عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-12, 06:04 PM   رقم المشاركة : 4
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الوجه السادس :


أن في النظام الاشتراكي مضادة لله في شرعه


فإن الله تعالى رتب على تفاضل الناس في الرزق أحكاماً شرعية كالزكاة والكفارة والنفقة وهذه الأحكام لاتتأتى إلا بوجود محل لها : محل لوجوبها ومحل لمصرفها فإذا تساوى الناس في الرزق لم يكن بينهم فرق بحيث يكون بعضهم محلاً للوجوب وبعضهم محلاً للمصرف فممن نأخذ الزكاة وإلى من نصرفها ؟


ومن الذي تجب عليه الكفارة ؟ وإلى من يعطيها ؟


وهكذا النفقة .


وهذه جناية عظيمة على الإسلام بتعطيل بعض أحكامه وجناية على المسلمين بتعطيل أجورهم وثوابهم على هذه النفقات .


الوجه السابع :


قوله تعالى (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) ( النساء 29)


فاشترط الله في التجارة أن تكون صادرة عن تراض من الطرفين فإن لم تكن صادرة عن تراض فهي من أكل المال بالباطل المنهي عنه بقوله


( لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)


وتأمل قوله ( إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ )


تجد أنها صريحة في أنه يشترط الرضى حتى فيما يكون فيه معاوضة لإن التجارة معاوضة من الطرفين وبذلك ينسد الباب على دعاة الاشتراكية الذين يقولون نحن نعوض عما أخذنا قهراً ولسنا نأخذه مصادرة بلاعوض


وفي كلمة ( تراض ) دليل على أنه يشترط الرضى من الجانبين أيضاً .


أما دعاة الاشتراكية فقالوا :


لن نقبل هذا الحكم ولانرضى به وإنما نأخذ من الناس أموالهم قهراً ومن العجب أنهم يجبرون الناس على الرضى بأحكامهم وعلى سلب أموالهم ولايجبرون أنفسهم على الرضى بأحكام ربهم العليم الحكيم الرحيم وهو خالقهم .


وتامل قوله تعالى ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) حيث قرن النهي عن قتل النفس بالنهي عن أكل المال بالباطل فدل على أن الاعتداء على المال قرين الاعتداء على النفس في كتاب الله وحكمه .


أما هؤلاء الاشتراكيون ففرقوا بينهما غاية التفريق فانتهكوا حرمة المال وأباحوه في حال احترامه وتحريم الله له وامتنعوا عن استحلال النفس حين يحلها الله فمنعوا القصاص ومنعوا الرجم ومنعوا قطع اليد في السرقة وقطع الأيدي والأرجل من خلاف في المحاربين لله ورسوله الساعين في الأرض بالفساد فتأمل هذه المناقضة التامة لأحكام الله وشرعه .


وفي قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) دليل على أن النهي عن أكل المال بالباطل وعن قتل النفس من مقتضيات رحمة أرحم الراحمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم وهو أعلم بمايصلحهم ويدفع الضرر عنهم


وعلى أن تسلط هؤلاء الاشتراكيون على أكل أموال الناس بالباطل مناف للرحمة وإن ادعوا أنهم بذلك مصلحون وراحمون للخلق وزخرفوا لذلك القول فإنهم مفسدون وظالمون للخلق


( يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9)فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )