عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-10, 02:58 AM   رقم المشاركة : 1
فارس الكلمة
عضو فعال







فارس الكلمة غير متصل

فارس الكلمة is on a distinguished road


جواز وصف الرسول صلِّ الله عليه وسلم بالسيد ردا على الصوفية

السلام عليكم ورحمة الله...

ردا على الصوفية ف زعمهم اننا نمنع من قول سيدنا للرسول صلى الله عليه وسلم..

ما معنى السيادة‏؟‏ وكيف تتحقق‏؟‏ وبم تتم‏؟‏ ومن هو السيد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم‏؟
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله


السيد يطلق ويراد به المالك، ويطلق ويراد به زعيم القوم ورئيسهم كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأنصار‏:‏ ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏ يعني سعد بن معاذ ‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/28‏)‏ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .‏
‏‏‏‏‏وإطلاق لفظ السيد على الشخص فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من منع، ومنهم من أجاز، والذي منعوا احتجوا بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قال له بعض الناس‏:‏ أنت سيدنا وابن سيدنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنما السيد الله‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏4/24، 25‏)‏، ورواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/255‏)‏، ورواه البخاري في ‏"‏الأدب المفرد‏"‏ ‏(‏ص85‏)‏ ‏(‏حديث رقم 211‏)‏، كلهم من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهم‏]‏، فأنكر عليهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك، قالوا‏:‏ فهذا يدل على أنه لا يجوز إطلاق السيد على المخلوق؛ لأنه وصف للخالق، وقوم أجازوه واحتجوا بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال للأنصار‏:‏ ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/28‏)‏ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏]‏ لما أقبل وكان يحمل على دابة، لأنه كان جريحًا، فهذا يدل على جواز إطلاق السيد على بعض الناس‏.‏
والقول الصحيح - إن شاء الله - أنه يجوز أن يُقال لبعض الناس‏:‏ سيد إذا كان زعيمًا أو رئيسًا في قبيلته، فيقال‏:‏ سيد بني فلان، أو سيد القبيلة الفلانية بمعنى أنه زعيمها ورئيسها، ولا يكون هذا للإطراء والغلو، وإنما يكون من باب الوصف والتميز، يقال‏:‏ فلان سيد بني فلان، لكن لا يواجه به الشخص أو في حضوره؛ لأنه يحمله على الكبر والعجب، بل يقال في غير حضوره جمعًا بين الأحاديث‏.‏
أما ما يتعارف عليه بعض المنحرفين اليوم من إطلاق السيد على بعض المضللين من زعمائهم، ويعتقدون منهم البركة، وأنهم يمنحون شيئًا من المقاصد التي تطلب منهم فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز، وهؤلاء في الحقيقة ليسوا سادة، وإنما هم مضللون يجب الحذر منهم‏. (( هذا مراد شيخنا العلامة الفوزان عندما قال بانه لايجوز ولكن لا نعجب عليكم يامدلسين))
المصدر : منتقى فتاوى الشيخ الفوزان


:
وقال الشيخ ربيع حفظه الله :
وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قال أبي انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله
فقلنا : أنت سيدنا. فقال السيد الله ) فقلنا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا .فقال قولوا قولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينَّكم الشيطان ) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وهو صحيح ..
فهذا كلامٌ حقُ فهو سيِّدهم وابن سيِّدهم لكن خاف صلى الله عليه وسلم أنَّه إذا اندفع الناس في هذا المجال أن يصلوا إلى ما وصل إليه بنو إسرائيل من الغلو في بعض أنبيائهم كما غلت اليهود في عزيرعليه السلام وكما غلت النصارى في عيسى عليه السلام فزجرهم صلى الله عليه وسلم وإن كان كلامهم حقٌّ لكن يترتَّب عليه ما يترتَّب من المفاسد . فالغلو في الأنبياء وغيرهم أو في العبادة أو غير ذلك فيه إخلال بالتوحيد في الربوبية والألوهية -الذي هو أعظم حقوق ربِّ العالمين- ومن هنا تجد أنَّ الله تعالى يُحذِّر من الغلو ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذِّر منه ويُبيِّن أنَّ فيه الهلاك والمؤمن العاقل يضعُ كلَّ شيءٍ في موضعه ويُعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه من غير إطراء ولا جفاء على شريعة وسط :فيعطي الله حقه ويعطي الأنبياء حقَّهم والملائكة حقهم والصالحين حقهم والمؤمنون حقَّهم والوالدين حقَّهم ... بدون إفراط ولا تفريط .
المصدر :
المكتبة الإلكترونية للشيخ ربيع
.

