عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-13, 02:13 AM   رقم المشاركة : 2
أبو زرعة الرازي
عضو ماسي






أبو زرعة الرازي غير متصل

أبو زرعة الرازي is on a distinguished road


إن العجب لا ينقضي من أغمار يخوضوا في أمور السياسة الشرعية وينبغي أن لا يخوض فيها إلا كبار أهل العلم.

فلا يخوض فيها داعية ولا قاص ولا واعظ، ولا يخوض فيها طالب علم حديث السن، فكيف بعوام دهماء لا يحكم الواحد فيهم أمر صلاته وصيامه إلا من رحم الله.

فينبغي على كل من يتكلم في هذه المسائل، فينقل الأخبار، أو يتناقل كلام بعض الدعاة ممن لم يتأهلوا للكلام في النوازل أن يعتبر بما حصل في بلدان المسلمين، في الجزائر والصومال وغيرها.

فإن طريق التمكين كما أشرنا إليه في الأعلى لا يكون إلا بالدعوة إلى الله على بصيرة.
ولكي تستقيم هذه الدعوة لا بد أن تقوم على تصفية وتربية، تصفية الدين من شوائب الشرك والبدع، وتربية الناس على هذا الدين المصفى.

وهذا الحل الدعوي هو الحل الذي جاء به أنبياء الله، وقد سلك أدعياء الفتنة الأغمار غير هذا الطريق.

فبعضهم يرى الحل السياسي.
وقد أرفقنا في أصل الموضوع كتابا يتحدث عن ما أدى إليه الحل السياسي، وكيف أن الراسخين من أهل العلم حذروا من هذا الحل، وحذروا من عواقبه، وكيف أن الذي دعا لهذا الحل وأصل له وقعد كانوا من الدعاة وطلاب العلم الذين لم يتأهلوا للكلام في الأمور الكبار، فتولوا كبره، وأحسن العوام الظن بهم وتبعوهم حتى ضاعت البلاد واضطرب أمرها كما هو معلوم لا يخفى.
وبعضهم يرى الحل الدموي، فيرى التصدي لكل جائر بالسيف، وأضع هنا كتابا يبين أقوال أهل العلم في هذا الحل أيضا كما بين سابقه أقوالهم في الحل السياسي.

وأنا إنما انتقيت هذا الكتاب وسابقه لنفس المصنف عفا الله عنه لأمور.
أولها: أن المصنف أكثر من النقل عن أهل العلم الأكابر حتى يكاد أثرهم في الكتاب يطغى على أثره، وهم ممن لا يتهم في نيته رحمهم الله وممن لا يختلف على فضلهم ومكانهم في العلم عند من يعرف شيئا عن العلم.
الثاني: أن الفتنة التي استوجبت تصنيف الكلام وتنزلت عليها فتاوى هؤلاء العلماء فتنة وقعت في مجتمع قريب في الزمان والمكان، فهو مجتمع مسلم معاصر، حكم فيه الحكام بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة، ودعا فيه بعض الدعاة إلى تحكيم الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية عن طريق السياسة بالانتخابات أو المظاهرات أو الأحزاب أو عن طريق القتال، فكانت فتاوى هؤلاء العلماء نافعة لنا في حالنا اليوم في كثير من بلاد المسلمين، وكما تصدر للكلام في حينها دعاة فتصدر للفتن في بلاد المسلمين اليوم دعاة، فهذه الفتاوى من هؤلاء الكبار نافعة إن شاء الله في رد ضلال من ضل وبيان خطأ من أخطأ.
الثالث: أن كثيرا ممن لا يحسن الظن بالشريعة وأهلها ممن يطالب بتحكيم الشريعة، يحسب أن نصوص الكتاب والسنة وفتاوى العلماء تحتاج لتنقيح لكي تتناسب مع العصر، فتجد الشاب في حماسته يريد نصرة الدين، فإذا قيل له إن نصر الدين اليوم إنما يكون بكيت وكيت مما ليس فيه عويل في المظاهرات ولا انتصاب في طوابير الانتخابات ولا دعايات الزور للحزبيات، قلب الشاب المتحمس ناظريه في النصوص وفي فتاوى أهل العلم الكبار وظن أن هؤلاء العلماء إنما يتكلمون بغير علم بالواقع، ويحسن الشاب ظنه بهم ويحسب أنهم لو عرفوا الواقع لأفتوا له بما يهواه، فيذهب لطلبة العلم ممن ركبوا الفتوى بغير حق، وللدعاة ممن لم يتأهلوا للكلام في النوازل، فيتبع أقوالهم وتجد فتاوى هؤلاء الدعاة الأدعياء عبارة عن أخبار وصور لمظالم ثم تحميس للشباب على رفع الظلم، واستدلال بنصوص عامة في وجوب العدل وتحريم الظلم، فكانت الفتنة التي تحدث عنها هذا الكتاب وسابقه مما وقع فيها مثل هذا، ولما انكشف الغبار تبين لكل عاقل أن العلماء الكبار كانوا أبصر بالواقع من هؤلاء الأدعياء الأغمار، وأن الحزم موافقة الآثار وإن خالفت الهوى، وأن الانسياق وراء حماس الشباب مهلكة.

