كتاب الشيخية نشأتها وتطورها ومصادر دراستها للسيد محمد حسن آل الطالقاني
والذي يقول فيه
بداية ظهور الأخبارية في مطلع القرن الحادي عشر للهجرة على يد الشيخ محمد أمين الأسترابادي ، صاحب كتاب ( الفوائد المدنية ) إلا أنها تجددت بشدة في أواخر القرن الثاني عشر ، وقد دارت رحى المعركة بين الفريقين الأخباريين والأصوليين في كربلاء بقيادة زعماء الدين وكبار المراجع .
يقول السيد محمد حسن آل الطالقاني :
( فدوت في الأوساط العلمية ، ولم تقتصر على طلبة العلوم وأهل الفضل ، بل تسربت إلى صفوف العوام مما أدى إلا الاستهانة بالعلم والاستخفاف بحملته ، وبلغ التطرف حدا حكم فيه الوحيد البهبهاني بعدم صحة الصلاة خلف البحراني )
[ تنقيح المقال في أحوال الرجال - 2 / 85]
[ مع علماء النجف - 74 ]
[ الشيخية - 39]
ويتابع القول السيد محمد حسن آل الطالقاني :
( وأوغل الأخباريون في الازدراء بالأصوليين إلى درجة عجيبة حتى أننا سمعنا من مشايخنا والأعلام وأهل الخبرة والاطلاع على أحوال العلماء : أن بعض فضلائهم كان لا يلمس مؤلفات الأصوليين بيده تحاشيا من نجاستها ، وإنما يقبضها من وراء ملابسه )
[ جامع السعادات - 1/ المقدمة ]
[ الشيخية - 39]
واستمر الصراع قائما بشدة وشراسة واتساع في النصف الأول من القرن الثالث عشر ، فجرت مناقشات طويلة بين الفريقين ، وظهرت كتب عديدة في الرد على الاخباريين .
يقول يوسف البحراني صاحب كتاب ( الحدائق ) محاولا تضييق دائرة النزاع وما سببه من فضائح وكشف لأخلاقيات الشيعة المستورة :
( إن الذي ظهر لنا بعد اعطاء التأمل حقه في المقام وامعان النظر في كلام علمائنا الأعلام هو الاغماض عن هذا الباب وارخاء الستر دونه والحجاب ، وإن كان قد فتحه أقوام وأوسعوا فيه دائرة النقض والابرام ، أما أولا فلاستلزامه القدح في علماء الطرفين والازراء بفضلاء الجانبين كما قد طعن به من كل الفريقين على الآخر ، بل ربما انجر إلى القدح في الدين - يقصد دين الشيعة - سيما من الخصوم المعاندين )
[ الكشكول - 2/ 387]
ويتكلم الشيخ السيد الطالقاني بكل مرارة وحسرة على طبيعة الخلاف بين الشيعة فيقول :
( وكانت اللهجة قاسية والأسلوب نابيا ، وقد تزعم فريق الأخباريين في تلك الفترة الميرزا محمد النيشابوري المعروف بالأخباري ، كما تزعم فريق الأصوليين الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي )
[ الشيخية - 39]
فاحتدم النقاش بين العالمين ، فنهج الأخباري المنهج الشيعي الأصيل ، يقول الطالقاني :
( وقد تطرف الأخباري إلى أبعد حد ووسع شقة الخلاف كثيرا ، وتخلى عن الأدب والحشمة والاحترام في مناقشته لعلماء الأصوليين في نقده ورده على السواء ، وتطاول على اساطين الدين وعظماء المذهب بالشتم ، واستعمل بذيء القول ومرذوله )
[ الشيخية - 40]
فماذا كانت ردة فعل الأصوليين من هذا الفعل الشنيع من الخباري ؟ هل قابلوه بالحكمة والحلم ؟
يقول الطالقاني ، مببرا موقف الأصوليين :
( أدى - أي سبابه وشتائمه - إلى وقوف العلماء قاطبة في وجهه وإجماعهم على هتكه وتحطيمه ، حتى انتهت القصة بمأساة فظيعة ، فقد قتل على أيدي العوام مع كبير أولاده بهجوم شنّ على داره في الكاظمية ، وسلمت جثته إلى السكان للعبث بها ) !!
