عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-18, 12:21 AM   رقم المشاركة : 4
ابو عيسى السني
عضو نشيط







ابو عيسى السني غير متصل

ابو عيسى السني is on a distinguished road


س101: ما عقيدة الأئمة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه باختصار؟
ج: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ووليهم وآل فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه)([423]).
وقال شرّاح النهج، ومنهم الميثم البحراني والدنبلي: (إن الوالي: عمر بن الخطاب وضربه بجرانه: كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكّنه كتمكّن البعير البارك من الأرض)([424]).
مبايعته له: قال علي رضي الله عنه: (فلما احتضر- أي أبو بكر- بعث إلى عمر فولاّه، فسمعنا وأطعنا وناصحنا، وكان مرضي السيرة ميمون النقبة)([425]).
تزويجه من ابنته أم كلثوم: ذكره كبير مؤرخي الشيعة: أحمد بن أبي يعقوب في تاريخه([426]).
خوفُ علي رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه من الروم؛ لأنه ردأ الناس ومثابة للمسلمين، وأصل العرب.
لما أراد عمر رضي الله الخروج بنفسه إلى غزو الروم، استشار علياً رضي الله عنه فقال له علي رضي الله: (إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتُنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجعٌ يرجعون إليه فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذاك ما تُحب، وإن تكن الأخرى كنت ردأاً للناس ومثابة للمسلمين).
وفي رواية: قال علي رضي الله عنه: (إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً، يقولوا: هذا أصلُ العرب، فإذا اقتطعتموه استرحتم..)([427]).
تمنّى علي رضي الله عنه أن يَلقى الله تعالى بمثل عملِ عمر رضي الله عنه لما طعن أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه ابنا عمّ الرسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس، فقال ابن عباس رضي الله عنه: (فسمعنا صوت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: واعمراه، وكان معها نسوة يبكين فارتجَّ البيت بكاء.. فقال ابن عباس:.. فوالله لقد كان إسلامك عزاً، وإمارتك فتحاً، ولقد ملأت الأرض عدلاً، فقال عمر: أتشهدُ لي بذلك يا ابن عباس، قال: فكأنه كره الشهادة فتوقّف، فقال له علي ع: قل نعم، وأنا معك، فقال: نعم). وفي رواية: (فضرب عليّ بين كتفي وقال:أشهد)([428]).
(ولما غُسّل عمر وكُفّن، دخل علي عليه السلام، فقال: ما على الأرض أحدٌ أحبُّ أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجّي بين أظهركم)([429]).
وسُئل المجلسي عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب).
فقال: (الخبر صحيح، وهو مروي عن محمد الباقر عليه السلام)([430]).
وبلغ من إكرام عمر رضي الله لآل البيت رضي الله عنهم: أنه كان يُفضّل الحسين رضي الله عنه على ابنه عبد الله رضي الله عنه، حتىّ قال رضي الله عنه كلمته المشهورة في الحسين رضي الله عنه: (وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم)([431]).

س102: هل اتبع شيوخ الشيعة أئمتهم في اعتقادهم في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله؟
ج: لا!!! بل أعلنوا التكفير والتفسيق واللعن.. لعمر رضي الله عنه، ومما يعتقدونه فيه رضي الله عنه: أن عمر رضي الله عنه كان مُصاباً بداء في دُبُره، لا يهدأ إلا بماء الرجال، وكان رضي الله عنه ممن يؤتي في دبره([432])، ويزعم شيوخ الشيعة أن عمر رضي الله عنه كان كافراً، يُبطن الكفر، ويُظهر الإسلام([433])، ويزعمون أن كفر عمر رضي الله عنه مساوٍ لكفر إبليس إن لم يكن أشد منه([434]).
وقال شيخ الدولة الصفوية المجلسي: (لا مجال لعاقل أن يشكّ في كفر عمر، فلعنة الله ورسوله عليه، وعلى كلّ من اعتبره مسلماً، وعلى كل من يكف عن لعنه)([435]).
ويحتفل شيوخ الشيعة بيوم مقتله رضي الله عنه ويجعلونه عيداً، وأن لهذا اليوم عندهم أكثر من اثنين وسبعين اسماً منها: يوم تنفيس الكربة، ويوم ندامة الظالم، ويوم فرح الشيعة.. ويذكرون أناشيد كثيرة، تقال في هذه الأعياد([436])، ويلقّبون أبا لؤلؤة: ببابا شجاع الدين، ويدعون الله أن يحشرهم معه([437]).
قال المجلسي: (فقد حصل الإجماعُ على كفره بعد إظهاره الإيمان)([438]).

س103: ما عقيدة شيوخ الشيعة في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مجتمعين؟
ج: لقد أجمعوا على وجوب لعن الشيخين، وعلى التبرؤ منهما، بل وعدّوا ذلك من ضروريات دين الإمامية([439]).
وتقدّم منكر الضروري كافر في اعتقادهم. وأنّ من لعنهما في المساء لم يُكتب عليه ذنب حتى يصبح([440]).
وقال شيخ الصفويين المجسلي: (إنّ أبا بكر وعمر كانا كافرين، الذي يُحبُّهما فهو كافرٌ أيضاً)([441]).
وأنه ما أُهريق في الإسلام من دم، ولا اكتسب مال من غيره حلِّه، ولا نُكح فرج حرامٌ إلا كان ذلك في عنق أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما([442]).
و(أنهما لم يكن عندهما مثقال ذرة في الإسلام)([443]).
وقال آيتهم المعاصر: (عبد الحسين المرشتي: (إنّ أبا بكر وعمرهما السببان لإضلال هذه الأمة إلى يوم القيامة)([444]).
وأورد شيخ شيوخ الشيعة الكليني في كافيهم المقدّس روايتان في حكم من زعم بأنّ لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما نصيبٌ في الإسلام: أن الله تعالى لا يُكلّمه يوم القيامة، ولا يُزكيه، وله عذاب أليم([445]).
وفي كتاب مفتاح الجنان (أو مفتاح النيران!)لعباس القمي, دعاء شيوخ الشيعة المشهور على أبي بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهم, والذي هو من أذكار الصباح والمساء عندهم، ونصُّه: (اللهم صلّي على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيها، وطاغوتيها، وإفكيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك وقلبا دينك، وحرّفا كتابك، وأحبّا أعدائك،.. وألحدا في آياتك.. فقد أخربا بيت النبوة.. وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيِّه، ووارث علمه، وجحدا إمامته، وأشركا بربهما.. وخلدهما في سقر، وما أدرك ما سقر، لا تُبقي ولا تذر، اللهم أللعنهم بكل منكر أتوه، وحق أخفوه، ونفاق أسرّوه..)([446]).
ويُسمّونهما رضي الله عنهما بفرعون وهامان([447])، وبالوثنين([448])، وباللات والعزى([449]).
وصرح شيوخ الشيعة بأن مهديهم المنتظر يُحيـي أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ثم يصلبهما على جذع نخلة، ويقتلهما كل يوم ألف قتلة([450]).
قاصمة القواصم: روى الكليني: أن امرأة سألت جعفر الصادق عن أبي بكر وعمر: أتتولاهما وتُحبهما (فقال لها توليهما قالت: فأقولُ لربي إذا لقيته إنّك أمرتني بولايتهما قال: نعم)([451]).
بل وأخبر زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أصحابه: (أنه لم يسمع أحداً من آبائه يتبرأ من أبي بكر وعمر)([452]).
وقال -رحمه الله تعالى- (أنا أتبرأ ممن يتبرأ منهما، والبراءة من أبي بكر وعمر براءة من علي، فقالوا له: (إذن نرفضك)([453]).

س104: لو ذكرتم لنا بعض مواقف علي رضي الله عنه مع عثمان رضي الله عنه باختصار؟
ج: نعم، فمن هذه المواقف:
إعطاء عثمان مهر فاطمة لعلي رضي الله عنه([454]).
مبايعة علي لعثمان رضي الله تعالى عنهما: قال علي رضي الله عنه: (لما قُتل جعلني سادس ستة، فدخلتُ حيث أدخلني، وكرهت أن أفرَّق جماعة المسلمين وأشقَّ عصاهم فبايعتم عثمان، فبايعته)([455]).
قاصمة ظهور شيوخ الشيعة: هذا هو فعل علي رضي الله عنه ومبايعته لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه.
فماذا حكم شيوخ الشيعة على من بايع عثمان رضي الله عنه؟
حكموا عليه: (بالكفر)!!([456]). نسأل الله العافية.
ضَرْبُ علي رضي الله عنه ابنيه الحسن والحسين على عدم نصرتهما لعثمان رضي الله عنه:
قال مؤرخهم المسعودي: (.. ودخل علي عليه السلام الدار وهو كالواله الحزين، وقال لابنيه: كيف قُتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب، ولَطَمَ الحسن، وضرب صدر الحسين وشتم محمد بن طلحة، ولعن عبد الله بن الزبير)([457]).

س105: هل اتبع شيوخ الشيعة أئمتهم في عقيدتهم في عثمان بن عفان رضي الله عنه؟
ج: لا!! بل أعلنوا التكفير والتفسيق واللعن لعثمان رضي الله عنه، ومما يعتقدونه فيه رضي الله عنه: أنه ما كان لعثمان رضي الله عنه اسم على أفواه الناس إلا الكافر، وكان رضي الله عنه ممّن يُلعب به، وكان رضي الله عنه مُخنّثاً([458]).
وقال شيخهم المجلسي: (إنّ عثمان حذف من القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأهل البيت ع، وذمّ قريش والخلفاء الثلاثة، مثل آية: يا ليتني لم اتخذ أبا بكر خليلاً)([459]).
وأنّ عثمان رضي الله عنه: (ضرب عبد الله بن مسعود ليطلب منه مصحفه حتى يُغيّره ويبدله، مثلما اصطنع لنفسه، حتى لا يبقى قرآنٌ محفوظ صحيح)([460]).
ويعتقدون أنّ عثمان رضي الله عنه (كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممّن أظهر الإسلام وأبطنَ الكفر)([461]).
ويعتقدون: (أن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان، ولم يستحلّ عرضه، ولم يعتقد كفره، فهو عدوّ لله ورسوله، كافرٌ بما أنزل الله)([462]).
وقالوا في تفسير قوله الله تعالى: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) [تحريم:11] (هذا مثلٌ ضربه الله لرُقية بنت رسول الله التي تزوجها عثمان بن عفان، قال: ((وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) يعني من الثالث: عثمان)([463]).
وفسّروا قوله تعالى: ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)) [البلد:5] يعني عثمان رضي الله عنه في قتله ابنة النبي صلى الله عليه وآله([464])، وقالوا: بأنّ المقتولة هي رقية رضي الله عنها([465])؛ ولأن عاقبة الكذب الفضيحة فقالوا في رواية أخرى بأنّ المقتولة هي أم كلثوم([466]).
وافتروا: بأنه رضي الله عنه كسّر أضلاعها([467])، وأنه ضربها حتى ماتت رضي الله تعالى عنهما([468]).

س106: لو بيّنت لنا عقيدة شيوخ الشيعة في الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم باختصار؟
ج: يعتقد شيوخهم: أنّ في قعر جهنم جُبّاً تتأذى النار من حرِّّه، إذا فُتح استعرت جهنم، هو منْزل الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم([469]).
وقال علاّمتهم المجلسي: (ومن ضروريات دين الإمامية: البراءة من أبي بكر وعمر، وعثمان، ومعاوية)([470])، ومنكر الضروري عندهم كافر! كما تقدّم ذلك مراراً.
وأنّ من لم يبرأ من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فهو عدوّ وإن أحبَّ علياً رضي الله عنه([471])، وعلى وجوب لعنهم رضي الله عنهم دبر كل صلاة([472])..وأنّ من تبرأ منهم رضي الله عنهم في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة([473]).
وفسروا قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) [النحل:90] ((الْفَحْشَاءِ)) (أبو بكر) ((وَالْمُنْكَر)) (عمر) ((وَالْبَغْي)) (عثمان)([474])((يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)).
وقال شيخهم المجلسي: (وعقيدتنا في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان.. ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شرُّ خلق الله على وجه الأرض..)([475]).

س107: ما عقيدة شيوخ الشيعة في زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله تعالى عنهما).
ج: يعتقد شيوخ الشيعة كفر عائشة وحفصة رضي الله تعالى عنهما([476]).
ويعتقدون: أن عائشة وحفصة وأبويهما رضي الله عنهم هم الذين قتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.روى شيخهم العياشي: (تدرونَ مات النبيُّ صلى الله عليه وآله أو قُتل؟ إنّ الله يقول: ((أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) [آل عمران:144] فسُمَّ قبل الموت، إنهما سقتاه قبل الموت، فقلنا: إنهما وأبويهما شرُّمن خلقَ الله)([477]).
قال المجلسي: إن العياشي روى بسند مُعتبر عن الصادق: أنّ عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما، قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسمّ دبرتاه)([478]).
ويعتقد شيوخ الشيعة أن عائشة وحفصة رضي الله تعالى عنهما قد وقعتا في الفاحشة؟!! وأقسم على ذلك شيخهم القمي([479]).

س108: ما عقيدة شيوخ الشيعة في أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما؟
ج: يعتقدون أن أحد أبواب النار السبعة لعائشة رضي الله تعالى عنها؟!.
رووا في تفسير قوله تعالى: ((لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ)) [الحجر:44] (يُؤتى بجهنم لها سبعة أبواب.. والبابُ السادسُ لعسكر..)([480]).
ويعتقد شيوخ الشيعة: بأنّ عائشة رضي الله عنها (زانية!!) ((سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)) [النور:16] وأن مهديهم المنتظر سيُقيم عليها الحد.
قال شيخهم رجب البرسي: (إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة، وفرّقتها على مبغضي علي عليه السلام)([481]). نعوذ بالله العظيم من هذا الضلال.
وقال المجلسي: (إذا ظهر المهديّ فإنه سيُحيي عائشة ويُقيم عليها الحدّ)([482]).