وقال الشيخ ابن عثيمين
قوله : (انطلقت في وفد بني عامر) . الظاهر أن هذا الوفد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في العام التاسع ، لأن الوفود كثرت في ذلك العام، ولذلك يسمى عام الوفود ..
قوله : (أنت سيدنا) . السيد : ذو السؤدد والشرف، والسؤدد معناه : العظمة وما أشبهه .

وسيد : صفة مشبهة على وزن فيعل ، لأن الياء الأولى زائدة .

قوله : (السيد الله) . لم يقل صلى الله عليه وسلم : سيدكم كما هو المتوقع، حيث إنه ورد على قولهم سيدنا لوجهين
الوجه الأول : إرادة العموم المستفاد من (أل)، لأن (أل) للعموم ، والمعنى : أن الذي له السيادة المطلقة هو الله – عز و جل – ولكن السيد المضاف يكون سيدا باعتبار المضاف إليه، مثل : سيد فلان، سيد البشر، وما أشبه ذلك
الوجه الثاني : لئلا يتوهم أنه من جنس المضاف إليه ، لأن السيد كل شي من جنسه
والسيد من أسماء الله تعالى ، وهي من معاني الصمد، كما فسر ابن عباس الصمد بأنه الكامل في علمه وحلمه وسؤدده وما أشبه ذلك .
ولم ينههم صلى الله عليه وسلم عن قولهم : (أنت سيدنا) ، بل أذن لهم بذلك ، فقال : قولوا بقولكم أو بعض قولكم، لكن نهاهم أن يستجريهم الشيطان فيترقوا من السيادة الخاصة إلى السيادة العامة المطلقة . لأن سيدنا سيادة خاصة مضافة، و(السيد) سيادة عامة مطلقة غير مضافة .
قوله : (تبارك) . قال العلماء : معنى تبارك ، أي : كثرت بركاته وخيراته، ولهذا يقولون إن هذا لا يوصف به إلا الله، فلا يقال : تبارك فلان، لأن هذا الوصف خاص بالله
وقول العامةأنت تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله – عز وجل -، وإنما يريدون أصابنا بركة مجئيك ، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان إذا كان أهلا لذلك، فقال أسيد بن حضير حين نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها : (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر)
قوله : (وأفضلنا) . أي : فضلك أفضل من فضلناقوله : (وأعظمنا طولا) . أي : أعظمنا شرفا و غنى ،والطول : الغنى ، قال تعالى : ( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات) (النساء :25) ويكون بمعنى العظمة، قال تعالى : ( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول) (غافر : 3) أي : ذي العظمة والغنى
قوله : (قولوا بقولكم أو بعض قولكم) . الأمر للإباحة والأذن كما سبق .
وقوله : (قولوا بقولكم) : يعني قولهم أنت سيدنا ، أو أنت أفضلنا، وما أشبه ذلك .
وقوله : (أو بعض قولكم ) يحتمل أن تكون شكا من الراوي ، وأن يكون من لفظ الحديث، أي اقتصروا على بعضه .
قوله : (ولا يستجرينكم الشيطان) . استجراه بمعنى : جذبه وجعله يجري معه، أي : لا يستميلنكم الشيطان ويجذبنكم إلى أن تقولوا قولا منكرا، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى ما ينبغ أن يفعل ونهاهم عن الأمر الذي لا ينبغي أن يفعل، حماية للتوحيد من النقص أو النقض
