وأما الطائفتان الذِين توقفوا فهم:
أولاً:
طائفة جوّزوا أن يكون المرادَ بنصوص الصفات
إثباتُ صفة تليق بالله وأن لا يكون المرادَ ذلك،
وهؤلاء كثير من الفقهاء وغيرهم.
ثانياً:
طائفة أعرضوا بقلوبهم وألسنتهم عن هذا كله،
ولم يزيدوا على قراءة القرآن والحديث.
والفرق بين هذه الطائفة والتي قبلها:
أن الأولى تحكم بتَجْوِيز الأمرين الإثباتِ وعدمِه،
وأما الثانيةَ فلا تحكم بشيء أبداً،
والله أعلم[1].
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
[1]. قال الشيخ في الشرح: وكلتا الطائفتين ضالتان.
لأننا كوننا نُجَوِّز هذا وهذا وهذا في أشياءَ لا تليق بالله، هذا حرام،
فما لا يليق بالله لا يمكن أن يجوز.
والثانية كوننا نعرض عن هذا كله، مخالف لقوله تعالى:
( كتاب أنزلناه إليك مبارك لِيدّبروا آياته ولِيتذكر أولو الألباب )
ووقوع فيما أنكر الله حيث قال عز وجل:
( أفلم يدَّبروا القول ) وهذا الاستفهام للإنكار.
فالله أمرنا بالتدبر لنثبت المعنى الذي دل عليه اللفظ.