة عن الحياة الآخرة فمنهم من قال : إن هي إلا حياتنا الدنيا ومانحن بمبعوثين , ومنهم من قال إن الإنسان تتكرر حياته وموته مرة بعد مرة في هذه الدنيا ولا ينال جزاء أعماله إلا فيها ...
أما القانون الذي يجب على الإنسان أن يُواظب عليه لقضاء حياته حسب مرضاة الله تعالى فأنى للإنسان أن يضعه بنفسه أو يُدركه بعقله إذا كان لم يستطع أن يعرف ذات الله تعالى
وصفاته بنفسه ؟
ومهما كان عقل الإنسان ناضجاً وكان حائراً على أعلى درجة في الكفاءة العلمية فإنه لا يستطيع ان يرى في هذه الأمور رأياً أو ما يُشبه الرأي إلا بعد تجارب سنين عديدة وتأمل طويل بل إنه لا يمكن أن يكون واثقاً من نفسه حتى بعد كل ذلك ولا أن يدعي انه قد عرف الحق وأحاط به علماً تاماً ولاشك أن الطريق المعروف لاختيار عقل الإنسان وعلمه أن يترك وشأنه بدون أي هداية من فوقه ليقرع جده وينشد الحق والصدق لنفسه بنفسه فيكون النجاح حظ من ساعده سعيه وكفاءته
والخسران نصيب من فاته سعيه وكفاءته ولكن الله عزوجل أراد بعباده الرحمة وما ابتلاهم بمثل هذا الاختيار العسير فبعث إليهم من أنفسهم رجالاً وهب لهم علماً صحيحاً بصفاته وعلمهم الطريق الذي يمكن أن يقضي به الإنسان حياته في الدنيا وِفقاً لمرضاة ربه .
وكذلك أعطاهم العلم الصحيح بالحياة الآخرة وأمرهم أن يبلغوا علمه الناس جميعاً فهؤلاء هم رُسل الله وأنبياؤه , والطريق الذي نالوا به هذا العلم من الله هو الوحي والكتاب الذي فيه هذا العلم يُقال له : كتاب الله أو كلامه
فلا اختبار الآن لعقل الإنسان وكفاءته إلا من حيث إيمانه بالرسول أو كفرانه بعد النظر إلى حياته الطيبة وهِدايته السامية
فمن كان مُستعداً لمعرفة الحق واتباعه صدق بالحسنى وآمن بمن جاء بها , ونجح في اختباره
وأما من كذب بالحُسنى واستغنى عمن جاء بها فقد أضاع من نفسه أهلية معرفة الحق والصدق وقبولهما وذلك ما جعله يخيب في اختباره وصده عن تلقي العلم الصحيح بالله وقانونه والحياة الآخرة

لماذا سمي الدين بالاسلام / مبادىء الإسلام المودوي

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15069


============================================

ملف الدليل على صحة دين الاسلام الدين الحق الدين الصحيح


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14941

=====================


كيف يبنى يقين على ظن ؟

الوعد الصادق

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14662



هل الشرع مبناه على «الظن» أو «العلم واليقين» ؟

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=21563







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» فيلم 'سقوط البيت الأبيض'خارطة طريق إلى طهران
»» فتاوي شيعية لدعم طاغوت سوريا بشار الأسد ضد اهل السنة في الشام
»» البناء على القبور عند آل البيت / د. فهد عامر العازب
»» صور تعليم اطفال روضة الاثناعشرية اللطم اللعن
»» كاتب شيعي يعترف ان اميركا انقلبت على الشاه و اتت بالخميني