ذا .. وأمـّا مستجدات الأخبار بالسعودية ، فقد ضجَّ فضاء التغريد التويتري بخبر (بوعزيزي) السعودية !
ذلك الشـاب الذي أقدم على حرق نفسه ، تحت ضغوط الظلم الإجتماعي الآخذ بالتصاعد !
وبهـذا بدء الأنيـن الشعبي المكتوم تحت ضغط مثلـث : ( القبضة الأمنية الغشومة ، والدين الرسمي المزيَّف ، و"طوطم" الحرام السياسي ، والإجتماعي المخترَع ) !
بـدء يُسمع ، ويعلـو صوتـُه !
أنيـنٌ يُعلـن بدءَ مشهدٍ جديد ، لمشروع حضاري عمـلاق ، قـد بدأ يتشكـَّل بالفعل ، وراء حُجُبٍ رقيقة _ فلا يراه الآن إلاَّ أهلُ البصيرة _ ، يتشكـَّل في هذه الجزيرة المترامية الأطراف ، ذات العراقة المهيبة ، والتنوُّع السلس الفريـد ، والجمـال الحضاري البكـر !
وأنـّى لك بمثـل تغيير يتدفـَّق من النبع الأصلي ، من بؤرة عينِ حضارتـِنا ، من تربتِها المشبعة بالخصوبـة ، من نبلِ فروسية الجزيرة العربية ، من عرقِ جذرِها الرطيـب ، المعجونِ بطهارة الإسلام ، الممتزجِ بروح الأبطال الأوَل الذين غيـَّروا مسار التاريخ ، المنحدر من أصلابهـم الشامخـة ؟!
إنـه أنيـنٌ سيتطوّر إلى حنينٍ (موجع) إلى الماضي في أوّل إبداعِ تفجُّـرِه ،
ثم إلى تناغم يعزف (سيمفونية) الثورة العربية الأصيلة ، عربية الوعاء ، إسلامية الأهداف.
لتجمع شواهين جبال تهامة ، وأسود الحجاز ، ونمور الشمال ، وعرانين نجد ، وأبطال الصحراء ، وأماجـد الشرق ، والغرب ، والجنـوب في نشـيد نهضوي بديـع واحـد ، هناك حول الحرميـن ، تحتضـنه تلك القبة المقدسة ، قبـّة حضارتنا العظمـى ، قبة العـالم .
ينشد النهضة الكبرى ، في صورتها العربية الأساس ، النقية من كلِّ شوب ، المفردة عن كلّ مثيل ، المنفـردة عن شبهة النظيـر !
المحطِّمة لعبودية الأنظمة ، المكسّرة لقيود الدين الزائف ، الممزِّقـة للأعراف السياسية الموروثة من عهود الذلّ ،
في جزيرة الفرسان ، فرسـان لم يعترفوا قـط إلاّ بالحـرية شعارا ، وبالإبـاء دثـارا !
نعـم .. بدأ يتشكَّل جنين المشروع ، وسيكون نموُّه سريعا جداً ، وسيشبُّ بأسرع مما نتصوَّر ، متجاوزاً سنّ المراهقة إلى النضج ،
ثم ليشـدّ بيمينه ثورات شرقِ هذه الأمّـة المجيـدة ، وبيـدِهِ الأخرى نهضات غربها ، حتى يربط نهضتها بالمنبع ، ويبينها على العقيدة،
ويحقنها بنبل ، وشهـامة الأجـداد .
وحتما ، لاريب فيه ، وليس ببعيد ، ولادة نظام سياسي جديد ، يقوم على :
إرادة الأمـّة التي تملك مقاليد السلطة ، فتمنحها الأمناءَ ، وتمنعـها من الخونـة.
وعلى تحرير الديـن من أغلال رقّه السياسي ، والإجتماعي .
وعلى تكريم الشعـب ، وإطلاق طاقته ، وتربيته على العزّة ، وتحمل المسؤولية العالمية.
لوسمحت ابقى بعيدا عن السعوديه وأحلامكى الجوفاء فنحن أهلها ووالله ان خرج ناعق ضد ولاة أمرنا فنحورنا فداء لهم