وقال في النهاية: (لا يستجرينكم الشيطان) ، أي : لا يستغلبنكم فيتخذكم جريا ، أي : رسولا ووكيلا
وعلى التفسيرين ، فمراد النبي صلى الله عليه وسلم حماية التوحيد وسد كل طريق يوصل إلى الشرك، والحماية من المنكر تعظم كلما كان المنكر أعظم وأكبر أو كان الداعي إليه في النفوس أشد . ولهذا تجد أن باب الشرك حماه النبي عليه الصلاة والسلام حماية بالغة حتى سد كل طريق يمكن أن يكون ذريعة إليه، لأنه أعظم الذنوب، وأيضا باب الزنا حمي حماية عظيمة، حتى منعت المرأة من التبرج وكشف الوجه وخلوتها بالرجل بلا محرم وما أشبه ذلك ، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى الزنا، لأن النفوس تطلبه، وفي باب الربا أيضا حمي الربا حماية عظيمة، حتى أن الرجل ليعطي الرجل صاعا طيبا من البر بصاعين قيمتها واحدة، ويكون ذلك رب محرم، مع أنه ليس فيه ظلم .
فالشرك قد يكون من الأمور التي لا تدعوا إليه النفوس كثيرا لكنه أعظم من الظلم، فالشيطان يحرص أن يوصل ابن آدم إلى الشرك بكل وسيلة، فحماه النبي صلى الله عليه وسلم حماية تامة محكمة، حتى لا يدخل الإنسان فيه من حيث لا يشعر، وهذا هو معنى الباب الذي ذكره المؤلف .
• • تنبيه
جرى شرح هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن قول سيدنا : فحاولوا الجمع بين هذا الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم : (أنا سيد ولد آدم، وقوله : (قوموا إلى سيدكم)، وقوله في الرقيق : (وليقل سيدي ومولاي) بواحد من ثلاثة أوجه :
الأول : أن النهي على سبيل الكراهة والأدب، والإباحة على سبيل الجواز
الثاني:أن النهي حيث يخشى منه المفسدة،وهي التدرج إلى الغلو والإباحة إذا لم يكن هناك محذور
الثالث : أن النهي بالخطاب، أي : أن تخاطب الغير بقولك : أنت سيدي أو سيدنا، بخلاف الغائب، لأن المخاطب ربما يكون في نفسه عجب وغلو وترفع، ثم إن فيه شيئا آخر، وهو خضوع هذا المتسيد له وإذلال نفسه له بخلاف ما إذا جاء من الغير، مثل : (قوموا إلى سيدكم) ، أو على سبيل الغيبة، كقول العبد: قال سيدي ونحو ذلك، لكن هذا يرد عليه إباحته صلى الله عليه وسلم للرقيق أن يقول لمالكه : سيدي
والذي يظهر لي أن لا تعارض أصلا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهم أن يقولوا بقولهم ، لكن نهاهم أن يستجريه الشطان بالغلو مثل (السيد)لأن السيد المطلق هو الله تعالى ، وعلى هذا فيجوز أن يقال : سيدنا وسيد بني فلان ونحوه، ولكن بشرط أن يكون الموجه إليه السيادة أهلا لذلك، أما إذا لم يكن أهلا كما لو كان فاسقا أو زنديقا، فلا يقال له ذلك حتى ولو فرض أنه أعلى منه مرتبة أو جاها، وقد جاء في الحديث : لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يكن سيد فقد أسخطتم ربكم عز وجل)، فإذا كان أهلا لذلك وليس هناك محذور فلا باس به، وأما أن يخشى المحذور أو كان غير أهل، فلا يجوز. والمحذور : هو الخشية من الغلو فيه .



