عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-08, 12:30 AM   رقم المشاركة : 6
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الدرس الخامس : في بيان بداية الصيام اليومي ونهايته


الحمد لله رب العالمين حدد للعبادات مواقيت زمانية ومكانية تؤدى فيها ، وقد بينها لعباده أتم بيان والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه الذين تمسكوا بسنته واهتدوا بهديه .. أما بعد


فقد قال الله تعالى " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " [البقرة 187] .


فقد حدد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة بداية الصوم اليومي ونهايته بحدود واضحة يعرفها كل أحد ، فحد بدايته بطلوع الفجر الثاني ، وحد نهايته بغروب الشمس ، كما حدد بداية صوم الشهر بحد واضح يعرفه كل أحد ، وهو رؤية الهلال ، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ، وهكذا ديننا دين اليسر والسهولة " وما عليكم في الدين من حرج " [الحج 78] فلله الحمد والمنة ،


وهذا تخفيف من الله على عباده عما كان عليه الحال من قبل تمديد الصيام فترة أطول ، فقد روى البخاري عن البراء قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، وفي رواية كات يعمل في النخيل بالنهار وكان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها : أعندك طعام ، قالت له : لا ولكن أنطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت : خيبة لك أنمت ؟ فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " [البقرة 187] ففرحوا فرحا شديدا ، ونزلت " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " [البقرة 187] [أخرجه البخاري رقم 1915]


وفي البخاري أيضا عن البراء قال : لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله ، وكان رجال يختانون أنفسهم ، فأنزل الله تعالى " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب الله عليكم وعفا عنكم " [البقرة 187] ،[ أخرجه البخاري رقم 4508]


يقال خان واختان بمعنى ، أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم ، فتاب عليكم أي قبل توبتكم مما حصل ، وعفا عنكم : فلم يؤاخذكم وسهل عليم ويسر لكم فأباح لكم النساء والطعام والشراب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني ، وعند ذلك يبدأ الصائم بالامتناع عن هذه الأشياء وغيرها مما لا يجوز للصائم إلى غروب الشمس ، لقوله تعالى " ثم أتموا الصيام إلى الليل " [البقرة 187] و( إلى ) غاية إذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فإنه لا يدخل فيه ، والليل ليس من جنس النهار فالصوم ينتهي عند بداية الليل بغروب الشمس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر الليل من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " [أخرجه البخاري رقم 1954 ومسلم رقم 1100]


وبعض الناس يخالفون الوجه الشرعي في السحور والإفطار فطائفة من الناس أو كثير منهم يسهرون الليل ، فإذا كان آخر الليل وأرادوا النوم تسحروا قبل الفجر ، ثم ناموا وتركوا صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة ، فيرتكبون عدة أخطاء :


أولا : أنهم صاموا قبل وقت الصيام .


ثانيا : يتركون صلاة الفجر مع الجماعة .


ثالثا : يؤخرون الصلاة عن وقتها فلا يصلونها إلا بعدما يستيقظون ولو عند الظهر ،


والمبتدعة يؤخرون الإفطار عن غروب الشمس ولا يفطرون إلا عند اشتباك النجوم .


وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة


نسأل الله أن يرزقنا التمسك بالسنة ومجانبة البدعة وأهلها ، وصلى الله على محمد .