عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-06, 06:48 PM   رقم المشاركة : 7
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


( 5)البلاليون



التعريف :

" أمة الإسلام " ، حركة ظهرت بين السود في أمريكا وقد تبنت الإسلام بمفاهيم خاصة


غلبت عليها الروح العنصرية ، وعرفت فيما بعد باسم ( البلاليون ) بعد أن صححت كثيراً من معتقداتها وأفكارها .

التأسيس وأبرز والشخصيات :

· مؤسس هذه الحركة والاس د.فارد وهو شخص أسود غامض النسب ، ظهر فجأة في ديترويت عام 1930م داعياً إلى مذهبه بين السود ، وقد اختفى بصورة غامضة في يوينو 1934م .

· اليجابول أو اليجا محمد 1898-1975م التحق بالحركة وترقى في مناصبها حتى صار رئيساً لها وخليفة لفارد من بعده ، زار السعودية عام 1959م وتجول في تركيا وأثيوبيا والسودان والباكستان يرافقه ابنه والاس محمد الذي كان يقول بالترجمة .

· مالكم إكس ( مالك شباز ) : كان رئيساً للمعبد رقم 7 بنيويورك . خطيب ومفكر قام برحلة إلى الشرق العربي وحج عام 1963م ،


ولما عاد تنكر لمبادئ الحركة العنصرية وخرج عليها وشكل فرقة عرفت باسم ( جماعة أهل السنة ) وقد اغتيل في 21 فبراير 1965م .

· لويس فرخان : الذي دخل في الإسلام عام 1950م وخلف مالكم إكس على رئاسة معبد رقم 7 وهو أيضاً خطيب وكاتب ومحاضر ، وهو على صلة قوية حالياً بالعقيد القذافي ، يدعو إلى قيام دولة مستقلة بالسود في أمريكا ما لم تحصلوا على حقوقهم الاجتماعية والسياسية كاملة .



· والاس و.محمد ، الذي تسمى باسم وارث الدين محمد ولد في ديترويت 30 أكتوبر 1933م وعمل رئيساً للحركة في معبد فيلادلفييا 1958-1960م وأدى فريضة الحج عام 1967م كما تكررت زياراته للملكة العربية السعودية .



- انفصل عن الحركة وتخلى عن مبادئ والده عام 1964م لكنه عاد إليها قبيل وفاة والده بخمسة أشهر آملاً في إدخال إصلاحات على الحركة من داخلها .

- حضر المؤتمر الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في نيويورك بولاية نيوجرسي 1397هـ/1977م .

- قام بزيارة للمركز الإسلامي بواشنطن في ديسمبر 1975م .

- حضر على رأس وفد المؤتمر الإسلامي المنعقد في كندا عام 1977م ، وفي كل مرة منها كان يعلن عن صدق توجهه الإسلامي وأنه سيسعى إلى تغيير المفاهيم الخاطئة في جماعته .

- زار الملكة العربية السعودية عام 1976م وتركيا وعدداً من بلاد الشرق وكان يقابل كبار الشخصيات في البلاد التي يزورها .


. الأفكار والمعتقدات :

لا بد من ملاحظة أن أفكار هذه الحركة قد تطورت تدريجياً متأثرة بشخصية الزعيم الذي يدير أمورها ، ولذا فإنه لا بد من تقسيم تطور الحركة إلى ثلاث فترات ( انظر مادة الفرخانية ) .

اولاً : في عهد والاس د.فارد :

· عرفت المنظمة منذ تأسيسها باسم " أمة الإسلام " كما عرفت باسم آخر هو ( أمة الإسلام المفقودة المكتشفة ) ، وبرزت أهم أهدافها فيما يلي :

- التأكيد على الدعوة إلى الحرية والمساواة والعدالة والعمل على الرقي بأحوال الجماعة .

- التركيز على تفوق العنصر الأسود وأصالته والتأكيد على انتمائهم إلى الأصل الأفريقي والتهجم على البيض ووصفهم بالشياطين .

- العمل على تحويل أتباعها من التوراة والإنجيل إلى القرآن مع استمرار الأخذ من الكتاب المقدس في بعض الأفكار .

أنشأ زعيمها منظمتين:واحدة للنساء أطلق عليها اسم ( تدريب البنات المسلمات ) ويرمز لها بالرمز ( T.M.G )


وأخرى للرجال أسماها ( ثمرة الإسلام ) بغية إيجاد جيش قوي يحمي الحركة ويدعم مركزها الاجتماعي والسياسي.