وقال الشيخ ابن عثيمين
سئل فضيلة الشيخ: من الذي يستحق أن يوصف بالسيادة؟
فأجاب بقوله: لا يستحق أحد أن يوصف بالسيادة المطلقة إلا الله - عز وجل - فالله تعالى هو السيد الكامل السؤدد، أما غيره فيوصف بسيادة مقيدة مثل سيد ولد آدم، لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، والسيادة قد تكون بالنسب، وقد تكون بالعلم، وقد تكون بالكرم، وقد تكون بالشجاعة، وقد تكون بالملك، كسيد المملوك، وقد تكون بغير ذلك من الأمور التي يكون بها الإنسان سيداً، وقد يقال للزوج: سيد بالنسبة لزوجته، كما في قوله تعالى: ]وألفيا سيدها لدا الباب[.
فأما السيد في النسب فالظاهر أن المراد به من كان من نسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهم أولاد فاطمة ـ رضي الله عنها ـ أي ذريتها من بنين وبنات، وكذلك الشريف، وربما يراد بالشريف من كان هاشمياً وأيّاً كان الرجل أو المرأة سيداً أو شريفاً فإنه لا يمتنع شرعاً أن يتزوج من غير السيد والشريف، فهذا سيد بني آدم وأشرفهم، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد زوج ابنتيه رقية وأم كلثوم عثمان بن عفان، وليس هاشمياً، وزوج ابنته زينب أبا العاص بن الربيع وليس هاشمياً.
وسئل فضيلته عن الجمع بين حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: "انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلنا : أنت سيدنا فقال: (السيد الله تبارك وتعالى). وما جاء في التشهد "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد". وحديث "أنا سيد ولد آدم"؟
فأجاب قائلاً: لا يرتاب عاقل أن محمداً ، صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك، والسيد هو ذو الشرف والطاعة والإمرة، وطاعة النبي، صلى الله عليه وسلم، من طاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ: ]من يطع الرسول فقد أطاع الله[ ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، سيدنا ، وخيرنا ، وأفضلنا عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ وأنه المطاع فيما يأمر به ، صلوات الله وسلامه عليه ، ومن مقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع، عليه الصلاة والسلام، أن لا نتجاوز ما شرع لنا من قول أو فعل أو عقيدة ومما شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد "أن نقول : اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" أو نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد" وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي، عليه الصلاة والسلام، فإن الأفضل ألا نصلي على النبي، صلى الله عليه وسلم، بها، وإنما نصلي عليه بالصيغة التي علمنا إياها.
وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أن كل إنسان يؤمن بأن محمداً، صلى الله عليه وسلم، سيدنا فإن مقتضى هذا الإيمان أن لا يتجاوز الإنسان ما شرعه، وأن لا ينقص عنه، فلا يبتدع في دين الله ما ليس منه، ولا ينقص من دين الله ما هو منه، فإن هذا هو حقيقة السيادة التي هي من حق النبي، صلى الله عليه وسلم، علينا.
وعلى هذا فإن أولئكم المبتدعين لأذكار أو صلوات على النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يأت بها شرع الله على لسان رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، تنافي دعوى أن هذا الذي ابتدع يعتقد أن محمداً ، صلى الله عليه وسلم، سيد، لأن مقتضى هذه العقيدة أن لا يتجاوز ما شرع وأن لا ينقص منه، فليتأمل الإنسان وليتدبر ما يعنيه بقوله حتى يتضح له الأمر ويعرف أنه تابع لا مشرع.
وقد ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "أنا سيد ولد آدم" والجمع بينه وبين قوله: "السيد الله" أن السيادة المطلقة لا تكون إلا لله وحده فإنه تعالى هو الذي له الأمر كله فهو الآمر وغيره مأمور، وهو الحاكم وغيره محكوم، وأما غيره فسيادته نسبية إضافية تكون في شيء محدود، وفي زمن محدود، ومكان محدود، وعلى قوم دون قوم، أو نوع من الخلائق دون نوع.

وسئل فضيلته: عن هذه العبارة "السيدة عائشة رضي الله عنها"؟.
فأجاب قائلاً: لا شك أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ من سيدات نساء الأمة، ولكن إطلاق "السيدة" على المرأة و"السيدات" على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من الغرب حيث يسمون كل امرأة سيدة وإن كانت من أوضع النساء، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهن سيدات مطلقاً، والحقيقة أن المرأة امرأة، وأن الرجل رجل، وتسمية المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة، ولكن ليس مقتضى ذلك أننا نسمي كل امرأة سيدة.
كما أن التعبير بالسيدة عائشة، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة وما أشبه ذلك لم يكن معروفاً عند السلف بل كانوايقولون : أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين خديجة، فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك


وقال ابن عثيمين

سئل فضيلة الشيخ: عن الجمع بين قول النبي، صلى الله عليه وسلم:"السيد الله تبارك وتعالى" وقوله، صلى الله عليه وسلم:"أنا سيد ولد آدم" وقوله : "قوموا إلى سيدكم" وقوله في الرقيق: "وليقل : سيدي"؟