س109: ما آخر ما استقرّ عليه شيوخ الشيعة في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجتيه عائشة وحفصة رضي الله تعالى عنهما؟
ج: قال سيدهم علي غروي -أحد أكبر شيوخ الحوزة-: إن النبي لابدّ أن يدخل فرجه النار؛ لأنه وطئ بعض المشركات)([483]).
قاصمة ظهور شيوخ الشيعة: أختم هذا المبحث المتعلّق بعقيدة شيوخ الشيعة في أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها من تكفيرها ولعنها ووو.. بهذه الرواية القاصمة لكل بنيان الرافضة؟!.
حيث أسند شيخ الشيعة أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي في كتابة إلى الحسين بن علي رضي الله عنه: (أن أبا ذر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت دعا بالسواك فأرسله إلى عائشة فقال: لتلّبينه ليز بريقك، ففعلت ثم أُتي به فجعل يستاكُ به ويقولُ بذلك: ريقك على ريقي يا حميراء، ثم شخص يُحّرك شفتيه كالمخاطب، ثم مات صلى الله عليه وسلم)([484]).
وعلى كل حال، ومع مرارة ما تقدّم من أقوال بني رفض:
فأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم أجمعين، انقطع عنهم العمل، فأحبّ الله أن لا يقطع عنهم الأجر؟ قال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29].
وقد ذكر شيوخ الشيعة أنفسهم: بأن علياً رضي الله عنه سمّى بعض أبنائه بأسماء الخلفاء الراشدين الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم([485]).
وكذلك فعل الحسن رضي الله عنه، فقد سمّى ابنيه بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما([486]). وكذلك فعل الحسين رضي الله عنه فقد سمّى ابنيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما([487]) وغيرهم كثير.

س110: ما حقيقة أرض فدك كما نطقت به كتب الشيعة؟
ج: فدك: قرية بخيبر، وقيل: بناحية الحجاز، فيها عين ونخل، مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة رضي الله عنها إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه تطلب ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض فدك.
قال شيخهم ابن الميثم في شرحه لنهج البلاغة([488]).: (إن أبا بكر قال لها: إنّ لك ما لأبيك، كان رسول الله ص، يأخذ من فدك قوتكم، ويقسم الباقي ويحمل منه في سبيل الله، فما تصنعين بها، قالت: أصنعُ بها كما يصنعُ بها أبي، قال: فلك على الله أن أصنعَ فيها كما يصنعُ فيها أبوك، قالت: الله لتفعلنّ، قال: الله لأفعلنّ، قالت: اللهم فاشهد، وكان أبو بكر يأخذ غلّتها فيدفع إليهم ما يكفيهم ويقسم الباقي، وكان عمرُ كذلك، ثم كان عثمانُ كذلك، ثم كان علي ع كذلك).
وقال زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه: (وأيمُ الله: لو رجعَ الأمرُ إليّ لقضيتُ فيه بقضاء أبي بكر)([489]).
القاصمة: إنّ من تناقض هؤلاء أن رووا في كتاب الله علي رضي الله عنه: (فإذا فيه إن النساء ليس لهنَّ من عقار الرجل إذا هو توفي عنها شي، فقال: أبو عبد الله ع: هذا والله خطّ علي ع بيده، وإملاءُ رسول الله)([490]).

س111: هل ذكرت كتبهم أنّ فاطمة رضي الله عنها غضبت على علي رضي الله عنه؟
ج: نعم، روى صدوقهم غضب فاطمة رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم علي عليّ رضي الله عنه عندما أراد عليّ الزواج بابنة أبي جهل... حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مُناصحاً لعلي رضي الله عنه: (يا عليُّ، أما علمت أن فاطمة بضعة منى وأنا منها، فمن آذها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذها بعد موتي كان كمن آذها في حياتي، ومن آذها في حياتي كان كمن آذها بعد موتي)([491]).
ورووا أنه صلى الله عليه وسلم قالفاطمة بضعة مني، وهي روحي التي بين جنبيّ، يسوؤني ما ساءها، ويسرّني ما سرّها)([492]).
وكذلك فقد أغضب عليُّ رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها مرّة أخرى عندما رأته واضعاً رأسه في حجر جاريته، واشتملت جلبابها وذهبت إلى بيت أبيها، وقالت: (يا ليتي متُّ قبل هذا، وكنت نسياً منسياً، إنما أشكو إلى أبي، وأختصم إلى ربي)([493]).

س112: (ما معنى عصمة الإمام وهل هي من المسائل المُجمع عليها عندهم؟
ج: قال شيخهم المجلسي: (اعلم أنّ الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب، صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلاً، لا عمداً ولا نسياناً، ولا لخطأ في التأويل، ولا للإسهاء من الله سبحانه)([494]).
التعليق: إن هذه الصورة للعصمة التي يرسمها المجلسي: ويُعلن اتفاق الشيعة عليها لم تتحقق لأنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام، كما دلّ على ذلك صريح القرآن والسنة وإجماع الأمة؟
والمسلمون يعتقدون أنّ الأمة معصومة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمّا شيوخ الشيعة فيعتقدون أن الأمة معصومة من الضلال بإمامهم المختفي الخائف؟ لأنه كالنبي صلى الله عليه وسلم بل يعتقدون أنه أعظم من النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم، والإمامة في اعتقادهم: (استمرارٌ للنبوة)([495]).

س113: هل يعتقدون شيوخهم بعدم حصول السهو، والنسيان، من أئمتهم؟
ج: نعم، وهو من ضروريات مذهبهم([496]).
ويعتبرها شيخهم المعاصر محمد رضا المظفر: من عقائد شيعته الثابتة، وأنه لا يوجد فيها أدنى خلاف عندهم([497])، ويذكر أيضاً آيتهم المعاصر: محمد مغنية: بأنها مذهب جميع الشيعة([498])، ونقل شيخهم المعاصر: محمد آصف المحسني: إجماع الشيعة([499]) عليها بل إنّ إمامهم الأكبر عندهم الخميني: ينفي مجرّد تصوّر السهو في أئمته([500]).
وكان هذا المعتقد من أسباب نشوء عقيدة البداء والتقيّة - كما سيأتي إن شاء الله تعالى - فإذا حصل اختلاف أو تناقض في أقوالهم، قالوا: هذا بداء أو تقيّة كما اعترف بهذا إمامهم: سليمان بن جرير، والذي ترك مذهب الإمامية وتبعه جماعة من شيعتهم.
التعليق: قيل لإمامهم الرضا -رحمه الله-: (إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله إنّ الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو)([501]).
الفاضحة: إن شيوخ الشيعة المتقدّمين يُعلنون برائتهم من هذه العقيدة، بل وكفّروا من قال بها وذكروا أن ردّ الروايات التي فيها إثبات سهو النبي صلى الله عليه وسلم يُفضي إلى إبطال الدين والشريعة([502]).
ونجد شيوخ الشيعة المتأخرين: يُعدّونها من الضروري عندهم، ومُنكر الضروري عندهم كافر كما تقدّم؟
فشيوخهم المتقدّمون يُكفرون المتأخرين، والمتأخرون يُكفّرون المتقدّمين!!؟

س114: لو لخّصتم لنا كيف طوّر شيوخ الشيعة عقيدتهم بعصمة أئمتهم؟
ج: لقد تقدّم أنّ أستاذهم الأول ابن سبأ اليهودي قال بألوهية علي رضي الله، ولم ينُقل عنه: القول بعصمته حسب نظرية شيوخ الشيعة؟
ثم طوّر العصمة شيخهم هشام بن الحكم فقال: (إنّ الإمام لا يُذنب)([503]).
التعليق: إن قولهم بأن إمامهم لا يُذنب، يتعارضُ مع اعتقادهم في القدر، من قولهم بالحرية والاختيار، وأنّ العبد يخلق فعله، ممّا يدلُّك أيها القارئ: أن مفهوم العصمة عندهم سابق لمذهبهم في القدر، والذي أخذوه عن المعتزلة في المائة الثالثة!.
ثم طوّر العصمة شيخهم ابن بابويه، ت381هـ، فقال في اعتقاده في أئمته: (أنهم معصومون، مطهّرون من كل دنس، وأنهم لا يذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر، واعتقدنا فيهم، أنهم معصومون موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم وأواخرها، لا يُوصفون في شيء من أحوالهم بنقض ولا عصيان ولا جهل)([504]).
ثم طوّر العصمة شيخهم المفيد 1413هـ، فقال: (بأنها لطفٌ يفعله الله تعالى بالمكلّف، بحيث يمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة، مع قدرته عليها)([505]).
التعليق: تلاحظ أيها القارئ: اصطباغ مفهوم العصمة ببعض الأفكار الاعتزالية كفكرة اللطف الإلهي، وفكرة الاختيار الإنساني، فليس معنى العصمة: أن يُجبر الله إمامهم على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً يترك معها المعصية مختاراً.
ثم طوّر العصمة شيخهم المجلسي ت1111هـ فقال: (إنّ أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأئمة صلوات الله عليهم، من الذنوب الصغيرة والكبيرة، عمداً وخطأ ونسياناً من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله عز وجل)([506]).
الفاضحة: قال المجلسي نفسه: (وبالجملة: المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم، وإطباق الأصحاب إلا من شذّ منهم على عدم الجواز)([507]).
التعليق: فهذا اعتراف من إمامهم المجلسي أن إجماع شيوخ شيعته على عصمة أئمتهم يُصادم رواياتهم، وهذا يجعلهم يقولون وبمضاضة شديدة: إن شيوخ شيعتهم قد أجمعوا على ضلالة!!

س115: هل من الممكن ذكر بعض ما يزعمونه من فضائل أئمتهم؟
ج: لقد أكثر شيوخ الشيعية من الروايات المختلفة الدالة على فضل الأئمة وأنهم يصلون إلى درجة الألوهية أحياناً، ولذلك عقد شيوخهم أبواباً كثيرة في كتب مذهبهم الشيعي المعتمدة ومنها:
1- (باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام) وفيه ثلاثة عشر حديثاً منها: قال أبو عبد الله ع: (وربِّ هذه الكعبة -ثلاث مرات- لو كنتُ بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما)([508]).
2- بابُ تفضيلهم ع على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولى العزم بحبهم صلوات الله عليهم)([509])، وفيه 88 حديثاً منها.
عن أبي عبد الله ع قال: (والله ما استوجب آدم أن بخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي عليه السلام، وما كلّم الله موسى تكليماً إلا بولاية علي عليه السلام، ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي عليه السلام،ثم قال: أُجمل الأمر: (ما استأهل خلقٌ من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا)([510]).
وفي رواية: (.. أنكر يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها)([511]).
وقال إمامهم الخميني: (وإنّ من ضروريات مذهبنا، أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبي مرسل).
وقال أيضاً: (فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضعُ لولايتها وسيطرتها جميع ذرّات هذا الكون)([512]).
3- (بابُ إن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم ص)([513]).
منها: (عن الرضا ع قال: لما أشرف نوحٌ عليه السلام على الغرق، دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق، ولما رُمي إبراهيم ع في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه برداً وسلاماً، وإن موسى ع لما ضرب طريقاً في البحر دعا الله بحقنا فجعله يبساً، وإن عيسى ع لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجي من القتل فرفعه إليه)([514]).
4- (أنّ عندهم ع علم ما في السماء، وعلم ما في الأرض، وعلم ما كان وعلم ما يكون،، وما يحدث بالليل والنهار، وساعة وساعة، وعندهم علم النبيين وزيادة)([515]).
5- (بابُ أنهم ع يعرفون الناس بحقيقة الإيمان، وبحقيقة النفاق وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء شيعتهم وأعدائهم، وأنه لا يزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من أحوالهم)([516]).
6- (بابُ الأئمة ع إذا شاءوا أن يعلموا علموا، وأنّ قلوبهم مورد إرادة الله سبحانه، إذا شاء الله شيئاً شاءوه).
وفيه ثلاثة أحاديث([517]):
7- بابُ أن الأئمة ع يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم). وفيه خمسة أحاديث([518]).
8- (بابُ.. وأنهم يعلمون ما في الضمائر، وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد)([519]).
9- (أنه بابُ لولا أمير المؤمنين عليه السلام لما عرف جبريل ربه تعالى، ولما عرف اسم نفسه)([520]).
10- (أنهم يتكلّمون وهم في بطون أمهاتهم، ويقرءون القرآن ويعبدون ربهم عز وجل وهم في بطون أمهاتهم، وعند الرضاع تُطيعهم الملائكة وتنْزل عليهم صباحاً ومساءاً)([521]).
11- (أن الأئمة ع أولاد الله ومن صلب علي ع)([522]).
نعوذ بالله من الشرك.
12- (أنهم أركان الأرض)، وأن علياً رضي الله عنه قال: (أُعطيتُ خصالاً لم يعطهنّ أحدُ قبلي، علمتُ علم المنايا والبلايا.. فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني)([523]).
12- (بابُ أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علماً إلا أمره أن يُعلمه أمير المؤمنين وأنه شريكه في العلم)([524]).
التعليق: إن هذه الدعاوى من شيوخ الشيعة لأئمتهم في غاية الغرابة وغاية الكفر، يُخرجون بها أئمتهم من منزلة الإمامة، إلى منزلة النبوة والرسالة أحياناً، وأحياناً إلى مرتبة الألوهية، نعوذ بالله من الشيطان وحزبه، ولا يختلف اثنان أن هذا هو الكفر الأكبر بعينه، بل لم يأت أحدٌ من الأولين والآخرين بمثل هذا الكفر والضلال، نسأل الله العافية.
س116: هل يعتقدون بقاء معجزات أئمتهم حتى بعد موتهم، وما أثر ذلك في حياتهم اليومية؟
ج: نعم، بل ولا تزال تولد عندهم وتتجدّد، واتخذت صورة واقعية تتمثل في جانبين:
الأول: ما ينسبه شيوخ الشيعة لغائبهم المنتظر من معجزات وخوارق؟
الثاني: ما يدّعيه شيوخ شيعتهم من حصول الخوارق عند قبور أئمتهم، كقصص تتحدث عن شفاء الضريح للأمراض المستعصية، فنذكرُ أن أعمى أبصر بمجرد مجاورته للضريح!! وأن الحيوانات وخاصة الحمير؟ تذهبُ للأضرحة طلباً للشفاء!! وقصص تتحدّث أن الأئمة في قبورهم تودع عند أضرحتهم الأمانات والودائع فيحفظونها! فارتفعت بذلك أرصده السدنة!([525]).

س117: ما حكم زيارة قبور وأضرحة الأئمة والأولياء عند شيوخ الشيعة؟
ج: فريضة من فرائض مذهبهم الشيعي، ويكفر تاركها([526]).
وسأل هارون ابن خارجة إمامهم أبو عبد الله -وحاشاه- (عمّن ترك زيارة قبر الحسين ع من غير علّة، فقال: هذا رجل من أهل النار)([527]).

س118: ما هي الآداب التي يُوجبونها على من أراد زيارة المشاهد؟
ج: كثيرة، ومنها:
الغسل قبل دخول المشهد، والوقوف والاستئذان بالمأثورة([528]).
والإتيان بخضوع وخشوع، في ثياب طاهرة نظيفة جديدة([529]).
والوقوف على الضريح وتقبيله: قال آيتهم العظمى محمد الشيرازي: (تُقبل أضرحتهم، كما نُقبّلُ الحجر الأسود)([530]).
ووضع الخدّ عليه([531]).
وقالوا: (لا كراهة في تقبيل الضرايح، بل هو سُنةٌ عندنا)([532]). والطواف به (إلا أن نطوف حول مشاهدكم)([533]).
تعارض: لقد أصدروا هم بأنفسهم روايات تنهى عن ذلك ومنها: (ولا تطف بقبر)([534])، وردّ ذلك علاّمتهم المجلسي بقوله: (يُحتملُ أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوُّط)([535]).
استقبال وجه صاحب القبر واستدبار القبلة:
قال المجلسي: (إنّ استقبال القبر أمرٌ لازم، وإن لم يكن موافقاً للقبلة.. واستقبال القبر للزائر، بمنزلة استقبال القبلة، وهو وجه الله..)([536]).
والانكباب على القبر والدعاء بالمأثورة، ومنه قولهم: (إذا أتيت الباب، فقف خارج القبة، وأوم بطرفك نحو القبر، وقل: يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله: عبدك وابن عبدك وابن أمتك، الذليلُ بين يديك، المقصّرُ في علوّ قدرك، المعترف بحقك، جاءك مستجيراً بذمتك، قاصداً إلى حرمك، متوجّهاً إلى مقامك..) ثم انكب على القبر وقل: (يا مولاي أتيتُك خائفاً فآمنّي، وأتيتُك مُستجيراً فأجرني، وأتيتُك فقيراً فأغني.. يا سيّدي أنت وليي ومولاي..)([537]).
واتخاذ القبر قبلة، واستدبار الكعبة، وصلاة ركعتين إلى القبر وجوباً([538]).
ويعدُّ شيوخ الشيعة هذه الشركيات من أفضل القربات... ويُوهمون أتباعهم بأنّ هذه الشركيات تُوجب (غفران الذنوب، ودخول الجنة، والعتق من النار، وحطّ السيئات، ورفع الدرجات، وإجابة الدعوات)([539]).
(وتعدلُ الحجّ والعمرة، والجهاد، والأعناق)([540]).
تناقض: عن أبي عبد الله -رحمه الله- قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلّى على قبر، أو يُقعد عليه، أو يُبنى عليه)([541]).
ثم أليست هذه النصوص المروية كذباً عن أئمتهم دعوة إلى الشرك بالله عز وجل، وتغيير شرع الله ودينه، واختيار نحلة المشركين على ملّة المسلمين، واستبدال الوثنية بالحنيفية؟ بلى والله الذي لا إله غيره ولا ربّ سواه.
ماذا يسمّى هذا الدين الذي يأمرُ أتباعه باستدبار الكعبة، واستقبال قبور الأئمة، وماذا يُسمّى هؤلاء الشيوخ المفترون، الذين عمّروا بيوت الشرك، التي يُسمُّونها المشاهد وعطّلوا بيوت التوحيد (المساجد) والواقعُ خيرٌ شاهد؟ وصدق الله العظيم القائل: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [الشورى:21].
قاصمة الظهر: لقد روى أبو جعفر محمد الباقر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)([542]).

س119: هل لمدن النجف، وكربلاء، وقم والكوفة، فضلّ عندهم؟
ج: نعم، رووا أن أبا عبد الله ع قال فيما أوحاه الله إلى الكعبة: (.. ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولو لا من تضمُّه أرض كربلاء ما خلقتك، ولا خلقتُ البيت الذي به افتخرت، فقرّي واستقرِّي، وكوني ذنباً متواضعاً، ذليلاً مهيناً..)([543]).
وقال آيتهم آل كاشف الغطاء عن كربلاء.. (أشرف بقاع الأرض بالضرورة)؟؟([544])، ومنكر الضروري عندهم كافر كما تقدّم مراراً).
ويقول آيتهم ميرزا حسين الحائري: (وكذلك أصبحت هذه البقعة المباركة بعدما صارت مدفناً للإمام مزاراً للمسلمين! وكعبةً للموحدين!! ومطافاً للملوك والسلاطين، ومسجداً للمصليّن)([545]).
وقد جاء في بعض نصوصهم المقدسة: أن الحجر الأسود سيُنْزعُ من مكانة من الكعبة المشرفة، ويُوضع في حرمهم في الكوفة([546]).
وهذا ما دفع إخوانهم القرامطة إلى فعلتهم وجريمتهم المشهورة في بيت الله الحرام، وانتزاعهم الحجر الأسود من الكعبة المشرفة عام 317هـ([547]). ولكنهم لم يضعوه في حرمهم بالكوفة، لماذا؟!!.
التعليق: أفلا يكون مصادر شيوخ الشيعة مزرعةً لامتثال ما فعل إخوانهم القرامطة؟ ثم لماذا الحرص فقط على الكوفة؟
ألأنه لم يستمع لدين ابن سبأ اليهودي من بلاد المسلمين سوى (الكوفة) وذلك أن بلاد الإسلام لقربها من العلم والإيمان لم تقبل دين ابن سبأ اليهودي (التشيُّع) سوى الكوفة التي بُليت بها بتأثير ابن سبا اليهودي الذي طاف الأمصار، فلم يجد من يقبلُ دعوته أحد إلا في ذلك المكان القاصي البعيد في تلك الفترة عن نور العلم والإيمان، ولهذا خرج (التشيّع من الكوفة) كما ظهر الإرجاء أيضاً من الكوفة، وظهر القدرُ والاعتزال والنسكُ الفاسد من البصرة، وظهر التجهُم من ناحية خراسان وكان ظهور هذه البدع بحسب البعد عن الدار النبوية، ذلك أن سبب ظهور البدع في كل أمة هو خفاء سنن المرسلين فيهم، وبعدهم عن ديار العلم والإيمان، وبهذا يقع الهلاك.
وأختم هذا الجواب بقول الله تبارك وتعالى: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) [آل عمران:96-97].

س120: ما هو اعتقادهم في: الصلاة، والدعاء، والتوسل، والحجّ إلى قبور أئمتهم.
ج: رووا بأن رجلاً جاء إلى أبي عبد الله فقال له: (أني قد حججتُ تسعَ عشرة حجةً، فادعُ الله أن يرزقني تمام العشرين حجة قال: هل زرت قبر الحسين ع قال: (لا قال لزيارته خيرٌ من عشرين حجة)([548]). وفي رواية (والله لو أني حدثتكم بفضل زيارته، وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأساً، وما حجّ منكم أحد)([549]). ويا ليته حدّثهم!!.
وأما عن اعتقادهم في فضل الحجّ في يوم عرفة لقبر الحسين رضي الله عنه. قال الإمام الصادق ع: (إنّ الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوّار قبر الحسين بن علي عليه السلام عشيّة عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف، قيل له: قبل نظره إلى أهل الموقف! وكيف ذلك. قال: لأن في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا)([550]).
وعن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ قال: (كان كمن زار الله في عرشه)([551]).
ورووا: أن أبا عبد الله ع قال: (ألا تزور من يزروه الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء، ويزوره المؤمنون)([552]).
وأما عن اعتقادهم في فضل الصلاة عند القبور:
قال أبو عبد الله ع عن الصلاة في حرم الحسين ع: (لك بكلّ ركعة تركعها عنده كثواب من حجّ ألف حجة، واعتمرَ ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرّة مع نبي مرسل)([553]).
س121: هل قصرُوا هذه الفضائل المزعومة على زيارة قبور أئمتهم فقط؟
ج: لا!؟ بل جاوزوا ذلك إلى قبور أوليائهم ومشايخهم وأقاربهم وأصدقائهم!! رووا أن الحسن العسكري ع قال: (من زار قبر عبد العظيم كان كمن زار قبر الحسين)([554]).
وعن ابن الرضا ع قال: (من زار قبر عمّتي بقم فله الجنة)([555]).
وذكروا عن أبي الحسن موسى ع قال: (من زار قبر ولدي عليّ كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة قال: قلتُ: سبعين حجة، قال نعم وسبعينَ ألف حجة..)([556]).
لقد أغضب إمامة فراد الإمام في النصيب!!.
التعليق: لماذا يشاهد عموم الشيعة بل وشيوخهم يحجُّون ويعتمرون ويزورون مكة والمدينة النبوية؟ مع وجود هذه الفضائل العظيمة لهذه القبور المزعومة!!؟

س122: لو ذكرتم لنا بعض فضائلهم المزعومة لزيارة قبر أمير لمؤمنين علي رضي الله عنه باختصار.
ج: نعم، فمن ذلك (من زار قبر أمير المؤمنين كتبَ الله بكل خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة، والله يا ابن مارد: ما يُطعم الله النار قدما أغبرِّت في زيارة أمير المؤمنين ع)([557]).
وفي رواية: (من زار قبر أمير المؤمنين عارفاً بحقه، غير متُجبِّر ولا مُتكبِّر، كتب الله له أجرَ مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر..)([558]).
وأخيراً: قال المجلسي: (إنّ قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة، ويزوره الأنبياء،، ويزوره المؤمنون)([559]).

س123: لو ذكرتم لنا بعض فضائلهم المزعومة لزيارة قبر الحسين رضي الله عنه باختصار؟
ج: افترى شيوخ الشيعة روايات كثيرة، منها: عن أبي جعفر قال: (لو يعلمُ الناس ما في زيارة الحسين عليه السلام من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات..)([560]).
القاصمة: ماذا يجيبُ شيوخ الشيعة عمّا رووه: (عن حنَّان: قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقولُ في زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه، فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال: تعدلُ حجّة وعمرة؟ قال فقال: ما أضعف هذا الحديث، ما تعدل هذا كلّه، ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيَّدُ شباب أهل الجنة)([561]).

س124: ما عقيدة شيوخهم في المجتهد من شيعتهم، وما حكم من ردَّ عليه؟
ج: قال شيخهم محمد رضا المظفر: (عقيدتنا في المجتهد: أنه نائب للإمام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق.. (والرادُ عليه رادّ على الإمام، والراد على الإمام رادّ على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله)([562]).
وقال إمامهم الخميني: (إنّ معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفّر فيهم الخصائص التي تُؤهلهم للنيابة عن الإمام المعصوم.
وقال أيضاً: (والفقيه هو وصيُ النبي ص، وفي عصر الغيبة يكون إماماً للمسلمين وقائدهم)([563]).
التعليق: قال شيخهم محمد جواد مغنية([564])، في كلام طويل مفادهُ: (كيف يدعَّي الخميني النيابة المطلقة عن الإمام الغائب، والإمام الغائب بمنْزلة النبي، أو الإله عندنا...).
وأوجبوا على الشيعي، أن يُقلّد مجتهداً حيّاً معيّناً، وإلاّ فجميع عباداته باطلة لا تُقبل منه، وإن صلّى وصام، إلا إذا وافق عمله رأي من يُقلّده بعد ذلك([565]).
التعليق: إن هذه المكانة العالية للمجتهدين من شيوخ الشيعة، تُذكّرنا بمكانة الباباوات والقسس عند النصارى! بل هي أعظم.

