عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-13, 10:05 AM   رقم المشاركة : 8
الكاروني
عضو







الكاروني غير متصل

الكاروني is on a distinguished road



والايه السادسة قول الله عز وجل:‏‎
‎‏ )قل لا اسئلكم عليه اجرا إلا الموده في القربى( ‏‎‎‏ وهذه خصوصيه للنبى )ص( الى يوم القيامة وخصوصيه للال دون غيرهم وذلك ان الله عز وجل حكى في ذكر نوح في كتابه:‏‎‎‏ )يا قوم لا اسئلكم عليه مالا ان اجرى إلا على الله وما انا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني اريكم قوما تجهلون( ‏‎‎‏ وحكى عز وجل عن هود انه قال:‏‎‎‏ )قل لا اسئلكم عليه اجرا ان اجرى إلا على الذي فطرني افلا تعقلون( ‏‎‎‏ وقال عز وجل لنبيه محمد )ص(: قل يا محمد‎‎‏ )لا اسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى( ‏‎
ويفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين ابدا ولا يرجعون الى ضلال ابدا واخرى ان يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فاحب الله عز وجل ان لا يكون في قلب رسول الله )ص( على المؤمنين شئ ففرض عليهم الله موده ذوى القربى فمن اخذ بها واحب رسول الله )ص( واحب أهل بيته لم يستطع رسول الله )ص( ان يبغضه ومن تركها ولم ياخذ بها وابغض أهل بيته فعلى رسول الله )ص( ان يبغضه لانه قد ترك فريضه من فرائض الله عز وجل فاى فضيله وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه؟ فانزل الله عز وجل هذه الايه على نبيه )ص( ‏‎
‎‏)قل لا اسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى(‏‎‎‏ فقام رسول الله )ص( في اصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال: ‏‎‎يا ايها الناس ان الله عز وجل قد فرض لي عليكم فرضا فهل انتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد فقال: يا ايها الناس انه ليس من فضه ولا ذهب ولا ماكول ولا مشروب فقالوا: هات إذا فتلا عليهم هذه الايه فقالوا: أما هذه فنعم ‏‎

فما وفى بها اكثرهم وما بعث الله عز وجل نبيا إلا اوحى إليه ان لا يسال قومه اجرا لأن الله عز وجل يوفيه اجر الانبياء ومحمد )ص( فرض الله عز وجل طاعته وموده قرابته على امته وامره ان يجعل اجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفه فضلهم الذي اوجب الله عز وجل لهم فإن الموده انما تكون على قدر معرفه الفضل فلما اوجب الله تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعه فتمسك بها قوم قد اخذ الله ميثاقهم على الوفاء ‏‎
‎‏ وعاند أهل الشقاق والنفاق والحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عز وجل فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته‎

‏ فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا ان الموده هي للقرابه فاقربهم من النبي )ص( اولاهم بالموده وكلما قربت القرابة كانت الموده على قدرها وما انصفوا نبى الله )ص( في حيطته ورافته وما من الله به على امته مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه ان لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وان يجعلوهم فيهم بمنزله العين من الراس حفظا لرسول الله فيهم وحبا لهم فكيف؟! والقرآن ينطق به ويدعو إليه والاخبار ثابته بانهم أهل الموده والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها فما وفى أحد بها فهذه الموده لا ياتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجل في هذه الايه:‏‎
‎‏ )والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا اسألكم عليه اجرا إلا المودة القربى( ‏


مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبي عن جدى عن آبائه عن الحسين بن عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والانصار الى رسول الله )ص( فقالوا: ‏‎
‎ان لك يا رسول الله )ص( مؤنه في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه اموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا ماجورا اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير حرج قال: فانزل الله عز وجل عليه الروح الامين فقال: يا محمد:‏‎‎‏ )قل لا اسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى( ‏‎

يعنى ان تودوا قرابتي من بعدى فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله )ص( على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد ان هو إلا شئ افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فانزل الله عز وجل هذه الايه:‏‎
‎‏ )ام يقولون افتريه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم( ‏‎‎‏ ‏‎‎فبعث عليهم النبي )ص( فقال: ‏‎‎هل من حدث؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا: كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله )ص( الايه فبكوا واشتد بكاؤهم فانزل عز وجل:‏‎‎‏ )وهو الذي يقبل التوبه عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون( ‏‎‎‏ فهذه السادسة.‏‎
يتبع باذن الله