فأجاب بقوله: اختلف في ذلك على أقوال:
القول الأول: أن النهي على سبيل الأدب، والإباحة على سبيل الجواز، فالنهي ليس للتحريم حتى يعارض الجواز.
القول الثاني: أن النهي حيث يخشى منه المفسدة وهي التدرج إلى الغلو، والإباحة إذا لم يكن هناك محذور.
القول الثالث: أن النهي بالخطاب أي أن تخاطب الغير بقولك:"سيدي أو سيدنا" لأنه ربما يكون في نفسه عجب وغلو إذا دعي بذلك، ولأن فيه شيئاً آخر وهو خضوع هذا المتسيد له وإذلال نفسه له، بخلاف إذا جاء على غير هذا الوجه مثل "قوموا إلى سيدكم" و "أنا سيد ولد آدم".
لكن هذا يرد عليه إباحته صلى الله عليه وسلم، للرقيق أن يقول لمالكه : "سيدي"؟
لكن يجاب عن هذا بأن قول الرقيق لمالكه:"سيدي" أمر معلوم لا غضاضة فيه، ولهذا يحرم عليه أن يمتنع مما يجب عليه نحو سيده والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن هذا جائز لكن بشرط أن يكون الموجه إليه السيادة أهلاً لذلك، وأن لا يخشى محذور من إعجاب المخاطب وخنوع المتكلم، أما إذا لم يكن أهلاً، كما لو كان فاسقاً أو زنديقاً فلا يقال له ذلك حتى ولو فرض أنه أعلى منه مرتبة أو جاهاً، وقد جاء في الحديث "لا تقولوا للمنافق : سيد فإنكم إذا قلتم ذلك أغضبتم الله" وكذلك لا يقال إذا خشي محذور من إعجاب المخاطب أو خنوع المتكلم

المصدر : فتاوى اللجنة والإمامين
.







الشيخ ابن باز رحمه الله

س : تكثـر عنـدنا المناداة بكلمـة " سيـد فلان " وذلك لكونه يرجـع في النسب إلى أسـر معينة هـل يصـح هـذا ؟

ج : إذا عرف بهذا فلا بأس لأن كلمة ( السيد ) تطلق على رئيس القوم ، وعلى الفقيه ، والعالم ، وعلى من كان من ذرية فاطمة من أولاد الحسن والحسين ، كل هذا اصطلاح بين الناس معروف . وكانت العرب تسمي رؤساء القبائل والكبراء " سادة " " سيد بني فلان ، فلان " ومثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل بعض العرب : من سيدكم يا بني فلان؟ من سيدكم يا بني فلان أي من رئيسكم؟
وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن
: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وإنما يكره أن يخاطب الإنسان بـ " يا سيدي " " يا سيدنا " لأنه
لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم أنت سيدنا قال السيد الله تبارك وتعالى ولأن هذا قد يكسبه غرورا وتكبرا وتعاظما فينبغي ترك ذلك ، فيقال : يا فلان ، أو يا أبا فلان ، بالأسماء والكنى والألقاب التي تعرف .
وأما التعبير عند المخاطبة له : يا سيدي ، يا سيدنا ، فإن ترك هذا هو الأولى .
المصدر : فتاوى اللجنة والإمامين .