س125: ما هي التقيّة، وما فضلها عند شيوخ المذهب الشيعي؟
ج: قال شيخهم المفيد: (التقيّة كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقبُ صرراً في الدين أو الدنيا)([566]).
وقال محمد جواد مغنية: (هي أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد، لتدفع الضرر عن نفسك أو مالك أو لتحفظ بكرامتك)([567]). فهي إظهار الإيمان بمذهب أهل السنة، وإخفاء مذهب الشيعة!.
ورووا أنّ علياً رضي الله عنه قال (التقيّة من أفضل أعمال المؤمن)([568]).
وقال الحسين بن علي رضي الله عنه: (لولا التقيّة ما عُرف ولّينا من عدوّنا)([569]).
وقال أبو عبد الله ع: (والله ما عُبد لله بشيء أحب إليه من الخبأ، فقلتُ: ما الخبء؟ قال: التقيّة)([570]).
وقال ع: (فإنه لا إيمانَ لمن لا تقيّة له)([571]).
وقال أبو جعفر ع: (التقيَّة من ديني ودين آبائي، ولا إيمانَ لمن لا تقيّة له)([572]).
وقال الخميني: (إن الأنبياء لم يُفضلهم الله على بقيَّة خلقة إلا بتقيتهم للناس)([573]).
التعليق: هذه النصوص الماضيةُ يُسندها شيوخ الشيعة إلى أئمتهم علي رضي الله عنه (الشهيد سنة 40) وابنه الحسين رضي الله عنه (الشهيد سنة 61)، وأبي جعفر (المتوفى سنة 114)، وأبي عبد الله (المتوفى 148)، فهم عاشوا في فترة عزَّ الإسلام والمسلمين، وإلا فأي حاجة إلى التقيَّة في ذلك الزمن، إلا إذا كان الدين المُتَّقَى به غير الإسلام، نعوذ بالله من ذلك؟

س126: ما حكم ترك التقيّة عند شيوخ المذهب الشيعي؟
ج: أن تاركها كتارك الصلاة([574]).
ثم زادوا في الغلوِّ فقالوا: إن تركها من الموبقات التي تُلقي صاحبها قعر جهنم، وهي توازي جحد النبوة، والكفر بالله العظيم([575]).
ثم زادوا في الغلوّ فقالوا: (إنّ تسعة أعشار الدين في التقيّة، ولا دين لمن لا تقيّة له)([576]).
ثم زادوا في الغلوّ فقالوا: بأنّ تركها ذنبٌ لا يُغفر أبداً([577])، ورووا أن أبا عبد الله ع قال: (إنكم على دين من كتمه أعزّه الله، ومن أذاعه أذلّة الله)([578]).
وأخيراً: بأنّ تارك التقيّة كافر([579]).
التعليق: عن سفيان السمط قال: قلتُ لأبي عبد الله: (جُعلتُ فداك إن رجلاً يأتينا من قبلكم يُعرف بالكذب فُيحدّثُ بالحديث فنستبشعه، فقال أبو عبد الله ع: يقولُ لك إني قلت لليل إنه نهار أو للنهار إنه ليل، قال:لا، قال: فإن قال لك هذا أني قلته فلا تُكذّب به فإنك إنما تكذبني)([580]).
فهذا النصُّ وغيره كثير، يدل على أنّ من الشيعة من يستبشعُ روايات شيوخهم عن الأئمة، ولكن يُلزمونه بالإيمان الأعمى بها.
رووا عن جابر قال: قال أبو جعفر رضي الله عنه قال رسول الله ص: (إن حديث آل محمد صعبٌ مستصعبٌ، لا يؤمن به إلاّ ملكٌ مقرَّب، أو نبيُّ مرسل، أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان، فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلى الله عليه وسلم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه، وما اشمأزّت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد، وإنما الهالك أن يحدث أحدكم بشيء منه لا يحتمله، فيقول والله ما كان هذا، والله ما كان هذا والإنكار هو الكفر)([581]).

س127: متى تُترك التقيّة عند شيوخ الشيعة؟
ج: التقيّة ملازمة للشيعي ما دام في ديار المسلمين، فعلماء الشيعة يُسمُّون دار الإسلام: دار التقيّة؟
رووا: (والتقية في دار التقيّة واجبة)([582]).
ويُسمُّون دار الإسلام أيضاً: بدولة الباطل؟
رووا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتكلّم في دولة الباطل إلاّ بالتقيّة)([583]).
ويسمّون دار الإسلام أيضاً: بدولة الظالمين؟
رووا: (التقيّة فريضةٌ واجبةٌ علينا في دولة الظالمين، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه)([584])، وأوجبوا معاشرة أهل السنة بالتقيّة([585]).
تناقض: لقد رووا: (فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منا)([586])، لماذا. أجاب شيخهم المعاصر محمد باقر الصدر؛ لأن تركها يُؤدّي: (إلى بطء وجود العدد الكافي من الممحصين، الذين يُشكل وجودهم أحد الشرائط الأساسية للظهور)([587]).

س128: لماذا نُشاهد بعض الشيعة يُصلّي خلف أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي؟
ج: أصدر شيوخ الشيعة هذه الرواية: (من صلّى معهم في الصف الأول، فكأنما صلّى مع رسول الله في الصف الأول)([588]).
وعلّق إمامهم الخيمني بقوله: (ولا ريب أن الصلاة معه صلى الله عليه وسلم صحيحة ذات فضيلة جمَّة، فكذلك الصلاة معهم حال التقيّة)([589]).
ورووا: (من صلّى خلف المنافقين بتقيّة، كان كمن صلّى خلف الأئمة)([590]).

س129: هل مازالت التقيّة تُؤدي دورها الخطير في المذهب الشيعي؟
ج: نعم، لا يزال الأثر العملي للتقيّة يؤدي إلى دوره الخطير في جوانب عديدة منها:
أولاً: أن عقيدة التقيّة استغلها دعاة التفرقة بين الأمة والزندقة من شيعتهم، استغلوها لإبقاء الخلاف بين المسلمين، وذلك بردّ الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآثار المنقولة عن أئمتهم الموافقة لها، ردُّوها بحجة أنها لموافقتها لما عند أهل السنة؟
فمثلاً: الأحاديث الواردة في الثناء على الصحابة رضي الله عنهم، قالوا بأنها تقيّة.. وتزويج النبي صلى الله عليه وسلم لابنتيه من عثمان بن عفان وأبي العاص بن الربيع رضي الله عنهم أجمعين، تقيّة، وتزويج علي ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه تقيّة..)([591]).
ثانياً: جعل شيوخهم عقيدتهم في التقيّة هي المخرج من الاختلافات والتناقض في أخبارهم وأحاديثهم، فإنّ ظاهرة التناقض في أحاديثهم كانت أقوى الدلائل على أنها من عند غير الله تعالى: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)) [النساء:82].
ولقد كشف شيخهم هاشم البحراني: ما يُعانيه الشيعة من الحيرة والاضطراب في روايات أئمتهم، وبأي الأقوال يأخذون، أو يتوقفون أو يخيّرون أتباعهم، أم ماذا يفعلون بهذه الروايات المتعارضة المتناقضة، فجعلت التقيّة كما يقول البحراني: (مناط الأحكام لا تخلو من شوب وريب وتردد، لكثرة الاختلافات في تعارض الأدلة، وتدافع الأمارات)([592]).
القاصمة: لقد كان الاختلاف الكثير في أخبار شيوخ الشيعة من أسباب ترك كثير من الشيعة للتشيُّع، بل وحتّى من شيوخهم، كما اعترف بذلك شيخهم الطوسي في زمنه فكيف بزماننا الآن..).
ولقد تألم شيخهم الطوسي لما آلت إليه أحاديثهم: (من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضادَّ، حتى لا يكاد يتفق خبرٌ إلا وبإزائه ما يضادُّه، ولا يسلمُ حديثٌ إلا وفي مقابلته ما ينافيه، حتى عدّ مخالفونا ذلك أعظم الطعون على مذهبنا..)([593]).
وكذلك اشتكى أيضاً شيخهم الفيض الكاشاني من اختلاف طائفته فقال: (تراهم يختلفون في المسالة الواحد على عشرين قولاً، أو ثلاثين قولاً، أو أزيد، بل لو شئتُ أقول: لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها، أو في بعض متعلقاتها)([594]).
ثالثاً: قال شيوخهم كما تقدّم بعصمة الأئمة، وأنهم لا ينسون ولا يسهون ولا يُخطئون، مع أنّ كتبهم المعتمدة حفظت ما يُخالف ذلك، فقال شيوخهم حينئذٍ بالتقية للمحافظة على دعواهم عصمة أئمتهم، تلك العصمة التي بسقوطها يسقط المذهب الشيعي بأكمله.
رابعاً: انبثق من عقيدتهم في التقيّة، مبدأ وجوب مخالفة أهل السنة وأن فيه الهداية وأنّ ما ورد عن أئمتهم من موافقة أهل السنة، إنما هو من باب التقيّة؟
فرووا عن أبي عبد الله أنه قال: (إذا ورد عندكم حديثان مختلفان، فخذوا بما خالف القوم)([595]).
وفي رواية: (فخذوا بأبعدهما من قول العامة) أي أهل السنة([596]).
فعلامة إصابتهم للحق هو مخالفة ما عليه أهل السنة، حتى ولو وافق قول أهل السنة القرآن الكريم وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، كما هو واضحٌ في اعتقاد شيوخ المذهب الشيعي؟

س130: ما هي الرجعة، ولمن تكون، وما عقيدة شيوخ الشيعة فيها؟
ج: الرجعة هي: (رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وعودتهم إلى الحياة بعد الموت، في صورهم التي كانوا عليها)([597]).
والراجعون إلى الدنيا في اعتقادهم هم: (النبيّ الخاتم، وسائر الأنبياء، والأئمة المعصومون، ومن محّض في الإسلام، ومن محض في الكفر دون الطبقة الجاهلية، المعبّر عنها بالمستضعفين)([598]).
وأما عن عقيدتهم فيها:
فقد قال المفيد: (واتفقت الإمامية: على وجوب رجعة كثير من الأموات)([599]).
وأصدروا هذه الرواية: (ليس منا من لم يؤمن بكرتنا)([600]).
ونقل شيخهم المجلسي أنهم: (أجمعوا على القول بها في جميع الأعصار)([601]).
(بل هي من ضروريات مذهبهم)([602]).
وقال الطبرسي والحر العاملي وابن المظفر وغيرهم: بأنّ الرجعة موضع (إجماع جميع الشيعة الإمامية)([603])، وقد حكموا على أنّ منكر الضروري أنه كافر كما تقدّم.
التعليق: لقد أبطل الله تعالى الرجعة بقوله: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:99ـ100].
وقال تعالى: ((أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ)) [يس:31].

س131: لماذا يُرجع جميعُ الأنبياء والمرسلين في اعتقاد شيوخ الشيعة؟
ج: لكي يُصبحوا جنوداً يقاتلون تحت على رضي الله عنهم؟! (لم يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا ردّ جميعهم إلى الدنيا، حتى يٌقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام)([604]).

س132: متى يكون حساب الخلق يوم القيامة، ومن الذي يتولّى الحساب في اعتقادهم؟
ج: يكون قبل يوم القيامة؟
رووا أن أبا عبد الله قال: (إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة: الحسين بن علي عليه السلام، فأمّا يوم القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة، وبعثُ إلى النار)([605]).
تعارض: قال تعالى: ((إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ)) [الشعراء: 113). وقال تعالى: ((ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)) [الغاشية:26].

س133: من أول من قال بالرجعة، وكيف دخلتَ هذه العقيدة على المذهب الشيعي؟
ج: هو المؤسس الأول للمذهب الشيعي: عبد الله بن سبأ اليهودي، كما نطقت بذلك كتبهم، حيث قال برجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم تحّول الأمرُ إلى القول برجعة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فلمّا بلغه نعي أمير المؤمنين علي رضي الله قال للذي نعاة: (كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صُرّة وأقمتَ على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموتُ حتى يملك الأرض..)([606]).
ثم تطوّر الأمر أيضاً حتى قالت أكثر فرق المذهب الشيعي، والبالغة أكثر من ثلاثمائة فرقة، برجعة إمامها؟
فمثلاً: فرقة من الكيسانية ينتظرون الإمام محمد بن الحنفية رضي الله عنه، ويزعمون أنه حتى محبوس بجبل رضوى إلى أن يُؤذن له بالخروج!.
وكذا فرقة المحمدية ينتظرون إمامهم: محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا يصدقون بقتله ولا يموته([607]).

س134: ما هو البداء، وما عقيدة شيوخ الشيعة فيه، ومن هو أول من قال به منهم؟
ج: البداء في اللغة عند شيخهم المجلسي له معنيان: الأول الظهور والانكشاف.
الثاني: نشأة الرأي الجديد([608]).
والبداء في الأصل عقيدة يهودية ضالة! ومع ذلك فإنّ اليهود ينكرون النسخ؛ لأنه اعتقادهم يستلزم البداء([609]).
وانتقل الاعتقاد بالبداء: إلى فرق السبئية من الشيعة، فكلّهم يقولون بالبداء، إن الله تبدو له البداوات([610])، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
والقول بالبداء من أصول عقائد الشيعة:
فعن أبي عبد الله أنه قال: قال: (ما عُبد الله بشيء، مثل البداء)([611]).
وقال: (ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر، ما فتروا من الكلام فيه..)([612]).
وهي موضع اتفاق بين شيوخ الشيعة:
حيث: (اتفقوا على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى)([613]).
وتحمّلُ أخي المسلم: قراءة ما نسبوه إلى الإمام أبي الحسن من قوله: (بدا لله في أبي جعفر ع ما لم يكن يعرف..)([614]).
التعليق: يا شيوخ الشيعة: ((مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا *وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا* أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا*وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا*وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا*لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجًا)) [نوح:13-20].
إنّ عقيدتكم هذه والتي تقولون: بأنه لم يُعبد الله بمثلها.. تستلزم وصفكم الله تعالى بالجهل - تعالى الله عن ذلك - أمّا عن وصفكم يا شيوخ الشيعة لأئمتكم: فافتريتم أن أبا عبد الله ع قال: (إنّ الإمام إذا شاء أن يعلم عَلِمَ)([615]).
القاصمة: روى ابن بابويه عن منصور بن حازم قال: (سألتُ أبا عبد الله: هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله تعالى بالأمس؟ قال: لا، من قال هذا فأخزاه الله، قلتُ: أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله، قال: بلى قبل أن يخلق الخلق)([616]).
وحسب شيوخ الشيعة عاراً وفضيحة أن ينسبوا إلى الله جلّ وعلا هذه العقيدة، على حين أنهم يٌبرؤون ويُنَزُهون منها أئمتهم، نسأل الله العافية.

