[نورالدين المالكي]

الرد على "وكالة أنباء فارس وقناة المنار" في محاول إثبات خرافة مهدي الشيعة.

مهدي الشيعة الإمامية الأكذوبة الكبرى.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :



يدعي الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أن إمامهم الثاني عشر "محمد بن الحسن العسكري" ولد يوم الجمعة 15 شعبان 255 على إحدى الروايات.

في الذكرى ال 1180 لميلاده يوم الجمعة 15 شعبان 1435ه - 13 يونيو 2014منشر موقع المنار مقال بعنوان "في ذكرى ولادته العظيمة هل مقنع طول عمر الإمام المهدي"، ونشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية مقال بعنوان "15 شعبان.. الإمام المهدي الحقيقة العظمى" هاذين المقالين إشتملا على الكثير من الأكاذيب والأراجيف التي لابد من الرد عليها ودحرها، وسيكون ردي من قسمين :



• الوجه الأول : الرد على قناة المنار الشيعية :



أولا : جاء في مقال المنار (فإنّه ولد في العام 255 هجري) أقول هذا كذب على الشيعة قبل غيرهم، فالروايات الشيعية في مولده مختلفة بين أعوام (254، 255، 256، 257، 258) فعلى أي أساس جعلها محرر المنار سنة 255 دون غيرها ؟ أو أن الأمر بالهوى.



ثانيا : جاء في مقال المنار (فهل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنساناً هذا العمر الطويل؟) لا يمكن في منطق العلم أن يكون يعيش شخص أكثر من 120 سنة أو 150 سنة، لأن الإنسان يشيخ وعلميا يستحيل أن يعيش كل هذه الفترة، لا ننسى أن محرر المنار قال (منطق العلم) ومنطق العلم ينفي ولا يؤكد، وهو دليل ضده لا معه.



ثالثا : إستشهاد محرر المنار بالقران على طول حياة سيدنا نوح عليه السلام وهذا باطل، ذلك أن المحرر تطرق إلى (منطق العلم) ثم قفز إلى الدليل الشرعي، هنا لا ندعي أن الشرع يخالف العلم، إنما كلامنا في حصر الأدلة، وأن الأسلم للمحرر أن يذكر الناحية الشرعية، وعندها نرد عليه بالأدلة الناحية الشرعية.



رابعا : إستشهاد المؤلف بكتب الصدوق والمجلسي دليل على جهل عميق، فالروايات ال 16 التي جمعها الصدوق في كتابه كمال الدين، والروايات ال 37 التي جمعها المجلسي في كتابه بحار الأنوار الجزء 51، كلها لا تصح لا ولا يوجد رواية واحدة صحيحة في ولادة مهدي الشيعة لا من 16 ولا من 37، فهل كان يعلم وتعمد الكذب، او أنه جاهل بما في كتب علمائه من حقائق ؟



خامسا : إستشهاد المحرر على طول حياة مهديهم المزعوم بقدرة الله عز وجل، هو إستشهاد العاجز الجاهل، فكل دجال كذاب أفاك يدعي نفس إدعاء الشيعة ولما يطالب بالدليل يقول أنها قدرة الله عز وجل على إطالة العمر.



سادسا : أن طول حياة سيدنا أدم عليه السلام ثابت في القران الكريم فهل يستطيع هذا الرافضي أن يأتينا بأية من القران الكريم تثبت طول حياة مهديهم الخرافة ؟



سابعا : إن كان لمحرر المنار دليل قوي على ولادة مهديهم الخرافة، فلماذا كل هذا التطويل ؟ يتكلم عن العقل بغير عقل، وعن القران والسنة بغير دليل وعن الإنجيل بجهل !!لو كان صاحب حق لأختصر الطرق.



الثامن : يدعي الشيعة الإثنى عشرية أن مهديهم ولد قبل 1180 سنة وأنه إمام وأن الإمامة لديهم هي قيادة عامة في الدين والدنيا، هنا جاز لنا أن نسأل لماذا غاب مهديهم كل هذه الفترة ؟ ولماذا لم يخرج ؟ إن كان حيا فهو مقصر في واجب رعاية الشيعة وقيادته، وإن كان ميتا فلا حاجة له.



التاسع : إن الإختلاف حول مهدي الشيعة في ولادته، فلا الناس شاهدوا ولادته ولا إلتقى به الناس بل كان مخفيا، وهذا يرجح فرضية أنه لم يولد أصلا، وما يزيد فرضية عدم الولادة هو مرور 1180 سنة دون أن يراه الناس، وما يؤكد هذه النظرية هو غياب الدليل القاطع على ولادته.



عاشرا : يقول الله عز وجل : وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء : 34]، والشيعة يدعون الخلد في مهديهم بدون دليل لا من صريح القران الكريم ولا من صحيح السنة النبوية.