وقال الشيخ الألباني رحمه الله
" ... قاله عليه الصلاة والسلام بمناسبة قول بعضهم في خطابهم إياه عليه الصلاة والسلام بمثل هذا اللفظ ألا وهو السيادة ، فخشي عليه الصلاة والسلام على هؤلاء أمرين إثنين :
الأمر الأول : أن يوصلهم مدحهم للرسول عليه السلام إلى الغلو وهذا يكاد يكون صريحا في الحديث الآخر الذي جاء في مسند الإمام أحمد أن أناسا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : " أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا " فقال عليه الصلاة والسلام :" قولوا بقولكم أو بنحو قولكم هذا ولا يستجرّينكم الشيطان " فقوله " لا يستجرّينكم الشيطان " هو صريح أو كالصريح لأنه عليه الصلاة والسلام خشي من هؤلاء الذين خاطبوه بقولهم المذكور " أنت سيدنا وابن سيدنا ... الخ " أن يمهّد الشيطان لهؤلاء بمثل هذه الكلمات فيصلوا إلى الغلو في مدحه عليه الصلاة والسلام ولذلك جاء الحديث المتفق عليه بين الشيخين وهو قوله عليه السلام :" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "
هذا هو السبب الأول وهو أنه عليه السلام خشي من الذين مدحوا الرسول عليه السلام بذلك المدح الجائز أصلا ، أن يوصلهم الشيطان إلى أن يقولوا فيه ما قالته النصارى .
والأمر الثاني : هو أن يلفت نظرهم إلى أن السيد الحقيقي هو الله تبارك وتعالى لذلك قال لهم :" السيد الله " ومن هذا البيان نفهم أنه لا منافاة بين هذا الحديث وبين الحديث الآخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " وفي الحديث الآخر :" أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ..." ثم ذكر عليه الصلاة والسلام حديث الشفاعة الطويل .
هذا ما عندي في الجواب عن سؤالك هذا .
وقوله : " قوموا إلى سيدكم " أيضا يأخذ هذا المجرى ؟
إلى سيدكم معناه اللغوي أي :إلى رئيسكم فليس معنى السيادة هنا من باب التعظيم الذي يستحقه مثل الرسول عليه السلام وإنما كما لو قال لهم قوموا إلى أميركم وهو سيدهم بمعنى أميرهم .
المصدر :
سلسلة الهدى والنور شريط رقم 220 الدقيقة 22







قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد : " اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر . فمنعه قوم ، ونقل عن مالك ، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له :" يا سيدنا " قال " السيد الله تبارك وتعالى " . وجوزه قوم ، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار :" قوموا لسيدكم ". وهذا أصح من الحديث الأول . قال هؤلاء : السيد أحد ما يضاف إليه ، فلا يقال للتميمي سيد كندة ، ولا يقال : الملك سيد البشر . قال : وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الإسم ، وفي هذا نظر ، فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو في منزلة المالك ، والمولى ، والرّب ، لا بمعنى الذي يطلق على المخلوق " . انتهى .
قلت ( الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ) : فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى قول الله تعالى (( قل أغير الله أبغي ربا )) [ الأنعام : 164 ] : " أي : إلها وسيدا " . وقال في قوله تعالى : (( الله الصمد )) [ الإخلاص : 2 ] : " أنه السيد الذي كمل في جميع أنواع السؤدد " . وقال أبو وائل :" هو السيد الذي انتهى سؤدده " .
وأما استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار :" قوموا إلى سيدكم " . فالظاهر : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواجه سعدا به ، فيكون في هذا المقام تفصيل . والله أعلم .
المصدر :
فتح المجيد ـ شرح كتاب التوحيد ـ لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله [ ص : 713 ] .



ختاما مع الشيخ العلامة احمد بن يحيى النجمى رحمه الله واسكنه فسيح جناته...

السؤال : ما حكم من يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويصفه بالسيد ؟

الجواب : الحمد لله ، الرسول صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم جميعا ، لقوله صلى الله عليه وسلم " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر " الحديث فوصفه بالسيد ليس فيه شيء ولكن وصفه برسول الله ونبي الله أوفى بحقه قال تعالى : (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )) يعني قولوا يا رسول الله ولا تقولوا يا محمد .. وبالله التوفيق .



المصدر :
فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله [ ج 1 ـ ص 68 ] .


من شبكة سحاب السلفية






التوقيع :
اللهم انصر المظلومين فى كل مكــان

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.

قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم
ان اقربكم منى منزلا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا فى الدنيا
صحيح الجامع للعلامة الالبانى رحمه الله
من مواضيعي في المنتدى
»» اباحة الغناء للمراة مع القرضاوى
»» فضيلة الشيخ ابو اسحاق الحوينى فى تركيا
»» الحجة البٌلَيْدِيَة في صد التحفة الأزهرية حول ‏مصطح الحشوية
»» الرد على طعن علماء السلفية بالشيخ عدنان العرعور في انا رافضى
»» التناحر الاشعرى الاشعرى