س135: ما سببُ قولهم بعقيدة البداء مع مخالفتها للنقل من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة؟
ج: قال شيخهم سليمان بن جرير: (إنّ أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذبهم أبداًً، وهما القول بالبداء وإجازة التقيّة، فأما البداء: فإنّ أئمتهم لمّا أحلُّوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء ع من رعيتها في العلم فيما كان ويكون، والإخبار بما يكون في الغد، وقالوا لشيعتهم: إنه سيكون في غد وفي غابر الأيام: كذا وكذا، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه، لهم: ألم نعلمكم أن هذا يكون، فنحن نعلم من قبل الله عز وجل ما علمه الأنبياء، وإن لم يكن ذلك الشيء الذي أخبروا به على ما قالوا، اعتذروا لشيعتهم بقولهم: بد الله في ذلك)([617]).
فمثلاً: زعموا لأئمتهم (علم الآجال والأرزاق، والبلايا والأعراض والأمراض، ويشترط لهم في البداء)([618])، فالبداء حيلة ليستروا به كذبهم إذا أخبروا خلاف الواقع.
وقد أمر شيوخ الشيعة أتباعهم بمقتضى هذه العقيدة بالتسليم بالتناقض والاختلاف والكذب، فرووا أن إمامهم عندما أخبر بخلاف الواقع، قال: (إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول، فقولوا: صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا: صدق الله ورسوله تُؤجروا مرتين..)([619]).

س136: ما هي عقيدتهم في الغيبة، ومن أول من أحدثها؟
ج: قال شيخهم عبد الله فياض: (الغيبة من العقائد الأساسية عند الإمامية)([620]).
فشيوخ الشيعة يعتقدون: أنّ الأرض لا تخلوا من إمام لحظة واحدة!!.
روى شيخهم الكليني عن أبي عبد الله ع، قال: (لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت)([621]).
ورووا: (عن أبي جعفر ع قال: (لو أنّ الإمام رُفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله)([622]).
وذلك أنّ الإمام عندهم (هو الحجة على أهل الأرض)([623])، فلا حجة عندهم سواه، حتىّ كتاب الله تعالى ليس حجة بدون الإمام (لأنّ القرآن لا يكون حجة إلا بقيّم)([624]).
والقيّم: هو أحد أئمتهم الاثني عشر كما هو معلوم من نصوصهم العقدية.
وأول من أحدثها باعتراف شيوخ الشيعة: إمامهم الأول: عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي قال بالوقف على علي رضي الله عنه وغيبته)([625]).

س137: ولنا أن نسأل شيوخ الشيعة فنقول: أين إمامكم اليوم؟
ج: لقد توفي الحسن العسكري إمامهم الحادي عشر سنة 260هـ، بلا عقب)([626]).
واعترفت كتبهم الشيعية بأنّه(لم يُر له خَلَفٌ، ولم يُعرف له ولدٌ ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه)([627]).
واضطرب شيوخ شيعتهم بعد وفاة الحسن بلا ولد، وتفرَّقوا فيمن يخلفه فرقاً شتى حتى يلغوا: أربع عشرة فرقة كما قاله النوبختي([628]).
والمفيد([629])، أو خمسة عشر فرقة أو أكثر كما قال القمي([630])، أو إلى عشرين فرقة كما قاله المسعودي([631]).
حتى إنّ بعض شيوخهم قال: (إنّ الإمامة قد انقطعت..)([632]).
وقيل: قد بطلت بعد الحسن وارتفعت الإمامة)([633]).
وكاد أن يكون موت الحسن بلا عقب، نهاية المذهب الشيعي والشيعة والتشيع، حيث سقط عموده وهو: الإمام.
ولكنّ (فكرة غيبة الإمام) كانت هي القاعدة التي قام عليها كيانهم بعد أن تصدَّع، وأمسك بنيانهم عن الانهيار أمام عوامهم، لهذا أصبح الإيمان بغيبة (ابن للحسن العسكري) هو المحور الذي تدور عليه عقائدهم، ودان بذلك أكثر شيعتهم بعد التخبط والاضطراب، فلم يكن لشيوخ الشيعة ملجأ إلاّ ذلك، أي إلا فكرة القول بغيبة الإمام حفاظاً على دسائسهم في مذهبهم الشيعي من الانهيار؟؟
وإذا كان شيخ شيوخ الشيعة الأول: ابن سبأ اليهودي، هو الذي وضع عقيدة (النص على علي رضي الله عنه بالإمامة) التي هي أساس تشيعهم؟
فإنّ هناك ابن سبأ آخر، هو الذي وضع البديل (لفكرة الإمامة) بعد انتهائها حسياً بانقطاع نسل الخمس: أو أنه واحد من مجموعة وضعت هذه الفكرة، لكنه هو الوجه البارز لهذه الدعوى، هذا الرجل هو: (أبو عمر عثمان بن سعيد العمري الأسدي العسكري، المتوفى سنة 280)([634]). زعم: أن للإمام الحسن ولداً قد اختفى وعمره أربع سنوات([635]).
وقال شيخهم المجلسي: (أكثر الروايات على أنه أقل من خمس سنين بأشهر، أو بسنة وأشهر)([636]).
على الرغم من أنّ هذا الولد كما تعترف كتبهم الشيعية، لم يظهر في حياة أبيه الحسن ولا عرفه الجمهور بعد وفاته([637])، ولكنّ هذا الرجل (أي عثمان) هو الذي يزعم أنه يعرفه، وأنه وكيله في استلام أموال شيعتهم والإجابة عن أسئلتهم؟ ومن الغريب أنّ شيوخ الشيعة يزعمون أنهم لا يقبلون إلاّ قول معصوم، حتى إنهم رفضوا الإجماع بدون المعصوم، وها هم يقبلون في أهم عقائد الشيعية دعوى رجل غير معصوم، وقد ادّعى مثل دعواه آخرون، وكل منهم يزعم أنه الباب للغائب، وكان النزاع بين هؤلاء المرتزقة شديداً، وكل واحد منهم يُخرج توقيعاً، يزعم أنه صدر من الغائب المنتظر، يلعن فيه الآخرين ويكذبهم، وقد ذكر بعضهم الطوسي في مبحث بعنوان ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله([638]).
بل لقد رفض عثمان ومن معه: البوح باسم هذا الولد المزعوم، أو ذكر مكان وجوده - وذلك في بادئ الأمر- فعن أبي عبد الله الصالحي قال: (سألتُ أصحابنا بعد مُضيِّ أبي محمد الحسن العسكري، أسأل عن الاسم والمكان، فخرج الجواب:
إنّ دللتم على الاسم أذاعوه، وإن عرفوا المكان دلوا عليه)([639]).
وقد روى الكليني: (صاحبُ هذا الأمر لا يُسمِّيه باسمه إلا كافر) ولّما قيل: كما نذكره؟ قال قولوا: (الحجة من آل محمد صلوات الله وسلامه)([640]).
ويبدو أن عملية كتمان اسمه ومكانه، ما هي إلاّ محاولات لستر هذا الكذب، إذ كيف يأمر شيوخهم بكتمانه وهم أنفسهم يقولون: (من لم يعرف الإمام فإنما يعرف، ويعبد غير الله)([641]).
وعقيدة الغيبة كما نادى بها عثمان نادى بها من بعده ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان (ت304هـ أو 305هـ) فانقسم الشيعة عدَّة انقسامات، فَلَعَنَ بعضهم بعضاً، وتبرأ بعضهم من بعض، وكان السبب: هو الطمع في جمع الأموال([642]). ثم عيَّن محمد بن عثمان من بعده أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي: فأحدث هذا التعيين نزاعاً كبيراً بين المرتزقة، فانفصلوا وكثر التلاعن بينهم([643]).
وأخيراً وقطعاً للنزاع، أوصى ابن روح بالبابية لعليِّ بن محمد السمري([644]).
والسمري في منصبه ثلاث سنوات، وأدركته (الخيبة، وشعر بتفاهة منصبه كوكيل معتمد للإمام الغائب، فلما قيل له وهو على فراش الموت: من وصيُّك من بعدك؟ قال: لله أمر هو بالغه)([645]).
وتُسمَّى فترة نيابة هؤلاء الأربعة عن المهدي: الغيبة الصغرى.
وقد طوّر شيخ الشيعة عقيدة الغيبة، فبدلاً أن تكون يبد واحد من شيوخ شيعتهم يلتقي بالإمام مباشرة، أعلنوا انقطاع الصلة المباشرة بالمهدي، وأصدرت الدوائر الاثنا عشرية توقيعاً، منسوباً للمنتظر الموهوم: بأنّ كل مجتهد شيعي هو نائب عن الإمام، يقول التوقيع: (وأما الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله)([646]).
ولماذا فعلوا ذلك نسبوه للباب السمري؟
قال أحد النواب عن المهدي وهو شيخهم أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني: (ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح في هذا الأمر، إلاّ ونحن نعلم فيما دخلنا فيه، فلقد كنا نتهارش على هذا الأمر، كما تتهارش الكلاب على الجيف)([647]).
نعم، إنّ مسألة (غيبة الإمام) وهي من أركان مذهبهم الشيعي، من المسائل التي حيّرت كثيراً، من شيوخهم شيعتهم، لشكهم في أمره وطول غيبته، وانقطاع أخباره، وحُقَّ لهم ذلك؟ يقول شيخهم ابن بابويه القمي: (رجعتُ إلى نيسابور وأقمت فيها فوجدت أكثر المختلفين عليَّ من الشيعة قد حيَّرتهم الغيبة، ودخلتْ عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة..)([648]).
أيها القارئ المنصف العاقل: هذا الشك في أمر منتظرهم في عصر شيخهم ابن بابويه القمي (ت381هـ) فكيف يكون الشك الآن بعد مضي هذه القرون الطويلة؟

س138: بماذا يُعلّل شيوخ الشيعة سبب غيبة مهديهم المزعوم؟
ج: يُعلّلون غيبته بأنه: (يخاف القتل)!!([649]).
وعن زرارة قال: (إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره، قلتُ: لِمَ؟ قال: يخافُ القتل)([650]).
التعليق: كيف يقولون هذا الافتراء!! وهم يُلزمون عوامهم بأن يعتقدوا بأنّ أئمتهم يعلمون متى يموتون، بل وكيف يموتون، بل ولا يموتون إلاّ باختيار منهم([651])، وإذا كان منتظركم قد اختفى لخوفه على نفسه!
فلم لَم يظهر ساكن السرداب، ويُعلن نفسه عندما استولى آل بويه الشيعة على بغداد، وصيَّروا خلفاء بني العباس طوع أمرهم، وأزلوا بسيوف يأجوج ومأجوج دولة الإسلام، فهل كانت تلك الفرصة غير صالحة؛ لأنّ يُعجّلَ الله فرجه؟
لِمَ لَم يظهر عندما قام الشاه إسماعيل الصفوي وأجرى من دماء أهل السنة أنهاراً؟ لِمَ لَم يظهر عندما كان كريمخان الزندي -وهو من أكابر سلاطين إيران- يضرب على السكة اسم إمامهم (صاحب الزمان) ويعدُّ نفسه وكيلاً عنه؟
لِمَ لَم يظهر اليوم وقد قامت دولة إمامهم الخميني، الذي يزعم النيابة عن المعصوم في كلّ شيء؟!!
وبعد، فلم لَم يظهر حتّى اليوم، وقد كمل عدد الشيعة أكثر من مائتي مليون([652])، وأكثرهم من منتظريه؟
وكيف عاش هذه المدة الطويلة، ولمّا لم يمت حتّى الآن وإمامهم علي الرضا قال له رجل: (إنّ قوماً وقفوا على أبيك، ويزعمون أنه لم يمت، قال: كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد ص، ولو كان الله يمدُّ في أجل أحد، لَمدَّ الله في أجل رسول الله ص)([653]).
س139: ما حكم شيوخ المذهب الشيعي فيمن أنكر خروج القائم؟
ج: رووا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني)([654]).
وقال شيخهم ابن بابويه القمي: (ومثل من أنكر القائم عليه السلام في غيبته، مثل إبليس في امتناعه عن السجود لآدم)([655]).
وقال شيخهم لطف الله الصافي: (والأخبار الواردة في فضيلة الانتظار كثيرة متواترة)([656]).
وانتظار خروجه من غيبته من أصول دينهم: رووا أنّ أبا جعفر قال: (والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به، شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله ص، والاقرار بما جاء به من عند الله، والولاية لولينا، والبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا، الاجتهاد والورع)([657]).

س140: ما الفائدة التي جناها شيوخ الشيعة من اختراعهم: لعقيدة الغيبة؟
ج: الفائدة الكبرى هي: ارتداد أكثر شيعتهم عن دينهم؟
لا تستغرب أيها القارئ: فهذا ليس من كلامي، ولكنه موجود في جفرهم المقدّس! حيث قال أحد أصحاب إمامهم جعفر الصادق: (تأملتُ فيه مولد قائمنا وغيبته، وإبطاءه، وطول عمى وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان، وتولّد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته، وارتداد أكثرهم من دينه..)([658]).

س141: متى تجب صلاة الجمعة عند شيوخ الشيعة؟
ج: لا تجب حتّى يخرج مهديهم من سردابه لكي يُصلّي بهم([659]).
واعترف بذلك بعض شيوخهم فقال: (إنّ الشيعة من زمان الأئمة كانوا تاركين للجمعة)([660]).

س142: هل يجوز الجهاد قبل خروج مهدي شيوخ الشيعة؟
ج: القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرامٌ مثل الميتة: والدم ولحم الخنْزير)([661]).

س143: إذاً ما حكم المجاهدين الذين فتحوا بلاد الكفار على مرّ التاريخ؟
ج: قال إمامهم: (الويل يتعجلون: قتلة في الدنيا، وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلاّ شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم)([662]).

