عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-09, 05:29 PM   رقم المشاركة : 1
ابو البيداء
عضو






ابو البيداء غير متصل

ابو البيداء is on a distinguished road


كلام بعض العلماء عن الصحابة الأجلاء

قال أبو نعيم: (فمن أسوأ حالاً ممن خالف الله ورسوله وآب بالعصيان لهما والمخالفة عليهما، ألا ترى أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يعفو عن أصحابه ويستغفر لهم ويخفض لهم الجناح، قال تعالى:
((وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)) [آل عمران:159] وقال: ((وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)) [الشعراء:215].
فمن سبهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن؛ فهو العادل عن أمر الله تعالى وتأديبه ووصيته فيهم. لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين).الإمامة: (ص:375-376)، لأبي نعيم.
وقال رحمه الله عن الصحابة: (سمحت نفوسهم رضي الله عنهم بالنفس والمال والولد والأهل والدار، ففارقوا الأوطان، وهاجروا الإخوان، وقتلوا الآباء والإخوان، وبذلوا النفوس صابرين، وأنفقوا الأموال محتسبين، وناصبوا من ناوأهم متوكلين، فآثروا رضاء الله على الغنى، والذل على العز، والغربة على الوطن، هم المهاجرون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون حقاً، ثم إخوانهم من الأنصار أهـل المواساة والإيثار أعز قبائل العرب جاراً، واتخذ الرسول عليه السلام دارهم أمناً وقراراً، الأَعفّاء الصبر والأصدقاء الزهر ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) [الحشر:9] فمن انطوت سريرته على محبتهم، ودان الله تعالى بتفضيلهم ومودتهم، وتبرأ ممن أضمر بغضهم فهو الفائز بالمدح الذي مدحهم الله تعالى فقال: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم ٌ)) [الحشر:10].
فالصحابة رضي الله عنهم هم الذين تولى الله شرح صدورهم، فأنزل السكينة على قلوبهم، وبشرهم برضوانه ورحمته فقال: ((يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ)) [التوبة:21].جعلهم خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله، فجعلهم مثلاً للكتابين -لأهل التوراة والإنجيل - خير الأمم أمته، وخير القرون قرنه، يرفع الله من أقدارهم إذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاورتهم لما علم من صدقهم وصحة إيمانهم، وخالص مودتهم ووفور عقلهم، ونبالة رأيهم، وكمال نصيحتهم، وتبين أمانتهم رضي الله عنهم أجمعين). الإمامة (209-211).
قال الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله (فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنـزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة، فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلغهم عن الله عز وجل وما سن وما شرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وأدب، ووعوه وأتقنوه، ففقهوا في الدين، وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله عز وجل بما مَنَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز وسماهم عدول الأمة، فقال عز ذكره في محكم كتابه: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) [البقرة: 143] فـفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز ذكره قوله: ((وَسَطًا)) قال: عدلاً، فكانوا عدول الأمة وأئمة الهدى، وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة، وندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهـم فقـال: ((وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى...)) [النساء:115] كتاب الجرح والتعديل (1/7).
قال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن استشهد بآيات كريمة وأحاديث شريفة على مكانتهم وفضلهم :
((والأخبار في هذا المعنى تتسع ، وكلّها مطابقة لما ورد في نصّ القرآن؛ وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة ، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم؛ فلا يحتاج أحدٌ منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطِّلِع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلْق له؛ فهم على هذه الصفة إلا أن يثبت على أحد ارتكاب ما لا يحتمل إلاّ قصد المعصية؛ فيحكم بسقوط العدالة ، وقد برّأهم الله من ذلك ، ورفعَ أقدارَهم عندَه . على أنه لو لم يَرِد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوّة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين المزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين .
هذا مذهب كافّة العلماء ، ومَن يُعتدُّ بقوله من الفقهاء))الكفاية ص95.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ : ((ومن أصول أهل السنة والجماعة : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم } ، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ((لا تسبُّوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبـًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه)) ، ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ... ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبّونهم ، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقولٍ أو عمل .
ويُمسكون عمّا جرى بين الصحابة ، ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كاذب ، ومنها ما قد زيدَ فيه ونقّص وغيّر عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون : إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون .
ومَن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينـًا أنهم خيرُ الخلْق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكونُ مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله))العقيدة الواسطية.
وقـال الإمام محمد بن صبيح بن السماك(علمت أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى عليه السلام، وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى عليه السلام فما بالك يا جاهل سببت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ وقد علمتُ من أين أُتيت، لم يشغلك ذنبك، أما لو شغلك ذنبك لخفتَ ربك، لقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين؟ أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ولرجوت لهم أرحم الراحمين، ولكنك من المسيئين، فمن ثَّم عبت الشهداء والصالحين، أيها العائب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لو نمت ليلك وأفطرت نهارك، لكان خيراً لك من قيام ليلك وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب محمد، فويحك! لا قيام ليلٍ ولا صوم نهار وأنت تتناول الأخيار، فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى ويـحك! هؤلاء شرفوا في أحد، وهؤلاء جاء العفو عن الله تعالى فيهم فقال: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ)) [آل عمران:155] فما تقول فيمن عفا الله عنه؟ وبمَ تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين، شر الخلف خلفُُُُ شتم السلف، والله لواحد من السلف خير من ألف من الخلف) رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتابه الجليس الصالح (2/392) بأطول من هذاو انظر ترجمة الامام محمد بن السماك في: تاريخ بغداد (5/368).
قال الإمام أبو زرعة رحمه الله: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنـادقـة) رواه الخطيب في الكفاية (ص:97) وابن عساكر في تاريخه (38/32).
وأختم بكلا م الشوكاني راداً على الزمخشري في غمزه بالصحابي الجليل (عبد الله بن عمرو) رضي الله عنه:


"وأما الطعن على صاحب رسول الله ، وحافظ سنته ، وعابد الصحابة ، عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، فإلى أين يا محمود ، أتدري ما صنعت ، وفي أيّ واد وقعت ، وعلى أي جنب سقطت؟ ومن أنت حتى تصعد إلى هذا المكان ، وتتناول نجوم السماء بيديك القصيرة ، ورجلك العرجاء ، أما كان لك في مكسري طلبتك من أهل النحو واللغة ما يردك عن الدخول فيما لا تعرف ، والتكلم بما لا تدري ، فيالله العجب ما يفعل القصور في علم الرواية ، والبعد عن معرفتها إلى أبعد مكان من الفضيحة لمن لم يعرف قدر نفسه ، ولا أوقفها حيث أوقفها الله سبحانه".

[فتح القدير: 3/488]









التوقيع :
{جاء رجلٌ إلى ابن شُبْرُمة ، فسأله عن مسألةٍ ، ففسّرها له ، فقال : لمأفهَم!فأعاد ، فقال : لم أفهَم!فقال له : " إن كنتَ لم تفهَمْ لأنّك لم تفهَم ،فستفهمُ بالإعادة ،و إن كنت لم تفهم لأنّك لا تفهم ، فهذاداءٌ لا دواء له! }
من مواضيعي في المنتدى
»» خطبة عرفة 1430هـ
»» أويعلمها جعفر الصادق وتخفى على رسول الله ؟
»» ملخص مختصر لكتاب حقوق أهل البيت
»» كفاكم يا رافضة فقد أسأتم لعلي رضي الله عنه
»» كلام بعض العلماء عن الصحابة الأجلاء