[ الشيخية - 40]
وقد كان الأخباري المقتول جريئا في قوله ... يقول السيد الطالقاني :
( الأخباري تمادى في غيّه وتوسّع في اتهاماته لساطين العلماء ونسبة الآراء الفاسدة والفتاوى المفتعلة القذرة لهم ، كنسبته القول بجواز اللواط إلى السيد محسن الأعراجي ، ونسبته أمثال ذلك إلى الشيخ ابي القاسم القمي ، والسيد علي الطباطبائي وغيرهما )
[ الشيخية - 41]
فغضب كاشف الغطاء من هذا الخباري الذي كشف ما يجب ستره كما يقول الشيخ يوسف البحراني ، مما اضطره إلى تأليف كتابه ( كاشف الغطاء عن معايب الميرزا محمد الأخباري عدو العلماء ) .
فقام الشيخ الأخباري ورد على كاشف الغطاء بكتاب سماه ( الصيحة بالحق على من ألحد وتزندق ) !
[ روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات - 1/52]
[ الذريعة إلى تصانيف الشيعة - 7/38]
يقول السيد الطالقاني :
( ولما توفي كاشف الغطاء بمرض الخنازير ، قال الأخباري : " مات الخنزير بالخنازير " هكذا كان الأخباري يرد وبهذا السلوب كان يخاطب أكابر العلماء ويعتدي عليهم ) .
[ لباب الألقاب في ألقاب الأطياب - 87 ]
[ قصص العلماء - 133 ]
[ الشيخية - 42]
وأشتعل الخلاف بين الشيعة ، وتأججت المهاترات ، حتى أدت إلى مالا يخطر ببال البشر !
يقول السيد الطالقاني :
( حتى أدت إلى هتك البعض لحرمة البعض ، وانتقاص كل واحد الآخر . وكان كل فريق يرى وجوب قتل الفريق الآخر ، وتطورت القضايا إلى أمور شخصية بحته تقريبا ، فكان كل من الخصمين يهدف إلى الانتقام من خصمه والتطويح به ) !
[ الشيخية - 42]
ولا تزال الصراعات بينهم عجيبة ومخيفة ، تكاد تكون كل الصراعات الطائفية والمللية والنحلية تتصاغر عند هذا الصراع الشيعي الشيعي .
إلا أن هذا الصراع خمد فترة ، إثر خروج عدو مشترك للجميع ، وهو عدو شيعي امامي ولكن له فكر آخر ، وهذا الفكر هو الفكر الشيخي ، أتباع أحمد الأحسائي .
يقول السيد الطالقاني :
( الشيخية فرقة من الشيعة الإمامية ظهرت في أواخر النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري ، وقد سميت بذلك نسبة إلى عميد مدرستها الشيخ أحمد الأحسائي )
[ الشيخية - 225]
وقد أثناء على الأحسائي كبير الشيعة الخوانساري في كتابه ( روضات الجنات - 1/94) ، و يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء في حقه :
( والحق أنه من أكابر علماء الإمامية ... إلخ )
[ حاشية أنوار البدرين - 408]
يقول السيد الطالقاني :
( تألق نجم الأحسائي فتلقته الأوساط العلمية بقبول حسن ، وعرف بغزارة العلم وسمو الفكر وعلو الثقافة وأشير غليه بالأنامل ، وأجمع الكل على ورعه وتقواه وترسله وزهده في الزعامة الدينية ومتع الحياة كافة ، ولذلك كثر الاقبال عليه وعظم في نفوس العامة على اختلاف طبقاتهم ، وأخذت رياسته بالتوسع رغم إعراضه عنها ، وأوشكت شهرته تغطي العلماء المعاصرين له ، فلم يهن ذلك على بعضهم ، بل ضاقوا بذه ذرعا وامتلأت صدورهم عليه حقدا وصمموا على دكه ، غير أن المد الشعبي ومكانته الجماهيرية كانت ترهبهم ، فلزموا جانب الصمت ، إلا أنهم بدأوا يعملون في الخفاء للإطاحة به ) .
[ الشيخية - 93]
ومن هنا ، وجد كلا من الأصولية والأخبارية ، أن الأحسائي قد خرج كمارد من قمقم سحري ، وقد هددهم في معاشهم وخمسهم ومكانتهم بين العامة ، ففضوا أشتباكهم وقرروا الاتحاد في وجه الخصم الجديد !
يقول السيد الطالقاني :
( ضاق القوم ذرعا بالرجل وفكروا في الخلاص منه طويلا حتى اهتدوا إلى ما اهتدى إليه زملاؤهم علماء كربلاء من قبل ، ورأوا أن الطريق الوحيد للإطاحة به وتفريق الناس عنه هي إثارة زوبعة حوله ، وذلك عمل يحسنونه ويعرفون كيفية التمهيد له والوصول إليه ، كل ذلك يجري في الخفاء والأحسائي مترسل في سيرته وحديثه لا يعرف ما يبيت له القوم ولا يخطر له على بال ) !!
[ الشيخية - 95]
وهنا يشير السيد الطالقاني إلى منهج خبيث شيطاني كانت كربلاء تربي عليه الشيعة ، مع المخالفين لهم ، سواءا من الشيعة أو من غير الشيعة !
يقول السيد الطالقاني :
( وكان علماء كربلاء قد صمموا على تكفير كل عالم يرأس ويتزعم ويخافون تقدمه ، وقد كفروا عددا من العلماء ولكنهم لم ينجحوا مما اضطرم إلى الخجل ) !!!
[ الشيخية - 93]
وبدأ التخطيط الشيطاني المعهود على الفكر الشيعي ، يخطط ويرتب عملية أسقاط الشيخ الأحسائي !
يقول السيد الطالقاني :
( تبودلت الآراء وتكررت المشورة بين علماء إيران والعراق ، وكان أكثر علماء العراق يومئذ وإلى اليوم من الإيرانيين .. فالإيرانيون في الغالب ينظرون إلى العرب نظرة ازدراء واحتقار ويعتقدون بتخلفهم الذهني ، فكيف يروق لهم أن يأتي رجل من أطراف الأحساء وأبناء الصحراء فيتفوق عليهم في بلادهم ويحظى بإقبال ملكهم وشعبهم ؟ ولكن ذلك قد حصل بالرغم منهم وأجبرهم على الاعتراف بتفوقه وتقدمه ) !!!
[ الشيخية - 95]
ويسترسل السيد الطالقاني ويقول :
( وقد أجمعت الكلمة على الوقيعة بالأحسائي ولكن من يوري الشرارة الأولى ؟) !!!
[ الشيخية - 96]
فتزعم المعركة عالم الشيعة الأكبر الشهير بالشهيد الثالث البرغاني ، وكان - كما يقول السيد الطالقاني - على جانب كبير من الغرور والإعجاب بالنفس ، وكان بداية حنقه على الأحسائي بسبب عدم زيارة الأحساء له في بيته مما جعله ينقم عليه ، ويضع يده في يد الأخباريين والأصوليين فيما بيتوا له من قدر !
يقول السيد الطالقاني :
( وبدأ البرغاني يعمل للانتقام من الأحسائي والوقعية به ، وأخذ يتحين الفرص ويتسقط كلامه ، للحصول على مدخل يلج منه ، وممسك يتذرع به ... وحانت الفرصة للبرغاني أن يلعب لعبته ويحقق رغبته فأضاف إلى الآراء بعض الكفريات ونشرها بين العوام ، ونسب الحسائي إلى تضليل العوام بآرائه وغلوة في الأئمة وكفره ، وانتشرت أخبار تكفير الأحسائي في بقية المدن الإيرانية ، وواصل الأحسائي سفره إلى خراسان ، وكلما مر بمدينة وجد الانقسام حوله واضحا ، ففريق يتجاهله ويعرض عنه وآخر يبالغ في تعظيمه تعصبا ، وكتب البرغاني الشهيد الثالث إلى علماء كربلاء بأنه كفر الأحسائي وطلب متابعتهم في ذلك ، فاستجابوا وارتفعت الأصوات معلنة كفره ، وصار الناس في حيرة مما حدث ، ثم سادت الخصومة وتوسع الخلاف ، وظهر لدى الشيعة مبدأ جديد ، وقبرت خلافات الأخباريين والأصوليين وحلت محلها الشيخية وخصومها )
[ الشيخية - 100]
وتوالت التكفيرات من كل من :
- السيد علي الطباطبائي .
- السيد مهدي .
- الشيخ محمد جعفر شريعة مدار .
- والمولى أغا الدربندري .
- والمازندراني .
- والسيد إبراهيم القزويني .
- والشيخ حسن النجفي .
- والشيخ محمد حسين الصفهاني .