ثانياً : في عهد اليجا محمد :


· أعلن اليجا محمد أن الإله ليس شيئاً غيبياً ، بل يجب أن يكون متجسداً في شخص ، وهذا الشخص هو فارد الذي حل فيه الإله ، وهو جدير بالدعاء والعبادة . وقد أدخل بذلك مفاهيم باطنية على فكر جماعته .

· اتخذ لنفسه مقام النبوة وصار يتصف بلقب رسول الله . ·


حرم على أتباعه القمار وشرب الخمور والتدخين والإفراط في الطعام والزنى ، ومنع اختلاط المرأة برجل أجنبي عنها ، وحثهم على الزواج داخل أبناء وبنات الحركة ومنعهم من ارتياد أماكن اللهو ولمقاهي العامة .

· الإصرار على إعلاء العنصر الأسود واعتباره مصدراً لكل معاني الخير ، مع الاستمرار في ازدراء العرق الأبيض ووصفه بالضعة والدونية ، ولا شك أن الاكتتاب في الحركة مقصور على السود دون البيض بشكل قطعي والدونية لا مجال لمناقشته إطلاقاً .

· لا يؤمن اليجا محمد إلا بما يخضع للحس ، وعليه فإنه لا يؤمن بالملائكة ولا يؤمن كذلك بالبعث الجسماني إذ أن البعث لديه ليس أكثر من بعث عقلي للسود الأمريكيين .

· لا يؤمن بختم الرسالة عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويعلن أنه هو خاتم الرسل إذ ما من رسول إلا ويأتي بلسان قومه وهو أي - اليجا محمد - قد جاء نبياً يوحى إليه من قبل فارد بلسان قومه السود .

· يؤمن بالكتب السماوية ، لكنه يؤمن بأن كتاباً خاصاً سوف ينزل على قومه السود والذي سيكون بذلك الكتاب السماوي الأخير للبشرية .

· الصلاة على عهده عبارة عن قراءة للفاتحة أو آيات أخرى ودعاء مأثور مع التوجه نحو مكة واستحضار صورة فارد في الأذهان ، وهي خمس مرات في اليوم .

· صيام شهر ديسمبر من كل عام عوضاً عن صوم رمضان .

· يدفع كل عضو عشر دخله للحركة .

· ألف عدداً من الكتب التي تبين أفكاره ، منها :

- رسالة إلى الرجل الأسود ( في أمريكا ) .

- منقذنا قد وصل .

- الحكمة العليا .

- سقوط أمريكا .

- كيف تأكل لتعيش .

- أنشأ صحيفة تنطق بلسانهم أسماها محمد يتكلم .

ثالثاُ : في عهد وارث الدين محمد :

· في 24 نوفمبر 1975م اختار وارث الدين اسماً جديداً للمنظمة هو ( البلاليون ) نسبة لبلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

· ألغى وارث الدين في 19 يونيو 1975م قانون منع البيض من الانضمام إلى الحركة وفي 25 فبراير 1976م ظهر في قاعة الاحتفالات عدد من البيض المنضمين إليهم جنباً إلى جنب مع السود .

· العلم الأمريكي صار يوضع إلى جانب علم المنظمة بعد أن كان ذلك العلم يمثل الرجل الأبيض ذا العيون الزرقاء الشيطان القوقازي .

· في 29 أغسطس 1975م صدر قرار بضرورة صوم رمضان والاحتفال بعيد الفطر .

· وفي 14 نوفمبر 1975م تحول اسم الصحيفة من محمد يتكلم إلى بلاليان نيوز ثم أصبحت الجريدة الإسلامية .

· أعلن أن لقبه إمام وقد حصر اهتمامه بالأمور الدينية بينما وزع الأمور الأخرى على القياديين في الحركة.

· تم إعداد المعابد لتكون صالحة لإقامة الصلاة .

· أصدر في 3 أكتوبر 1975م أمراً بأن تكون الصلاة على الهيئة الصحيحة المعروفة لدى المسلمين خمس مرات في اليوم .

· التأكيد على الخلق الإسلامي والأدب والذوق وحسن الهندام ولبس الحشمة بالنسبة للمرأة .

· يقوم الدعاة في الحركة بزيارة السجون لنشر الدعوة بين المساجين وقد لاحظت سلطات الأمن أن السجين الأسود الذي يعرف عنه التمرد وعدم الطاعة داخل السجن يصبح أكثر استقامة وانضباطاً بمجرد دخوله في الإسلام ، ومن هنا فإن السلطات تسر بقيام الدعاة بدعوتهم هذه بين المسجونين .

· تصحيح المفاهيم الإسلامية ، التي اعتنقتها الحركة منذ أيام فارد واليجا محمد بطريقة خاطئة ، ومحاولة تصويبها .

· إن الأمور التي ذكرناها سابقاً لا تدل على أن الحركة قد توجهت توجهاً إسلامياً صحيحاً تماماً ، لكنها تدل على أن هناك تحسناً نوعياً قد طرأ على أفكار ومعتقدات الحركة قياساً على ما كانت عليه في عهد من سبقه .


وهي ما تزال بحاجة إلى إصلاحات عقائدية وتطبيقية حتى تكون على الجادة الإسلامية .

· لقد اضطربت الأمور كثيراً بين قادة الحركة وكان محصلة هذا الاضطراب أن أعلن وارث الدين في 25 مايو 1985م حل الجماعة وترك كل شعبة من شعبها تعمل بشكل منفرد ، وفي كل يوم هناك جديد حول المصير الذي ستؤول إليه الحركة .

· هناك محاولات يقوم بها العقيد القذافي ومحاولات يقوم بها حكام إيران بغية احتواء الحركة وتسييرها وفق الأهواء الخاصة بكل منهما ، وهناك شخصيات جديدة تظهر وزعامات تختفي وانقسامات قد تهدد الجميع .

· لقد عرفت الجماعة بعدد من الأسماء كان من آخرها أمة الإسلام في الغرب .

الجذور الفكرية والعقائدية :

· قامت هذه الحركة على أنقاض حركتين قويتين ظهرتا بين السود هما :

- الحركة المورية التي دعا إليها الزنجي الأمريكي تيموثي نوبل درو علي 1886-1913م الذي أسس حركته سنة 1913م وهي دعوة فيها خليط من المبادئ الاجتماعية والعقائدية الدينية المختلفة وهم يعدون أنفسهم مسلمين لكن حركتهم أصيبت بالضعف إثر وفاة زعيمها .

- منظمة ماركوس جارفي 1887-1940م الذي أسس منظمة سياسية للسود سنة 1916م تحت اسم Universai Negro Improvement Associlation وتتصف هذه الحركة بأنها نصرانية لكن على أساس جعل المسيح أسود وأمه سوداء وقد أبعد زعيمها عن أمريكا سنة 1925م مما أدى كذلك إلى اندثار هذه الحركة .

· ولهذا يمكن أن يقال بأن هذه الحركة تنظر إلى الإسلام على أنه إرث روحي يمكن أن ينقذ السود من سيطرة البيض ويدفع بهم إلى تشكيل أمة خاصة متميزة لها حقوقها ومكاسبها ومكانتها .

· تأثر المؤسس الرئيسي للحركة اليجا محمد بما في التوراة والإنجيل من أفكار بالإضافة إلى ما أخذه من الإسلام وافرازات التمييز العنصري في الولايات المتحدة .

الانتشار ومواقع النفوذ :


· يبلغ عدد السود في أمريكا أكثر من 35 مليون نسمة منهم حوالي مليون مسلم .

· كانوا يسمون مساجدهم معابد ولهم الآن ثمانون شعبة في مختلف أنحاء أمريكا ونخصص الحصة الأولى كل يوم لتعليم الدين الإسلامي .

· يتركز المسلمون السود في ديترويت وشيكاغو وواشنطن ومعظم المدن الأمريكية الكبيرة ويحلمون بقيام دولة مستقلة ، وهم يناصرون قضايا السود بعامة .

ويتضح مما سبق :

أن أمة الإسلام في الغرب حركة مذهبية فكرية ، ادعت انتسابها للإسلام ، ولكنها أفرغته أمداً طويلاً من جوهره ومضمونه ، ذلك أنها في عهدها الأول ، وإن كانت قد دعت إلى تحويل أتباعها صوب القرآن الكريم إلا أنها أبقت على فكرة الاستمرار في الأخذ من التوراة والإنجيل .


وفي عهدها الثاني اتبعت المفاهيم الباطنية وقالت إن الإله ليس شيئاً غيبيا وإنما يجب أن يتجسد شخصاً معيناً هو فارد الذي حل فيه الإله فعلاً كما يزعمون ، وذهبت إلى عدم ختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبشرت بنزول كتاب سماوي على السود ، وجعلت الصيام في شهر ديسمبر بديلاً عن صوم رمضان .



وفي عهدها الثالث اتخذت هذه المنظمة اسماً جديداً هو : " البلاليون " نسبة إلى بلال الحبشي مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم .

وقد أمر وارث الدين محمد بأن تكون الصلاة على الهيئة الصحيحة المعروفة ،

مع تصحيح المفاهيم الإسلامية السابقة لديهم ، وبدأ الاتجاه الحقيقي لهم صوب الإسلام بمفهومه الحق