س144: ما عقيدة شيوخ الشيعة فيما سيفعله إمامهم الثاني عشر المزعوم عند خروجه؟
ج:1- الانتقام من أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم:
لقد صرَّح شيوخ الشيعة بأنّ مهديهم المنتظر، يُحيي أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، ثمّ يصلبهما على جذع نخلة، ويقتلهما كلّ يوم ألف قتلة)([663]).
قالوا: ويُحرِّق قائمهم الشيخان، وينسفهما في اليِّم نسفاً، كما فعل موسى صلى الله عليه وسلم بالعجل، بل ويقتل كلّ من أحبّهما.
ويُصِّفون الأدعية التي يُدعي بها قائمهم كلّ يوم لكي يخرج، فينتقم منهما([664]). وقال المجلسي: (إذا ظهر المهديُّ، فإنه سيُحيي عائشة ويُقيم عليها الحدَّ)([665]).
2- وضع السيف في العرب:
روى النعماني: (عن أبي عبد الله عليه السلام: ما بقي بيننا وبين العرب إلاّ الذبح)([666]).
وروى أيضاً: (عن أبي عبد الله أنه قال: (اتق العرب، فإنَّ لهم خبر سوء، أمّا إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد)([667]).
وقال الطوسي: (قال ع: لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب تسعة أعشار الناس)([668]).
التعليق: أفلا آن لكم يا شيعة العرب أنْ تعلموا أنّ الذي اخترع وأسَّس دينكم هو: ابن سبأ اليهودي وإخوانه من المجوس، انظروا كيف يتوعدَّونكم بمهديَّهم إذا خرج بقتلكم كلّكم؟
وانظروا إلى ما اختراعه شيوخ مذهبكم حول أصول ديانتهم الحقيقية، وهي المجوسية واليهودية، حيث روى شيوخ شيعتكم: أنّ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال عن ملك ديانتكم كسرى: (إنَّ الله قد خلّصه من النار، وإنّ النار محرَّمة عليه)([669]).
ولِماذا يُعمل مهديكم المزعوم سيفه فيكم؟ ألئنَّ رسول الله عربي، وأمير المؤمنين رضي الله عنه وجميع أئمتكم عرب، أليس مهديكم المزعوم عربي..! أم أنه من يهود فقهاء أصبهان؟!
3- هدم المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والحجرة النبوية:
روى شيخهم المجلسي: (عن أبي عبد الله ع قال: (القائم ع يهدُم المسجد الحرام، حتى يردَّه إلى أساسه، ومسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أساسه)([670]).
وعندما تأخَّر مهديُّهم المزعوم من الخروج من مخبأه، نفّذ القرامطة قلع الحجر الأسود في غزوهم لمكة المكرمة عام 317هـ، ولكن لم يذهبوا به إلى (قم) بل ذهبوا به إلى البحرين، وبقي في حوزتهم (22) سنة!!.
ولماذا؟ وأين ستكونُ قبلة الناس؟
روى شيخهم الفيض الكاشاني: (أنّ أمير المؤمنين ع خطب في مسجد الكوفة فقال: يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحبُ به أحداً من فضل، مُصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلّى إبراهيم.. ولا تذهب الأيام والليالي حتى يُنصب الحجر الأسود فيه)([671]).
وزعموا أنّ مهديهم يقول: (وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة..)([672]).
قال شيخهم وآيتهم المعاصر حسين الخراساني: (إنّ طوائف الشيعة يترقبون من حين لآخر، أنّ يوماً قريباً آت، يفتح لهم تلك الأراضي المقدّسة لمرة أخرى، ليدخلوها آمنين مطمئنين، فيطوفوا بيت ربهم، ويؤدُّوا مناسكهم، ويزوروا قبور ساداتهم ومشايخهم.. ولا يكون هناك سلطان جائر يتجاوز عليهم بهتك أعراضهم، وذهاب حرمة إسلامهم، وسفك دمائهم المحقونة، ونهب أموالهم المحترمة، ظلماً وعدواناً حقق الله تعالى آمالنا..)([673]).
وفي احتفال رسمي، وجماهيري أٌقيم في عبادان في (17/3/1979م)، تأييداً لثورة الخميني، ألقى أحد شيوخهم وهو: د/ محمد مهدي صادقي، خطبة قال فيها: (أُصرحُ يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أنّ مكة المكرّمة حرمُ الله الآمن يحتلُّها شرذمة من اليهود)([674])، ووعدهم بفتحها.
ويكثرُ في إعلام الدولة الخمينية: الصور المعبَّرة عن هذا الاعتقاد، ومنها: صورة تمثل الكعبة، وإلى جانبها المسجد الأقصى، وبينهما: يدٌ قابضة على بندقية، وتحتها تعليقٌ نصُّه: سَنُحرّر القبلتين([675]).
4- إقامة حكم آل داود([676]):
بوَّب شيخهم الكليني: (بابٌ في الأئمة أنهم إذا ظهر أمرهم، حكموا بحكم داود وآل داود، ولا يُسألون البينة).
وسُئل علي بن الحسين ع: (بأي حكم تحكمون؟ قال: حكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقّانا به روح القدس)([677]).
تعارض: أبي عبد الله قال: (وأنّ القائم يحكم بينهم مرة بحكم آدم، ومرة بحكم داود، ومرة بقضاء إبراهيم، وفي كل واحد منها يُعارضه بعض أصحابه.. فيضرب أعناقهم ثم يقضي الرابعة بقضاء محمد ص (فلا يُنكر أحدٌ عليه)([678]).
وقال أبو عبد الله: (والله لكأني انظر إليه بين الركن والمقام، يُبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد)([679]).
التعليق: مساكين يا شيعة العرب، ومع ذلك تعترف رواياتكم السابقة، بأنّ أفعال القائم مهدي شيعتكم:
يُخرج كتاباً غير القرآن الموجود بين يدي الناس الآن!
وبأنه يسير في الناس خلاف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي والحسن والحسين، رضي الله عنهم، ففي بحار الأنوار([680]): (أنّ علياً والحسين ع يسيران بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بُعث رحمة للعالمين، وأنّ القائم بُعث نقمة..).
وسُئل إمامهم الباقر: (أيسير القائم بسيرة محمد؟ فقال: (هيهات! إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سار في أمته باللين..)([681]).
فمقتضى هذا عند شيوخ الشيعة: أن القائم لا يسير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى والحسن والحسين رضي الله عنهم؟؟ أفلا يكون قائمكم المنتظر هو دولة يهود (إسرائيل) أو (المسيح الدجال).
ولماذا حكم آل داود؟ أليس إشارة إلى الأصول اليهودية للتشيع؟ فقيام دولة إسرائيل لابدُّ أنّ يسودها حكم آل داود، وإذا قامت دولة إسرائيل فإنّ من أوائل أعمالها وضع السيف في المسلمين من العرب خاصة، وحلم دولة بني إسرائيل: هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي وأن يضعوا بدل القرآن كتاباً جديداً، وما يدعيه مؤسسي مذهب التشيع من أنّ الأئمة اثني عشر، هو عدد أسباط بني إسرائيل، وكرهوا جبريل عليه السلام، والله سبحانه وتعالى يقول: ((قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)) [البقرة:97-98].

س145: هل وردَ عن شيوخ الشيعة توقيت لخروج قائمهم المزعوم؟
ج: نعم، ففي أصول الكافي([682]): أنّ علياً ع سُئل: (كم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت:، وإنّ هذا لكائن، فقال: نعم كما أنه مخلوق..).
فَلَم يخرج؟ فوفّت شيوخهم ظهوره في السبعين من الغيبة؟
فلم يخرج؟! فغيّروه إلى مائة وأربعين سنة؟ ث.
فلم يخرج؟! فأعلن شيوخهم بعد ذلك أنه لا وقت معيَّن لخروجه؟؟ وذلك بعد أن طال بهم الانتظار واستشبدَّت بهم الحيرة!!.
فروى الكليني نفسه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: (سألته عن القائم ع فقال: (كذب الوقَّاتون، إنا أهل بيت لا نوقت)؟([683]).

س146: ما المخرج الذي خرجوا به أمام أتباعهم، من عقيدة وجوب انتظار مهديهم المزعوم؟
ج: هي قولهم: بعموم ولاية الفقيه؟ فافتروا عن أبي جعفر أنه قال: (كلٌُّ راية تُرفع قبل راية القائم، فصاحبها طاغوت، وإن كان يدعو إلى الحق)([684]).
واخترعوا توقيعاً، يُخولّهم بعض صلاحيات مهديهم المزعوم: (وأمَّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حُجَّتي عليكم، وأنا حجة الله)([685]).
فاستقرّ الرأي عند شيوخهم على أنّ ولاية فقهائهم خاصة بمسائل الإفتاء وأمثالها، وأما الولاية العامة التي تشمل إقامة الدولة، فهي من خصائص الغائب حتى يرجع! واستمروا على ذلك؟
حتى ضجر الخميني من طول الانتظار لعلمه بخرافته، فقال: (قد مّر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام، وقد تمرُّ ألوف السنين..)([686]).
وقال الخميني عن نفسه وزملائه بأنهم (هم الحجة على الناس، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الله عليهم، وكل من يتخلف عن طاعتهم، فإنّ الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك)([687]).
وقال: (وعلى كلّ حال فقد فوَّض إليهم -يعني زملاؤه- من فقهاء شيعته - الأنبياء جميع ما فُوَّض إليهم، وائتمنوهم على ما اؤتمنوا عليه)([688]).
التعليق: هذه شهادة خطيرة من آيتهم الخميني على فساد مذهب شيعته من أصله، وأنّ إجماع طائفته كل القرون الماضية كان على ضلالة، وأنّ عقيدتهم في النصّ على إمام معين أمرّ فاسدٌ، أثبت التاريخ والواقع فساده بوضوح تام، وهاهم يضطرون للخروج عليه بعقيدة جديدة وهي: عموم ولاية الفقيه!

س147: ما هي الحقيقة في انتساب شيوخ الشيعة لآل البيت؟
ج: قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: (لو ميَّزتُ شيعتي لَم أجدهم إلاّ واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد، ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلاّ ما كان لي، إنهم طال ما اتكوا على الأرائك فقالوا: نحن شيعة علي..)([689]).
وقال رضي الله عنه: يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربّات الحجال لوددتُ أني لم أركم ولَم أعرفكم، معرفة والله جرّت ندماً، وأعقبت ذماً، قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً..)([690]).
وقال الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته (ثم رفع الحسين ع يده وقال: اللهم إنّ متّعتهم إلى حين ففرَّقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا تُرض الولاة عنهم أبداً؟ فإنهم دعوْنا لينصرونا، ثم عدوْا علينا فقتلونا)([691]).
وقال رضي الله عنه لمّا طُعن: (أرى والله معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلى وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لأن أخذ من معاوية عهداً أحقنُ به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني، فتضيع أهل بيتي وأهلي..)([692]).
ولَمّا رأى زين العابدين نساء الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب والرجال معهنَّ يبكون قال بصوت ضئيل وقد نهكته العلّة: (إنّ هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم)([693]).
وقالت زينب بنت علي ع: (يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر والخذلان، ألاّ بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب خالدون، أتبكون أخي؟ أجل والله فابكوا، فإنكم أحرى بالبكاء، فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد أبليتم بعارها، ومنيتم بشنارها.. وبؤتم بغضب من الله، وضُربت عليكم الذلة والمسكنة..)([694]).
وقال الباقر ع: (لو كان الناس كلهم لنا شيعة، لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً، والربع الآخر أحمق..)([695]).
ولَمّا جاء زعماء الشيعة إلى أبي عبد الله ع فقالوا له: (إنا قد نُبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دمائنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله ع: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: ع لا والله ما هم سمّوكم، ولكن الله سمّاكم به)([696]).
وبَّوب المجلسي: (فضل الرافضة ومدح التسمية بها) وذكر أربعة أحاديث([697]).
القاصمة: عن أبي عبد الله ع قال: (ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيّع)([698]).

س148: هل سلم آل بيت رضي الله عنهم من سبَّ وطعن شيوخ الشيعة؟
ج: لا؟ بل لقد حكم شيوخ الشيعة بردّة آل البيت كلّهم، ما عدا علي بن أبي طالب رضي الله عنه!!.
فروى شيوخ الشيعة أنّ أبا جعفر -رحمه الله- قال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قُبض صار الناسُ كلُّهم أهل جاهلية إلاّ أربعة: عليّ، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر)([699]).
وقالوا: بتلعثم وتردُّد علي رضي الله عنه في قبوله للإسلام، وطلبه من الرسول صلى الله عليه وسلم مهلة، وزعموا بأنه قال للرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا دين مُخالفٌ دين أبي، وأنا أنظر فيه)([700]).
وفي بعض كتبهم([701])، تسمية سفيان بن ليلى للحسن بن علي رضي الله عنه: بمذلٌ المؤمنين؟ لتنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
بل وَوَثَبَ عليه شيعته فانتهبوا فسطاطه وأخذوا متاعه، بل: وطعنه ابن بشير الأسدي في خاصرته!! فردوه جريحاً إلى المدائن([702]).
وقالوا عن جعفر بن علي: (جعفر معلن الفسق، فاجّر ماجنّ، شرّيب للخمور، وأهتكهم لنفسه، خفيف، قليل في نفسه..)([703]).
وكان محدث الشيعة الشهير زرارة: يضرط في لحية أبي عبد الله ع!!([704]).
وأنّ قول الله تعالى: ((يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ)) [الحج:12]، نزلت في العباس رضي الله عنه عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم([705]).
وحكم الكليني على عبد الله بن عباس رضي الله عنه بالكفر([706]).
وشكَّ زعماء الشيعة في ابن إمامهم الرضا ع هل هو ابنه أم لا؟ وعرَّضوا بزنى زوجته ولم يقتنعوا حتى حكّموا القافة فحكمت القافةُ فصدّقوا بعد ذلك إمامهم!!([707]).
وروى الكليني في الفروع: أنّ فاطمة ما كانت راضية بزواجها من علي بن أبي طالب وقالت: (والله قد اشتدّ حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي)([708]).

س149: كم عدد بنات النبي صلى الله عليه وسلم عند شيوخ الشيعة؟
ج: قال شيوخهم: (ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلاً على ثبوت بنوّة غير الزهراء منهنّ، بل الظاهر أن البنات الأخريات كنَّ بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد)([709]).