لهذه الأسباب رأيت أن الاطلاع على الكتاب السابق والكتاب في الرابط في آخر هذه المشاركة أمر نافع إلى الغاية، لكي يحذر المسلم من سلوك غير طريق التمكين، ولكي يعلم الإنسان أن هؤلاء الذين يطنطنون في كل مكان يلهبون حماس الشباب زاجين بهم إلى الميادين وفيهم دعاة وطلبة علم منتسبون إلى الشريعة هم أضر الناس بالشريعة، وأنه ما ضيع الإسلام وهيبته مثل ما ضيعه هؤلاء.

ولن تجد أنفع لك من موعظة الله تعالى لكل من أراد أن يتفكر في أمر التبس عليه ويريد أن يرى الصواب فيه.

قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ

فقم بمفردك، أو اختر لنفسك خلا وفيا ناصحا -وما أقلهم- ثم قم لله متجردا وتهجد له تعالى وتضرع وسله السداد والتوفيق، دع عنك الحماسة والعاطفة، ودع عنك كل قناعة سابقة، ولا ترض بغير حكم الكتاب والسنة، وتأمل في نصوص الكتاب والسنة.
إن رأيت أن هناك فتنة، فاعتزلها والزم النص، ولا تقل إن اعتزالك سيجعل في صفوف المسلمين خللا، فلو كان في وقوفك في الصف خيرا لما بخل عليك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنصيحة، فعامة الصحابة تركوا عليا ومعاوية رضي الله عنهما ولم ينصروا أحدا منهما امتثالا للأمر باعتزال الفتنة، فهلا وثقت بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وامتثلت للأمر وتركت النتيجة لرب هذا الدين؟
إن رأيت أن هناك جورا من أمير مسلم، فاصبر ولا تنزع اليد من الطاعة، ولا تذهب تنقب في نصوص عامة تحرم الظلم وتوجب على الناس دفع الظلم، فإن الذي أمر بالصبر على ظلم الأمراء هو هو الذي جاء بتلك النصوص العامة، فخص منها ظلم الأمراء، فلا تذهب تضرب كلامه بعضه ببعض كصنيع أهل الأهواء.

فيكون ديدنك في كل أمر أن تقوم لله.
فإذا فعلت ذلك، فستجد نفسك دوما بين الأقلين الذين اصطفاهم الله تعالى ثابتا على النهج، وأهل الأهواء حولك تتخطفهم الفتن تروح عليهم وتجيء، وأنت على الحق لا يضرك من خذلك، تتعبد لله بما شرع، ولست من أتباع كل ناعق.

وحينها، تكون قد مكنت لدين الله، فأنت تعبد الله على علم، وتبلغ هذا العلم، هذه وظيفة الأنبياء أن تقوم بها، وبك وبأمثالك يتم التمكين.

http://www.ibtesama.com/vb/attachmen...3&d=1248400243







التوقيع :
إلى كل من يحرض المسلمين على المظاهرات في مصر، هنا حكمها
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164793
وإلى كل من يريد نصرة الإسلام بدون مظاهرات، انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164737
وإلى كل من يظن أن المظاهرات والاعتصامات ستنصر الدين انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164556
ولمعرفة حال الأحزاب القائمة على هذه الفتنة انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164862

فاتقوا الله في دماء المسلمين، والزموا السنة التي لا يشقى بها أحد
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف تنصر المشروع الإسلامي؟
»» من عجز عن غسل عضو كيف يتطهر
»» فتاوى العلماء في المظاهرات والاعتصامات
»» الانتماء إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية
»» طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره