عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-08, 03:25 PM   رقم المشاركة : 2
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


اقتباس:
5
روى مسلم في صحيحه ( 8 : 32 ) ، عن النبيّ (ص) أنّه قال : ( إنّ الله خلق آدم على صورته ) ، وفي حديث آخر : ( على صورة الرحمن ) مجمع الزوائد : ( 8 : 106 ) ، فتح الباري ( 5 : 133 ) .

- حَدِيثٌ آخَرُ: قَالُوا: رَوَيْتُمْ أَنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ وَاَللَّهُ يُجَلُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ صُورَةٌ أَوْ مِثَالٌ

قَالَ اِبْنُ قُتَيْبَةَ: وَنَحْنُ نَقُولُ: إِنَّ اَللَّهَ يُجَلُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ صُورَةٌ أَوْ مِثَالٌ غَيْرَ أَنَّ اَلنَّاسَ رُبَّمَا أَلْفَوْا اَلشَّيْءَ وَأَنِسُوا بِهِ فَسَكَنُوا عِنْدَهُ وَأَنْكَرُوا مِثْلَهُ.
أَلَا تَرَى أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي وَصْفِ نَفْسِهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مِثْلَهُ لَا يُشْبِهُهُ بِشَيْءٍ وَمِثْلُ اَلشَّيْءِ غَيْرُ اَلشَّيْءِ فَقَدْ صَارَ عَلَى هَذَا اَلظَّاهِرِ لِلَّهِ مِثْلٌ. وَمَعْنَى ذَلِكَ فِي اَللُّغَةِ أَنَّهُ يُقَامُ اَلْمِثْلُ مَقَامَ اَلشَّيْءِ نَفْسِهِ يَقُولُ اَلْقَائِلُ مِثْلِي لَا يُقَالُ لَهُ هَذَا وَيُرِيدُ نَفْسَهُ فَيَكُونُ قَوْلُهُ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يُرِيدُ هُوَ كَشَيْءٍ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اَلْكَافُ زَائِدَةً كَمَا يَقُولُ كَلَّمَنِي بِلِسَانٍ كَمِثْلِ اَلسِّنَانِ -ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ اِضْطَرَبَ اَلنَّاسُ فِي تَأْوِيلِ هَذَا اَلْحَدِيثِ:
فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ اَلْكَلَامِ: أَرَادَ خَلْقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَهَذَا غَلَطٌ لِأَنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِي ذَلِكَ وَمَنْ يَشُكُّ أَنَّ اَللَّهَ خَلَقَ اَلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ وَالسِّبَاعَ عَلَى صُوَرِهَا وَالْأَنْعَامَ عَلَى صُوَرِهَا.
وَقَالَ قَوْمٌ: خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةٍ عِنْدَهُ وَهَذَا لَا يَجُوزُ لِأَنَّ اَللَّهَ لَا يَخْلُقُ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ عَلَى مِثَالٍ.
وَقَالَ قَوْمٌ: فِي اَلْحَدِيثِ: لَا تُقَبِّحُوا اَلْوَجْهَ فَإِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةٍ يُرِيدُ عَلَى صُورَةِ اَلْوَجْهِ وَهَذَا أَيْضًا بِمَنْزِلَةِ اَلتَّأْوِيلِ اَلْأَوَّلِ لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَالنَّاسُ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى خَلْقِ وَلَدِهِ وَوَجْهَهُ عَلَى وُجُوهِهِمْ.
وَزَادَ قَوْمٌ فِي اَلْحَدِيثِ: أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ يَضْرِبُ وَجْهَ رَجُلٍ فَقَالَ: لَا تَضْرِبْهُ فَإِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ أَيْ اَلْمَضْرُوبِ وَفِي هَذَا مِنْ اَلْخَلَلِ مَا فِي اَلْأَوَّلِ.
وَقَالَ قَوْمٌ: خَلَقَ آدَمَ فِي اَلْجَنَّةِ عَلَى صُورَتِهِ فِي اَلْأَرْضِ لَمْ تَخْتَلِفْ.
قَالَ اِبْنُ قُتَيْبَةَ: وَاَلَّذِي عِنْدِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اَلصُّورَةَ لَيْسَتْ بِأَعْجَبَ مِنْ اَلْيَدَيْنِ وَالْأَصَابِعِ وَالْعَيْنِ وَالْوَجْهِ وَإِنَّمَا وَقَعَ اَلْإِلْفُ لِذَلِكَ لِمَجِيئِهَا فِي اَلْقُرْآنِ وَوَقَعَتْ اَلْوَحْشَةُ مِنْ هَذِهِ لِأَنَّهَا لَمْ تَأْتِ فِي اَلْقُرْآنِ وَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِالْجَمِيعِ وَلَا نَقُولُ فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِكَيْفِيَّةٍ وَلَا حَدٍّ

حديث خلق ادم على صورة الرحمن
--------------------
زعم المبطلون أن الإنسان يشبه الرب سبحانه و تعالى فى الهيئة و استدلوا على ذلك زوراً بحديث النبى صلى الله عليه و سلم: ((خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك.....،)) و أيضاً قوله عليه السلام ((إذا قاتل أحدكم أخاه، فليتجنب الوجه. فإن الله خلق آدم على صورته.))
-------------------------------------------------
فيكون الرد :
هذا الحديث ليس تشبيهاً ولا يحزنون ، فالله بائن عن عباده ، ولا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق باى حال من الاحوال لو لم يكن بينهما من التباين الا اصل الوجود لكان كافياً ، وذلك ان وجود الخالق واجب ، فهو ازلى ابدى ، ووجود المخلوق ممكن مسبوق بعدم ويلحقه فناء ، فما كانا كذلك لا يمكن ان يقال انهما متماثلان .
ومثال ذلك الله وصف نفسه بامور موجودة فى البشر مثل السمع والبصر ، قال تعالى : "ان الله سميع بصير" ، "ليس كمثله شىء وهو السميع البصير"
وقال عن مخلوقاته "انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً" ، "اسمع بهم وابصر يوم يأتوننا" ، وليس باتفاق الاسماء .. تتفق المسميات ، فما لله من سمع وبصرلائقان بجلاله وكماله ، وما للانسان مناسبين لفقره وزواله .
ومثال ذلك الانسان له "قدم" والحيوان له "قدم" ، ولكن هل قدم الانسان كقدم الحيوان ؟
الحديث الذى ذكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم خلق ادم على صورته فنقول عنه هذا كلام الله ، وهذا كلام رسوله والكل حق ، ولا يمكن ان يكذب بعضه بعضاً ، لانه كله خبر وليس حكماً كى ينسخ ، فهذا نفى للماثلة ، وهذا اثبات للصورة ، فقل ان الله ليس كمثله شىء ، وان الله خلق آدم على صورته ، فهذا كلام الله ، وهذا كلام رسوله والكل حق نؤمن به ، ونقول كل من عند ربنا ، ونسكت وهذا هو غاية ما نستطيع .
اما وان المخالفين لن يهدأ لهم بال على هذا الرد فيقال ان الذى قال "إن الله خلق آدم على صورته" رسول الذى قال "ليس كمثله شيء" والرسول لا يمكن ان ينطلق بما يكذب المرسل والذي قال "خلق آدم على صورته" هو الذى قال "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر" ، فهل انت تعتقد ان هؤلاء الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه او تعتقد انهم على صورة البشر لكن فى الوضاءة والحسن والجمل واستدارة الوجه وما اشبه ذلك على صورة القمر، لا من كل وجه .
فان قلت بالاول ، فمقتضاه انهم دخلوا وليس لهم اعين وليس لهم آناف وليس لهم افواه ، وان شئنا قلنا دخلوا وهم احجار‌ وان قلت بالثانى زال الاشكال وتبين انه لا يلزم من كون الشىء على صورة الشىء ان يكون مماثلاً له من كل وجه .
فان ابى المخالف عن القبول وتقاصر عن هذا ، وقال انا لا افهم الا انه مماثل
قيل هناك جواب اخر، وهو ان الاضافة هنا من باب اضافة المخلوق الى خالقه ، فقوله "على صورته" ، مثل قوله عزوجل في آدم "ونفخت فيه من روحي" ، ولا يمكن ان الله عز وجل اعطى آدم جزء من روحه ، بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل ، لكن اضافتها الى الله بخصوصها من باب التشريف .
كما نقول عباد الله يشمل الكافر والمسلم والمؤمن والشهيد والصديق والنبى ، لكننا لو قلنا محمد عبد الله فهذه اضافة خاصة ليست كالعبودية السابقة.