س150: ما عقيدة شيوخ الشيعة في الطينة؟
ج: يعتقدون بأنّ (الشيعي خُلق من طينة خاصة، والسني خلق من طينة أخرى وجرى المزج بني الطينيتين بوجه معين، فما في الشيعي من معاص وجرائم، هو من تأثره بطينة السني، وما في السني من صلاح وأمانة، هو من تأثره بطينة الشيعي، فإذا كان يوم القيامة، فإنّ سيئات وموبقات توضع على أهل السنة، وحسنات أهل السنة تُعطى للشيعة)([710]).
وقال الجزائري: (إنّ أصحابنا قد رووا هذه الأخبار بالأسانيد المتكثرة في الأصول وغيرها، فلم يبق مجال في إنكارها، والحكم عليها بأنها أخبار آحاد، بل صارت أخباراً مستفيضة، بل متواترة)([711]).
التعليق: كما قال إبليس: ((قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)) [الأعراف:12].
مقتطفات مضحكة: رووا أن أبا عبد الله قال: (في طين قبر الحسيني الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر)([712]).
ورووا أن الصادق قال: (السجود على طين قبر الحسين ع، يُنوّرُ إلى الأرض السابعة)([713]).
ورووا: (أفضل ما يُفطر عليه الصائم وغيره، طين قبر الحسين ع)([714]).
ورووا: (حنّكوا أولادكم بتربة الحسين ع، فإنها أمان)([715]).

س151: ما عقيدة شيوخ الشيعة في أهل السنة، والذين يُسمُّونهم بالنواصب والعامة؟
ج: 1- تُجرى عليهم أحكام الإسلام في الظاهر فقط، وأجمعوا على أنهم من أهل النار:
قال زين العابدين بن علي العاملي، الملقٌب عندهم بالشهيد الثاني ت: 966هـ (إنّ القائلين بإسلام أهل الخلاف يريدون: صحّة جريان أحكام المسلمين عليهم في الظاهر لا أنهم مسلمون في نفس الأمر؛ ولذا نقلوا الإجماع على دخولهم النار)([716]).
وقال المجلسي عن أهل السنة: (ويظهر من بعض الأخبار، بل كثير منها: أنهم في الدنيا أيضاً في حكم الكفار.. وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبداً مع الكفار، وبه يُجمع بين الأخبار، كما أشار إليه المفيد والشهيد الثاني)([717]).
2- أنهم كفار أنجاس بالإجماع: قال الجزائري: (إنهم كفار أنجاس بإجماع شيوخ الشيعة الإمامية، وإنهم شرٌُّ من اليهود والنصارى..)([718]).
3- لا تجوز الصلاة عليهم ولا تحلُّ ذبائحهم: قال الخميني: (ولا تجوز الصلاة على الكافر بأقسامه حتى المرتد، ومن حُكم بكفره ممن انتحل الإسلام كالنواصب).
وقال: (فتحلٌ ذبيحة جميع فرق الإسلام عدا الناصب وإن أظهر الإسلام)([719]).
4- أنهم أولاد زنا: روى شيخهم وإمام شيوخ شيعتهم الكليني: (عن أبي جعفر ع قال: (والله إنّ الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا)([720]).
5- أنهم قردة وخنازير([721]).
6- وجوب قتل أهل السنة واغتيالهم: (قلتُ لأبي عبد الله: ما تقول في قتل الناصب، قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً، أو تغرقه في ماء، لكيلا يُشهد به عليك فافعل، قلتُ: فما ترى في ماله، قال: خذه ما قدرت([722]).
وفي رواية: (.. وعليكم بالاغتيال)([723]).
8- وجوب الاختلاف معهم.. روى صدوقهم عن علي بن أسباط قال: قلتُ للرضا: يحدثُ الأمرُ لا أجد بُدّاً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من استفتيه من مواليك؟ فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه، فإن الحقّ فيه)([724]).
ورووا: (أنّ الصادق قال في الحديثين المختلفين: (اعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه، وما خالف أخبارهم فخذوه)([725]).

س152: هل ورد فضل في المتعة، وما حكم من أنكرها عندهم؟
ج: افتروا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن تمتَّع بامرأة مؤمنة، كأنما زار الكعبة سبعين مرّة)([726]).
وأنه صلى الله عليه وسلم قال: (من تمتع مرَّة أمِن سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حُشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلاث مرّات زاحمني في الجنان)([727]).
وروى سيدهم فتح الله الكاشاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجته الحسن، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجته علي بن أبي طالب، ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي)([728]).
وحكموا على من أنكر المتعة بالكفر!.
قال شيخهم العاملي: (لأنّ إباحة المتعة من ضروريات مذهب الإمامية)([729]).
ومنكر الضروري في اعتقادهم كافر كما تقدّم.
تناقض: رووا أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (حرَّم رسول الله يوم خيبر، لحوم الحمر الأهلية، ونكاح المتعة)([730]).
وسُئل أبو عبد الله رحمه الله تعالى عن المتعة فقال: (لا تُدنِّس نفسك بها)([731]).

س153: هل يجوزُ عند شيوخ الشيعة التمتع بالرضيعة، وبالزانية، وبالمرأة وابنتها؟
ج: نعم!! قال إمامهم الخميني: (وأمّا سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ، فلا بأس بها حتّى في الرضيعة)
وقال في التمتع بالزانية: (يجوز التمتع بالزانية على كراهية: وإن فعل فليمنعها من الفخور)([732]).
ولا بأس بالتمتع بالمرأة وأمها وأختها([733]).

س154: ما هو الخُمس، وما عقيدة شيوخ الشيعة فيه؟
ج: الخمس ضريبة ادّعاها شيوخ الشيعة لأئمتهم؟ وأصدروا رواية تقول: (الخمسُ لنا فريضة)([734]).
ومن أسباب اختراع هذا الخمس: إغراء العلماء وطلبة العلم، باتباع مذهبهم الشيعي([735]).
و(عن أبي بصير قال قلتُ: ما أيسرَ ما يدخل به العبد النار؟ قال: من أكل من مال اليتيم درهماً ونحن اليتيم)([736])، وفي رواية: (فإنّ في إخراجه مفتاح رزقكم)([737]).
التعليق: (عن ضريس الكناني قال أبو عبد الله ع: أتدري من أين دخل على الناس الزنا؟ فقلت: لا أدري فقال: من قبل خمسنا أهل البيت، إلاّ لشيعتنا الأطيبين، فإنه محلل لهم ولميلادهم)([738]).
وقد أثبت شيوخ الشيعة في كتبهم المعتمدة: أن أئمتهم أسقطوا خمسهم عن شيعتهم([739])، ولكنّ شيوخهم آنذاك قيَّدوه بزمان الغيبة، حتى يخرج المهدي من مخبأه([740])، ولن يخرج.

س155: نأمل منكم تلخيص تطوّر الخمس لدى تُجّار شيوخ المذهب الشيعي؟
ج: الطور الأول: بعد انقطاع سلسلة الإمامة المزعومة، وغيبة المهدي المزعوم، وهو: أنّ الخمس من حق الإمام الغائب فقط؟!.
فقام أكثر من عشرين سارقاً!! وادعوا النيابة عن الإمام المزعوم المختفي، من أجل أخذ الخمس وإعطائه إليه في سردابه!!.
ثم تطوّر الأمر إلى الطور الثاني: فحسدوا النواب على سرقاتهم، وقالوا بوجوب دفع الخمس ولكن لا للنواب، بل يُخرج ويدفن بالأرض! حتى يخرج الإمام المختفي من سردابه فيأخذه.
ثمّ تطوّر إلى الطور الثالث: فقالوا: يجب دفع الخمس ولكن لا يُدفن، بل يجب أن يوضع عند رجل أمين، ولا تتوفر هذه الأمانة إلاّ في فقهائهم، الذين سيوصلونها للمهدي الغائب([741]).
ثمّ تطوّر إلى الطور الرابع: وهو وجوب تسليم هذه الأخماس لفقهاء المذهب الشيعي، لا لحفظها بل لتوزيعها على من يرونه مستحقاً لها من فقراء آل البيت([742]).
ثم تطوّر إلى الطور الخامس: وهو أنّ للفقهاء أن يصرفوا هذه الأخماس في الوجوه التي يرونها كنشر كتبهم، وأن يبدأ بأخذ حصته الكبرى منها أولاً!([743]).
وخاصة أنّ كل فقهاء الشيعة يزعمون أنهم من آل البيت!! وعندما تقاعس بعض أتباعهم عن إيداع هذه المبالغ في أرصدتهم، أصدروا رواية تقول: (ومن منع منه درهماً أو أقل، كان مندرجاً في الظالمين لآل البيت، والغاصبين لحقهم، بل منْ كان مُستحِلاً لذلك، كان من الكافرين..)([744]).
وعظم التنافس بين شيوخهم الشيعة في كيفية الحصول على أكبر عدد ممكن من هذه الأخماس، فكثرت الدعوة منهم علانية للتخفيضات الهائلة لمن يُسدّد أولاً بأول!!.
وكثرت المنافسات التجارية (الشريفة!!) بين شيوخهم!! فهذا العالم يُنزل تخفيضاً بمقدار خمسين في المائة، وذاك أكثر.. وهكذا)([745]).
وآخر ما وصلت إليه الأخماس في هذه السنوات الأخيرة: أن أصدروا فتاوى بأنّ من أراد أن يحجَّ أو يعتمر، عليه أن يقوم جميع ممتلكاته ويدفع خمسها إلى فقهاء شيعته، وإذا لم يفعل فحجه باطل!!([746]).
قاصمة القواصم: عن عبد الله بن سنان قال: (سمعت أبا عبد الله ع يقول: (ليس الخمس إلاّ في الغنائم خاصة)([747]).
وختام القول في عقيدة شيوخ الشيعة في ضريبة أو ضرائب الخمس: أنهم أخذوا هذه العقيدة اقتداءً بعلماء النصارى في القرون الوسطى في التاريخ الأوربي حين فرضوا على أتباعهم الإتاوات والعشور!؟).
يقول النصراني ويلز: (فرضت-يعني الكنيسة- ضريبة العشور على رعاياها، وهي لم تدْعُ لهذا الأمر بوصفه عملاً من أعمال الإحسان والبّر، بل طالبت به كحق)([748]).

س156: ما عقيدة شيوخ المذهب الشيعي في البيعة؟
ج: رووا عن أبي جعفر أنّه قال: (كلُّ راية تُرفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت)([749]).
وأصدروا فيمن يتحاكم لمحاكم أهل السنة، وولاتهم: (من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يُحكم له فإنما يأخذ سُحتاً وإن كان حقاً ثابتاً؛ لأنه أخذه بحكم الطاغوت)([750]).
وقال الخميني معلّقاً على هذا الحديث بقوله: (الإمام نفسه ينهى عن الرجوع إلى السلاطين وقضاتهم، ويعتبر الرجوع إليهم رجوعاً إلى الطاغوت)([751]).
ويُفتي شيوخ الشيعة: بعدم جواز العمل لدى حكومات أهل السنة إلا بشرط إضمار الكيد لها ولأهلها ونفع شيعته، وإلاّ وقع فيما يُعادل الكفر بالله العظيم؟!!
فأصدروا رواية تقول: (الدخول في أعمالهم، والعون لهم، والسعي في حوائجهم عديل الكفر)([752]).

س157: هل يجوزُ لأحدٍ من الشيعة أن يُبايعَ أحداً من الأمراء قبل خروج قائمهم المزعوم؟
ج: إن النصوص التي يرويها شيوخهم عن أئمتهم، تدعوا كل شيعي منذ أكثر من أحد عشر قرناً، أن لا يُبايع لخليفة من خلفاء المسلمين إلاّ تقيّة ويجب عليهم أن يجددوا البيعة للقائم كل صباح.
ومن أدعية شيوخهم: دعاء العهد، وفيه (اللهم إني أُجدَّدُ له في صبيحة يومي هذا، وما عشت فيه من أيامي، عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها، ولا أزول أبداً..)([753]).
وسبب ذلك: ما قاله شيخهم المعاصر محمد مغنية: (فمبدأ التشيع لا ينفصل بحال عن معارضة الحاكم إذا لم تتوفر فيه الشروط وهي: النص، والحكمة، والأفضلية.. ومن هنا كانوا يمثلون الحزب المعارض ديناً وإيماناً)([754]).

س158: متى يجوز للشيعي العمل لدى خلفاء المسلمين؟
ج: قال إمامهم الخميني: (وطبيعي أن يُسمح الإسلام بالدخول في أجهزة الجائرين، إذا كان الهدف الحقيقي من وراء ذلك، هو الحدُّ من المظالم، أو إحداث انقلاب على القائمين بالأمر، بل إنّ ذلك الدخول قد يكون واجباً، وليس عندنا في ذلك خلاف)([755]).
وقال: (إنّ من التقيّة الجائزة دخول الشيعي في ركب السلاطين، إذا كان في دخوله الشكلي نصرّ للإسلام والمسلمين، مثل دخول نصير الدين الطوسي)([756]).
وقال شيخهم المعاصر عبد الهادي الفضلي: (إنّ التوطئة لظهور الإمام المنتظر تكون بالعمل السياسي عن طريق إثارة الوعي السياسي، والقيام بالثورة المسلحة)([757]).

