بل قضية التغريب الثقافي قضية كبيرة جدا.
وقد غابت عن كثير من الناس وقل من كتب عنها ووفاها حقها.
وقضية التغريب هذه لعلها تستحق أن توضع اليوم على رأس قضايا الأمة في كل البلاد.
سواء في هذا البلاد التي تعاني من سطوة المبتدعة، والبلاد التي لا يوجد فيها إلا أهل السنة.
ومن أجمل المقدمات التي يمكن الرجوع لها في هذه المسألة رسالة الشيخ محمود شاكر "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا".
وقد بين فيها دور الغرب في أزمة الثقافة التي نعانيها.
وبين معنى الثقافة.
والكتاب من أمتع ما يمكن أن تراه عينك.
لست أقول بأن قضية الطوائف المبتدعة التي ابتلينا في هذا الزمن بظهور ألسنتها بعد خفاء وكثرة أذنابها بعد قلة تستحق التنحية.
ولكن التغريب الثقافي الذي ساهم فيه الغرب منذ نبتت أنيابه المقلوعة هو قضية لا يجب تنحيتها.
بل يجب وضعها دوما في الصدارة.
ولو لم يكن السبب إلا قلة من يتكلم فيها بعلم وفهم لكفى.
فما ذكره الشيخ الفاضل من دندنة كثير من الناس بالعولمة وقد دخلوا بها وهم قد خرجوا بها ليس مما يقلل من شأن القضية.
بل هو برهان ناصع على أن القضية قد حمل لواءها من ليس له بأهل.
وهو أدعى لأن ينهض لحمل لواء القضية من يعقلها ويفهم أبعادها.