فقوله "خلق آدم على صورته" ، يعنى صورة من الصور التي خلقها الله وصورها ، كما قال تعالى "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم" ، والمصور ادم اذاً ، فآدم على صورة الله يعني ان الله هو الذى صوره على هذه الصورة التى تعد احسن صورة فى المخلوقات ، "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" ، فاضافة الله الصورة اليه من باب التشريف ، كانه عز وجل اعتنى بهذه الصورة ومن اجل ذلك ، لا تضرب الوجه فتعيبه حساً ، ولا تقبحه فتقول قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فتعيبه معنى ، فمن اجل انه الصورة التى صورها الله واضافها الى نفسه تشريفاً وتكريماً ، لا تقبحها بعيب حسى ولا بعيب معنوى .
ويوجد نظير لكلامى هذا كما فى : بيت الله وناقة الله وعبدالله ، لان هذه الصورة اى صورة آدم منفصلة بائنة من الله وكل شيء اضافه الله الى نفسه وهو منفصل بائن عنه فهو من المخلوقات ، فحينئذ يزول الاشكال .
اذن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل ، لكن لا يلزم من ان تكون هذه الاشياء مماثلة للانسان ، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة ، كما ان الزمرة الاولى من اهل الجنة فيها شبه من القمر لكن بدون مماثلة ، وبهذا يصدق ما ذهب إليه اهل السنة والجماعة ، من ان جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
منقول بتصرف من كلام الشيخ ابن عثيمين
=====
ننفي التمثيل كما قال تعالى: ( ليس كمثله شيء ).
لم يأت في الكتابة ولا في السنة نفي التشبيه، فهذا لفظ غير شرعي. ثم هو مجمل يحتمل أموراً منها حق ومنها باطل. فنستفصل، ما المراد بالتشبيه؟
إن قيل: المراد نفي المماثلة بين الله تعالى وخلقه، نقول: هذا المعنى حق، نثبته، لكن عبر اللفظ الشرعي المحكم غير المجمل، وقل: ننفي التمثيل كما قال تعالى: ( ليس كمثله شيء ).
وإن قيل: المراد نفي الاشتراك في أصل الصفة. قلنا: هذا معنى باطل يلزم منه التفويض أو التحريف، فننفي هذا المعنى دون اللفظ، ونقول لا تعبر بالألفاظ المجملة.
ومنشأ الإجمال في لفظة التشبيه أن التشبيه يحتمل المماثلة ( وهي الاتفاق من كل وجه إلا من وجه افتراق الحقيقتين ) ويحتمل الاشتراك في أصل الصفة. فالمعنى الأول منفي بين الله وخلقه، والثاني ثابت ولا شك، إذ لله تعالى يد ولنا أيد، وله تعالى وجه ولنا وجوه، وله تعالى علم ولنا علوم، وله تعالى وجود ولنا وجود، لكن شتان ما بين يد ويد، ووجه ووجه، وعلم وعلم، ووجود ووجود.
فالحاصل أنه ينبغي الاهتمام بالألفاظ الشرعية ما أمكن، إذ هي محكمة لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها، بخلاف مصطلحات المتكلمين، فإن كثيراً منها وضع خبثاً ومكراً، بحيث يحتمل معنىً باطلاً ومعنى حقاً يريدون إبطاله، فينفون اللفظ بإطلاق، ويشنعون بالقسم الباطل منه على القسم الحق، لتنفر النفوس منه، ويصلون إلى مرادهم. ومثل ذلك نفي المكان والجهة والجسم، ومثله اليوم كلمة الطائفية، وغير ذلك، والله المستعان.
==
كون الضمير في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( على صورته ) لا يعود على الله تعالى لا يقطع به. بل هو محتمل لأن يعود على آدم - ويرجحه أنه أقرب المذكورين - ولأن يعود على الله تعالى - ويرجحه الرواية الأخرى إن صحت، ومعنى الإكرام المقصود من الحديث -. وحيث احتمل الأمرين، فلا يصح حمله على أحدهما دون مرجح ظاهر، لا سيما وأنه لا تعارض بينهما.
ثالثاً: نعم أخي قول المبتدع: ( يد الله كيدي ) تشبيه مذموم ولا شك. وليس في الحديث: ( صورة الله كصورة الغلام )! لكن فيه: ( خلق الله آدم على صورة الرحمن ) وليس في هذا تمثيل، وأين كاف التشبيه؟! فشتان ما بين اللفظين.
رابعاً: أخي هذا الحديث حمله أهل العلم - إن صح - على وجوه، أظهرها ما ذكره علامة القصيم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الواسطية، وملخصه ما يلي:
1. أنه كقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ) ومعلوم أنهم ليسوا كرويين ولا أحجاراً! وإنما نورهم وضياؤهم وبهاؤهم كالبدر. وكذلك هنا، فلله تعالى عينين وله تعالى يدين وساق وأصابع ونحوها من الصفات الخبرية، كما للغلام، مع التفاوت الشاسع بينهما. وعليه فلا إشكال في الحديث. وهذا الوجه أولى ما يفسر به الحديث.
2. أنه من باب إضافة المخلوق إلى الخالق لا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، كما تقول: ( بيت الله وناقة الله وروح الله ) وغيرها. وهذا من للتشريف والإكرام، فيكون المعنى: لا تقبح الوجه، فإن الله تعالى هو الذي صوره وأكرمه، فإن قبحته فإن في ذلك سوء أدب مع الله تعالى.
هذا، والله أعلى وأعلم.
ثانياً: أخي الكريم ليس في كلامي ما يوهم أن التشبيه ينحصر في أداة الكاف!
لكن الذي كنت أقرره أن الكاف صريحة في المماثلة ويصعب تكلف عدم المماثلة مع الكاف، أما صيغة: ( خلق الله آدم على صورة الرحمن ) فليس صريحاً في التمثيل، بل غاية ما فيه إما شبه في أصل الصفة لا في حقيقتها أو إضافة تشريف لا تشبيه فيها بوجه من الوجوه. ومثل هذين المعنين لا يستقيمان إن كان ثم أداة تشبيه.
وكان الغرض من ذلك أن يعلم أن الحديث لا إشكال فيه من قبل المتن، وإنما البحث كل البحث في الإسناد.
ثالثاً: سألتني أخي فقلتَ: ( هل تستجيز أن تشير بيدك وتقول هذه يد الله سبحانه، ويكون مرادك طبعاً إضافة يدك المخلوقة إلى خالقها )؟
أخي الفاضل وإن كان هذا المعنى الذي أقصده جائزاً، وهو إضافة الملك إلى المالك، إلا أن هذا اللفظ يترك لما فيه من إيهام.
لكن في الحديث إضافة الصفة من هذا الباب، كما قال تعالى: ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ) فالروح هنا مضافة إليه سبحانه إضافة تشريف لا وصف، والله أعلم.
والفرق بين الصورتين، أن اليد لم يعهد أن تضاف إلى غير المتصف بها، بينما أضيفت الروح الصورة إلى غير المتصف بهما. وهذا تأويل وإن بعد، هو أولى من رد الحديث من قبل متنه أو معارضة أصول الدين به. والله أعلم.
وقد تبين من كلامي أخي أني قويت الوجه الأول عليه.
رابعاً: قلت أخي عفا الله عنك: ( لكن أن نقول: كما للغلام فهذا سوء أدب مع العظيم ).
لم أر فيه ما رأيتَ أخي من سوء أدب، والله المستعان. غاية ما في الأمر أني بينت وجه كون صورة العباد على صورة الرحمن.
ولأوضح ما أردت بكلام قيم لشيخ الإسلام رحمه الله، قال: ( إذا كان من المعلوم بالضوررة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم، فمعلوم أن هذا مجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا، بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه، واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصص والتقيد ). هذا المعنى يقال مثله في اليد والوجه والساق وغيرها. والله أعلم.
الحاصل أخي أن معنى حديث: ( فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ثابت، ولو كان سنده ضعيفاً. نعم لا ينسب اللفظ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن ثبت ضعفه.
لكن كون الصورة بمعنى الاشتراك في وجود أصل الصفة أو كون الصورة الآدمية صورها الله وشرفها، هذان معنيان يستفادان من الحديث، وكل منهما ثابت من غير هذا الحديث اتفاقاً.
فانحصر البحث في مسألة إسناد الحديث، ولا يتعلق بها - إذ قد اتفقنا على ما سبق - عقيدة ولا عمل، إلا تحقيق نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس هذه النسبة مما يستهان بها، إذ قد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) وقال: ( من روى عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) وقال: ( نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فأداها كما سمعها ).
حديث خلق ادم على صورة الرحمن