س159: لو ذكرتم لنا أبرز الفتوحات الإسلامية التي حققها الشيعة في التاريخ؟
ج: لم يفتحوا شبراً واحداً من ديار الكفر، بل سلّموا ما استطاعوا عليه من بلاد المسلمين وعوراتهم للكفار من جميع الديانات، ويشهد لذلك التاريخ، فمن ذلك: ما ذكره بعض شيوخ الشيعة: عن بعض ما فعله شيخهم أبو طاهر القرمطي ببيت الله الحرام، والكعبة المشرفة، وحجاج بيت الله الحرام عام 317هـ.
حيثُ وصل حجاج بيت الله الحرام إلى مكة سالمين، وأتوا من كلٌ فجٌ عميق، فما شعروا إلاّ بأبي طاهر القرمطي قد خرج عليهم يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام، وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقاً كثيراً، وجلسَ القرمطي على باب الكعبة، والحجاجُ يُصرعون في حوله والسيوف تُعمل فيهم، وهو يقول:
أنا لله وبالله أنا

يخلق الخلق وأفنيهم أنا

وأمر القرمطي أن يُدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيراً منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام، وأمر رجلاً وهدم فيه زمزم وأمر بقلع الكعبة، ونزع كسوتها عنها، وشقّقها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزان الكعبة فيقتلعه، فسقط على أمّ رأسه فمات، فعند ذلك أنكفَّ عن الميزاب.
ثم أمر بأنّ يُقلع الحجر الأسود، فجاء رجل من جنوده فضرب الحجر الأسود بمثقل في يده وهو يقول: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل، ثمّ قلع الحجر الأسود وأخذوه معهم، فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة، ولم يُحج تلك السنة، حيث مُنع الناس من الوقوف بعرفة([758]).
وأيضاً: ما فعله شيخهم ابن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم، وكذا نصير الدين الطوسي، حيث اجتهد ابن العلقمي والطوسي في نقض الجيش الإسلامي، فطردا الكثير من الجيش الإسلامي ببغداد، حتى صار قوامه عشرة آلاف.
وكاتبا التتار، وأطمعاهما في أخذ بغداد، وكشفا لهم ضعف البلاد وعوراتها، ولما جاء جيش التتار، نهى ابن العلقمي الخليفة والمسلمين عن قتالهم، وأنّ التتار ما جاءوا إلاّ لمصالحتهم، وأقنع الخليفة بالخروج إلى التتار ومعه خاصته من أجل الصلح، وأشار ابن العلقمي وأخاه الوسي على التتار بعدم مصالحة المسلمين، بل ويقتل الخليفة ومن معه.
فقُتل الخليفة ومن معه جميعاً، ثم مال التتار على بغداد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان، ولم ينجُ أحدُ من أهل بغداد إلاّ أهل الذمة من اليهود والنصارى؟!
فقتلوا ما يقارب المليون من المسلمين ببغداد، ولم يُر في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المُسمّين بالتتر، وقتلوا الهاشمين وسَبَوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين([759]).
وبعد ذلك نرى شيوخ الشيعة يُجلّون شيخهم ابن العلقمي، وزميله الطوسي ويعدُّون فعلتهم بالمسلمين من عظيم مناقبهم.
فوصف المجلسي شيخه نصير الدين الطوسي بقوله: (وكان الشيخ الأعظم خواجه نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي، وزيراً للسطان هولاكو)([760]).
وقال الخميني: (ويشعر الناس بالخسارة.. بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممّن قدّم خدمات جليلة للإسلام)([761]).
وهذه الخدمات،كشفها شيخه الخوانساري من قبله في قوله في ترجمة النصير الطوسي: (ومن جملة أمره المشهور، المعروف المنقول حكاية استيزاره للسطان المحتشم.. هلاكو خان.. ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد، لإرشاد العباد وإصلاح البلاد.. بإبادة.. ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار، كأمثال الأنهار، فأنهار بها في دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار)([762]).
وهذا شيخهم الآخر: علي بن يقطين، وزير الخليفة الرشيد، قتل في ليلة واحدة من المسلمين خمسمائة مسلم.
قال شيخهم الجزائري: (إنّ في أخبارهم: أنّ علي بن يقطين، وهو وزير الرشيد، قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف الحبس على المحبوسين، فماتوا كلهم، وكانوا خمسمائة رجل تقريباً..)([763]).

س160: وأخيراً هل شيوخ الشيعة يجتمعون معنا نحن أهل السنة على ربَّ واحد، ونبيّ واحد صلى الله عليه وسلم، وإمام واحد؟؟!!.
ج: أجاب إمامهم نعمة الله الجزائري بقوله: (إنا لم نجتمع معهم - أي مع أهل السنة - على إلهِّ، ولا علي نبيِّ، ولا علي إمام؛ وذلك أنهم يقولوا: إنّ ربهم هم الذي كان محمداً نبيّه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرّبّ، ولا بذلك النبيّ، بل نقول إنّ الرّبّ الذي خليفة نبيّه أبو بكر ليس ربّنا، ولا ذلك النبيّ نبيناً)([764]).

* * *



الخاتمة

أخي المسلم: وبعد هذه الرحلة القصيرة في معرفة الشيعة الإمامية الإثني عشرية، فاعلم أنه لا لقاء بيننا وبين الفرق المُخالفة للكتاب والسنة إلاّ وفق الأصول الشرعية التي نصّت عليها الآية الكريمة، قال الله تبارك وتعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:64]. وهي توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به، وطاعته في الحكم والتشريع، وإتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
فيجب أن تكون هذه الآية شعار كل مجادلة، وكل جُهِد يُبذل لتحقيق غير هذه الأصول فهو باطل.. باطل. باطل([765]).
إن شيوخ الشيعة اليوم وهم يزعمون أنه لا خلاف بينهم وبين المسلمين، ويدّعون أن يرجع المسلمون إلى كتبهم؟؟
فكيف يحتجٌ ويثق المسلمون بكتب الشيعة التي تواتر فيها الطعنُ في كتاب الله تعالى، وأنه ناقصٌ ومحرفٌ.
وكيف نجتمع مع الشيعة على كتاب الله على حسب تأويلهم المنحرف، وتفسيرهم الباطني؟، ثم كيف يؤمن المسلمون بتلك الدعاوى الشيعية التي تزعم بنُزول كتب إلهية سماوية على أئمتهم بعد القرآن؟
كيف نجتمع مع الشيعة في السنّة: وهم يزعمون أنْ أقوال أئمتهم الإثني عشر كأقوال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الرسول الله صلى الله عليه وسلم كتم جزءاً من الشريعة وأودعه أئمتهم، ويؤمنون بحكايات الرقاع، ويبنون عليها دينهم، ويقبلون مرويات الكذبة والدجالين، ويطعنون في خيار الخلق بعد النبيين عليهم الصلاة والسلام؟
كيف نجتمع مع الشيعة: وهم يقذفون عائشة وحفصة زوجتي رسول ربّ العالمين، أمهات المؤمنين رضي الله عنهما بالزنا؟
كيف نجتمع مع الشيعة: وهم يرفضون الإجماع، ويتعمّدون مخالفة المسلمين؛ لأنّ في مخالفة المسلمين الرشاد في اعتقادهم؟
كيف نجتمع مع الشيعة: وهم يُكفرون جميع المسلمين، وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟([766]).
كيف نجتمع مع الشيعة وهم يقولون كما تقدّم: (إنا لم نجتمع معهم - أي مع أهل السنة- على إله، ولا على نبي، ولا على إمام؛ وذلك أنهم يقولوا: إنّ ربهم هو الذي كان محمداً نبيّه، وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرّبّ، ولا بذلك النبيّ، بل نقول: إنّ الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا)([767]).
وإنّ هذه الأمة المرحومة، أمة الإسلام، لن تجتمع على ضلالة، ولا يزال فيها بحمد الله طائفة ظاهرة على الحق، حتّى تقوم الساعة([768])، من أهل العلم والقرآن، والهدى والبيان، تنفي عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين، فكان حقاً علينا وعلى جميع المسلمين: التعليم والبيان والنصح والإرشاد، وصد العاديات عن دين الإسلام، ومن حذّر فقد بشّر)([769]).
(ومن أراد الله سعادته جعله يعتبرُ بما أصاب غيره فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه)([770]).
(اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نُفتن)([771]).
قال أصحاب السماحة والفضيلة رئيس وأعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - وفقه الله - وسماحة نائبه الشيخ عبد الرزاق عفيفي- رحمه الله- وعضوية فضيلة الشيخ عبد الله بن قعود، وفضيلة الشيخ عبد الله الغديان وفقهما الله تعالى.
الفتوى رقم (7807) (إن الدروز والنصيرية والإسماعيلية، ومن حذا حذوهم من البابية والبهائية قد تلاعبوا بنصوص الدين، وشرعوا لأنفسهم ما لم يأذن به الله، وسلكوا مسلك اليهود والنصارى في التحريف والتبديل، اتباعاً للهوى، وتقليداً لزعيم الفتنة الأول: عبد الله بن سبأ الحميري رأس الابتداع والإضلال والإيقاع بين جماع المسلمين، وقد عمَّ شره وبلاؤه وافتتن به جماعات كثيرة فكفروا بعد إسلامهم، وتمكّنت بسببه الفرقة بين المسلمين، فكانت الدعوة إلى التقارب بين هذه الطوائف وجماعة المسلمين الصادقين دعوة غير مفيدة، وكان السعي في تحقيق اللقاء بينهم وبين الصادقين من المسلمين سعياً فاشلاً؛ لأنهم واليهود والنصارى تشابهت قلوبهم في الزيغ والإلحاد والكفر والضلال والحقد على المسلمين والكيد لهم، وإن تنوّعت منازعهم ومشاربهم واختلفت مقاصدهم وأهواؤهم، فكان مثلهم في ذلك مثل اليهود والنصارى مع المسلمين، ولأمر ما سعى جماعة من شيوخ الأزهر المصريين مع القُمى بذلك قلة من كبار العلماء الصادقين ممّن طهرت قلوبهم، ولم تعركهم الحياة، وأصدروا مجلة سموها: مجلة التقريب، وسرعان ما انكشف أمرهم لمن خُدع بهم، فباء أمر التقريب بالفشل، ولا عجب فالقلوب متباينة، والأفكار متضاربة، والعقائد متناقضة، وهيهات هيهات أن يجتمع النقيضان، أو يتفق الضدّان)([772]).
وسُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - وفقه الله تعالى-:
(س7: من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم؟
ج: التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأنّ العقيدة مختلفة، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، وأنه لا يُدعى معه أحدٌ لا ملك مقّربُ ولا نبيّ مرسل، وأنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب، ومن عقيدة أهل السنة: محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعاً والترضي عنهم، والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء، وأن أفضلهم أبو بكر الصديق، ثم عمر، ثم عثمان ثم علي رضي الله عن الجميع.
والرافضة خلاف ذلك، فلا يمكن الجمع بينهما، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها.
س8: وهل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟
ج: لا أرى ذلك ممكناً، بل يجبُ على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة، وجسداً واحداً، وأن يدْعوا الرافضة أن يلتزموا بما دلّ عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم، أما ما داموا مصرِّين على ما هم عليه من بُغض الصحابة وسبِّ الصحابة إلا نفراً قليلاً، وسبَّ الصدّيق وعمر، وعامة أهل البيت كعلي رضي الله عنهم وفاطمة والحسن والحسين، واعتقادهم الإثني عشر أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب، كلُّ هذا من أبطل الباطل، وكلُّ هذا يُخالف ما عليه أهل السنة والجماعة)([773]).
((هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ)) [آل عمران:119].
اللهم إني قد بينتُ ونصحتُ في هذا كلّ مسلم قدّر نفسه حق قدرها، مؤمناً بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبينّا ورسولاً، فأذعن للحق، اللهم فأشهد)([774]).
وإنني أدعو مشايخي وإخواني طلبة العلم إلى بذل الجهد في التحذير من البدع والإحداث في الدين.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً، فكان فيما قال: ألا، لا يمنعنّ رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحقُ إذا علمهُ، قال: فبكى أبو سعيد، وقال: قد والله! رأينا أشياء فَهِبْنَا)([775]).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين، تمسّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)([776]).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما ابتدع قومٌ بدعةً إلا نزع الله عنهم من السُّنةِ مثلَها)([777]).
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أن تحذير الأمة من البدع والقائلين بها واجبٌ باتفاق المسلمين)([778]).
وأختم كتابي هذا بحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشرِّ مخافةَ أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنّا في جاهلية وشرِّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد الخير شرٌّ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم! فقلتُ: هل بعد ذلك الشرّ من خير؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، وفيه دَخَنٌ قلتُ: وما دَخنُه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (قومٌ يسْتنُّونَ بغير سُنّتي، ويهدون بغير هديي، تعرفُ منهم وتنكر، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم قوم من جلدتنا! ويتكلمون بألسنتنا! قلت: يا رسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم! فقلتُ: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال صلى الله عليه وسلم: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضّ على أصل شجرة، حتى يدركك الموتُ وأنت على ذلك)([779]).
(قال أبو العالية: تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تنحرفوا عن الصراط يميناً ولا شمالاً، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وإياكم وهذه الأهواء. انتهى.
تأمّل كلام أبي العالية هذا ما أجلّهُ، واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب! يتبينُ لك معنى قوله تعالى: ((وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [البقرة:132]، وقوله: ((وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)) [البقرة:130].
وأشباهُ هذه الأصول الكبار التي هي أصل الأصول، والناسُ عنها في غفلة، وبمعرفته يتبين معنى الأحاديث في هذا الباب وأمثالها، وأمّا الإنسانُ الذي يقرأها وأشباهها، وهو آمنُ مطمئن أنها لا تناله!! ويظنّها في قوم كانوا فبادوا!! ((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) [الأعراف:99].
أسال الله سبحانه أن يهدي ضالٌ المسلمين، وأنّ يُذهب عنا وعنهم البأس، وأن يصرف عنا وعنهم كيد الكائدين، والفتن والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا جميعاً على الإسلام حتى نلقاه، وأنّ يرزقني الإخلاص والصواب في القول والعمل، وأن يصلح لي النيّة والذريّة وأن يُحسن لي الخاتمة، وأن يغفر لي ولوالدي وأهلي ومشايخي والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، إنّ الله لسميع الدعاء ويرحم الله عبداً قال: آمين.
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلاله وجهك، وعظيم سلطانك والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المؤلف
عبد الرحمن بن سعد الشثري
غرة رجب عام 1418هـ([780]).