يقول السيد الطالقاني :
( ظل الأحسائي يعمل من جانبه على رتق الفتق وإخماد الفتنة ، ويدعو إلى جمع الكلمة وعدم شق عصا المسلمين وتفريق صفوفهم ، ويحذر من الاختلاف لأنه يضعف الشيعة ويشمت بهم أعداءهم ، وظل خصومة من جانبهم يغذون التفرقة وينمون دواعي الاختلاف ، وكان أن قاموا بعمل أبشع من كل ما عملوا ، وتصرف أقبح من سائر ما ارتكبوا ... )
[ الشيخية - 109]
أخي الحبيب القارئ :
ماذا تتوقع الشيء القبيح الذي فعله هؤلاء العلماء الأجلاء من علماء الشيعة في حق الأحسائي كي يسقطوه ؟
رفعوا إلى الوالي العثماني في بغداد ( داود باشا ) كتاب الأحسائي " شرح الزيارة الجامعة الكبيرة " وأطلعواه على مواضع منه فيها تعريض وطعن في أبي بكر وعمر!!
[ الشيخية - 109]
وفي أثناء ذلك ، ضرب كربلاء زلزال عنيف لم تر مثله من قبل تساقطت المباني له ، وذعر أهلها ، وساد الهلع ، فظن أتباع الأحسائي أن ذلك نصر من الله وخذلان للأصولية والأخبارية !
يقول السيد الطالقاني :
( ولم يردع ذلك - أي الزلزال - القوم ولم يكفوا عن عملهم بل عادوا إلى سابق وضعهم بعد أن هدأت الأوضاع بعض الشيء . وعمد بعضهم إلى تاليف كتاب حشاه بالفضائح والكفر والإفك وقول الزور وأقوال الملاحدة والزنادقة ونسبه إلى الأحسائي ، وكان له مجلس عصر كل يوم يقرأ فيه تلك الفضائح على ملأ من الناس فتتعالى الأصوات من أرجاء المكان بلعن الأحسائي والبراءة منه ومن معتقداته ، وبوجوب مقاومته والقضاء عليه )
[ هداية الطالبين - 112]
[ الشيخية - 102]
ويشرح السيد الطالقاني موقف الأحسائي المسكين المظلوم :
( وأخذ الأحسائي يرد على مؤاخذات خصومه بأسلوب علمي وحجج منطفية ويفسر أقواله المشتبه بها ، ونفى عنه التهم والنسب غير الصحيحة ، وتبرأ علنا من كل ما يخالف عقائد الشيعة ا لإمامية وأنه لم يقل ذلك في مجلس أو يسجله في كتاب ، ودعا القوم مرارا للاجتماع والمداولة ولكنه لم يعر أذنا صاغية ولم يلتفت إلى طلبه .. وتوجد صورة رسالة كتبها الأحسائي إلى تلميذه الشيخ عبدالوهاب القزويني ، وفيها عرض واف ووصف دقيق لما جرى معه في كربلاء ، ولما وصل إليه القوم من إسفاف وإجحاف وظلم واعتداء كصرف الأموال لشراء الذمم واستئجار الأعوان على التنكيل به ، وبث الإشاعات ضده ، وبما أنها بقلم الأحسائي نفسه ، وهو رجل صدوق لا يتطرق الشك إليه بوجه من الوجوده ، ولا يحتمل في حقه الكذب أو الزيادة أو النقصان آثرنا إثباتها ليقف القارئ على مدى ما وصل إليه القوم من انحدار في الخلق وظلم للوجدان..)
[ الشيخية - 104]
ولما أوغرت الأصولية والأخبارية الوالي العثماني على الشيخ الحسائي بسبب تكلمه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، قرر قتل الشيخ الأحسائي .
يقول السيد الطالقاني :
( ولما بلغ الأحسائي خبر ذلك رأى بقاءه في كربلاء غير صالح ، فباع داره وأثاثه وحلي نسائه ، وفر بأهله وابنائه وزوجاته إلى الله قاصدا بيته الحرام وقبر نبيه مع ما كان من كبر السن وضعف القوى ورغم مشقة الطريق وطوله فالخوف كان يدفعه ، وقد مرض قبل الوصول إلى المدينة وتوفي وحمل إليها وقبر في البقيع )
[ الشيخية - 110]
وبسبب وشاية العلماء ، هاجم الوالي العثماني كربلاء وضربها بالمدافع ، وهدم جانب من صحن الحسين واخترقت الطلقات جدران القبة ، وقد اتهم السيد ضياء الدين الروحاني الشيخ الأحسائي بأنه هو السبب بسبب شتمه للخلفاء الراشدين !