الحادي عشر : أن كل من الخرافة والمعجزة يشتركان في كونهما من خوارق العادات والفيصل بينهما الدليل، فنحن نعتقد بمعجزة طول حياة سيدنا نوح عليه السلام لأن الدليل الصريح من القران الكريم قام على ذلك، ونكذب خرافة مهدي الشيعة لإنعدام الدليل الشرعي لا من صريح القران ولا من الصحيح السنة النبوية.



• الوجه الثاني : الرد على وكالة أنباء فارس الإيرانية :



أولا : جاء في مقال وكالة فارس (أمه نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وهي من ذرية أحد الحواريين) أقول هذه المعلومة غير صحيحة، فالرواية مصدرها كتاب كمال الدين للصدوق وهي لا تصح، فكيف يعتمدون على روايات لا تصح ؟



ثانيا : جاء في مقال وكالة فارس (أمه نرجس) أقول أن كتب الشيعة تختلف في إسم أم المهدي بين أسماء كثيرة " سوسن، نرجس، ريحانة، حكيمة، صقيل، مريم، مليكة" فعلي أي أساس تم إختيار الرواية التي تقول بالإسم الأول دون باقي الأسماء ؟



ثالثا : جاء في مقال وكالة فارس ما يلي : (في حديث ولادة المهدي والذي روته عمة أبيه حكيمة قالت وهي تسوق القصة: فكشف عن سيدي فإذا هو ساجد متلقياً الأرض بمساجده، فضممته إليّ فوجدته مفروغا منه، فلففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد، فلما كان بعد أربعين يوماً دخلتُ على أبي محمد، فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار، فلم أر وجهاً أحسن من وجهه، ولا لغة أفصح من لغته، ثم عدت وتفقدته فلم أره، فقلت لأبي محمد : ما فعل مولانا؟ فقال: يا عمة، استودعناه الذي استودعت أم موسى.) الرد على هذا في نقاط :

1- مناقشة السند : مصدر الرواية كتاب الغيبة للطوسي ص239، والرواية لا تصح لأن الطوسي لم يذكر لها سند، أما المجلسي فجعلها الرواية ال27 من الباب الأول من الجزء 51 من كتابه بحار الأنوار، والرواية في سندها كل من "أحمد بن علي، ومحمد بن علي، وأحمد بن روح" والثلاثة مجاهيل، فالرواية لا تصح لا عند الصدوق ولا عند المجلسي.

2- مناقشة المتن : من الجهل والعيب والعار أن يستدل بهذه الرواية التافهة، فالرواية تذكر خوارق لا يصدقها إلى أحمق أوجاهل، جاء في الرواية (فإذا هو ساجد متلقياً الأرض بمساجده) أي بعد ولادته مباشرة كان ساجدا، ما هذا الغباء ؟ كيف يستطيع السجود بعد الولادة ؟ وكيف قطع الحبل السري ؟، وجاء في الرواية (فلما كان بعد أربعين يوماً فإذا مولانا الصاحب يمشي) ما هذا التخريف ؟ كيف لولد عمره 40 يوم أن يمشى ؟ وجاء في الرواية (ولا لغة أفصح من لغته) تقصد أنه تكلم وعمره 40 يوم !!؟؟

3- إعتراض عقلي مهم : إن كان مهدي الشيعة سجد بعد ولادته مباشرة، وتكلم ومشى بعد 40 يوم، ثم بعد كل هذا الإستعجال إختفى عن الأنظار وبقى غائبا 1180 سنة، والله أعلم كم سيبقى غائبا في عقيدتهم أكيد ؟



رابعا : جاء في مقال وكالة فارس ما يلي : (غيبته الصغرى طالت تسعا وستين سنة، كان له فيها سفراء أربعة، هم: عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان، وأبو القاسم الحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري) أقول أن هذا الكلام يطرح إشكالات هي :

1- أن من إدعى السفارة أكثر من 4 فعلي أي أساس صدق الشيعة هؤلاء وكذبوا البقية، مع العلم ان إدعاء هؤلاء يشابه هؤلاء والجميع لا دليل لديهم.

2- أن السفراء كانوا الواسطة الحصرية بين الشيعة ومهديهم، إذا الشيعة كانوا في حاجة إلى السفراء أكثر من المهدي، فبإنعدام السفراء ينعدم المهدي، وتنعدم إخباره.

3- ما الحكمة من وجود 4 سفراء فقط ؟ إن كان الشيعة يحتاجون إلى واسطة بينهم وبين مهديهم فالأصلح أن تمتد السفارة على طول 1180 سنة، وإن لم يحتاجوها كل هذه الفترة، فلماذا إحتاجوا إلى الأربعة من الأصل ؟

4- أن هناك مصلحة للسفراء في الكذب، ولا دليل على صدقهم، فالمصلحة كون السفراء ينقلون النقود والأمول إلى المهدي المزعوم، فكان سهلا عليهم الإدعاء بوجود مهدي ثم إخفاء الأموال، ولا يوجد من يثبت العكس.



خامسا : جاء في مقال وكالة فارس (وهو حجة الله على خلقه) أقول هذا كذب على الله عز وجل، لأن الحجج الله على الخلق هم الرسل وهذا لقوله تعالى : رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 165] ولقوله تعالى : مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء : 15] فالحجج بين الله والناس هم الرسل.



سادسا : جاء في مقال وكالة فارس (ولا تخلو الأرض من حجة لله تعالى، وإلا لساخت بأهلها، وفي الحديث الشريف: لو كان الناس رجلين لكان احدهما الإمام، وان آخر من يموت الإمام لئلا يحتج احد على الله تعالى انه تركه بغير حجة لله عليه) اقول هذا الكلام كذب عند الشيعة قبل أن يكون كذب لدي السنة وإليك الأدلة :

1- جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج6 ص310 رواية أن (القيامة لا تقوم إلا على شرار الخلق).

2- الرواية السابقة تقول أن (الأرض لا تخلوا من إمام).

من الرواية الأولى والثانية نستنتج أن أحد أئمة الشيعة الإثنى عشر يعتبر من شرار الخلق، فمن هو ؟



سابعا : جاء في مقال وكالة فارس (أما تكليفنا فهو أن نعرف إمام زماننا لنواليه ونؤمن به، وقد تواترت الأحاديث وتوافرت في جملة من المصادر، ومنها ما في مسند ابن حنبل أن النبي الأكرم قال: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) أقول : هذا كذب فالحديث أصلا لا سند له، فما بالك بالصحة ثم التواتر، لكن الشيعة يلجئون إلى الكذب والإفتراء من أجل إثبات عقديتهم، وعلى فرض صحة هذا الحديث فهو ملزم لهم قبل غيرهم لأنهم لا يعرفون إمامهم.



ثامنا : جاء في مقال وكالة فارس (روىالسيوطي: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): المهدي منا أهل البيت) أقول : هذا الحديث في المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، لا في مهدي الإثنى عشرية محمد بن الحسن، مع التذكير أن كل فرقة من فرق الشيعة كانت تدعي المهدوية لصاحبهم، فمن منهم الصادق؟



تاسعا : جاء في مقال وكالة فارس (وروى الجويني في فرائد السمطين) أقول : كثيرا ما يستدل الشيعة بالجويني صاحب فرائد السمطين، فيعقد الناس أن المقصود هو الجويني الملقب بإمام الحرمين والحقيقة أن الجويني هذا صاحب فرائد السمطين هو شيعي إثنى عشري، وما على العاقل إلا بالرجوع إلى كتابه فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين.



• الوجه الثالث : مهدي الشيعة الأكذوبة الكبرى :



الشيعة في إثبات مهديهم الخرافة يلجئون إلى طرق ملتوية إستخدم منها :

1- يستدلون بروايات من كتب أهل السنة : والحق أن هذه الروايات هي في المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في مهدي الشيعة، وما يثبت بطلان ما جاء به الشيعة الإثنى عشرية أن فرق الشيعة الأخرى تشترك معهم في نفس الإدعاء وفي الرجوع إلى مصادر السنة أيضا، والواقع يكذب الجميع.

2- تلفيق شخصيات شيعية على أساس أنهم سنة : وهذا شائع جدا لدى الشيعة الإثنى عشرية، فلديهم كتب كثيرة يعتبرونها طوق نجاة يستدلون بها كذاب وزورا على أساس أنها كتب سنية وأن أصحابها سنة، والحقيقي أن الكتب شيعية وأصحابها شيعة، نذكر من هؤلاء : الكنجي، الجويني صاحب فرائد السمطين، بن صباغ، القندوزي، سبط الجوزي الذي إستدل به إبن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة، ورد عليه شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية.

3- الإفتراء على علماء أهل السنة : كمثال يستدلون بكلام بن حجر الهيتمي في أخر كتابه الصواعق المحرقة على أساس أن الهيتمي يقول بولادة مهدي الشيعة، بالرجوع إلى الكتاب نجد أن الهيتمي ينفي خرافة مهدي الشيعة وأنه نقل إدعاء الشيعة في أخر الكتاب دون أن يوافقهم.

4- الهروب من الروايات الشيعية في المهدي : وهذا لأن رواياتهم متعارضة، ولا تصح في أغلبها، وعلماء الشيعة يعلمون ذلك فيلجئون إلى طرق أخرى لعلهم يستطيعون إقناع عوام الشيعة بهذه العقيدة الباطل الخرافية.



نورالدين المالكي / الجزائر في 16 شعبان 1435 - 14 يونيو 2014



____________________________

مقال قناة المنار :

http://www.almanar.com.lb/adetails.p...d=41&fromval=1



مقال وكالة أنباء فارس : http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9303220170