[ الشيخية - 110]
توفي الشيخ الأحسائي ، وانتقلت الماساة إلى أهله وأولاده وتلاميذه !
فهذا تلميذه الرشتي يتعرض على أيدي الأصوليين والخباريين إلى أبشع أنواع التعامل الحيواني !
يقول السيد الطالقاني :
( ومن أفظع الأعمال التي قاموا بها تجاه الرشتي انهم أوعزوا إلى بعض أتباعهم بخطف عمته من على رأسه أثناء الصلاة وهو يؤم الناس في حرم الحسين عليه السلام ، وقد تكرر ذلك العمل الشائن مرتين ، إحداهما وهو يؤدي صلاة الظهر في إحدى الجمع ، وأخرى في صلاة الفجر وهو ساجد ، وقد صحب ذلك في الحادثتين تعالي الضحك من قبل الخصوم المتفرقين في أرجاء الحرم وحول ضريح الحسين ، دون مراعاة لحرمة المكان وقدسية العبادة ، وهو واقف بين يدي ربه ، وهموا بقتله ... )
[ الشيخية - 140]
وقد وقف الشيخ علي بن جعفر كاشف الغطاء موقفا حاسما في نصرة الرشتي والدفاع عنه ، إلا أن هذا الدفاع لم يستمر ، إثر خلاف بين الرشتي والشيخ علي بن جعفر كاشف الغطاء ، على أموال أيتام طالب بها الشيخ كاشف الغطاء ، فاعترض الرشتي بأن هذه الأموال لصغار قصر ، ولا يمكنه التفريط فيها أو هبتها له !
فغضب الشيخ كاشف الغطاء ورضي بتكفيرالرشتي وذم الناس له !
[ انظر : الشيخية - 145]
وتطاول الشيعة على الأحسائي وتلامذته حتى نبشوا قبورهم وسرقوا ما بها !!!
وقتلوا أبنه أحمد وهو يصلي في الصحن ، وكان بجواره ابنه الصغير ، فقام أحد أصحاب ابن الأحسائي بالهروب بالطفل الصغير واخفائه حتى لا يطاله القتل !
وكان الشيخ زين العابدين الكرماني الشيخي ، إذا مر بمدرسة كاشف الغطاء ، ألقى عليه هؤلاء شيئا من القذارات تحقيرا له !
وفي عام 1314هـ احرقت بيوت الشيخية و أحرق الميرزا محمد علي الهمداني !
يقول السيد الطالقاني :
( ووقف السلطان مظفر الدين شاه القاجاري موقف المتفرج فلم يتدخل ولم يضع حدا للأعمال البربرية ، لأن بعض النابهين من خصوم الشيخية اتهمهم عنده بقصد التعرض للعرش ) !!!
[ الشيخية - 335]
وقد كانت هناك مجازر مخيفة ومريعة تصيب الشعوب بسبب علماء الشيعة ، ولا يخفى ما حصل بسبب نصير الدين الطوسي وابن العلقمي من قتل لأكثر من مليون مسلم !
ولا يخفى ما حصل للشعب الإيراني على يد الشاه عباس الصفوي من مجازر للعلماء المشتغلين بالفلسفة ، بسبب فتوى محمد باقر المجلسي الذي استباح فيها دماء هؤلاء ، وكان يؤتى بالرجل ويقتل على الظنه لأنه يحضر مجالس المعرفة والفلسفة !
ويقول السيد الطالقاني :
( ومن غرائب ما سجله التاريخ عن تلك المجزرة : أن شاعرا من أهل كاشان اسمه " باقر خرده ئي " كان من تلاميذ محمود النقطوي رئيس أحد تلك المكاتب الفلسفية ، وقد تذرع بعذر قبيح طلبا للسلامة ، ذلك أنه أدعى امتهان اللواط والهيام بغلام أمرد من تلامذة النقطوي ، وأنه يتردد إلى المكتب ليحاول الفسق بالغلام لا طلبا للعلم ، وقد شفع له بعض علماء خراسان وأيدوا ادعاءه فعفي عنه ونجا من الموت !
ومن الخزي أن يسجل التاريخ في حكم عباس الصفوي هذه المثلبة وأن الانحراف الخلقي والشذوذ الجنسي أهون لديه من طلب المعرفة) .
[ الذريعة إلى تصانيف الشيعة - 7/265]
[ الشيخية - 336]
بقلم الأستاذ : راشد الخطامي